فى زحام الحياة وتتابع الأحداث، تظل بعض الشخصيات تتألق كالنجوم فى سماء الإبداع، تاركة بصمة فى كل مجال تطأ قدماها فيه... فاطمة المعدول، المولودة فى قلب القاهرة عام 1948، هى واحدة من تلك الشخصيات الاستثنائية.. فمنذ نعومة أظافرها، كانت مغرمة بعالم الحكايات، حكايات لم تكن مجرد قصص تروى، لكنها رؤية ثقافية عميقة نسجت حياتها كلها.
شغفها بثقافة الطفل والمسرح ليس مجرد مهنة، بل رسالة حملتها طوال مسيرتها، فارتبطت روحها بالطفل والمسرح كعالمين متكاملين، منذ أن التحقت بالمعهد العالى للفنون المسرحية لتبدأ ملامح رحلتها الثقافية تتشكل، حتى استمر عطاؤها الذى لم ينضب، لتحتل مكانة ريادية فى الثقافة الجماهيرية، فشغلت مناصب قيادية مثل مدير إدارة ثقافة الطفل ورئيس المركز القومى لثقافة الطفل، ليكون بناء الطفل الحكاية الأكبر التى تحكيها للعالم.
استحقت «المعدول» أن تكون شخصية معرض الكتاب بجدارة، فهى لم تكتفِ بكتابة القصص أو تأليف وإخراج المسرحيات، بل كانت قوةً دافعةً تدعم الموهوبين وتنظم الورش وترعى الأطفال بفضل إيمانها بأهمية العقول وإبداعها.. لقد شكلت نموذجًا فريدًا لمثقفة وناشطة وكاتبة ومخرجة، ليكون نتاج هذا المزج الإبداعى شخصية فذة تحمل اسم «فاطمة المعدول».
ماذا يعنى لك أن تكونى الشخصية الرئيسية لمعرض كتاب الطفل، بعد أن سبقك عمالقة مثل كامل كيلانى وعبدالتواب يوسف ويعقوب الشارونى؟
فارتسمت على وجهها ابتسامة تحمل مزيجًا من الفخر والتواضع، قبل أن تبدأ كلماتها تتهادى بثقة ودفء:
هؤلاء أساتذتى، عمالقة أثروا مكتبة الطفل بأعمال خالدة، ولكنى اليوم أقف هنا بصفتى أول سيدة تحظى بهذا الشرف العظيم، لحظة تكريم اسمى هى لحظة استثنائية، وأنا ممتنة للغاية لها، والحمد لله أننى ما زلت على قيد الحياة لأرى هذا التكريم.. حقيقى سعيدة بتكريمى فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، لقد كرمت فى مصر وخارجه محافل عديدة، ولكن هذا التكريم له أهمية كبيرة فرحت به كما يفرح الأطفال.
أنا لا أنتظر التكريم عادة، فقد تعلمت أن أقدّر نفسى قبل كل شيء، لكن هذا الاختيار تحديدًا أشعرنى أن جهودى فى مجال كتاب الطفل لم تمر دون أن تُلاحظ، لقد كانت لى أياد بيضاء على هذا المجال، ليس فقط ككاتبة، بل أيضًا كناشرة حكومية خلال عملى فى المركز القومى لثقافة الطفل لقد طورت كتاب الطفل فى هدوء تام.
.. توقفت لحظة، وكأنها تستعيد ذكريات التحديات التى واجهتها، قبل أن تواصل بصوت يحمل أثر الحنين: حين توليت المسئولية، كانت أجور الكُتّاب والرسامين لا تتعدى المائة جنيه.. عملت على رفعها بشكل يليق بتقدير إبداعهم، كنت أؤمن أن الاستثمار فى المبدعين هو الاستثمار الحقيقى، وبدلاً من انتظار الكتاب الكبار ليطرقوا الأبواب، كنت أذهب إليهم بنفسى، وتعاونت مع أسماء كبيرة، مثل الدكتور محمدالمخزنجى، وأشرفت على إنتاج كتب ذات جودة راقية تضاهى المعايير العالمية من إخراج وتنفيذ، الأمر الذى جعل الجميع يقلدوننا، سواء فى القطاع العام أو الخاص.
كانت لى تجربة مميزة أيضًا مع دار نهضة مصر، حيث أتاحوا لى فرصة التجريب فى القطاع الخاص، وحققت نجاحًا بفضل الله، وكان هذا العمل بدون أجر، أنا أعلم جيدًا ما قدمته لهذا المجال، لكننى دائمًا أخجل من الحديث عن إنجازاتى، وحين تم اختيارى كشخصية معرض الكتاب، شعرت أن هناك من يرى الجهد الذى بذلته طيلة حياتى.
ومن هنا أشكر من أعماق قلبى الدكتور أحمد هنو، وزير الثقافة، والدكتور أحمد بهى الدين، رئيس هيئة الكتاب، وكل أعضاء اللجنة العليا لمعرض الكتاب على اختيارهم لى، هذا التكريم رسالة تؤكد أن العمل الصادق لا يضيع، وأن أثره يبقى، مهما طال الزمن.
إذن، هل يمكن القول إن اختيارك كشخصية رئيسية فى معرض الكتاب يعكس مكانة المثقف الفاعل الذى لا ينعزل عن قضايا مجتمعه؟
ردّت بثبات وشعور واضح بالفخر: كنت موظفة مثقفة، وهذا جزء من هويتى، الوظيفة لم تكن مجرد عمل، بل كانت بوابتى لفهم عالم الكتاب والنشر بعمق، وميدانى للتجريب ومنح الفرص للشباب المبدعين، على مدار حياتى، كنت أفتخر دائمًا بكونى موظفة، لأن الوظيفة داخل المؤسسة تمنحك القوة لتكون مؤثرًا، لتساعد الإبداع والمبدعين، على عكس المثقف المعزول الذى لا يملك الأدوات اللازمة لفعل شيء.
توقفت لوهلة، وكأنها تُعيد تشكيل ملامح تجربتها، ثم تابعت بشغف: أنا لا أتحدث عن أدب الأطفال كأدب فقط، بل عن فنون وثقافة الطفل بمفهومها الشامل، يمكن أن تطلق على ناشطة ثقافية، أو موظفة مثقفة، لأننى مخرجة قبل أن أكون كاتبةً، طبيعة المخرج مختلفة تمامًا عن المؤلف، فالمؤلف بطبيعته يعمل وحده، يحمل أفكاره إلى الناشر، بينما المخرج يعمل ضمن فريق، يتعاون مع الجميع من مؤلفين وممثلين وفنيين، هذه الروح الجماعية شكلت تركيبة شخصيتى كمخرجة ومديرة، وهو ما يجعلنى اليوم أشعر بفخر عميق بكونى موظفة مثقفة.
ابتسمت ثم قالت بنبرة يملؤها الامتنان: «وزارة الثقافة كانت صاحبة الفضل الأكبر فى كل ما أنجزته، كل قدراتى وكل ما تعلمته فى مجال الثقافة والحياة، كان من داخل هذه الوزارة، إلى جانب قراءاتى ومعارفى الشخصية.. دخلت الوزارة عام 1966 عندما كنت طالبةً فى المعهد العالى للفنون المسرحية، وظللت فيها حتى تقاعدت، ورغم العروض الكثيرة التى جاءتنى للعمل خارجها، إلا أن الوزارة كانت دائمًا الأقرب إلى قلبى، لأنها المكان الذى منحنى الفرصة لأحقق حبى الأكبر خدمة الثقافة والإبداع.
إذا كنا نتحدث عن الكتابة والإخراج، فالمعلومات تُشير إلى تأليفكِ ما يقرب من 50 كتابًا للأطفال.. هل هذا دقيق؟
قالت بصوت يحمل تواضع المبدعين: الحقيقة أننى ألّفت ما يقرب من مائة كتاب وقصة للأطفال، لكننى لا أحب الحديث عن الأرقام، كتب الأطفال صغيرة الحجم، ولا أستطيع مقارنتها بإنتاج عظيم مثل أعمال نجيب محفوظ، التى تحمل عمقًا وتاريخًا فى كل صفحة.. ومع ذلك، أنا فخورة بكل ما كتبته وكل ما قدمته، سواء فى مجال الكتابة أو فى المسرح، أو حتى فى ورش العمل والتفاعل المباشر مع الأطفال وذوى الاحتياجات الخاصة، كل ذلك هو جزء من رحلتى، وأنا ممتنة لكل لحظة فيها.. ومن هذه الكتب قصة «البنت زى الولد»، «حسن يرى كل شيء»، «طيارة الحرية»، «ثورة العصافير»، و«الله فى كل مكان» و«هل طارت الفراشات ولن تعود»، وغيرها الكثير.
وأضافت بحماس ونبرة اعتزاز بالتأثير الذى تركته: أكثر ما أعتز به ليس عدد الكتب أو المسرحيات، بل تأثيرى فى البشر، لقد أصبحت لى مدرسة وتلاميذ تعلموا منى، من خلال ورش العمل، ودعم المبدعين، كنت أقدم كل ما لدى بحب وتفانٍ.. وعندما مررت بوعكة صحية مؤخرًا، كانت مظاهرة الحب والدعاء التى شاهدتها على مواقع التواصل الاجتماعى دليلاً حيًا على هذا التأثير، هذا هو ما أفتخر به حقًا، أن أزرع بذور الإبداع فى قلوب الناس.
وماذا عن المسرحيات؟
ارتفع صوتها بحماس واضح، وكأنها تستعيد شغفها الأول: قدمت حوالى 20 مسرحية، بين أعمال كبيرة وصغيرة، المسرح دائمًا كان شغفى الأكبر، خاصة مسرح الطفل، لكننى هنا أود أن أطالب بإنشاء مسرح مخصص للطفل فى كل مدينة، لأن الإخراج فى مسرح الطفل أصعب بكثير من الكتابة له، مسرح الطفل ليس نوعًا واحدًا، بل يشمل أنواعًا كثيرة، مثل مسرح المناهج، ومسرح العرائس، والمسرح الكوميدى الهادف، والمسرح الكلاسيكى.
عندما سألتها عن دورها فى دفع عجلة التغيير والتطوير داخل وزارة الثقافة.. قالت كنت قاطرة وزارة الثقافة، محركًا رئيسيًا للعمل الثقافى، ودائمًا ما كنت أؤمن بالتجديد والابتكار.. بدأت مسيرتى كأول مخرجة، ثم توسعت رحلتى لتشمل أعمالاً موجهة لذوى الاحتياجات الخاصة، وتنظيم ورش عمل وكتابة كتب للأطفال وإنتاج مسرحيات، إلى جانب تنظيم معارض خاصة بالأطفال، كنت طوال الوقت أبحث وأفكر، وأضع الأفكار موضع التنفيذ، حتى تنتشر فى بقية القطاعات والوزارات، كان يسعدنى أن أرى أفكارى تتحقق، بغض النظر عن الجهة التى تنفذها.
أكملت حديثها بسرد ذكريات نجاحها، وكأنها تحكى فصولاً من كتاب مفتوح على الإنجاز: طالبت السيدة جيهان السادات بإنشاء مسرح قومى للأطفال، وبفضل الله تم تنفيذ الفكرة، ثم توجهت إلى السيدة سوزان مبارك بمقترح إصدار مجلات مخصصة للأطفال، فكانت النتيجة إصدار مجلتى علاءالدين وبلبل، كذلك طرحت فكرة إنشاء معهد لفنون الطفل، وتبناها الدكتور فوزى فهمى، إلا أنه لم يتمكن من افتتاحه بسبب خروجه على المعاش، ثم قمت بطرح الفكرة مجددًا على الدكتور أشرف زكى، الذى افتتح المعهد بالفعل.. يمكنكم سؤاله عن ذلك.
لم يتوقف طموحها عند هذا الحد؛ استمرت فى سعيها من أجل ثقافة الطفل ورعاية المبدعين فيه: طالبت الدكتور محمد أبوالغار، عضو مجلس أمناء جائزة ساويرس الثقافية، بإضافة جائزة خاصة بأدب الطفل، وتم استحداثها بالفعل، كما أننا نجحنا فى لجنة ثقافة الطفل بابتكار جائزة تحمل اسم كامل كيلانى لتكريم الكتاب والرسامين، تحت مظلة المجلس الأعلى للثقافة.. واليوم أُطالب بإنشاء جائزة الدولة التقديرية لكتاب الأطفال.. الأمر بالنسبة لى لم يكن يومًا مرتبطًا بالمكان أو المنصب، لا يهمنى أين أعمل، المهم أن أرى الفكرة تُنفذ أمام عينى، وأن ألمس أثرها فى حياة الناس والمجتمع.
بصفتك شخصية معرض كتاب الطفل، كيف تقيمين فكرة جناح مستقل مخصص لكتب الأطفال فى المعرض؟
قالت بهدوء يعكس خبرتها وحرصها على جوهر الفكرة: لدى تحفظ وحيد على مفهوم جناح الطفل الحالى؛ اسمه معرض الكتاب، وليس معرضًا للحكى والغناء، علينا أن نحترم الكتاب وأن نوفر له بيئة خاصة ومستقلة تمامًا، أقترح وجود جزء مخصص للكتب، حيث يمكن للطفل أن يجلس على طاولة وكرسيه يفتح كتابًا، ويتفاعل مع المحتوى المكتوب.. لكن طالما أن الأنشطة الأخرى، مثل الغناء والحكى، مختلطة فى نفس المساحة، فلن يجد الكتاب فرصته لجذب انتباه الطفل، ستسيطر الأنشطة الأخرى على تفكيره.. فى معارض الكتاب الدولى، يتم فصل الأنشطة المصاحبة عن الكتب، ليس لدى مشكلة فى وجود أنشطة، لكن من الضرورى أن نقدس الكتاب ونمنحه المساحة التى يستحقها.
وماذا عن غلاء أسعار كتب الأطفال فى ظل ارتفاع تكاليف الورق ومستلزمات الإنتاج؟
تنهدت بحزن، ثم تابعت: نعم، أسعار الورق ارتفعت بشكل كبير، وهذا انعكس على تكلفة الكتاب، لكن الحل يكمن فى تعزيز دور المكتبات العامة، مثل مكتبات الحى، ومكتبات قصور الثقافة، ومكتبات المدارس.. هذه المكتبات هى النواة الأساسية التى يمكن أن تشكل وعى وثقافة الطفل، علينا أن نُولى هذه المكتبات عنايةً خاصة.
لكن السؤال الذى يطرح نفسه: هل طفل اليوم ما زال يقرأ، أم أن مواقع الفيديوهات استحوذت على النصيب الأكبر من اهتمامه؟
بعمق يحمل فى طياته مزيجًا من القلق والأمل، أجابت: هذا السؤال فى غاية الأهمية.. لذلك منذ سنوات وأنا أُطالب بوجود قناة متخصصة للأطفال، لا يُعقل أن دولة بحجم مصر، بتاريخها وحضارتها، لا تمتلك قناة تخاطب أطفالها وتعزز ارتباطهم بثقافتهم وهويتهم.
توقفت للحظة وكأنها تستدعى مشهدًا من الواقع، ثم أضافت: أطفالنا اليوم لا يعرفون بلدهم كما يجب، المناهج التعليمية وحدها لا تكفى، فهى معقدة فى أسلوبها ولا تجذب الطفل للمعرفة أو القراءة، رأيت هذا بنفسى من خلال محاولاتى للقراءة مع أحفادى.. هنا يأتى دور الإعلام والثقافة معًا لتكملة دور التعليم، نحن بحاجة إلى قناة تُعرف الطفل المصرى بقيمة حضارته وتاريخه، بأسلوب مشوّق يناسب عقله وروحه.
استرسلت فى حديثها بحماسة واضحة:
لا يجب أن نترك أطفالنا أسرى لديزنى وغيرها من المنصات العالمية التى تروّج لمفاهيم وقيم تختلف عن ثقافتنا وديننا وهويتنا، نحن بحاجة إلى بديل قوى وجاذب، قناة مصرية تقدم محتوى يتناسب مع قيمنا ويعزز الهوية المصرية، لدينا مخزون ثقافى عظيم من التراث، والحكايات الشعبية، والتاريخ، وحتى القيم اليومية يمكن تقديمه بأسلوب مدهش وممتع للأطفال.
هل تقرئين لمبدعين شباب يكتبون للطفل، ومن هم؟
بابتسامة تفيض بالحماس، أجابت: بكل تأكيد أقرأ، وأتابع أعمالهم بشغف، كنت مسئولة عن سلسلة كتاب قطر الندى التى تصدر عن هيئة قصور الثقافة، وهناك اكتشفت الكثير من المواهب الشابة المبدعة.. وأقرأ لكثير من المبدعين مثل أسماء عمارة، رضا سلام، وهجرةالصاوى لفتت نظرى بكتاباتهم الرائعة، وأيضًا هناك أسماء أخرى أثرت فى مجال أدب الطفل، مثل أحمد طوسون وأحمد قرنى، اللذين قدما أعمالاً جميلة ومؤثرة، ولا يمكن أن أنسى دور الرسامين الكبار الذين أضافوا لمساتهم الفنية لتلك الأعمال، مما جعلها أكثر جاذبية للأطفال أعمالهم كانت مليئة بالإبداع والتميز.. وعندما أجد عملًا يعجبنى، أبادر فورًا بالتواصل مع صاحبه لتشجيعه، فأدب الطفل بحاجة دائمًا إلى هذه الطاقات الشابة والمبدعة.
ماذا عن تأثير مواقع السوشيال ميديا؟ وهل هذا سيؤثر على القراءة؟
بنبرة تجمع بين الحكمة والتفاؤل، أجابت: السوشيال ميديا تمثل تحديًا كبيرًا، لكنها ليست عدوًا للقراءة أو للثقافة، فى كل عصر، كان هناك قلق من أن وسيلة جديدة ستقضى على القديمة، عندما ظهرت السينما، قالوا إنها ستمنع المسرح، لكن المسرح ما زال يحتفظ بسحره، وعندما ظهر التلفزيون، ظنوا أنه سيُلغى الراديو، لكنه لم يفعل، وبالمثل، الكتاب الورقى له مكانته وسيبقى، لأنه يقدم تجربة فريدة لا يمكن لأى وسيلة أخرى أن تنافسها.
إذا قدمت محتوى مدهشًا وجذابًا، حتى لو كان قديمًا، فسيصل إلى الطفل وينجح، المهم هو أن تكون الفكرة قادرة على خطف انتباهه وتغذية خياله، التحدى ليس فى الوسائل الجديدة، بل فى كيفية استخدامها بطريقة تساهم فى تعزيز القراءة والثقافة، بدلاً من أن تصبح مجرد منافس لها.
ما الأمنيات التى ما زالت فاطمة المعدول تسعى لتحقيقها فى مجال الثقافة وأدب الطفل؟
أتمنى إنشاء قناة أطفال متخصصة، وأن يكون هناك فى كل قرية ونجع قاعة للأطفال متعددة الأغراض من أجهزة كمبيوتر وكتب، وإذا قرأ هؤلاء الأطفال ما نصدره من كتب لن يكون هناك إرهاب وأفكار متطرفة، فنحن من نتركهم فى الزوايا الصغيرة فى القرى، تنمّى فيهم تعصبهم وأفكارهم، ويمكننا التعاون مع أهالى القرى والنجوع فى هذا المجال، فالناس يستطيعون التبرع بأراضٍ صغيرة لبناء هذه الأماكن من أجل مستقبل أبنائهم.
فخلق بيئة تعليمية وثقافية حاضنة فى القرى والمناطق الريفية هو السبيل لتصحيح المسار وتوجيه الأطفال نحو المستقبل المشرق، فالفكرة لا تقتصر فقط على توفير الكتب والمواد التعليمية، بل تمتد لتشمل توفير المساحات التى تشجع الأطفال على التفكير الإبداعى والتحصيل المعرفي، بعيدًا عن العوامل السلبية التى قد تضر بهم.