علاقة المواطن ووزارة الداخلية عنصر أساسى ورابط محورى لدور جهاز الشرطة فى مصر، والذى جرى تعزيزه بشكل كبير خلال السنوات الماضية، فمع تشديد وزارة الداخلية على تنفيذ القانون، والحفاظ على الأمن، وتحقيق العدالة، إلا أن دورها لم يتوقف عند حدود تطبيق القانون فحسب، بل امتد إلى تعزيز علاقة الثقة مع المواطنين من خلال العديد من الخطوات والإنجازات التى لامست حياتهم اليومية وأثرت فيها بشكل إيجابى.
الخبراء الأمنيون أكدوا أن السنوات الأخيرة شهدت تعزيزا لمفهوم العلاقة بين وزارة الداخلية والمواطن، مع تبنى نهج جديد يقوم على مبدأ الشراكة المجتمعية والتفاعل الإيجابى، كما تبرز الجهود التى بذلتها وزارة الداخلية لتطوير مفهوم «الأمن المجتمعي»، وبات المواطن مساعدًا لأجهزة الأمن، واثقًا فى قدراتهم، وداعمًا لتوجهاتهم.
الخبراء أشاروا إلى أن من أبرز الإنجازات التى ساهمت فى بناء جسور الثقة بين وزارة الداخلية والمواطنين هى الخدمات المجتمعية التى تقدمها الوزارة عبر مبادرات متعددة، تتراوح بين التوعية الأمنية والخدمية وبين المساعدة فى الحالات الإنسانية، فضلاً عن مواصلة تنفيذ مبادرة «كلنا واحد»، التى تهدف إلى تقديم خدمات متنوعة للمواطنين بأسعار مخفضة، بالإضافة إلى تنظيم قوافل إغاثية شهرية، وبالتالى فهذه المبادرات كانت بمثابة رسالة طمأنة للمواطنين بأن الوزارة ليست فقط جهازًا أمنيًا، بل مؤسسة تعنى بتلبية احتياجاتهم وتحسين جودة حياتهم، والتخفيف عنهم طوال الوقت.
ليس هذا فحسب، بل إن من أهم الإجراءات التى أكسبت وزارة الداخلية مصداقية وثقة المواطنين هو تكريسها لآليات التحقيق فى شكاوى المواطنين والتعامل معها بشفافية، وفتحت الوزارة باب التفاعل مع المواطنين على منصات التواصل الاجتماعى، مما سهل على الناس التواصل مع الأجهزة الأمنية والإبلاغ عن أى تجاوزات أو مشكلات قد تواجههم، ولهذا ينظر الخبراء الأمنيون إلى أن هذا التوجه يعكس مستوى كبيرا من الشفافية، وهو ما يجعل المواطن يشعر بأن هناك آذانًا صاغية لشكواه وحقوقه.
اللواء رضا يعقوب، الخبير الأمنى، أكد أن جهاز الشرطة هو جزء أساسى من مكونات الشعب المصرى، ويعد من أضلاع السلطة التنفيذية التى تعمل وفق رابطين رئيسيين، إذ إن هناك رقابة إدارية شاملة على الجهاز من داخله، إلى جانب الرقابة القضائية المستمرة التى تضمن الشفافية والمساءلة فى كافة أعماله، ومن ثمّ فالشعب المصرى شعر جلياً بالدور الكبير الذى لعبه جهاز الشرطة فى مواجهة الإرهاب، حيث قدم العديد من الضحايا من أبنائه دفاعًا عن مصر وأمنها، مؤكدا أن جهاز الشرطة قدم تضحيات كبيرة فى سبيل حماية الوطن، وهذه التضحيات تجسد التزام الجهاز الكامل بالأمن القومى للبلاد.
“يعقوب» أشار إلى أن جهاز الشرطة أصبح حاضرًا فى جميع المجالات التى تلامس حياة المواطن المصرى، سواء فى السياحة أو الاقتصاد أو الزراعة أو المرور أو حفظ الأمن العام وحماية الحدود، خاصة أن جهاز الشرطة لا يقتصر دوره على حفظ الأمن فقط، بل يظل يؤكد فى كل مرة أنه جزء رئيسى ومهم من الشعب المصرى، وليس منفصلًا عنه بأى حال من الأحوال.
اللواء يعقوب شدد على أن جهاز الشرطة قد استعاد عافيته وثقة الشعب المصرى به، وهو ما تجسد فى التعاون المستمر بين الشرطة والمواطنين، خاصة فى مواجهات الجهاز ضد العناصر الإرهابية والتكفيرية، وهذا التعاون ساعد بشكل كبير فى استقرار الأمن فى سيناء وكافة ربوع مصر، وساهم فى عدم قبول أى عناصر مخربة تهدد استقرار البلاد.
وفيما يتعلق بالدور المجتمعى لوزارة الداخلية، أشار الخبير الأمنى إلى أن الوزارة تلعب دورًا كبيرًا فى تخفيف الأعباء عن المواطنين من خلال تقديم الخدمات والمنتجات بأسعار مخفضة، خاصة أن الداخلية تعمل على ضبط الأسواق والمساهمة فى تعزيز الاقتصاد المصرى من خلال محاربة التجار المتلاعبين بالأسعار ومخالفى القانون، إلى جانب ضبط الخارجين عن القانون والمتلاعبين بالعملات الأجنبية، وهذا الدور المجتمعى يعد خطوة هامة فى دعم الاقتصاد الوطنى، ويعكس التزام وزارة الداخلية بالحفاظ على استقرار المجتمع فى كافة جوانبه. وخلال الفترات الماضية، أطلقت وزارة الداخلية، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، 26 مرحلة من مبادرة «كلنا واحد»، التى تهدف إلى تقديم خدمات متنوعة للمواطنين بأسعار مخفضة، بالإضافة إلى تنظيم قوافل إغاثية شهرية، وتأتى ضمن جهود الوزارة المستمرة لتخفيف الأعباء عن المواطنين، كما تم إطلاق مبادرة جديدة تحت اسم «شتاء دافئ» لتوزيع البطاطين والمواد الأساسية على الأسر الأكثر احتياجًا فى مختلف المحافظات.
جهود وزارة الداخلية لا تقتصر على فصل الشتاء فقط، بل تنظم حملات إغاثية طوال العام، إذ تقوم الوزارة بتوزيع كراتين رمضان وملابس العيد للأطفال فى دور الأيتام، بالإضافة إلى تقديم الدعم للمستشفيات والمحتاجين فى مختلف المناسبات، وبالتالى فهذه المبادرات تسهم بشكل كبير فى تخفيف معاناة المواطنين، وتؤكد التزام وزارة الداخلية بدورها المجتمعى إلى جانب دورها الأمنى، وهو ما يعكس اهتمام الدولة برعاية المواطنين وتلبية احتياجاتهم فى مختلف الأوقات.
شعور الأمان.. الإنجاز الأكبر
بدوره، أكد اللواء محمد صادق، مساعد وزير الداخلية الأسبق، والخبير الأمنى، أن الثقة بين المواطن وجهاز الشرطة تعتمد أساسًا على رؤيته المباشرة لنتائج ملموسة على أرض الواقع، فالأمن ليس مجرد إحصائيات أو أرقام، بل هو شعور بالطمأنينة والأمان، وهو الأمر الذى شعر به المواطن المصرى على مدار السنوات العشر الأخيرة، بعد فترة من الاضطرابات الداخلية، وهذا الشعور بالطمأنينة هو الذى ساعد فى تعزيز جسور الثقة بين المواطن ووزارة الداخلية.
صادق قال: «عندما كنت أعمل فى وزارة الداخلية بمحافظة المنيا، كنت دائمًا أقول إن نجاحنا كجهاز شرطة لا يقاس بالإحصائيات، بل فى أن يشعر المواطن بالأمان فى بيته وعمله وحياته، وأن يعيش بدون خوف، أو كما يُقال: «ينام وهو مطمئن»؛ فهذا الشعور هو الأهم، وهو ترجمة حقيقية للعلاقة بين المواطن وأجهزة الأمن بشكل عام.
أما عن دور وزارة الداخلية فى مواجهة التحديات الراهنة، أشار اللواء صادق إلى أهمية الخطاب الصريح والمباشر الذى انتهجته وزارة الداخلية، الذى يعتمد على الشفافية، خاصة فى عصر تزايد استخدام وسائل التواصل الاجتماعى، فنحن نعيش فى عصرٍ مليء بالشائعات، تُروجها الكتائب الممنهجة واللجان الإلكترونية التابعة لعناصر جماعة الإخوان الإرهابية وأعداء الدولة فى الداخل والخارج، وتهدف هذه الكتائب إلى تشكيك المواطن فى كل شيء؛ فى دولته، وحكومته، وإنجازاتها، حتى يصل الإنسان إلى مرحلة من الشك فى نفسه، بعد جولات متواصلة من الإحباط المقصود.
ومن أهم المبادرات المجتمعية، التى أطلقتها وزارة الداخلية مبادرة «كلنا واحد»، التى توفر السلع الأساسية بأسعار مخفضة، من خلال منافذ ثابتة ومتحركة فى جميع أنحاء الجمهورية، لتخفيف العبء عن الأسر المصرية، خاصة فى ظل موجات الغلاء وارتفاع الأسعار.. وقد تم الاتفاق مع مسئولى خمسة كيانات كبرى والموردين، على إطلاق قوافل سيارات مجمعة لبيع السلع الغذائية والمعمرة، بهدف الوصول إلى المناطق الأكثر احتياجًا بالمحافظات التى تفتقر إلى وجود أفرع للسلاسل التجارية ومنافذ البيع.
مبادرة «حياة كريمة»، التى تنفذها الوزارة بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية، تهدف إلى تحسين ظروف المعيشة فى المناطق الريفية والمحرومة.. كما تنظم «الداخلية» قوافل طبية وإنسانية لتقديم الدعم الصحى والغذائى للمواطنين فى القرى والمناطق النائية، إلى جانب توزيع المساعدات العينية والملابس فى المناسبات المختلفة.. وهناك مبادرة «أمان»، التى تسهم فى توفير السلع بأسعار مناسبة وتغطى كافة أنحاء الجمهورية.
فى البداية، أكد اللواء دكتور خالد فتحى الهياتمى، مساعد مدير أمن أسيوط الأسبق، أن وزارة الداخلية، تعمل على تعزيز المنظومة الأمنية وحماية المواطنين والحفاظ على الأمن الداخلى والعمل على الاستقرار لحياة 107 ملايين من المصريين، بخلاف الجاليات العربية والأجنبية على أرض المحروسة، مشيراً إلى دورها البارز فى تخفيف الأعباء عن المواطنين فى مواجهة الغلاء وجشع التجار، حيث قامت بتوزيع مساعدات مجانية على سكان المناطق الحضارية الجديدة، شملت حقائب مدرسية وبطاطين، وزيارة المستشفيات ودور الأيتام وذوى الهمم وكبار السن، وخلال فترة انتشار فيروس كورونا، قدمت الوزارة دعمًا كبيرًا للعمالة اليومية المتضررة من الإجراءات الاحترازية، من خلال توزيع 150 ألف كرتونة غذائية، بالإضافة إلى تجهيز وجبات إفطار صائم فى شهر رمضان الكريم.
وأوضح الهياتمى، أن وزارة الداخلية من خلال مبادرتها «كلنا واحد»، التى أسهمت فى التخفيف عن أعباء المعيشة على المواطنين.. وتتمثل الفكرة الأساسية للمبادرة فى توفير السلع الأساسية مثل الأرز، السكر، الزيت، اللحوم، والدواجن، بأسعار تقل كثيرًا عن السوق المحلية، مع ضمان جودة المنتجات المعروضة، ومن خلال منافذ بيع ثابتة ومتحركة، حتى يتم الوصول إلى أكبر عدد من المواطنين فى مختلف المناطق عبر 2451 منفذاً للبيع و4 معارض رئيسية بالمحليات.
وتأتى هذه القوافل ضمن جهود المبادرة، بالتنسيق مع مختلف قطاعات وزارة الداخلية ومديريات الأمن على مستوى الجمهورية، حيث يتم توفير السلع بجودة عالية وفى الوقت نفسه بأسعار مخفضة، ما يسهم فى تخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين وتحقيق العدالة الاجتماعية.
بدوره، قال اللواء محمد فاروق القصاص، نائب مدير أمن القاهرة السابق، إن «كلنا واحد» ليست مبادرة مؤقتة، بل تجسيد حقيقى للمسئولية المجتمعية التى تتبناها وزارة الداخلية، وتحمل المبادرة رسالة حب ووحدة، تهدف إلى تقديم الدعم الإنسانى والاجتماعى للمواطنين، مشيراً إلى أن «كلنا واحد» دليل حى على روح التعاون التى تعزز روابط المحبة بين المواطنين والدولة. فهى ليست مجرد حملة مجتمعية لتقديم خصومات، بل تعبير عن التضامن الإنسانى وترسيخ لقيمة أن «كلنا معا فى مواجهة التحديات».
وواصل اللواء القصاص: أن مبادرة «حياة كريمة» تعد واحدة من أعظم المشاريع التنموية التى أطلقتها مصر فى عهد الرئيس السيسى، وهذه المبادرة ليست مشروعا اقتصاديا أو خدميا فقط، بل رؤية شاملة تهدف إلى تحقيق نقلة نوعية فى مستوى حياة المواطن المصرى، خاصة فى القرى والمناطق الريفية التى عانت طويلاً من التهميش، مضيفا أن «الداخلية» كان لها دور فعال فى دعم تنفيذ المبادرة، سواء من خلال تعزيز الأمن فى المناطق التى تنفذ بها المشروعات، أو من خلال المشاركة فى المبادرات المجتمعية المكملة لها، معلقاً: «نحن نرى أن توفير الخدمات الأساسية، كالصحة والتعليم والبنية التحتية، بالتوازى مع تحسين فرص العمل، يخلق بيئة مستقرة وآمنة للمواطن، والقيادة السياسية تحرص على تحقيق العدالة الاجتماعية على أرض الواقع، بينما «حياة كريمة» هى خطة استراتيجية لتغيير حياة ملايين المصريين، وتضع مصر على طريق التنمية المستدامة.
وتابع قائلاً: مبادرة «قوافل الخير» هى واحدة من المبادرات المجتمعية المهمة، التى تأتى تنفيذًا لتوجيهات الرئيس السيسى، لتعزيز العدالة الاجتماعية وتخفيف الأعباء عن المواطنين، خاصة فى المناطق الأكثر فقراً، مشيراً إلى أن وزارة الداخلية لها دور بارز فى تنفيذ هذه القوافل، التى تشمل توزيع السلع الغذائية الأساسية بأسعار مخفضة أو مجانًا، وتقديم الخدمات الطبية فى القرى والمناطق النائية، بالإضافة إلى توفير الدعم للفئات الأولى بالرعاية.
واختتم اللواء محمد فاروق القصاص، كلامه معنا، مشدداً على أن قضية الغارمين والغارمات كانت دائمًا محور اهتمام الدولة المصرية، خاصة فى العقد الأخير، بقيادة السيسى، الذى وجه بضرورة تخفيف المعاناة عن هذه الفئة الأكثر احتياجًا.. ولعبت «الداخلية» دوراً محورياً فى تنفيذ توجيهات القيادة السياسية، حيث أطلقت العديد من المبادرات لدعم الغارمين والغارمات، والإفراج عنهم، وذلك بالتعاون مع المجتمع المدنى ورجال الأعمال.
من جانبه، قال مصطفى عبد الرحمن، موظف، إن «مبادرة كلنا» خطوة رائعة من الدولة لتوفير السلع بأسعار مخفضة، وأنه استفاد شخصيًا من المنتجات الذى تم عرضها فى منافذ «أمان»، مما خفف عنه الكثير، فى ظل غلاء الأسعار، فالخدمة ممتازة والمنتجات متنوعة، واللحوم طازجة، وسهلة الطهى، وهذا دليل على دقة اختيار الذبيحة.
واتفق معه، سعيد المصرى، عامل يومية، عندما قال إنه يقوم بشراء كافة مستلزمات منزله من منفذ أمان، الذى يتميز بانخفاض أسعاره مقارنة ببقية الأسواق، موضحاً أن منافذ أمان تتميز أيضاً بأنها متوفرة فى أغلب الميادين وتعمل طوال اليوم، وهو ما أسهم فى التسهيل على المواطن، من أجل الوصول إليها.
أما سهام عبد الرحمن - ربة منزل، فقالت إنها تلجأ إلى «أمان»، كونها لمست الفرق الكبير فى توفير السلع الأساسية بأسعار جيدة تنافسية، مؤكدة أن منافذ أمان، توفر احتياجاتها بأريحية، تجعلها غير مضطرة للذهاب إلى أسواق بعيدة، وتتعرض هناك للتزاحم وأيضاً المعاناة من الغلاء.. مشيراً إلى مبادرة كلنا واحد، جاءت فى توقيت مثالى ومهم جداً، موجهة الشكر للرئيس السيسى، ووزارة الداخلية، على جهود الدولة فى توفير تلك النوعية من مبادرات المسئولية المجتمعية، لتخفيف العبء عن كاهل المصريين.