تزامنًا مع النهضة التى شهدتها منظومة النقل فى مصر، والتى كانت الطرق والمحاور ركنًا أساسيًا فيها، لم تكن منظومة المرور المصرية بعيدة عن «التطوير»، حيث شهدت هى الأخرى تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الماضية، وهو تطور لم يتوقف عند حد الاستعانة بأحدث التكنولوجيات المتعلقة بـ«المرور»، بل امتد إلى العنصر البشرى الذى يُساهم فى تحسين الوضع المرورى وتعزيز الأمن على الطرقات، ليكون «رجل المرور» ركيزة أساسية فى منظومة الأمان داخل المجتمع المصرى.
وفى هذا السياق أكد اللواء أحمد هشام، الخبير المرورى، أن «رجال المرور فى مصر يعملون على مدار الساعة، ليلًا ونهارًا، بهدف تنظيم حركة المرور وتسهيلها، بالإضافة إلى إرشاد السائقين للطرق البديلة فى حالة وجود أعمال على الطرق، لذلك من الضرورى أن يلتزم جميع قائدى السيارات بتعليمات رجال المرور».
وأضاف «هشام»، أنه «مع التغيرات المناخية التى تشهدها البلاد فى الآونة الأخيرة، فإن هذه التغيرات تؤثر بشكل كبير على حركة المرور، وخاصة على الطرق والمحاور السريعة فى جميع المحافظات»، مشددًا على أن «الشبورة المائية تعد من أكثر الظواهر الجوية التى تؤثر سلبًا على الرؤية، مما يُعرّض السائقين لخطر الحوادث، ويجب على المواطنين توخى الحذر أثناء القيادة فى تلك الأوقات، خاصة أثناء الليل، لتجنب التعرض لحوادث مرورية».
وأضاف «هشام»، أنه «يجب على قائدى السيارات الالتزام بعدد من الإجراءات الاحترازية المهمة للحفاظ على سلامتهم وسلامة الآخرين، من أهم هذه الإجراءات التأكد من صلاحية السيارة قبل الانطلاق، بما فى ذلك فحص الإطارات، والفرامل، وأجهزة الإضاءة، وكذلك التأكد من أن الأبواب مغلقة بإحكام.
اللواء«هشام»، انتقل بعد ذلك للحديث عن المعدات الأساسية التى يجب أن تتوافر فى كل سيارة، مثل المثلث العاكس وطفاية الحريق وحقيبة الإسعافات الأولية، فى حالة حدوث أى حادث أو عطل مفاجئ، حيث يمكن أن تكون هذه الأدوات سببًا فى إنقاذ حياة الأشخاص، مضيفًا أن «المثلث العاكس يجب أن يكون فى حالة جيدة ويُستخدم عند توقف السيارة لأى سبب، بينما يجب أن تكون طفاية الحريق جاهزة للاستخدام الفورى فى حالة نشوب حريق، هذا إلى جانب التأكد من وجود حقيبة الإسعافات الأولية التى تحتوى على الأدوات الطبية اللازمة فى حال تعرض أحد الركاب لإصابة أو إعياء».
وفى سياق آخر، أوضح الخبير المرورى، أن «إدارة المرور قد قامت بتركيب مجموعة من الرادارات الحديثة لرصد السرعات الزائدة على الطرق، حيث تعمل هذه الرادارات على مدار الساعة، وتُعتبر من أحدث الأجهزة المستخدمة فى المراقبة»، موضحًا أن رادار «ميستا كومباك» هو من أحدث أنواع الرادارات، حيث يمكنه مراقبة ما يصل إلى 126 سيارة فى وقت واحد، ويملك قدرة على الكشف عن السيارات على مسافات تزيد عن 100 متر، بالإضافة إلى أنه يحتوى على مستشعر الأشعة تحت الحمراء الذى يساعد فى تصنيف المركبات بأنواعها المختلفة، مثل السيارات، الدراجات النارية، و«التوك توك» وغيرها، كما يمكنه مراقبة سلوك السائقين مثل عدم ربط حزام الأمان أو التحدث فى الهاتف أثناء القيادة، ويتم توثيق المخالفة تلقائيًا.
وفيما يتعلق بـ«نظام الملصق الإلكترونى الذى تم تعميمه على كافة السيارات فى مصر»، أوضح اللواء «هشام»، أنه عبارة عن شريط لاصق أبيض يحتوى على شريحة إلكترونية تحمل معلومات عن السيارة، مثل رقم اللوحة المعدنية، نوع السيارة، سنة الصنع، وبيانات المالك، حيث تم فرض هذا النظام بموجب قرار وزير الداخلية لعام 2019، وهو يشمل كافة أنواع المركبات سواء كانت ملاكى أو أجرة أو حكومية.
وفيما يتعلق بمراقبة الشوارع، أشار الخبير المرورى، إلى أن عددًا كبيرًا من الكاميرات تم تركيبها فى القاهرة لتغطية نحو 70فى المائة من الشوارع، مع خطط لتوسيع هذه التغطية لتشمل 100فى المائة من الشوارع على مستوى الجمهورية، مؤكدًا أن هناك تعاونًا كبيرًا بين وزارة الداخلية ومجلس الوزراء من أجل زيادة عدد الكاميرات وتحسين الأنظمة المرورية.
بدوره، قال اللواء نجيب عثمان أيوب، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن «السنوات الأخيرة شهدت طفرة كبيرة فى مجال تطوير الطرق والمحاور المرورية فى مصر، حيث تم زيادة عدد المحاور وازدواج الطرق الفردية، بالإضافة إلى رفع كفاءة الطرق مثل الطريق الغربى وطريق الجيش الطريق الشرقى، لتصبح طرقًا سريعة معتمدة توفر أعلى مستويات الأمان، والفرق واضح جدًا بين الوضع الحالى وما كان عليه قبل عشر سنوات، لدينا الآن شبكة طرق سريعة على أعلى مستوى تربط بين مختلف المحافظات.
وأشار «أيوب» إلى أن المحاور الجديدة لم تعد فقط مجرد طرق مرورية، بل أصبحت محاور تنموية تربط الطريق الشرقى بالغربى والزراعى، وتعبر نهر النيل، مضيفًا أن هذه الطرق الجديدة لم تقتصر على تحسين الحركة، بل ساهمت فى استصلاح الأراضى الزراعية، وخلق استثمارات صناعية، وإنشاء مجتمعات سكنية وصناعية وعمرانية جديدة، مما يخفف الكثافة السكانية فى الوادى.
كما أشاد بالتجديدات والتوسعات التى طالت الطريق الدائري، مؤكدًا أنه أصبح أحد أهم المشروعات التنموية فى القاهرة، كما أشار إلى المحاور المؤدية إلى العاصمة الإدارية الجديدة والطريق الإقليمى الأوسطى، التى ساهمت فى تخفيف الضغط المرورى عن القاهرة.
وأوضح أن دخول التكنولوجيا فى منظومة المرور ساهم بشكل كبير فى تحسين الأمان على الطرق، مؤكدًا أن استخدام الكاميرات وأجهزة الرصد الإلكترونية أحدث ثورة فى ضبط السرعات ومتابعة المخالفات، وأن هذه الأجهزة تعمل أوتوماتيكيًا على مدار الساعة، وتسجل المخالفات إلكترونيًا دون أى تدخل بشرى، مما يضمن الشفافية والدقة، ومشيرًا إلى أن المخالفات أصبحت موثقة بصورة دقيقة، تشمل تاريخ المخالفة ووقتها وموقعها، وتصل رسالة بها على الهاتف المحمول، مؤكدًا أن الهدف الأساسى هو الردع وليس توقيع الغرامات.
وأضاف أن التكنولوجيا لا تقتصر على تسجيل المخالفات، بل تشمل أيضًا توجيه السائقين لأقل الطرق ازدحامًا باستخدام تطبيقات تعتمد على نظام GPS، وأصبح من السهل الآن معرفة المسار الأفضل ومدة الرحلة، مما يوفر الوقت ويقلل الازدحام.
وتحدث اللواء نجيب أيوب، عن أهمية ذكرى عيد الشرطة عندما صمد رجال الشرطة فى الإسماعيلية أمام الاحتلال البريطانى، قائلًا: «هذا اليوم يمثل فخرًا وعزة لكل أفراد الشرطة، فهو يجسد روح التضحية والشجاعة التى توارثتها الأجيال، وما زالت مستمرة حتى اليوم».