رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

محطة توليد الكهرباء من الرياح بالزعفرانة لماذا لا تصبح مزارا سياحيا؟


22-1-2025 | 21:02

محطة توليد الكهرباء من الرياح بالزعفرانة لماذا لا تصبح مزارا سياحيا؟

طباعة
بقلـم: غالى محمد

رغم السطوع الدائم للشمس على محور البحر الأحمر، بما فى ذلك منطقتا العين السخنة والزعفرانة حتى الغردقة، إلا إنه لا توجد أية مشروعات لإنتاج الطاقة الشمسية، وبالتالى فإن الاعتماد على وفرة الكهرباء يحدث بالأساس، اعتمادًا على الشبكة القومية للكهرباء، التى تعتمد على أكثر من 90 فى المائة على الغاز الطبيعى والمنتجات البترولية.

 

ومع ذلك، فإنه توجد أكثر من محطة لتوليد الكهرباء من الرياح على محور البحر الأحمر والعين السخنة، ومن هذه محطة توليد الكهرباء بالرياح فى منطقة الزعفرانة، وهى من أكبر وأقدم مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة.

وكثيرًا ما أذهب إلى منطقة هذه المحطة، والتى تعد من أهم المناطق الطبيعية الجبلية على الطريق الساحلى من العين السخنة وحتى الغردقة. وتحتل تلك المحطة مساحة كبيرة وطويلة على الطريق الساحلى، وعندما أسير مسافة طويلة على الطريق الساحلى، بجوار تلك المحطة التى لا توجد بها أسوار أو حدود، فإننى أرى لوحة فنية جميلة لانتشار الأعمدة الضخمة بالمراوح العملاقة، يزداد جمالها لحظة غروب الشمس، عندما يطل من بين تلك الأعمدة قرص الشمس الأحمر، فى مشهد يغرى مَن يمر أمام المحطة، أو مَن يذهب إليها من المقيمين بالقرى السياحية بالعين السخنة حتى الزعفرانة لالتقاط الصور التذكارية.

 

ولولا هذا المشهد الذى ترسمه تلك الأعمدة الضخمة والمراوح العملاقة، لما ذهب أحد إلى هذه المنطقة شبه الجبلية؛ لأنها أصبحت ساحة لإلقاء مخلفات هدم وتشطيب المبانى والقمامة، الأمر الذى يؤدى إلى تشويه المشهد الجميل لمكونات المحطة التى تعد أحد المشروعات لتوليد الكهرباء من الرياح والطاقة الجديدة والمتجددة.

 

وقد ساعد على تشويه هذه اللوحة الفنية لتلك المنطقة التى تعد من أهم علامات الزعفرانة، عدم وجود أسوار أيًا كان نوعها أو حدود لها، الأمر الذى جعلها منطقة مباحة لإلقاء المخلفات والقمامة.

 

وقد دخلت إلى أحد الطرق غير الممهدة إلى داخل المحطة ولم أرَ سوى يافطة متهالكة وسط المخلفات تشير إليها، وعندما تجولت داخل المحطة لم أجد أى أثر لأفراد أمن، وإنما رأيت الكثير من المخلفات ومبنى عشوائياً لا يشير إلى أهمية هذا المشروع.

 

وإزاء هذا، أسأل الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء، والمهندس محمود عصمت وزير الكهرباء: ماذا يمنع الاهتمام بمحطة توليد الكهرباء من الرياح بالزعفرانة، لتكون مزارًا سياحيًا؟

 

وعندما أقول مزارًا سياحيًا، لأن هذا مشروع فريد على الطريق الساحلى الذى يشهد كثافة كبيرة من حركة السفر، سواء للعين السخنة أو الزعفرانة، أو رأس غارب أو الغردقة وما بعدها، فضلًا عن حركة السفر الضخمة من خلال الطريق الساحلى لبعض محافظات الصعيد، سواء لنقل الركاب بالأوتوبيسات أو الميكروباصات، أو حركة شاحنات نقل البضائع ونقل صخور الرخام.

 

نعم، يمكن الاهتمام بمنطقة توليد الكهرباء من الرياح بالزعفرانة، لتكون مزارًا سياحيًا، وسوف أتحدث عن كيفية ذلك فى السطور التالية من هذا المقال.

 

ويأتى فى مقدمة ذلك، وضع حدود لتلك المنطقة، بأى شكل من الأسوار، سواء كانت بالأشجار أو المبانى أو الحديد، وفضلًا عن إمكانية استغلال هذه الأسوار التى سوف يتم تحديدها بشكل جمالى، يمكن استغلالها بتحويل هذا السور إلى متحف مصور للمشروعات القومية فى مجال إنتاج الطاقة، وغيرها من المشروعات العملاقة التى نفذها الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى لولاه لما انطلقت مصر إلى التوسع فى مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة. ولنتخيل معًا شكل هذا السور الذى من الممكن أن يكون متحفًا مصورًا على الطريق الساحلى لأهم محاور التنمية وهو محور البحر الأحمر والعين السخنة. وبالطبع سوف يسبق ذلك تنظيف المنطقة من كافة أنواع المخلفات والقمامة، والتى سوف يؤدى إنشاء السور المتحفى، إلى منع إلقاء المخلفات والقمامة.

 

وفى هذه الحالة، يمكن أن يرتبط بإنشاء هذا السور المتحفى، العديد من المناطق التجارية، من مطاعم وكافيهات ومولات بمعرفة القطاع الخاص بالتأكيد، إضافة إلى إنشاء محطات لتموين السيارات حيث لا توجد على الطريق الساحلى محطات كافية. كما يمكن استغلال هذه المنطقة فى إنشاء مركز طبى، حيث تتسع مساحات الأراضى ما بين الطريق الساحلى وأول أعمدة توليد الكهرباء من الرياح، أو إنشاء أكثر من مستشفى اليوم الواحد، ولا سيما أن الطريق من مدينة السويس مرورًا بالعين السخنة وحتى الزعفرانة لا يوجد به أى مستشفى لخدمة هذه المنطقة الحيوية.

 

كما يمكن إنشاء بعض الفنادق الصغيرة لخدمة المسافرين على هذا الطريق، والذى سوف تزداد عليه حركة السفر، خاصة بعد تشغيل القطار الكهربائى السريع ما بين العين السخنة ومرسى مطروح، إضافة إلى التوسع فى مشروعات التنمية فى منطقة العين السخنة، وكذلك على محور البحر الأحمر.

 

وإذا كنت أقول إنه يمكن تحويل محطة توليد الكهرباء من الرياح بالزعفرانة إلى مزار سياحى، فإننى أقترح ألا يقتصر ذلك على المنطقة المتاخمة للطريق الساحلى، من خلال إنشاء السور المتحفى وغيرها، لكن يمكن الاهتمام بتجميل بقية المنطقة المتسعة بين الأعمدة الضخمة والمراوح العملاقة، بالبحث عن أى شكل لتجميلها. ولا أعرف من ناحية الأمن الصناعى، إذا كان يمكن أن أطالب بنشر الخضرة وزراعة الأشجار فيما بينها، لكن يمكن أن يبحث المسئولون عن هذه المحطة من وزارة الكهرباء وهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة بمعرفة الخبراء المتخصصين عن الأسلوب المناسب لتجميل تلك المساحات بحيث تتحول تلك المحطة إلى مزار سياحى، وعدم إبقائها على وضعها الحالى، خاصة إذا فكرت الدولة فى طرحها للمستثمرين فى إطار الأطروحات التى سبق أن أعلن عنها الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء، ومنها طرح محطة جبل الزيت لتوليد الكهرباء من الرياح للمستثمرين. لأنها بهذا الشكل الحالى الذى توجد عليه محطة توليد الكهرباء من الرياح بالزعفرانة، من المستحيل أن يجذب أى مستثمر.

 

وعندما نطالب بتحويلها إلى مزار سياحى من خلال استغلال بعض أراضى هذه المحطة فى مشروعات سياحية، فإنها سوف تضيف موارد جديدة وكبيرة للدولة، يمكن أن تساهم فى إنشاء مشروعات جديدة، لتوليد الكهرباء من الطاقة الجديدة والمتجددة.

 

والأهم أن هذا سوف يؤدى إلى فكر جديد فى التزاوج بين مشروع توليد الكهرباء من الرياح، ومشروعات سياحية، تقترن بالمساحات الكبيرة من الأراضى، التى تقع عليها هذه المحطة، وبما يؤدى إلى مركز تنموى مهم فى الزعفرانة وعلى محور العين السخنة - البحر الأحمر.

 

هذا فكر جديد، فلتتم دراسته، لأن الطريق الساحلى من مدينة السويس مرورًا بالعين السخنة وحتى الزعفرانة ثم الغردقة وما بعدها، يحتاج إلى الكثير من المشروعات الخدمية.

 

ليس هذا فقط، بل إن تحويل منطقة توليد الكهرباء من الرياح بالزعفرانة إلى مزار سياحى، سوف يجذب الاهتمام بهذا الطريق الساحلى، الذى تحولت مناطق كثيرة عليه من الناحية الجبلية إلى إلقاء مخلفات المبانى بشكل كثيف.

 

وأعتقد أن هذا يحدث بكثافة من جانب بعض القرى السياحية دون أدنى رقابة، خاصة أن الطريق الساحلى لا توجد عليه أى رقابة أو خدمات أمنية ومرورية.

 

وهنا سوف نعود قليلًا إلى الوراء، إن غياب الرقابة المرورية على الطريق الساحلى، قد أوجد مراكز للكثير من الميكروباصات والأوتوبيسات، التى تسبب الإهمال فى صيانة بعضها إلى الحادث الذى ذهب من قبل عدد من طلبة كلية الطب بالجلالة ضحيته.

 

وحتى لا نبعد عن الهدف من هذا المقال، فإننا نرى أنه قد آن الأوان، أن يتم الاهتمام بتطوير منطقة توليد الكهرباء من الرياح بالزعفرانة إلى منطقة سياحية وتنموية، وأعتقد أن هذا ليس مطلبًا صعبًا لأن تطويرها إلى منطقة سياحية، سوف يحقق موارد مالية كبيرة وتنموية.

 

ورغم أن هناك مناطق كثيرة جبلية على الطريق الساحلى تتطلب الاهتمام بتطويرها واستغلالها سياحيًا، إلا أننى أركز فى هذا المقال على منطقة محطة توليد الكهرباء من الرياح بالزعفرانة، لأن حالها الآن يحتم تطويرها وتحويلها إلى مزار سياحى.