رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

د. عبد المنعم سعيد المفكر السياسي الكبير: إيران بحثت عن «اللقطة» في ردها على إسرائيل


12-1-2025 | 16:09

صورة أرشيفية

طباعة
حوار أجراه: أحمد جمعة
من مدينة بوسطن الأمريكية. تابع المفكر السياسي الكبير د. عبد المنعم سعيد، ضربة إيران على إسرائيل والتي بثت مباشرة على فضائيات العالم فى توقيت متزامن، بينما كانت المخاوف حاضرة هنا، في هذا الإقليم المأزوم، عما تحمله صواريخ إيران الباليستية من تصعيد مرتقب. خاصة مع انتظار الرد الإسرائيلي» الذي توعدت به، في الوقت الذي تمضى قواتها في جرائمها بالجنوب اللبناني، وعلى جبهة غزة بعد عام كامل حولت القطاع إلى مقابر جماعية». كان «سعيد» مباشرًا في توصيفه للهجوم الصاروخى الإيراني، حينما اعتبر أن طهران بحثت عن «اللقطة». بعد أسابيع حادة تعرضت خلالها أذرعها لضربات قاسية، واغتيالات طالت زعامات تاريخية»، بل استهدفت إسماعيل هنية في عقر دار الحرس الثورى الإيراني، ومضت وصولا إلى حسن نصر الله فى مخبئه تحت الأرض. حينما تحدثت إلى الدكتور عبد المنعم سعيد في الأيام الأولى من هذا العام وبعد أسابيع من اندلاع الحرب في غزة، قال إن 2024 سيكون ذروة «الماسى الكبرى» بالمنطقة، وعلى مدار العام رأينا مجازر إسرائيلية لم تبق ولا تذر. خلفت قرابة 42 ألف شهيد فلسطيني، قبل أن تمضى لارتكاب الجرائم ذاتها في بيروت الآن.. ومع هذا يعتقد «سعيد» أن إسرائيل ستعمل على إنهاء حملتها العسكرية بحلول العام المقبل تحت وطأة «اقتصادها المتراجع وسمعتها الملطخة»، ليكون العام المقبل أخف وطأة عن سابقه... وإلى نص الحوار الذي دار بين القاهرة وبوسطن. هناك حالة من التصعيد المتزايد في المنطقة، خاصة مع تنفيذ إيران لهجوم صاروخي على إسرائيل التي بدورها تنفذ توغلا بريا فى لبنان وتواصل جرائمها في غزة.. ما قراءتك لما يجرى وهل يفتح الرد الإيراني باب الحرب المباشرة؟ إيران هي الجهة الدولية المقابلة لإسرائيل، وطهران لم تكن لتتدخل بهذا الشكل لو لم تكن هي السبب في خلق ما يمكن تسميته بـ «الدفاع المتقدم»، عندما خلقت ميليشيات في دول مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن وفلسطين، وترغب في الاستمرار بأن يكون تصعيدها عبارة عن مد تلك الجبهات بالسلاح، ورغم كثافة الصواريخ التي أطلقت من اليمن ولبنان وسوريا والعراق على إسرائيل، فإن الدمار الذي أحدثته لا يقارن بالدمار الذي تعرض له ربع شمال غزة على سبيل المثال. عند هذه النقطة.. كيف توظف إيران ورقة «الوكلاء» في صراعها؟ إيران تستخدم . ذلك كجزء من استراتيجيتها الكبرى | لكي تحصل على سمعة أنها تحافظ على القضية الفلسطينية ومقدمة محور المقاومة والممانعة، لكن الحرب تأتى إلى إيران في شكل عمليات تتعلق باغتيال قادة عسكريين أو علماء أو استهداف منشآت حيوية داخلها، فضلا عن اختراقات حادة في مؤسساتها، وبالطبع كان واضدًا نتيجة ذلك من خلال الضربة الكبرى التي جرت باغتيال إسماعيل هنية في عقر دار الحرس الثورى الإيراني. هل ما يجرى الآن يستهدف القضاء على ما يعرف بجبهات المقاومة؟ ما يحدث بدأ بعمليات الاغتيالات للقيادات العسكرية الإيرانية الموجودين في سوريا، وبالطبع تقليم أظافر الميليشيات الموجودة في لبنان، وتصاعد الأمر بسرعة شديدة بعد استهداف ما يزيد عن 3 آلاف عنصر لحزب الله فى ضربة واحدة عبر تفجير أجهزة «البيجر» وكل الخبراء كان رأيهم أنه كانت هناك عملية اختراق كبيرة داخل الجماعة التي تسمى نفسها بالمقاومة (في إشارة لحزب الله)، لأن تلك الجماعات لا تقوم بالمقاومة بل «إيذاء» لإسرائيل، فالمقاومة استراتيجية كبيرة للتحرير، وبها أدوات متعددة سياسيا ودبلوماسيا وإعلاميا، لكن معظم الميليشيات تعتمد على الصواريخ والمسيرات والإيذاء للإسرائيليين قدر المستطاع. في المقابل كان الرد الإسرائيلي على ما جرى في 7 أكتوبر، هو تصفية الحالة الغزاوية وتحويلها من منطقة محررة إلى محتلة، ثم حاليا التحول إلى جبهة لبنان، وبالتالى فالتصعيد الجاري يتم في إطار أمر وافقنا عليه والبعض صفق له بشدة وهو تحول دول عربية إلى دول ميليشياوية، وهذا يعنى أن سلطة الدولة ليس لها قيادة أو قدرة على اتخاذ قرارات الحرب والسلام، وإنما جماعات لا يوجد لديها أدوات الدولة الخارجية أو الإعلامية أو السياسية أو العسكرية. التصعيد الجاري قائم على تقليم الأظافر المستمر، بعدما وقعت إيران تحت ضغوط واسعة بعد مقتل حسن نصر الله و«هنية» التي كانت بمثابة لطمة على الوجوه الإيرانية بشكل مرعب والمشكلة ليست أن هذا جاء من إسرائيل، ولكن الموقف داخل الرأى العام الإيراني المتذمر للغاية، خاصة أن إيران دولة كبيرة وتاريخية وشعب لديه هوية، وواحدة من الدول القليلة الحقيقية كاملة الأركان، لذا فالشعب الإيراني متذمر للغاية، والتذمر في بعض الأوقات يفتح أبواب الخيانة. في رأيك.. ماذا يبرر هذا الغضب الداخلي الإيراني؟ في إيران التذمر قائم على فكرة لماذا يتم منح مليارات الدولارات وتسليح جبهات المقاومة لحزب الله، وجماعة الجهاد وحماس، والحوثيين.. وللشعب الإيراني الحق في ذلك، في المقابل تقول إيران إنها تحارب عن الإسلام والمسلمين، لكن عندما تتزايد اللطمات يكون الموقف أمام الشعب الإيراني صعبا، لذلك قررت ايران أن تفعل شيئا، لكنهم لا يريدون شيئا جادا، بل يريدون «اللقطة»، والتى تتمثل فى كونهم يقاومون، ولذلك كانت هناك «بروفة» لما جرى خلال أبريل الماضي، والتي كانت بالتوافق مع الأمريكان بأن إيران تقوم بتنفيذ غارة لا تنتج شيئا من الخسائر ويكون ردا خفيفا من إسرائيل بالمقابل، وبالتالي يكون الجميع أظهر للرأى العام قدراته. أما هذه المرة، فقد رغبت إيران فى تكرار تلك المسألة، وهناك الكثير من الآراء بأن الضربة كانت بالتنسيق مع الأمريكان بإطلاق نحو 250 صاروخا باليستيا، لكنها لم تحقق أضرارا، لأن معظم هذه الصواريخ إما تعثرت أو أصيبت على الطريق، بالنظر لكون الولايات المتحدة لديها 3 حاملات طائرات فى المنطقة وساعدت إسرائيل في الدفاع عن نفسها. ومن هذا المنطلق، دعنى أخبرك بأن إسرائيل من جانبها اهتمت بملف الصواريخ منذ الستينيات، وطورت منظومات دفاعية متكررة منها مقلاع داود والقبة الحديدية، ثم أنتجوا مواجهة الصواريخ عن طريق الليزر، وبالتالى فالصواريخ الإيرانية فقدت جزءا كبيرا من قدراتها قبل دخول إسرائيل، ولم تكن هناك نتيجة عسكرية تكتيكية أو استراتيجية تمت من هذه الرشقة الصاروخية التي هي بالأساس مضادة لعملية «تقليم الأظافر» الإسرائيلية التي تتم بشكل عسکری مقصود به كسب هذه الحرب. كيف حدث التحول العسكرى الإسرائيلي تجاه لبنان؟ إسرائيل بدأت حاليا مرحلة جديدة للحرب، ببدء عمليات محدودة في الجنوب اللبناني أشبه بـ «جس النبض خاصة وسط الكتل السكانية الكبيرة، وأرى أن لها قدرة فائقة على التجنيد لأن هناك سخطا كبيرا على الميليشيات فى محور لبنان وسوريا واليمن والعراق، كون أن هناك مجموعة من المدججين بالسلاح باستمرار، ويحملون قضية فلسطين لابتزاز أي أحد، لكنهم لا ينظرون لحال بلدهم الذي يحتاج أول ما يحتاج إلى التنمية فسوريا على سبيل المثال ممزقة تمزيقا شديدا، ولبنان يعاني منذ عقود. هل من الممكن أن يفتح الرد الإسرائيلي المنتظر متوالية الرد والرد المضاد بين الجانبين؟ هذا يتوقف على طبيعة وشكل الرد الإسرائيلي، خاصة إذا قررت تل أبيب استكمال التمثيلية»، ففى الحروب من هذا النوع هناك خلفيات لا تتوقف عن التفاعل مع بعضها البعض. فالأمريكان لا يرغبون فى ضربة ورد إسرائيلي، إذ يرون أن إسرائيل متفوقة في ساحة المعركة، ويقدمون لها الدعم الكافي الذي يمنعها من التضرر، وبالتالي، لم تتسبب الهجمة الإيرانية في شيء يذكر، ومن هنا يتوقف التصعيد عند هذا الحد، هذا هو الموقف الأمريكي، خاصة أن واشنطن لا تريد تصعيدا كبيرا، أما الموقف الإسرائيلي، فأنا في حيرة بعض الشيء، الظاهر هو أنهم يحاولون إرضاء الأمريكيين بالرد على ما قامت به حماس، وحزب الله، والحوثيون، إذ إن الولايات المتحدة لا تريد تصعيدا يستهدف ضرب طهران، لأنها تدرك أن إيران ليست ضعيفة؛ ففى بعض الأحيان قد تكون أقل قوة، لكنها ليست دولة ضعيفة، وهى تحتاج إلى إظهار قدراتها كجزء من الردع مع ذلك، لا أتصور أن يحدث هذا التصعيد الآن على الأقل بسبب وجود تخوفات. من منطلق هذه القراءة.. ماذا تريد إسرائيل الآن؟ إسرائيل تريد نصرا كاملا وساحقا على كل الأطراف التي تقف ضدها، فهى تشعر بأن لديها القوة التكنولوجية والعسكرية الكافية لتحقيق ذلك، وتحظى بضمانات أمريكية، كما أن كل الجماعات التي تواجه إسرائيل تعتمد على سياسات ذات طبيعة دينية، وفي بعض الأحيان تعطيل كامل للدولة كما هو الحال فى لبنان واليمن، وترى أمريكا أن الضرب في تلك الجماعات مباح». لكن مع ذلك، ففى الولايات المتحدة، يوجد جناح تقدمي في الحزب الديمقراطى يضغط بشدة لدعم الفلسطينيين، والضغط على إسرائيل، ومنع تسليحها، لكن هذا الضغط غير مؤثر ومحدود ومن ثم فإن إسرائيل تمتلك المفتاح الحقيقى للتصعيد، ومن الواضح أنها تتحكم فيه، وتعمل وفق استراتيجية عمليات محددة خاصة منذ فشلها في التنبؤ بما حدث في السابع من أكتوبر وعدم استشعار مخاطر الاستيطان والاستيلاء على الأراضي والإذلال المستمر للفلسطينيين. حماس نفذت عملية السابع من أكتوبر كبداية لحرب شاملة على إسرائيل، وقد نفذوا استراتيجياتهم لكنهم فاجأوا الإسرائيليين بالمدى الذي وصلت إليه الأنفاق في فلسطين ولبنان، والتكنولوجيا الخاصة بها وطرق استخدامها التي لم تكن في الحسبان، ولذلك يتحرك الإسرائيليون بحذر، جولة بعد أخرى. فبعد تدمير قدرات حماس، اتجهوا نحو اغتيال قيادات حماس وحزب الله، ثم قاموا بعمليات توغل برى محدودة في جنوب لبنان مع استمرار وجودهم فى محور صلاح الدين والبحث عن الأنفاق. القوات الرئيسية لإسرائيل اتجهت إلى الجبهة اللبنانية، كما باتت العمليات الجوية تتركز في الضاحية الجنوبية، وعلى الحوثيين وبالتالي باتت استراتيجية إسرائيل تقوم على القضم أولا، ثم الهضم، والبلع. في المقابل.. ماذا كانت تريد حماس بعد طوفان الأقصى؟ لا تعرف أبدا استراتيجية الطرف الآخر، ولا تملك معلومات عن خطط حماس لما كانوا ينوون فعله يوم 8 أكتوبر، هم خططوا فقط لما جرى في السابع من أكتوبر 2023، ولكن لم يكن هناك أي تخطيط أو إعداد لليوم التالي. بدا الأمر وكأنه استدراج الإسرائيل إلى حرب مدن، ثم اصطيادهم وفق مبدأ حرب الشوارع، وهذا كما أظن مبدأ حزب الله أيضا، وقد نجحوا في استدراج القوات الإسرائيلية إلى كمائن، حيث قتل 9 جنود إسرائيليين في كمين لحزب الله. وبشكل عام قتل حوالى 600 عسكري إسرائيلي خلال الحرب، وهو رقم كبير بالنسبة لإسرائيل، لكن بالمقارنة مع عدد الضحايا المدنيين الفلسطينيين الذي وصل لنحو 42 ألف شخص، فالفارق هائل.. بعد عام على 7 أكتوبر 2023.. هل نحن في انتظار عام جديد من الحرب على جبهات مختلفة؟ أعتقد أن إسرائيل تحاول إنهاء حربها خلال هذا العام أو أوائل العام المقبل على أقصى تقدير، لكننا لا ننتظر عاما آخر من الحرب ويتضح أن كافة الأطراف في حالة انتظار لما سيحدث لأن هناك استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى تفكيك محاور جبهات المقاومة»، كما يطلق عليها. إسرائيل لديها نقاط ضعف تعمل على مراعاتها، ومنها أن الاقتصاد الإسرائيلي شبه متوقف خاصة مع استخدام الحد الأقصى للتجنيد وقوات الاحتياط وتشغيل تلك القوات بالخدمة لفترات طويلة، فضلا عن استهلاك كميات ضخمة من الأسلحة في حملتها العسكرية، وبالتالي لن يتحمل الاقتصاد الإسرائيلي فترة أخرى طويلة من الحرب دون نمو. الأمر الآخر هو أن الثمن الدولي المدفوع كان كبيرا من ناحية الصورة الذهنية لإسرائيل لدى الغرب مع سقوط آلاف المدنيين الذين استشهدوا في هذه الحملة العسكرية. الإسرائيليون يدركون أن هناك سقفا دوليا للسمعة السلبية ضدهم، وهم يدرسون هذا جيدا، لديهم أيضا سقف في هذه الحملة العسكرية، وسيكون لهم استراتيجية للتعامل مع وقف إطلاق النار وما بعده. مع تعثر المفاوضات على مدار أشهر للوصول إلى هدنة في غزة.. هل تنتهى ولاية بايدن الحالية دون التوصل لوقف إطلاق النار بالمنطقة؟ كما ذكرت الهدف الإسرائيلي هو إنهاء الحملة نهاية العام الجاري أو بداية العام المقبل مع العلم أن جو بايدن سيظل في السلطة حتى 20 يناير من العام المقبل، وبالتالي يوم الانتخابات لا يعنى نهاية رئاسته بل على العكس، إذا غازت كامالا هاريس في الانتخابات الأمريكية، فهذا يعنى استمرار إدارة ديمقراطية الأربع سنوات مقبلة، مما يفرض قيودا أكبر على إسرائيل، خاصة آن هاريس» تحدثت علانية عن ضرورة وقف العمليات العسكرية وحماية المدنيين، وهي تدرك أن إسرائيل نجحت في الدفاع عن نفسها، وأن قدرات بلادها تمكنها من الدفاع ضد أي تهديد وهم يدعمون استخدام التطور الذي جرى خلال العام المنقضى للوصول إلى حل الدولتين، وهذا تصريح مهم ومفيد يجب تشجيعه. بعد اغتيال نصر الله والتسلسل الهرمي للقيادة في حزب الله اعتقد البعض أن إيران ربما تخلت عن أقوى أذرعها.. كيف تنظر لذلك؟ ليس تخليا، لكن ربما أذرعها فشلت في حماية نفسها، فلا توجد أي جهة تساعد أخرى وتكون مكلفة بحمايتها بنسبة 100 في المائة، هناك أيضا أمر آخر، وهو أن القيادات الدينية التي تم اغتيالها يكون لديها نوع من التسليم والتواكل. قيل إن حسن نصر الله حضر جنازة أحد رفاقه في الضاحية ثم دخل إلى ملجنه تحت الأرض، وبالتالي كان الاختراق كبيرا، فعندما يكون المجتمع قائما على الذعر يصبح هناك تجنيد الجواسيس بثمن بخس وفي تصوري فإسرائيل قامت بتشغيل شبكتها الاستخباراتية وعملائها لجمع المعلومات. إيران لن تستطيع حماية كافة عناصر حزب الله، لكنها لن تتخلى عنهم، خاصة أنهم يمثلون «دفاعا متقدما» عنها في حال فكرت إسرائيل فى الهجوم على طهران الضربة المقبلة لإسرائيل ستكون بمثابة «قرصة أذن أخرى لإيران، وهى من تقدم «الطعم» هذه المرة. إذا كان الأمر كذلك.. فمن قدم الطعم» في 7 أكتوبر يوم «طوفان الأقصى»؟ ما جرى في 7 أكتوبر كان طعما إيرانيا بهدف إفساد «التطبيع» العربي الإسرائيلي، وبشكل خاص الاتفاقيات بين إسرائيل والسعودية، ونجحوا في ذلك على الأقل فى الوقت الحاضر، لكن هذه المرة، تقدم إسرائيل الطعم لإيران لتدفعها للرد مجددا، لتكون الفرصة فى النهاية لتدمير سلاحها النووى، وهو الهدف الأقصى لإسرائيل، الأمر الذي يعتبروه إهانة للنظام القائم في إيران واتهامه بالفشل وإهدار موارد البلاد على أهداف لا تعود بأي نفع على الإيرانيين، وفي بعض الأماكن، هناك تذمر واضح ضد ما تقوم به ایران فى المنطقة، خاصة من القومية العراقية التي ترفض بشكل قاطع تدخلات طهران ومحاولتها إدارة العراق وفق أهدافها الاستراتيجية، مثل الطريقة التي تستخدم بها الحشد الشعبي. تداعيات الحرب لا تزال متواصلة على كافة دول المنطقة وبشكل خاص مصر، خاصة الحديث عن خسارة قناة السويس لنحو 6 مليارات دولار منذ اندلاع الصراع.. كيف تنظر للموقف المصرى الراهن في هذا الوضع المأزوم؟ احتدمت الحرب، ونحن نعمل على حل الأزمة الاقتصادية الداخلية، ونجحنا في ذلك عبر الاستثمارات الإماراتية والسعودية والكثير من العقلانية فيما يخص القطاع الخاص وتطبيق وثيقة سياسة ملكية الدولة، وهذا جعل الدولة تتحمل ما جرى في قناة السويس والخسائر التي تعرضت لها، لكنني أعتقد أن الوضع لن يكون أمرًا وقتيا، كما قامت الدولة بتنفيذ سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية، وهذا أمر ستقدره الأجيال المقبلة بشدة. لكن يجب أن نأخذ في الاعتبار أن معسكر المقاومة والممانعة هو معسكر إسلاموى إخوانى على شيعي»، ويسعى لتدمير المنطقة والإضرار بمصر، لذا، يجب أن يكون هناك ائتلاف من الساعين للسلام والتنمية، مع وضع إسرائيل عند حدها، لأن هذه الميليشيات أعطتها الفرصة للتوسع كما لم يحدث من قبل، وأعطت مبررات للمتطرفين في إسرائيل لزيادة استعمار الضفة الغربية من خلال الاستيطان والإرهاب المباشر، وبالتالي، يجب تشكيل ائتلاف عربي بين الدول العربية المهتمة بقضية التنمية والسلام، وهذا ما سعت إليه مصر حين عقدت قمة مصر للسلام مع بداية اندلاع هذا الصراع، وحاولت تجميع الدول لتجنب تدمير المنطقة برمتها. لكن مع استمرار المزاعم والأكاذيب الإسرائيلية فيما يخص الدور المصرى.. ما التداعيات المتوقعة؟ هذا الفصل من الخلاف سيغلق بعد فترة، لأنه يدخل فيه الجانب الأمريكي الذي طالما أكد على إيجابية الموقف المصرى في هذه الأزمة، كما أن هناك اتجاها داخل إسرائيل لا يزال يعتبر ما جرى في السابع من أكتوبر مشكلة كبرى، ويزعمون كذبا أن الأسلحة كانت تهرب عن طريق مصر لحماس، وهذا غير صحيح على الإطلاق، فكل ما قامت به قوات الاحتلال خلال وجودها فى محور صلاح الدين هو الإعلان عن فوهات لأنفاق من الجانب الفلسطيني، لكن هذه الأنفاق أغلقت بشكل كامل من الجانب المصرى حماية للأمن القومى المصرى، ولم يعد هناك نفق يعمل بين قطاع غزة ومصر. لكن هناك مؤشرا آخر، فعلى الرغم من المزاعم التي يذكرها رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، فإن تصريحات وزير الدفاع يواف جالانت والمؤسسة العسكرية الإسرائيلية لا تتفق مع ذلك، وعلينا أن نفهم أن تلك الاختلافات بين المستوى السياسي والعسكري في إسرائيل مهمة، وأنها ليست تمثيلية داخلية»، لأنهم يوجهون حديثهم للإسرائيليين أيضا، وبالتالي لم يذكر أحد أن مصر تنسحب من المفاوضات أو يلومها على . ى أي شيء. تصريحات نتنياهو عبارة عن مزايدات فيما يخص الدور المصرى، وهى محض افتراءات وأكاذيب غير صحيحة لا تدخل في عقل الأفراد أو الإدارات السياسية، ومصر تتابع كل ذلك وتتمسك بمواقفها، وتحمى أمنها القومى بكل قوة. أخيرا.. في بداية العام الجارى ذكرت لى تنبؤك لما سيحدث في هذا الصراع بأنه سيكون ذروة الماسى الكبرى في الإقليم.... هل لا نزال عند هذه الذروة؟ سأكون متفائلا بأن يشهد العام المقبل محاولات الخروج من ماسى العام الحالي. أحمد جمعة