رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

مواجهة قوية لـ«إرهاب الإخوان»


25-1-2025 | 15:54

صورة أرشيفية

طباعة
بقلم: اللواء د. بهاء حلمى

كان نهج الجماعة منذ تأسيسها على يد حسن البنا في عام 1928 يقوم على الخداع والتستر في لباس الدين، ويعتمد على استغلال الفئات المهمشة وذوي الحاجة والمعدمين ومحدودي الثقافة والفكر لاستخدامهم كأداة هدامة لأركان الدولة وترويع المجتمع لتحقيق فكرة التمكين تحت السلاح.

 

فقد ظهروا في البداية في صورة جمعية خيرية، ثم ما لبثوا أن دخلوا في غمار السياسة وترشح مؤسسها، حسن البنا، للبرلمان، وبدأوا يمارسون السياسة باسم الدين تحت شعار “الإسلام هو الحل”.

وعندما قامت ثورة 23 يوليو، كانوا من المؤيدين لأهدافها، ولما تبين لهم أن ما يصبون إليه من أهداف خاصة لن يستطيعوا نيلها، جاء الصدام مع قادة الثورة، وحدثت محاولة اغتيال الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وبدأ الصدام التاريخي بين الإخوان والضباط الأحرار، وما نجم عنه من محاكمات وأحكام بالسجن والإعدام لبعض قيادات الإخوان. وعندما جاء الرئيس السادات إلى الحكم، فعفا عن كثير من أعضاء الإخوان وقام بإخراجهم من السجون ليمارسوا السياسة علانية.

 

ثم ما لبثوا أن انقلبوا عليه واغتالوه يوم احتفاله بالنصر في 6 أكتوبر عام 1981، ولما جاء الرئيس مبارك إلى سدة الحكم، سمح لهم بممارسة السياسة، ودخلوا البرلمان وكانت لهم تحت القبة هيئة تمثلهم، ورغم ذلك، انقلبوا عليه.

 

ثم جاءت أحداث 25 يناير 2011، فكانت الجماعة في طليعة من تحالفوا مع القوى الثورية بهدف الانقضاض على الثورة والاستيلاء على الحكم، فقد ظنوا واهمين أن الأمور قد دانت لهم، فنسوا ما عاهدوا شعب مصر عليه، ونقضوا إيمانهم الذي تظاهروا به في الحفاظ على مصالح الوطن والمواطنين. وغفلت عيونهم وأغلقت قلوبهم وصمت آذانهم عن شكاوى المصريين، ولم ينتبهوا إلا لتحقيق آمالهم الخفية وأجنداتهم السرية التي تجاهلت واختلفت مع آمال المصريين وتطلعاتهم نحو عيشة كريمة على أرض وطنهم مصر تحت مظلة عادلة، ليكشف الجميع معنى ومغزى عبارة الإخوان الشهيرة (طظ في مصر).

 

واعتراضًا على هذا النهج الإقصائي للجماعة، واحتجاجًا على سياسات وقرارات رئيسهم المعزول خاصة إعلانه الدستوري المستبد في نوفمبر 2012، فقد تزايدت وتيرة احتجاجات القوى السياسية وتنامت دعواتهم للتظاهر والاحتشاد في ميادين مصر، إلى أن جاء يوم الخلاص الثلاثين من يونيو، والذي قرر فيه الشعب استعادة مصر لأبنائها بعد التعدي عليها من قبل هذه الجماعة الظالمة.

 

وانتفض الشعب وتشبث أعضاء الجماعة الإرهابية بشرعيتهم الزائفة مدعومين من الديمقراطيين والإنجليز والغرب الذين مولوهم بأكثر من ثمانية مليارات دولار، كما أعلن الرئيس الأمريكي ترامب علانية، وحشدوا الآلاف من أتباعهم للاعتصام في ميداني رابعة والنهضة مرددين شعارات جوفاء وهتافات كاذبة عن الشرعية والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة، وعن سلمية الاعتصام وعن رغبتهم في خدمة أبناء الوطن، ولكن أفعالهم كانت عكس ذلك تمامًا.

 

حيث قاموا بالتهديد بإحراق البلاد والعباد إذا تم المساس بالرئيس المعزول الذي ينتمي للأهل والعشيرة. وإننا نذكر في عناوين تلغرافية بداية أحداث الفوضى التي نفذتها الجماعة في 2011 تنسيقًا مع جماعة حماس وحزب الله وبمتابعة من سفارة أوباما التي بدأت يوم 23 يناير في السويس وتعاظمت يوم 28 يناير تحت مسمى جمعة الغضب التي كشفت المخطط كاملاً باقتحام السجون باللوادر وإطلاق النار وتهريب المساجين وأعضاء الجماعة الذين شكلوا الحكومة بعد ذلك وبمتابعة من قناة الجزيرة في ذلك الوقت، بالتزامن مع أعمال الإرهاب بمنطقة سيناء واستشهاد أربعة من الشرطة والاعتداء بالأسلحة واضطرام النار بمعظم أقسام ومنشآت ومركبات وقوات الشرطة، حيث كانت ساعة الصفر لتنفيذ مخطط الفوضى عقب صلاة الجمعة. وقد سبق ذلك الحشد على مواقع التواصل للخروج في مظاهرات عارمة تحت شعار براق (عيش – حرية – عدالة اجتماعية)، ولم يعلم أو يأمل كثير من الشباب أن تكون الأحداث كما جرت.

 

وانقطعت الاتصالات، وشهدت الإسكندرية، ومناطق القاهرة، والجيزة، وبعض مناطق الدلتا، ومحافظة أو أكثر بشمال الصعيد أحداثًا مؤسفة، وبذل رجال الشرطة جهدًا كبيرًا في الحفاظ على الأسلحة وعدم سقوطها في أيدى الإرهابيين، وركبوا الحشود الشبابية. ويجب أن نتذكر أنه كان هناك بروفة في تحشيد الشباب عقب حادث كنيسة القديسين، وقد عاصرناها في حي شبرا وبعض المناطق. وكانت هناك محاولات للاعتداء على قوات ومركبات الشرطة التي تعاملت بهدوء واستيعاب وفقًا للتعليمات في ذلك الوقت.

 

إلا أن أحداث جمعة الغضب كانت رسالة قوية لتخويف وترهيب الشباب والشعب المصري، وتشكلت اللجان الشعبية وانتشر البلطجية وسرق كثير من المولات والمحلات والاعتداء على المواطنين ونهب بعضهم وسرقة سياراتهم.

 

ونتذكر سيارات السفارة الأمريكية التي دخلت وسط الميدان مخترقة ومهاجمة الشرطة بأقصى سرعة وبها عناصر مسلحة، وقالوا وقتها إن الجراج كان مفتوحًا واستولوا عليها، وتم ضبط بعضها في أماكن محددة وحاولوا الاعتداء على مقر التلفزيون والذي كان يحميه مجموعات من العمليات الخاصة قبل وصول القوات المسلحة، وركبت عناصر من القناصة ميدان التحرير لقتل المجتمعين وإلصاق التهمة بالشرطة، وانتشرت القوات المسلحة الباسلة لتأمين البلاد.

 

هذه كانت البداية، وهناك الكثير من الأحداث المتوالية التي نفذوها وهي موثقة، وعندما فشلت كل محاولاتهم، وتيقنت جموع الشعب المصري من نوايا وأفعال الجماعة وأجنحتها المسلحة ونشر مخططات الفوضى وبث روح الانقسام بين طوائف الشعب، والتوجه نحو أرض سيناء لتنفيذ المخطط الصهيوني. خرجت كل أطياف الشعب لتقول كلمتها الحاسمة لجماعة الإخوان وجميع دول العالم الذين جلسوا على أجهزة التلفاز منتبهين وحائرين ليشاهد الجميع الجد مع الجدة والأبناء والأحفاد يحملون الورود وزجاجات المياه وأيدهم متشابكة مع الجيش والشرطة بصوت واحد: “الشعب والجيش والشرطة إيد واحدة”. فما كان منهم إلا الانتقام من خلال الاعتصامات وحرق الكنائس ودور العبادة وغيرها من الأحداث التي تم إدارة التعامل الأمني معها بحرفية ووعي وطبقًا لقواعد الاشتباك وفقًا للمعايير الدولية.

 

وهناك الكثير جدًا من فعاليات مخطط الفوضى الذي فشل بيد الشعب وأبنائه بالجيش والشرطة وصولًا ليوم الاستقلال، ويمكن التحدث عن بعض تلك الأحداث والاغتيالات التي نفذوها ضد شرفاء الوطن لاحقًا لنسترجع الذاكرة الوطنية المصرية الحاضرة على مدار التاريخ، والتي كانت حائط الصد أمام الإرهاب الذي أسقط العديد من البلاد حولنا ولن تعود مرة أخرى أوطانًا لها سيادة.

 

إن مصر عصية على كل من حاول أو يحاول التخطيط مع الشياطين للتعدي على الأرض أو العرض.. تحيا مصر وتحية للجيش المصري وعقيدته الراسخة، وتحية خاصة لرجال الشرطة وأجهزة مخابراتها، ورجالها أبطال العمليات الخاصة والأمن المركزي والأمن العام وأجهزتها المختلفة في يوم عيدهم، وبالتأكيد نذكر الشهداء الذين قدموا حياتهم فداء ووفاء للرسالة النبيلة متمثلة في حماية وتأمين المصريين والحفاظ على الطمأنينة والأمن العام، وحماية الأرواح والممتلكات.. تحيا مصر.