قبل أن أكتب هذا المقال، بتلك الكلمات عن «مصر.. الدولة المحورية»، ترددت كثيرًا؛ لأن الكلمات والحروف، مهما كانت لن تصنع «مصر.. الدولة المحورية»؛ لأن مصر، بالتاريخ والجغرافيا هى التى تصنع الحروف والكلمات والجمل والمقالات، وتصنع التنوير وتصنع التاريخ؛ لأنها الدولة المحورية مهما كره الكارهون. ترددت فى الكتابة عن «مصر.. الدولة المحورية»؛ لأن الله فى القرآن الكريم قد بشر للخلق أجمعين، منذ أن خلق الأرض ومَن عليها وحتى يوم القيامة، بـ«مصر.. الدولة المحورية» حين ذكرها فى القرآن الكريم سبع مرات. كما أن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- قد خصّ مصر فى أكثر من حديث شريف، وبما يؤكد «مصر.. الدولة المحورية» منذ أن بعثه الله -سبحانه وتعالى- بالرسالة. لن أتكلم كثيرًا، عن «مصر.. الدولة المحورية» فى الرسائل السماوية والأديان والعقائد، لأقفز بالكلمات البسيطة معبرًا عن كل مواطن مصرى أن «مصر.. الدولة المحورية» على مر التاريخ، «تغيث ولا تُغاث»، ومصر مهما فعلت «لا تمن ولا يُمَن عليها». مصر منذ أن خلقها الله سبحانه وتعالى، ولأنها دولة محورية قوية، وهى تتلقى السهام وحتى يومنا هذا؛ لأن الكل يخشى من المارد المصرى. ويخشى «مصر.. الدولة المحورية القوية».
ولو كانت دولة ضعيفة هشّة، لما تم توجيه السهام إليها، وما تآمر عليها الأعداء وأهل الشر على مر التاريخ. وكما هو معروف فى قواميس وسُنة الحياة، أن السهام لا يتم تصويبها إلى الضعفاء الذين لا ذكر لهم، بل يتم تصويبها إلى الأقوياء المؤثرين ويصنعون الأحداث. ولأن «مصر.. الدولة المحورية» هى القوية وهى التى تصنع الأحداث؛ فإن الكل يعمل لها حسابًا منذ القدم وحتى الآن، ومهما كانت الأحداث والمؤامرات، فإنها لم تفقد هذا الدور على مر الزمن وحتى الآن، بل يزداد هذا الدور المحورى بريقًا وقوة، ولا تهرول مصر إلى أحد، لكى تكتسب منه أى مواقف سياسية وسط عنفوان الأحداث والمؤامرات، مهما كانت شدتها، بل يهرول إليها مَن حولها لتحديد اتجاه بوصلة الأحداث والمواقف السياسية. ليس هذا قولى، ولكنه التاريخ، الذى تتحدث مجلداته ووسائل إعلامه عن مكانة «مصر.. الدولة المحورية». لن أعود إلى التاريخ لأبرهن على ذلك، لأن التاريخ قال قولته، والتى تتجسد الآن بقوة فى «مصر.. الدولة المحورية» التى حافظ عليها شعبها وحكامها على مر التاريخ وحتى الآن. حتى إن حاول البعض أن يخذلها، كما حدث أثناء فترة حكم الإخوان، فإن الشعب والقادة المخلصين قد هبوا، للحفاظ على «مصر.. الدولة المحورية» القوية. وإذا كنت قلت فى بداية هذا المقال، إن «مصر.. الدولة المحورية» تغيث ولا تُغاث، فلنرَ المشاهد فى الأعوام والفترات الأخيرة، أن مصر فتحت أذرعها كدولة محورية قوية لكل الأشقاء من اليمن وليبيا وسوريا والسودان، وإغاثة الفلسطينيين فى غزة بالمساعدات والمواقف الحاسمة دون أن تمن على أحد. «مصر.. الدولة المحورية» كلما اشتدت الشدائد حولها، بقيت قوية لا يقدر أحد على الاقتراب منها. وهنا أقول لمَنْ يقرأ «انظر حولك» شدة الأهوال والحروب، والكل يخشى الاقتراب من مصر، لأن لديها جيشًا قويًا يحميها ورئيسًا قادرًا بحكمته على حماية «مصر.. الدولة المحورية»، ويحافظ على أمنها القومى بكل حسم وبطولة، مع شعب قوى لديه وعى «بمصر.. الدولة المحورية» ويلتف على قلب رجل واحد، يحافظ على مصر المحروسة دون أن يقترب منها كل مَن تسول له نفسه، ولا يجرؤ أحد على الاقتراب من ذرة رمل واحدة على أى من حدود «مصر.. الدولة المحورية».
منذ أن تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى حكم مصر المحروسة، و«مصر.. الدولة المحورية» تعمل لها كل دول العالم ألف حساب. لأن الرئيس السيسى يحسب حساباته فقط من خلال وطنيته، وكافة الأجهزة السيادية الواعية، بالحفاظ على أمن مصر القومى. وهنا نسجل، أن رؤية الرئيس السيسى، وسط هذه الأحداث التى تشهدها المنطقة، والرسائل التى يبعثها بين الحين والآخر قد عززت من قوة «مصر.. الدولة المحورية» لتوجيه الأحداث فى التوقيتات المناسبة؛ لأن مصر لا تهرول إلى أحد، ولكن يهرول إليها وإلى رئيسها الآخرون. ولا أريد أن أقف كثيرًا عند بعض الأصوات التى طالبت مصر مؤخرًا، بالهرولة إلى مَن تولى زمام الأمور فى سوريا؛ لأن هؤلاء يطالبون بذلك فى عجلة من أمرهم، دون أن يقرأوا الأحداث جيدا، وتطوراتها المتوقعة فى المستقبل. وهنا أسجل، بقوة، أن مصر، وإن التزمت الصمت، فهى تقوم بدورها المحورى الذى يحافظ عليها وعلى كل أركان الأمن القومى، بكل اتجاهاته وأبعاده. ومن منظور «مصر.. الدولة المحورية» فإننا نسجل بفخر وبكل قوة أن الرئيس عبدالفتاح السيسى استطاع بوطنيته، ومعه الجيش المصرى وكل الأجهزة السيادية والحكومية وبمساندة الشعب المصرى الواعى، أن يزيد من قوة وفاعلية الدور المحورى لمصر. هذا الدور المحورى المتكامل الذى جعل الصوت مسموعًا، لولا حكمة الرئيس السيسى وقوته وسط هذه الأحداث لما كان مؤثرًا. لكن مهما سمعنا عن أدوار برزت مؤخرًا لدول هنا وهناك، مهما كان حجمها، فهى لن ترقى أبدًا مهما كان لها من دور، لدور «مصر.. الدولة المحورية» منذ أن حكم الرئيس السيسى مصر المحروسة. وهذا ليس قولًا مرسلًا أو حروفًا أو كلمات أو مقالات، وإنما هو الواقع الذى ينطق بالحق اليقين، الذى يزلزل ويرعب الذين يحاولون أن يشككوا فى الدور المحورى لمصر. أقول ذلك بكل فخر، مثل كل الشعب المصرى الذى يرى فى كل الدول التى تحيط بمصر، من شدائد وأعاصير، بينما مصر تبنى وتعمر، وتحدث وتقوى جيشها، وينتشر الأمن والأمان فى كل ربوعها، ليس على ظهر أرض مصر المحروسة، ولكن فى أعماق باطنها، حيث ينتشر الأمن والأمان، حتى الرمال التى تشرق عليها شمس الله كل صباح فى الصحراء، وذرات الطين فى الوادى والدلتا، وجبال سيناء الحبيبة، تشهد بهذا الأمن وذاك الأمان. الأمن والأمان فى «مصر.. الدولة المحورية» فوق أرضها وتحت أرضها، وفى البحار التى تقع عليها، بفعل رئيس حكيم وجيش قوى. الدمار من حولنا، ومصر تبنى وتعمر، بكل أنواع المشروعات، مصر تنشئ المدن الجديدة، تواصل مشروعات استراتيجية فى النقل، مثل شبكة القطار الكهربائى السريع، وغيرها. وتشهد أكبر نهضة صناعية الآن فى كافة المجالات. وتقوم بتنفيذ أكبر وأهم المشروعات الزراعية. وتعمر الصحراء، بالمشروعات والصناعات المختلفة وتخطط لأن تكون مصر مركزًا إقليميًا للطاقة كافة، وفى هذا المجال نشهد الآن تنفيذ أكبر عدد من مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة. وها هو ساحل البحر المتوسط، يشهد تنفيذ أكبر عدد من المدن العالمية، مثل مدينة العلمين الجديدة، والمنصورة الجديدة، وغيرهما. وقبل هذا وذاك، العاصمة الإدارية الجديدة، التى توقفت عندها منذ أيام، لحظة مشاهدة الماراثون الخيرى للشيخ زايد، الذى ينطق بجمال العاصمة الإدارية الجديدة. «مصر.. الدولة المحورية» تبهر العالم الآن، بكل مشروعات التنمية، التى تؤكد فى كل لحظة أن المارد المصرى لن يقف فى طريقه كائنًا مَن كان.
إنها «مصر.. الدولة المحورية» التى تعمل لها كل دول العالم ألف حساب.