رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

مصر تدعم «التفاوض» وتقدم «المساعدة» ولا ترفض الوساطة» أين نقف؟


12-1-2025 | 22:13

الرئيس السيسي

طباعة
يقولون إن «السياسة فن الممكن والمتاح»، وهو ما يعنى في الوقت ذاته استغلال الفرص»، وكثير من الأنظمة الحاكمة تفتح قوسا لـ «انتهازية الفرص ولا تغلقه، تاركة الأمر يسير وفقا لمصالحها دون أن تضع أي اعتبارات الأطراف أخرى من الممكن أن تتأثر بالسلب غير أن القيادة السياسية المصرية لا تتعامل مع قضاياها وفقا لهذه الاستراتيجية «الانتهازية»، ففى الوقت الذي تبحث فيه القاهرة عن تأمين مصالحها» أو «صناعة فرصة جديدة، فإنها تضع أمامها الخيارات الحسنة» و«النوايا الصادقة»، ولا تذهب خطوة واحدة ناحية العمل تحت شعار «مصلحتى وليحترق العالم مثلما تفعل بعض الفئات الحاكمة في عواصم العالم. الغريب هنا، أن استراتيجية مصر الواضحة وموقفها الحازم تجاه القضايا الإقليمية والدولية، دائما ما يضعها فى مرمی نیران معسکر المصلحة الأحادية»، وهو ما يترتب عليه العديد من الأمور التي تنقلب فى أحيان عدة إلى مؤامرة واتهامات باطلة، فعلى سبيل المثال في الوقت الذي أعلنت فيه مصر منذ اللحظة الأولى لاندلاع الصراع في السودان الشقيق، أنها تسعى لـ «التهدئة» و«المصالحة» وكذا الوصول إلى نقطة اتفاق لما فى صالح الشعب السوداني الشقيق» خرج قائد مليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو، «حمیدتی» ليهاجم القاهرة ويلقى الاتهامات جزافا دون دليل أو بينة، وهي اتهامات جاءت متزامنة مع الانتصارات التي بدأ يحققها الجيش السوداني على الأرض، وهو ما يمكن أن يفسر اتجاه «حميدتي» للبحث عن «شماعة» يعلق عليها فشله بعدما أشعل النار في ثوب السودان، والتي امتدت وكادت تحرق ثوبه هو شخصيا. كعادتها.. لم تتورط «القاهرة» في الحرب الكلامية التي كان يحلم «حميدتي» بإشعالها، لكنها خرجت وبـ دبلوماسيتها» الرزينة المعتادة، لتنفى - في بيان رسمى عن وزارة الخارجية المصرية، ادعاءات قائد مليشيا «الدعم السريع»، وتؤكد - في الوقت ذاته، أن «تلك المزاعم تأتي في خضم تحركات مصرية حثيثة لوقف الحرب وحماية المدنيين وتعزيز الاستجابة الدولية لخطط الإغاثة الإنسانية للمتضررين من الحرب الجارية بالسودان الشقيق»، داعية المجتمع الدولى للوقوف على الأدلة التي تثبت حقيقة ما ذكره قائد ميليشيا الدعم السريع. حميدتي لم يكن الوحيد الذي حاول توريط القاهرة في حرب كلامية، فقد سبقه بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، عندما تحدث عن أنفاق غزة» و«تهريب السلاح» و «محور صلاح الدين»، محاولا - هو الآخر، تقديم حجج واهية لمواطنيه أملا فى إيجاد سبب لفشله في تحرير الرهائن أو إيقاف «طوفان المقاومة». وقد فطنت القاهرة جيدا لـ«لعبة نتنياهو»، وخرجت لتفضح أكاذيبه أمام العالم، وتؤكد أنها تقف في المكان الصحيح»، حيث أعربت عن رفضها التام للتصريحات التي أدلى بها «نتنياهو»، والتي حاول من خلالها الزج باسم مصر لتشتيت انتباه الرأى العام الإسرائيلي، وعرقلة التوصل لصفقة لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والمحتجزين، وعرقلة جهود الوساطة التي تقوم بها مصر وقطر والولايات المتحدة، مؤكدة حرصها على مواصلة «القيام بدورها التاريخي في قيادة عملية السلام في المنطقة، بما يؤدى إلى الحفاظ على السلم والأمن الإقليميين ويحقق استقرار جميع شعوب المنطقة». على الجانب الآخر، وتأكيدا للموقف المصري، فإن القراءة المحايدة لـ «قائمة المساعدات التي قدمت ولا تزال تقدم، سواء إلى قطاع غزة، أو السودان وأخيرا لبنان تكشف بما لا يدع مجالا للشك أن «السلام العادل هو المربع الذي تقف فيه القاهرة، وأن «التهدئة والوصول إلى «شرق أوسط هادئ هدف مصر الوحيد منذ سنوات طويلة، غير أن هذا لا ينفي في الوقت ذاته أن مصر ستكون حاضرة في كل لحظة لـ «الرد» على الألسنة التي تحاول توريطها أو تشتيت جهودها سواء في «الوساطة» أو «التفاوض» أو «المساعدة»، وذلك لإدراكها الكامل لدورها المحوري في المنطقة وثقلها الإقليمي والدولي الذي يدركه العالم أجمع.