خُلق ليقاتل، يدافع عن أرضه وعرضه، بعدما وهبه الله - تعالى- الكمال النفسى والجسدى، ليكون مقاتلًا من نوع فريد، رسمت الشمس على وجهه لونًا أسمر، يصيح كالأسد «الله أكبر»، ثم مرددًا «صاعقة - صاعقة»، تلك الصيحة التى ترعب الأعداء، يشيد بها الحلفاء والأصدقاء.
إنهم قوات الصاعقة المصرية، القوة الرشيدة التى تحمى ولا تعادى.. تصون ولا تغدر، جعلت مصرنا الغالية وشعبها الأبى، مطمئنًا هانئًا ولم لا؟، ولديه جيش وطنى، لديه أسود لا يهابون الموت، فى سبيل وطنهم وأبنائه، أفراد مختارون بعناية، مستعدون للدفاع عن بلادهم ضد أى خطر مهما كلفهم ذلك من تضحيات، بطولاتهم عديدة، شهداؤهم سطَّروا إنجازات خالدة، إنهم رجال الصاعقة، نخبة القوات الخاصة بالجيش المصرى العظيم.
ويعد مقاتل الصاعقة، عنصرًا فريدًا من نوعه، لما يتلقاه من تدريب شاق وقدرة تحمُّل عالية، والروح المعنوية الفائقة، والانضباط العسكرى الشديد، والطاعة التامة للأوامر المكلف بها - مهما كانت وأينما وجدت.. يتميز بالتضحية بكل ما هو غالٍ ونفيس فى سبيل تحقيق مهمته بدقة شهد لها الأعداء قبل الأنصار.. مقولته المفضلة: «إمّا النصر أو الشهادة».. وإلى تفاصيل مثيرة، وسرد دقيق عن كيفية تأهيل هذا الفرد المقاتل، لتنطلق معنا - عزيزى القارئ، للتعايش مع «يوم تدريبى واحد» داخل قلاع النخبة المصرية المقاتلة.
نظمت إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة، زيارة ميدانية لعدد من المحررين العسكريين، بجانب طلبة وأعضاء هيئة التدريس بجامعتى بنها والنهضة، إلى قيادة وحدات الصاعقة المصرية، وذلك حرصًا على مد جسور التواصل بين القوات المسلحة والمجتمع المدنى، خاصة فئات الشباب، باعتبارهم أمل الغد ورمز المستقبل.
منذ اللحظة الأولى التى تطأ فيها قدماك وحدات الصاعقة، تشعر بمدى الانضباط والالتزام الذى يتحلى به أفرادها وعناصرها، بداية من الضباط وصولًا للمجندين.. كما يمكنك أن تستمع إلى العديد من الشعارات الرنانة التى يرددها الأفراد أثناء أدائهم الأنشطة التدريبية، فيتغنون فيها بأبطال خالدين فى ذكراهم، أمثال خالد مغربى، أحمد منسى، وقائدهم والأب الروحى للصاعقة إبراهيم الرفاعى، وغيرهم الكثيرون الذين ضحوا بأرواحهم فداء لمصر.
وقد بدا على طلبة الجامعات ممن حضروا تلك الزيارة الترقب والإعجاب منذ اللحظة الأولى لهم داخل وحدات الصاعقة، فقد كانت أعينهم تراقب هنا وهناك وتمتلئ نظراتهم بالحماس والفخر الكبير لتواجدهم داخل هذا الصرح العسكرى الشامخ.
بدأت الجولة باستقبال وترحيب قيادة وحدات الصاعقة، ثم قدمت إدارة الشئون المعنوية فيلما تسجيليا عن نشأة وتطور القوات المصرية، وصفتهم فيه بـ«رأس الحربة الضاربة فى قلب العدو»، وذلك لتعدد وتفرد نوعية المهام التى يتم إسنادها لأبطال الصاعقة المصرية، خاصة فى عمق أعماق الأعداء.
فيلم تسجيلى يوثق البطولات الخالدة
تناول الفيلم التسجيلى تاريخ ونشأة وحدات الصاعقة المصرية، التى تم تدشينها عقب بعثة تدريبية لعدد من الضباط إلى الولايات المتحدة الأمريكية.. كما تناول الفيلم الوثائقى، دور القادة المؤسسين لتلك القوات، بداية من إنشاء مدرسة الصاعقة ثم التطرق إلى الحديث عن فريق فخرى، جلال الهريدى، الذى وافته المنية قبيل أيام، ويعتبر أحد مؤسسى هذه النخبة.
وأشار الفيلم إلى أبرز المعارك التى خاضتها قوات الصاعقة خلال حروب الاستنزاف ونصر أكتوبر 1973م، ويأتى على رأسها معركة رأس العش، تلك الملحمة التاريخية التى نجحت فيها قوات الصاعقة آنذاك فى التصدى للعدو الإسرائيلى الطامع فى دخول مدينة بور فؤاد عقب هزيمة 1967.. هذا فضلًا عن عدد كبير من المهام التى نفذتها الصاعقة خلال حرب العاشر من رمضان، التى وصل عددها إلى 53 مهمة بطولية.
ومرت الأيام، لتقوم قوات الصاعقة بدور بطولى آخر - يضاف إلى سجلها الناصع، متمثلة فى الحرب على الإرهاب الأسود الذى كان يملأ سيناء العزيزة، بجانب المشاركة فى تأمين العديد من الأهداف الحيوية والهامة داخل البلاد فى فترات الانفلات الأمنى التى أعقبت ثورة 25 يناير 2011.
ميادين التدريب لإعداد مقاتل الصاعقة
التدريب داخل القوات المسلحة المصرية، هو سمة رئيسية، تتصف بالاستمرارية والاحترافية، وذلك لإيمانهم بأن العرق فى التدريب يوفر الدم فى المعركة، وهو مبدأ راسخ تربى عليه الجندى داخل مراكز التدريب، وضابط الصف فى معهد متخصص، وكذا الضابط داخل الأكاديميات والكليات العسكرية المتعددة الأغراض.
واستعرضت قوات الصاعقة عددا من الأنشطة التدريبية التى تنفذها العناصر المصرية، أثناء تدريباتهم اليومية، ولعل أبرز تلك التدريبات هو إعداد المقاتلين وتدريبهم داخل ميدان الجبال، الذى يحاكى مجموعة من المرتفعات والأبنية المختلفة، التى من المحتمل أن يتعامل معها أفراد الصاعقة خلال معاركهم، والميدان عبارة عن مجموعة من الموانع صناعية متباينة الأحجام والارتفاعات، كما تم تجهيز الميدان أيضًا بطائرة هيكلية مجهزة، وذلك لتدريب أبطال الصاعقة على الإنزال منها للوصول إلى أهدافهم المخططة لهم.
فقد كان الأبطال مرابطين داخل الميدان كالأسود الشرسة التى تنتظر الانقضاض على فريستها، يقفون بشموخ وعزة رسمها انعكاس الشمس على أوفارولاتهم المميزة، جاهزين لاقتحام تلك الموانع بكل قوة وحماس وجاهزية وكفاءة قتالية عالية.
«الله أكبر» صيحة الصاعقة التى تُرعب الأعداء
لم يقطع هذا المشهد سوى صيحة «الله اكبر»، التى رددها المقاتلون بصوت واحد أجش، وهم يتخذون وضع الاستعداد لتسلق كافة الموانع ما بين تسلق بعقد الحبال، والتسلق الحر، وتسلق الشباك فى تشكيلات مختلفة، مثل رأس السهم وغيرها من التمارين البدنية، التى تظهر مدى الاحترافية العالية التى يتمتع بها هؤلاء الأبطال، بجانب المستوى التدريبى المميز.
وتعد التسلقات إحدى أهم المهارات الأساسية التى يجب أن تتحلى بها عناصر القوات الخاصة بشكل عام، والصاعقة خاصة، حيث يتم الاعتماد عليها لاجتياز الموانع والوصول إلى الأهداف الموكلة لهم وتحقيق المهام بنجاح.
كما يتم تدريب مقاتلى الصاعقة أيضًا على النزول من الموانع بشكل سريع واحترافى، وهو الأمر الذى يمكنهم من الإخلاء بعد اجتياز الصعاب، وتنفيذ المهام المختلفة، مثل وضع الاشتباك والنزول السريع.. كما يعتمد أبطال الصاعقة فى النزول، على أدوات ومعدات مخصصة، تساعدهم على تنفيذ مهامهم، منها الهرنس الحر وغيره من الأدوات المتعددة الأخرى.
وتولى القيادة العامة للقوات المسلحة اهتمامًا كبيرًا بأفراد القوات الخاصة، حيث يتم إعدادهم وتجهيزهم بأحدث المعدات والأدوات التى تساعدهم على أداء مهامهم الخاصة.
واستمر الأفراد يتسلقون الموانع صعودًا ونزولًا وهم فى كامل نشاطهم وأصوات صيحاتهم ملأت حناجرهم، والتى تبث فى نفوس أعدائهم الرعب وترفع من عزيمة بعضهم البعض.. والجدير بالذكر أن تدريبات النزول والتسلق تحتاج جاهزية بدنية عالية، كونها تدريبات ذات مجهود كبير.
وقد تجلت قدرات الصاعقة فى الأبطال الذين كانوا ينفذون تدريباتهم بكل جدية وحزم وكأنهم يقاتلون أعداءهم القابعين خلف تلك الموانع، الذى يسعى كل منهم لاجتيازها بأسرع وقت حتى يقاتل بعدها ويحقق النصر.. فمهما كانت الموانع، لا يمكن أن تقلل من مهاراتهم أو تنال من عزيمتهم.
ثم دوّت داخل الميدان كله صيحة واحدة كأنها خرجت من رجل واحد ملأت كافة أركان الميدان فحواها «صاعقة.. فداء.. مجد»، وهو شعار قوات الصاعقة الذى يحفظه كافة المقاتلين داخل الوحدات عن ظهر قلب، فهم حقا فدائيون فى سبيل مجد هذا الوطن.
التدريب البحرى والسباحة غير التقليدية
كما تتضمن مراحل التدريب التى يمر بها رجال الصاعقة، التدريب البحرى، الذى يتضمن تدريب الأفراد للارتقاء بمهاراتهم فى السباحة والغوص، حيث إن السباحة والغوص من الطرق التى ينتهجها مقاتلو الصاعقة فى أساليب قتالهم للعدو.
وكما تمرس المقاتلون على صعود الجبال والموانع، رأينا كذلك مقاتلين أشداء يقومون بالسباحة لمسافات طويلة تصل حتى 10 أميال بحرية، وقد أظهر بعض الأبطال قدرات لا يمكن الاستهانة بها فى مهارة السباحة وهم مكبلو الأيدى والأقدام لمسافات تصل إلى 25 مترا، وهو ما يؤكد أن أبطال قوات الصاعقة لن تثنيهم ظروف أو صعاب عن تنفيذ مهامهم البطولية، مهما كلفهم الأمر من جهد أو عناء أو تضحيات.
كذلك قام أحد الأبطال بالغوص أسفل المياه، وهو مكبل الأيدى والأرجل، حتى وصل إلى قاع حمام السباحة ليلتقط بفمه معدة قابعة بالقاع، فى مشهد لا يمكن أن تصفه الكلمات، فقد أظهر كفاءة وقدرة عالية وكأنه مخلوق بحرى لا يتنفس الهواء ولا يحتاج سوى لتحريك جسده بعض الحركات؛ ليصل القاع فى ثوانٍ معدودة ثم يصعد سريعًا بعد أن أدى مهمته بنجاح.. وقد أدى أيضًا عدد من رجال الصاعقة جانبا آخر من التدريبات الشاقة مثل السباحة تحت الماء لمسافة 25 مترا فى نفس واحد، كما قام آخرون بالغوص وارتداء كافة معدات الغوص أسفل الماء، والتى كانت مجهزة لهم أسفل المياه، ولم يختلف أداؤهم عن أداء أقرانهم ممن خارج المياه.. فقد كان الأداء مبهرًا مميزًا لا يوصف.
وكان أبطال الصاعقة يؤدون تدريباتهم داخل المياه باحترافية عالية جدًا، ويتواصلون فيما بينهم باستخدام إشارات التعارف الدولية، التى تمكنهم من التواصل فيما بينهم أثناء الغوص.. كما تضمن التدريب البحرى لرجال الصاعقة التدريب على اقتحام السفن داخل الموانئ، من خلال مجموعات قتالية من أفراد الصاعقة، لتنفيذ أعمال تخليص السفن من الاختطاف من جانب الجماعات الإرهابية، فقد تم تدريب الرجال على كافة السيناريوهات القتالية المختلفة التى تتناسب مع مهامهم القتالية وقدراتهم وإمكانياتهم العالية.
دقة التصويب عنوان مقاتل الصاعقة
تعتبر الرماية أحد أهم الأنشطة التى يتميز بها رجال القوات الخاصة، وذلك باعتبارها مقوما أساسيا من مقومات اختيارهم، حيث يجب أن يتمتع أفراد الصاعقة بمستوى احترافى فى الرماية، لذلك يشمل برنامجهم التدريبى، تنفيذ العديد من الرمايات غير النمطية، والتى تعتمد على التوافق العضلى البصرى للرامى.. كما يتم التركيز فيها على دقة الإصابة وسرعة التنشين، خاصة لأفراد القناصة، لدورهم الرئيسى فى دعم وتأمين مجموعات الاقتحام أثناء تنفيذ المهام المختلفة، وكذا استهداف الإرهابيين أثناء احتجاز الرهائن.. كما يتم تنفيذ بعض أنواع الرمايات بالمجهود، حيث يقوم فيها الرامى بالركض واقتحام الموانع قبيل تنفيذه الرماية مباشرة، وذلك لصقل مهارة الرماية لدى مقاتلى الصاعقة، وللمحاكاة لأوقات القتال الفعلي.
من الرفاعى إلى المنسى.. سجل مشرف لأبطالنا الشهداء
وقد أظهر رجال الصاعقة عبر تاريخ معارك القوات المسلحة المصرية، العديد من البطولات التى سطرت - بحروف من نور، التاريخ العسكرى، لعل أبرزهم البطل إبراهيم الرفاعى قائد المجموعة 39 قتال «صاعقة خاصة» فى حرب أكتوبر المجيدة، والذى نفذ العديد من العمليات القتالية الخاصة ضد العدو، لعل أهمها نسف قطار للعدو عند الشيخ زويد ثم نسف مخازن الذخيرة عقب معارك 1967.. وامتدت بطولات وأساطير رجال قوات الصاعقة وصولا للشهيد أحمد منسى قائد الكتيبة 103 صاعقة أثناء الحرب ضد الإرهاب فى سيناء.
ويعتبر التدريب على اقتحام البؤر الإرهابية، أحد الأشكال الهامة التى تشغل حيزا كبيرا من تدريبات رجال الصاعقة المصرية، حيث يتم تدريب المقاتلين على أساليب شن الهجمات المفاجئة والخاطفة على البؤر، للقضاء على تلك العناصر الإجرامية.. ويمر التدريب على اقتحام البؤر الإرهابية بالعديد من المراحل، منها التدريب على أعمال الاستطلاع وتحديد الأهداف وكذا التدريب على أسلوب الاقتحام والتأمين والإخلاء، وما يتخلل تلك المهمة من مواقف طارئة وأسلوب مواجهتها.
وقدمت قوات الصاعقة العديد من التضحيات خلال حروب مصر كثيرة العدد، آخرها الحرب على الإرهاب، ويعتبر هذا الأمر داخل هذه الوحدات، بمثابة وسام للفخر والشجاعة، يحملونه على صدورهم، ودائمًا ما يتذكرون شهداءهم فى تلك الحرب، ويروون حكايتهم للأجيال المتعاقبة، حتى تظل نبراسًا لهم، وقدوة فى الفداء والتضحية.
ومرت القوات المسلحة المصرية خلال الحرب على الإرهاب بالعديد من التحديات التى نجحت فى التغلب عليها وتحقيق النصر، ولعل أبرز تلك الإشكاليات، ضرورة القضاء على العناصر الإجرامية المتواجدة فى شمال سيناء بدون إحداث أى خسائر بين المدنيين من أهالى سيناء الشرفاء.
وخلال العقد الأخير قامت قوات الصاعقة بالعديد من أعمال مقاومة الإرهاب فى سيناء، الأمر الذى أدى إلى إكسابهم العديد من الخبرات القتالية المختلفة، مما جعل قوات الصاعقة المصرية نموذجًا يحتذى به بين مصاف القوات الخاصة على مستوى العالم فى أعمال مقاومة الإرهاب، لذلك تقوم مدرسة الصاعقة بإعطاء فرقة مقاومة الإرهاب للعديد من الوفود الأجنبية للجيوش الصديقة والحليفة، وذلك لنقل تلك الخبرات المصرية، وهو ما يعكس مدى التطور الملحوظ فى ملف مكافحة الإرهاب فى مصر.
منبر تعليمى لرجال المهام الصعبة
وتعتبر مدرسة الصاعقة، المنبر التعليمى الذى يتلقى منه كافة مقاتلى الصاعقة والحاصلين على فرقة الصاعقة بين صفوف القوات المسلحة، فتقدم المدرسة العديد من البرامج والفرق والدورات التدريبية المتخصصة فى أعمال قتال القوات الخاصة ومقاومة الإرهاب، وتختلف المدة التى يستغرقها بناء فرد من أفراد الصاعقة على درجة عالية من الاحتراف باختلاف البرامج والدورات داخل المدرسة تتراوح بين 3 أشهر وحتى عام، وذلك بعد اجتياز كافة الاختبارات التى يتم عقدها للمرشحين للانضمام لقوات الصاعقة ومنها اختبارات لياقة بدنية وتناسق جسمانى بجانب اختبار نفسى واختبار قياس مستوى الذكاء واختبار فى المعلومات.
وبمجرد الاقتراب من مدرسة الصاعقة يمكن أن تسمع صيحات المقاتلين الذين يتلقون التدريبات داخلها.. أصوات تجعلك تشعر بالطمأنينة بأن هناك قوات مصرية تستعد وتتأهب وجاهزة للذود عن هذا الوطن والدفاع عنه بأرواحهم.. فهم خير أجناد الأرض، يقدمون الفداء لوطنهم، ويسعون كل يوم للارتقاء بمستواهم البدنى والقتالى، ليواكبوا أحدث ما وصل إليه العالم من طرق ذهنية وبدنية من أجل التدريب والقتال.
وكانت هناك مجموعة من الجنود يقومون بالتدريب على القتال المتلاحم، وقد كانوا يتدربون كما لو كانوا يقاتلون حقًا، فهناك يتم إعداد المجندين المستجدين داخل المدرسة لمدة تصل إلى 90 يومًا قبل انضمامهم لوحداتهم ضمن قوات الصاعقة.. ونذكر هنا، أن هناك الكثير من المجندين يبدون رغبتهم فى التطوع داخل صفوف القوات المسلحة بعد انضمامهم لقوات الصاعقة نظرا لإيمانهم بما تقوم به تلك المؤسسة تجاه الوطن.
ومن ضمن التدريبات التى يتلقاها الفرد المقاتل داخل وحدات الصاعقة، هى التدريب على التعايش فى البيئة الصحراوية والجبلية، حيث يتم تدريب الأبطال على أسلوب البقاء على قيد الحياة، فى ظل ظروف بيئية محيطة قاسية، بمسارح العمليات القتالية المختلفة، لذلك يتم تدريبهم للحصول على مياه عذبة لاستخدامها فى الشرب من خلال تكثيف قطرات الندى المتكونة على الصخور، واستخدام النباتات الصحراوية الخازنة للمياه كالصبار وغيرها من الطرق المختلفة.. وكذا كيفية صيد الحيوانات البرية وطرق ذبحها وتجهيزها، بدون استخدام أى أدوات مساعدة، ونذكر مثلًا، الأرنب البرى والثعابين والطيور.. وكذلك يتم التدريب على عبور الموانع المائية المختلفة.. فضلًا عن التدريب على أسلوب التسلل والإخفاء والتمويه للأفراد والأسلحة والمعدات، حتى يصعب على العدو اكتشاف تواجد أفراد الصاعقة.
تكنولوجيا التسليح لأبطال الصاعقة
وتواكب قوات الصاعقة أحدث التكنولوجيا المستخدمة مع القوات الخاصة على مستوى العالم، حيث دائما ما يتم تطوير القدرات التسليحية والقتالية التى يعتمد عليها المقاتلون فى تنفيذ مهامهم المختلفة، وهو ما ظهر خلال جولة داخل معرض لإبراز آخر المستجدات والتطوير داخل تسليح قوات الصاعقة.
ويتم الاعتماد على القوات الخاصة، ولاسيما الصاعقة فى تنفيذ المهام بعمق العدو، لذلك يعتبر الاعتماد الأساسى داخل الصاعقة على الفرد، لذا يتم تأهيله وتدريبه بدنيًا بأسلوب قوى للغاية، وكذا على موضوعات الرماية والقنص غير النمطي.
كذلك يتم تدريب الأبطال داخل ميدان المعركة، فى ظروف مشابهة لظروف المعركة الفعلية، من حيث الضغط البدنى والنفسى والقدرة على التحمل، لذلك تم تجهيز الميدان بالعديد من الموانع الصعبة.
فخر واعتزاز طلبة الجامعات
شهدت الجولة وجود عدد من أعضاء هيئة تدريس وطلبة جامعتى بنها والنهضة، ذلك تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية بضرورة تحقيق التواصل بين أبناء الشعب المصرى، من الأجيال الشابة من كل المدارس والجامعات مع القوات المسلحة.
وسلطت لجين عبد المنعم، إحدى طالبات جامعة النهضة، الضوء على أنها للمرة الأولى تقوم بدخول منشأة عسكرية، وتشاهد وتتعرف على اليوم التدريبى لأحد أرقى وأفضل عناصر القوات الخاصة داخل القوات المسلحة المصرية، وقد رسخت تلك الزيارة لديها، مدى القوة الرشيدة التى تحمى ولا تعادى وتصون ولا تغدر، قائلة: «المصريين لازم يطمنوا فعلًا أن الجيش المصرى لديه رجال كالأسود لا يهابون الموت فى سبيلها»..
فيما أعرب إسلام ياسر أحد طلبة جامعة النهضة، عن إعجابه الشديد لما وجده خلال زيارته لوحدات الصاعقة، مؤكدا أنه سيكون خير سفير لنقل ما شاهده فى تلك الزيارة إلى بقية زملائه، ليكونوا على ثقة وطمأنينة تجاه قوة الجيش المصرى، مشيرًا إلى أنه كان يسمع دائما أن الصاعقة، تعتبر فى مصاف القوات الخاصة عالميًا، إلا أنه رأى ذلك اليوم بنفسه، وأيقن تمام اليقين، ماهية الأسباب التى جعلت الصاعقة المصرية من بين الأفضل على مستوى العالم.
أمل نور: لدينا من يقف ضد أى معتدٍ طامع فى النيل
وفى هذا الإطار، أعربت «أمل نور»، إحدى طالبات جامعة بنها، عن سعادتها البالغة لما لمسته من مستوى تدريب عالٍ يتمتع به مقاتلو الصاعقة المصرية، خاصة خلال تنفيذ الرمايات التى تمكن خلالها كافة الأفراد من تحقيق إصابات مباشرة للأهداف المحددة لهم.
وأوضحت أن قوات الصاعقة هى جزء أصيل من القوات المسلحة، التى يعتز بها كافة المصريين على مر الزمان، مضيفة أن تلك الزيارة أتاحت لها الفرصة للتعرف عن كثب على قدرات وإمكانيات القوات الخاصة المصرية، والتى تقف حائلًا ضد أى معتدٍ طامع فى النيل، ومن أمن واستقرار الدولة المصرية الغالية.
وثمنت المجهود الكبير الذى يبذله أفراد القوات الخاصة خلال التدريبات، والتى تعكس مدى الصعوبة والخطورة لما يتعرضون له خلال حياتهم العملية، أثناء تواجدهم ضمن صفوف قواتنا المسلحة، موجهة الشكر إلى إدارة الشئون المعنوية لرسالتها، مؤكدة أن هذه الزيارة فرصة جيدة لتنمية الوعى الوطنى للشباب المصري.
أسامة أشرف: «الصاعقة ما بتهزرش أبدًا»
فيما أكد أسامة أشرف، أحد طلاب جامعة بنها، أنه سبق له زيارة وحدات الصاعقة، إلا أنه حرص على تكرارها، وذلك لشغفه وتعلقه الشديد بما يظهره رجال الصاعقة المصرية من قوة وجلد وقدرة عالية واحترافية فى التدريبات، واصفًا إياهم بـ«الوحوش» التى تحمى وتصون الوطن والمواطنين.
وأشار إلى أن كافة مقاتلى الصاعقة قد أظهروا براعة ومهارة كبيرة فى تسلق واجتياز الموانع، وعلق قائلًا: «مبيهزروش أبدًا ودايمًا بيدربوا بجد وكأنهم بيقاتلوا حقيقى»، مشيدًا بحفاوة الاستقبال التى نالها مع زملائه عند وصولهم لقيادة وحدات الصاعقة، وهو أمر تتصف به المؤسسة العسكرية ككل، مضيفا أنه لمس مدى الانتماء الكبير الذى يتحلى به أفراد الصاعقة تجاه وحداتهم، وواصل قائلا: «أنا حسيت انه مش مجرد مكان عمل فقط، بل منزل يجمعهم يقيمون فيه».
وأضاف أسامة أشرف، أن الحماس الكبير الذى أدى به المقاتلون الأنشطة التدريبية المختلفة، قد انتقل إليه عبر صيحات وشعارات رجال الصاعقة، والتى حركت مشاعر الوطنية داخله وجعلته يرغب أن ينضم إليهم ويشاركهم فيما يؤدونه، وقال إنه نقل كافة تفاصيل ما شاهده من أنشطة تدريبية قتالية إلى كافة أفراد أسرته وأصدقائه، وأكد لهم مدى الجاهزية العالية والانضباط المتقن، الذى يتحلى به رجال الصاعقة المصرية.