مر 73 عامًا على معركة البوليس المصرى فى الإسماعيلية، التى وقعت فى 25 يناير 1952، وكانت الشرارة التى أطلقت نيرانها لُتشعل القاهرة، مما حفز الضباط الأحرار للتسريع فى خطواتهم نحو ثورة 23 يوليو 1952.. ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا اليوم عيدًا سنويًا نحتفل فيه بنضال أبطالنا البواسل.
هذا العام، وفى إطار الاحتفال بمئوية مجلة «المصور»، اخترنا إعادة نشر حوار نادر مع فؤاد سراج الدين، وزير الداخلية فى تلك الفترة، إضافة إلى شهادات بعض أبطال معركة الإسماعيلية، التى نشرتها الصحفية نجوان عبداللطيف فى «المصور» فى 21 يناير 1994، مع نشر صور فريدة توثق لحظات المعركة.
الحوار مع «سراج الدين» يكشف العديد من التفاصيل المتعلقة بقراراته فى تلك اللحظات العصيبة، بينما توضح الشهادات البطولات الحقيقية لأفراد الشرطة الذين سطروا أسماءهم فى تاريخ مصر، مؤكدين أن المعركة لم تكن مجرد مواجهة عسكرية، بل كانت رمزًا لصمود شعب بأسره ضد الاستعمار.
فؤاد سراج الدين كان وزيرا للداخلية منذ 1950 وحتى 27يناير 1952، وكان الرجل الثانى فى حزب الوفد بعد النحاس باشا، ولهذا فهو المسئول سياسيا وتنفيذيا عن إدارة هذه المعركة.. وتلك هى روايته للأحداث يقول:
معركة 25 يناير 1952 كانت مفاجئة، لم يكن لها يكن لها أيه بوادر.. أو مقدمات تنبئ بحدوثها ويكمل.. فجر 25 يناير قامت القوات البريطانية بمحاصرة مبنى المحافظة بالدبابات والسيارات المصفحة والمدافع، وأنذر القائد الإنجليزى القوات المصرية بإخلاء المكان وترك أسلحتها، ولتخرج رافعة الأيدى، وإذا لم تفعل سيتم دك المكان، كان الطلب مفاجئا للضابط المصرى (ضابط الاتصال)، ولم يستطع الرد عليه بالقبول أو الرفض، وطلب من زميل له أن يتصل بى ليسألنى اتخاذ القرار.
هل تسلم القوات المصرية أم تقاوم؟
وكان من الصعب جدًا أن يتصل بى أحد لأن القوات البريطانية كانت قد قطعت الاتصالات التليفونية عن المقر.
ولكن أحد الضباط اسمه على ما أذكر مصطفى رفعت تطوع بالقفز فوق سور الثكنات والتسلل إلى الإسماعيلية، واتصل بى بالفعل وأخبرنى بما حدث.. فوقعت فى حيرة شديدة، لو قلت سلموا فهذا موقف مشين سوف يكون له أثره السيئ على الحركة الفدائية فى القنال، وإذا قلت لهم قاوموا فهى دعوة للانتحار، فالمصريون معهم بنادق والإنجليز معهم رشاشات ودبابات و... وحكمت عقلى وسألت الضابط إذا قلت لكم قاوموا هل إخوانكم لديهم استعداد لتنفيذ هذا الأمر؟ فقال لى الضابط بمنتهى الحماس: “نحن مستعدون لتنفيذ قرارك مهما كلفنا من ضحايا قلت له إذن توكلوا على الله وبلغ رئيسك أن قرارى هو المقاومة لآخر طلقة.
وقد اتخذت هذا القرار على عاتقى فلم يكن فى استطاعتى الاتصال برئيس الحكومة (النحاس باشا) لأن الوقت كان متأخرا !! وذهب الضابط المصرى إلى رئيسه وأبلغه بقرارى وبعد قليل بدأت المعركة.
وإذا كان فؤاد سراج الدين يؤكد أنه لم تكن هناك بوادر تنبئ بمعركة 25 يناير فإن ما يسجله مركز بحوث الشرطة فى كتاب الشرطة والنضال الوطنى (1881-1981) غير ذلك خاصة حادثة 19 يناير، أيضًا يقول صلاح البستانى فى يومياته عن معركة القنال: إن يوم 31 أكتوبر 1951 طرد البريطانيون خمسة من ضباط وكونستابلات البوليس لأنهم وراء وقف العمال عن العمل فى معسكر الجلاء، وأن قيادة القوات البريطانية تقدمت بطلب لمحافظ القنال فى 19 نوفمبر 1951 بسحب سلاح البوليس.
يقول فؤاد سراج الدين نعم فقد وقعت بعض الأحداث ولكنها لم تكن هى الدافع لمعركة 25 يناير.
أسأل لماذا لم يتم تجهيز البوليس بصورة أعلى ملائمة استعدادا للمواجهات التى كانت تحدث والتى كان متوقعا استمرارها ولماذا لم يتم دعم القوات بالذخيرة أو بالدعم البشري؟ اللهم إلا زيادة عدد المجندين إلى ألف مجند من بلوكات النظام (عسكرى ثان)؟!
كما أن بعض الدراسات تقول إن قوات البوليس افتقرت إلى وسائل اتصال بديلة عن وسيلتى البرق والتليفون الكثيرة الأعطال، وأن وزارة الداخلية لم تعمل حسابا لطرق إمداد القوات الموجودة فى مدن القنال أثناء الأزمات؟
قال فؤاد سراج الدين: لقد كان لدى تليفون فى غرفة نومى والاتصال بينى وبين مدن القنال مباشرا، ولم يكن هناك إمكان وسائل أخرى وقد تمت زيادة أعداد الجنود إلى ألف جندى، وهذا رقم كبير فى ذاك الوقت، أما مسألة التسليح فقد كنا حريصين على ألا نبدو وكأننا معركة مع الإنجليز ولم نكن راغبين فى تسليح البوليس ليصبح جيشًا.
وماذا كان ردك كوزير داخلية على ترحيل وخطف الضباط والجنود؟
لم يحدث ترحيل للضباط.
قاطعته: ولكن أسماء الضباط الخمسة الذين تم ترحيلهم معروفة ومن بينهم الصاغ حسن طلعت؟
رد.. مين... لا..
قلت ثمة وثائق تؤكد أن البكباشى أحمد فتح الله قد تم خطفه كما أسر عدد كبير من الجنود.
خطف.. أبدًا.. لم يحدث..
ببساطة شديدة أنكر «سراج الدين» وقائع بالأسماء سجلتها الكتب ومذكرات من عاشوا الأحداث.
وأعاود السؤال ماذا عن الطلب الذى وجه إلى محافظ القنال بسبب سلاح البلوكات؟
لم أخطر به !!
ألم يحدث بينك وبين الإسماعيلية اتصال آخر بعد أو أثناء المعركة؟
لا لم يحدث وأنا كنت قد بلغت أوامرى للضابط بالقتال حتى آخر طلقة وانتهى الأمر.
لم تكن لدى وزارة الداخلية وبالتالى قيادة البوليس فى القنال أيه خطة للمواجهة وترك الأمر للمصادفة أو للتصرف الفردى بل إن بلوكات النظام كانت خارج سيطرة قيادتها؟
معركة القنال 1951-1952 كانت معركة مخططة اشتركت فيها قوات البوليس المصرى وبعضهم كان فى صورة مدنيين فدائيين كنا ندسهم لمحاربة الإنجليز.
هل تذكر أسماء بعض ضباطك الفدائيين؟
لا أذكر !!
الوقائع تؤكد أن الفدائيين كانوا يعملون بمساعدة بعض العناصر فى الجيش مثل كتائب التحرير وهم الذين كانوا يخططون وينفذون لمعركة القنال وليس حكومة الوفد وهؤلاء الضباط الذين عرفنا فيما بعد أنهم الضباط الأحرار كانوا ينقلون السلاح من الجيش إلى مواقع العمليات الفدائية، بل إنهم كانوا يمدون قوات البوليس بالذخيرة لضعف ذخيرته.
السلاح كان يتم تهريبه من الصعيد إلى منزلى فى القاهرة ويخبأ فيه حتى يتم حمله إلى الإسماعيلية والقنال.
أعتقد أن سلاح الصعيد لم تكن فيه ذخيرة وأنه بالكاد ينحصر فى الطبنجات القديمة.
نحن لم تكن لدينا طاقة أن نحارب الإنجليز ولم نكن نريد إعلان الحرب، وكان دعمنا للنضال الوطنى خفيا.
وقد وصلتنى رسالة من السفير البريطانى يشير فيها إلى أن بعض ضباط البوليس يشاركون فى الأحداث الفدائية وأن لذلك عواقب وخيمة ولم أكن أستطيع أن أنكر ذلك لأنه صحيح، ولم أكن أريد الاعتراف به فقلت له العرف إنك لا تخاطبنى رأسا بل تخاطب وزير الخارجية ثم يقوم هو بمخاطبتى وأنقذت نفسى من هذا المطب.
حكومة الوفد فى تلك الفترة تعرضت لانتقاد شديد بسبب عدم ترتبيها للأوضاع فى مصر بعد إلغائها معاهدة 1936 لكى تتبع أسلوبا جديدا فى مواجهة المحتل البريطانى يختلف عن أسلوبها السابق (الكفاح السلمى المشروع) وهو (الكفاح المسلح) ورفض المفاوضات وإضفاء الشرعية على مقاومة الشعب وتوعيته بدوره الوطنى، ودعمه بالإمكانات وتنظيم حركته والتصدى العسكرى عن طريق تحريك الجيش وكل هذا لم يحدث بل إن حكومة الوفد قبلت أن تكون السيطرة على الجيش للملك.
قبل إلغاء المعاهدة سألت أحد القادة الإنجليز عن أهمية قاعدة القنال بالنسبة لبريطانيا، ولماذا يفضلونها على قواعدهم فى قبرص ومالطة، قال لى لأسباب ثلاثة: وفرة الأيدى العاملة الرخيصة وسهولة المواصلات ووجود المواد التموينية مع وجود إمكان حياة اجتماعية طيبة للجنود حيث مدن القنال مدن كبيرة بها وسائل الترفية مثل السينما والكازينوهات، وظلت هذه الأمور الثلاثة فى ذهنى حتى ألغينا المعاهدة وقررنا (حكومة الوفد) سلب هذه المزايا بمنع السكك الحديدية من نقل أى معدات أو متطلبات للجيش الإنجليزى، وسحبنا العمال المصريين من معسكر الجلاء، وكان عددهم 70ألف عامل مما شل حركة المعسكر، وقمنا بتعيينهم فى الحكومة وجعلنا الحياة الاجتماعية للجنود الإنجليز فى مدن القنال مستحيلة بسبب العمليات الفدائية، لقد أصدرنا تشريعا بأحقية حمل السلاح لكل مواطن فى القنال كما أصدرنا تشريعا بتجريم أى عمل من شأنه إمداد الجيش البريطانى بالتموين.
وماذا عن الجيش الذى كان أمره فى يد الملك؟
الجيش خاضع لوزير الحربية ومن ثم فإن سلطته لحكومة الوفد، ولكن الملك كان له منصب القائد الأعلى وهو يمتلك سلطة أدبية ولكننا كنا حريصين على جعل الجيش بعيدا عن المواجهة فلم تكن فى نيتنا أبدا محاربة الإنجليز.
لقد تم استخدام الوفد فى إصدار الأحكام العرفية ثم قام الملك بعد ذلك بإقالة حكومته؟
لقد قدرنا أن الصالح العام يستلزم إصدار الأحكام العرفية، لأننا لم نكن مدركين ماذا تخبئ الأمور وكنا نريد السيطرة على الموقف.
وقال فؤاد سراج الدين موضحا: إن معركة 25 يناير لم يكن يهدف الإنجليز من ورائها ضرب قوات البوليس، ولكن الهدف كما اتضح فيما بعد هو إثارة الاضطرابات والقلق والإخلال بالأمن العام فى المدن الكبرى، وهو ما حدث فى 26 يناير.. مظاهرات وحريق القاهرة وهى كلها مسائل مرتبة ومعدة سلفا الهدف منها الخلاص من حكومة الوفد التى قادت معركة القنال.
فؤاد سراج الدين :
المعركة كانت مفاجئة وبدون مقدمات وأنا صاحب قرار مقاومة البوليس للإنجليز
أبطال المعركة: نحن الذين قررنا المقاومة
ولم ننتظر تعليمات الوزارة
عندما تستمع إلى كلماتهم العفوية، والتى تنطق بكل الصدق، عندما تلمح فى عيونهم دموع أيام مضت ذاقوا فيها مرار ذل الاحتلال، وحلاوة النضال، تتأكد أن جنود البوليس المصرى سطروا مع زملائهم معركة 25 يناير 1952 بكل فخر.. وهو ما دفع «المصور» للاستماع لهؤلاء الأبطال.
محمد مصطفى الحديدى 66 سنة: كنت السائق الوحيد فى قسم بوليس الإسماعيلية، فوجئنا فى الساعة الخامسة صباحًا بصوت ينادى من مكبرات الصوت، وهو يتحدث بالعربية يقول تعليمات الجيش البريطانى أن يخرج كل رجال الشرطة وأيديهم فوق رؤوسهم تاركين أسلحتهم، نظرنا إلى الخارج فوجدنا الدبابات والمنطقة محاصرة بشكل غير منظم أو مرتب، قمنا نحن العساكر بكسر باب (السلامليك) وكل واحد أخذ سلاحه المتواضع جدًا وملأه بالذخيرة وكان معنا الملازم عبدالحميد أبو سالم الضابط النوبتجى وأمسك أيضًا بسلاحه، وتوجهت إلى مكتب التليفون محاولا الاتصال.
وصل الضابط مصطفى رفعت وتحدث إلى (اكسهام) ودخل إلينا، وصعد إلى السطح وحصن القوة ولم يقل لنا أى شيء عن قرار وزارة الداخلية، وبعد دقائق اندلعت المعركة وكان ما حدث مخيفًا، هجوم بالدبابات وجنود المظلات 7 آلاف مجند بريطانى مسلحون بأحدث الأسلحة فى مقابل 880 مجندا مصريا لا يملكون إلا بنادق (لى انفيلد)، ولكن كانت الروح الفدائية قد اندلعت فى الإسماعيلية والكل كان يرى شبابًا متعلمين مثقفين يلقون بأنفسهم استشهادًا من أجل الوطن، وبعد أن كثر عدد الجرحى ورفض اكسهام طلب مصطفى رفعت بإسعاف الجرحى، تطوعت لنقل المصابين فى سيارة البوليس المصرى وخرجت بـ 19 جريحًا واعترضنى ضابط إنجليزى، قلت له سأذهب إلى المستشفى فأطلق على مدفعه، فأصابتنى الرصاصة فى جبهتى، وتقدمت دبابة (سنتوريون) ووضعت ماسورة مدفعها أسفل السيارة فانقلبت على من فيها، طرت من السيارة وأمسكت برقبة الضابط وخلعت رتبته (وكان ميچور) فجاء القائد الإنجليزى وأوقف المعركة وأحضر سيارة إسعاف نقلت المصابين وكنت من بينهم، وقد جاءنى (اكسهام) فى المستشفى وعرض على ٥٠ جنيها إسترلينيًا ثمنًا لشارة الضابط الإنجليزى فرفضت ومازالت معى.
أصبنا أربع دبابات
على محمد عيد 68 سنة مساعد أول شرطة: كنت عسكريا احتياطيا ونوبتجيا فى ليلة 24 يناير عام 1952، وفوجئت بعربة جيش إنجليزى، تقدم منها ضابط وثلاثة عساكر إنجليز فى الساعة الثانية والنصف من صباح ذلك اليوم، وطلبوا ضابط الاتصال (شريف العبد) وبلغته فخرج معهم إلى معسكرهم، وقال لى بلغ الضابط النوبتجى إن اكسهام طلبنى لأمر مهم، وبالفعل بلغت الضابط، وبعد نصف ساعة، كانت القوات البريطانية تتحرك فى اتجاه مبنى المحافظة، ومعظم الجنود كانوا ينامون فى مركز الصحة، ودون أن يبلغنا أحد فوجئت بالعساكر يقفزون من
فوق الأسوار ويتجهون إلى مبنى المحافظة والكل أخذ سلاحه دون أوامر من أحد ثم سمعنا صوتًا، أتذكره دائمًا، لا يفارق أذني حتى اليوم، يقول سلم يا مصری، صوت شخص عربى، وجدت نفسى أصرخ إمش يا جبان، وبدأت الدبابات والمدافع تنهال علينا، وكل منا يمسك ببندقيته يصوبها نحو رؤوس الإنجليز، لقد أصاب العساكر أربع دبابات تفجرت بذخيرتها، لقد أصبناها ببنادق لى انفيلد التى لم نكن نملك غيرها، وأخذنا الجيش الإنجليزى كأسری ولا يمكن أن أنسى هذا العسكرى الإنجليزى الذى أخذ طربوشي، ولعب به مثل الكرة، شعور شديد بالمهانة وتساقطت دموع عم على، وقال لم أنس هذا الشعور إلا بعد جلاء الجيش البريطانى على أيدى ثورة يوليو.
هؤلاء الشهود اكدوا على شيء مهم، أن قرار المقاومة وعدم الاستسلام، لم يكن قرارًا لأحد، ولكنه كان قرار الكل عساكر وضباطا، وأنهم لم ينتظروا قرار وزارة الداخلية ولم يهتموا به.
شيء آخر أكدوه لى أن مواجهة البوليس للاحتلال كانت مواجهات فردية عندما قال لى عبدالمنعم سرحان مساعد أول شرطة كان فيه ضابط بوليس الدم الإنجليزى بيجرى فى دمه، يصدر أوامر للعساكر أن يستولوا على سلاح الفدائيين والعساكر لم ينفذوا الأوامر، وقال عم محمد مصطفى مؤكدًا على كلامه: وضابط آخر لما كان يضبط مع أحد العساكر ملعقة أو شوكة عليها علامة معسكر الجلاء، كان ينكل بالعسكرى لأن معنى هذا أنه اشترك مع الفدائيين.
وبعض الضباط كانوا يطلبون منا أن نذهب لنحضر ذخيرة من المقابر لنشارك فى أعمال فدائية، العملية كانت تتم بشكل فردی، ولم يكن هناك اتجاه أو تعليمات من الداخلية بمواجهة الإنجليز، وكان ضباط الجيش هم المخططون للعمليات الفدائية ومعهم طلاب الجامعة، ويكمل عبدالمنعم البكباشى محمود سامی حافظ ضابط الجيش كان دائمًا معنا، يعلمنا ويخطط لنا العمليات الفدائية ويحضر لنا الذخيرة مرة فرغت الذخيرة وذهبت لمصطفى رفعت وقلت له، قال الذخيرة التى لدينا قليلة ورجانی أن أطلب من سامى حافظ أن يحضر ذخيرة لجنود البلوكات ليواجهوا الإنجليز وبالفعل أحضر لهم ذخيرة والضابط كمال رفعت كان موجودًا معنا..
ويقول عم على، كان ضباط الجيش بيقولوا هل تقبلوا إن غريبا يدخل بيوتكم ويقعد فيها وتصبحون أغرابًا، هم كانوا القيادة ولم نكن نسمع عن دور الحكومة أو الوفد أو الملك فى المقاومة.
نشر فى يناير 1994