رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

«محطة بشتيل».. بوابة عبور التنمية للصعيد


12-1-2025 | 22:51

محطة بشتيل

طباعة
تقرير: أحمد جمعة
«القطر بقا جنب بيتي، وهروح لأهلي في سوهاج كل سنة، بدل ما كنت بسافر لهم كل 10 سنين».. قالتها هكذا ببساطة مواطنة مصرية تقيم في سيناء تعليقا على تشغيل خط سكة حديد «الفردان - بئر العبد» وصولاً إلى سيناء.. هكذا ببساطة ودون كثير من التوضيح أو التدليل يمكن قياس انعكاس المشروعات التنموية على المصريين. وخاصة في قطاع النقل الذي خصص لتطويره أكبر موازنة بالدولة المصرية بنحو 2 تريليون جنيه ليمضى فاتحا شرايين «التنمية والحياة» على حد سواء. كانت الرسالة واضحة مع افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي محطة قطارات صعيد مصر بشتيل» بالجيزة، هذا الأسبوع، بجانب عدد من مشروعات الطرق والكبارى الجديدة، والتي تسعى الدولة من خلالها لمحو آثار إهمال الماضى، والذى أدى لتقادم فادح في منظومة النقل سواء البرى أو السككى، لنعاني من أزمات متكررة سواء معضلة حوادث الطرق أو القطارات التي حصدت مئات الأرواح وخلفت آلاف المصابين. لكن مع ذلك، تبقى محطة قطارات بشتيل الأكبر من نوعها في مصر»، لتؤكد مضى الدولة المصرية قدما في التحديث الكامل لهذا المرفق الحيوى، خاصة مع مشاهد تواجد الآلاف داخل المحطة يوميا لاستكمال رحلاتهم إلى محافظات الصعيد، بما يؤكد عبور التنمية الحقيقة إلى هذا المحور الذي غابت عنه المشروعات الحقيقة لعقود.. وكان يوم الأحد الماضي حافلا داخل المحطة التي شهدت أول أيام التشغيل الفعلى للقطارات على كافة الخطوط. الهدف كان واضدًا من اليوم للعمل فى تلك المحطة، وهو تخفيف الضغط على محطة رمسيس من خلال جعل محطة بشتيل محطة نهائية لقطارات الصعيد ورفع مستوى الخدمات المقدمة داخل المحطات إلى المستوى العالمي، وإنشاء ورش جديدة لصيانة العربات والجرارات لتحسين مستويات الصيانة والتوسع في إنشاء المحطات التبادلية بين وسائل النقل الجماعى المختلفة، وتحقيق التنمية المستدامة للمجتمع من خلال توفير محطات نقل ذكية تتماشى مع الجمهورية الجديدة. الموقع المميز للمحطة لم يأت من فراغ، بل نظرا للاستفادة من تكامله مع المحاور الرئيسية مثل محور الفريق كمال عامر، ومحور روض الفرج، ومحور 26 يوليو، والطريق الدائرى، حيث إن المحطة تتكامل مع خطوط سكك حديد مصر التي أصبحت جزءا منها، كما تتكامل مع الخط الثالث لمترو الأنفاق، ومسار مونوريل غرب النيل ومسار الأتوبيس الترددى، بما يجعلها محطة مركزية لكافة الركاب. الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، قال: فنسير في اتجاه تطوير شامل لكافة عناصر الشبكة الحالية، تم اعتماد خطة التطوير التي تشمل خمسة محاور هي الوحدات المتحركة - البنية الأساسية - نظم الإشارات والتحكم - تطوير الورش - العنصر البشرى)، وتهدف الخطة إلى تعظيم طاقة نقل الركاب والبضائع عبر السكك الحديدية في مصر، حيث بلغت 700 ألف راكب يوميا فى عام 2014، ووصلت في عام 2024 إلى مليون راكب يوميا، والمخطط لها بحلول 2030 أن تصل إلى 2 مليون راكب يوميا، كما أن طاقة نقل البضائع التي 8 بلغت فى 2014) (4.5) مليون طن سنويا)، وصلت في 2024 إلى ملايين طن سنويا، والمخطط لها أن تصل بحلول 2030 إلى 13 مليون طن بضائع سنويا، وفق تأكيد الفريق كامل الوزير. وكشف «الوزير أن المحور الأول من خطة التطوير الشامل للسكك الحديدية هو محور تطوير الوحدات المتحركة، والذي ينقسم إلى جزئين (الجرارات - العربات)، وجرى توريد 210 جرار GE جديدا، وإعادة تأهيل 97 جرارًا من إجمالي 220 جرارا مخطط إعادة تأهيلها، كما تم توريد 977 عربة من إجمالي 1350 عربة ركاب جديدة تم التعاقد عليها، فى حين كان المحور الثاني من خطة التطوير هو تطوير البنية الأساسية (تطوير المحطات القائمة - إنشاء محطات جديدة - إنشاء خطوط سكك حديدية جديدة، وقد تم تطوير 310 محطات من أصل 708 محطات. كما لفت إلى أنه فيما يخص إنشاء المحطات الجديدة، وبناءً على توجيهات الرئيس السيسى بضرورة حل مشكلة الازدحام في ميدان رمسيس ومحطة مصر، تم التخطيط لإنشاء محطة قطارات صعيد مصر بمنطقة بشتيل والتي تبلغ مساحتها أربعة أضعاف مساحة محطة رمسيس الحالية. بدوره قال المهندس محمد عامر رئيس هيئة السكة الحديد بات من الضروري خلال السنوات الماضية اللجوء لإنشاء محطة جديدة للقطارات في منطقة بشتيل تكون مخصصة لخدمة ركاب محافظات الصعيد، لتتحمل العبء الموجود على محطة رمسيس في الفترة السابقة، في الوقت الذي تبلغ طاقتها الاستيعابية نحو 250 ألف راكب يوميا. «عامر» أوضح أن افتتاح محطة قطارات بشتيل تتواكب مع مشروعات كبرى في مجال النقل تخدم جميع المصريين، حيث تزامنت مع افتتاح مركز التحكم والسيطرة بنى سويف - أسيوط» المجهز على أعلى مستويات السلامة لإدارة الحركة دون تدخل العنصر البشرى في حركة القطارات أو المزلقانات، خاصة أن الخط يدار أوتوماتيكيا من مركز التحكم، وبالتالى فإن التوسع في مثل هذه المراكز يخدم سلامة الحركة وينهى بشكل كامل على أزمة الحوادث. وشدد رئيس هيئة السكة الحديد على أن المحطة ستكون وجهة الأفواج السياحية التي ستتحرك إلى محافظات الصعيد، وجرى التنسيق مع وزارة السياحة، وشرطة السياحة فى هذا الصدد، وخاصة أن شكل المحطة عبارة عن منظر فرعوني بداخلها مسلات ومزارات - وستكون مزارا للسياح الأجانب. كما أكد أنه على الرغم من الافتتاحات الجديدة لمحطة بشتيل وبعض المشروعات الأخرى، فلا يوجد تغيير في أسعار التذاكر في الوقت الراهن ولا يوجد تحريك لها بل ثبات فى الوقت الحالي وفقا لتوجيهات القيادة السياسية في هذا الصدد. الدكتور حسن مهدى، أستاذ النقل والمرور بجامعة عين شمس قال إن هناك طفرات في قطاع النقل بشكل كبير منذ عام 2014 وجاء افتتاح محطة بشتيل للدلالة على حجم الإنجاز الكبير خاصة أن محطة رمسيس وصلت خلال السنوات الأخيرة لأقصى طاقة استيعابية لها، وكانت هى المحطة الوحيدة الموجودة في القاهرة وبات من الضرورى وجود محطة تبادلية لتخفيف الضغط على محطة رمسيس مع زيادة عدد الركاب نتيجة للزيادة الكبيرة في عدد السكان سنويا، وهذا مبرر لحاجتنا لبنية أساسية قوية لاستيعاب الكثافة السكانية الموجودة». «مهدى» أكد أن الهدف من محطة بشتيل هو تقليل الضغط على محطة رمسيس والزحام فى منطقة وسط البلد، ولذا جاء اختيار بشتيل نظرًا للموقع المتميز فهى قريبة من محور 26 يوليو، ومحور أحمد عرابي، ومحطة مترو التوفيقية ومونوريل أكتوبر، وجرى بناؤها على الطراز المعمارى الفرعونى وهى ليست مجرد محطة بل قطعة حضارية. «مهدى»، أكد أنه بدون شبكة النقل والمواصلات لم نكن نستطيع جذب استثمارات داخلية وخارجية وتوفير فرص عمل الملايين عملوا إما مباشرة فى هذه المشروعات، أو بشكل غير مباشر في المشروعات التي أقيمت نتيجة لتلك المشروعات التنموية.