رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

فى اليوم الدولى للتعليم .. استثمر فى البشر


26-1-2025 | 22:23

ماجده محمود

طباعة
بقلـم: ماجدة محمود

في عام 2018م أعلنت الأمم المتحدة اختيار 24 يناير يوماً عالميّاً للتعليم، مرجع ذلك أنه منذ تأسيس الأمم المتحدة واعتماد حقوق الإنسان منذ 80 عاماً مضت كان لابد من القيام بثورة على التعليم نظراً لضعف أعداد الأطفال والشباب بالمراحل التعليمية المختلفة حين ذاك.

التفكير فى إحداث تغيير نظم التعليم تأخر كثيراً مع التطور الحادث في المجتمعات،وأيضاً لأن التعليم بمثابة العمود الفقري للدول والسبيل للقضاء على الفقر، فبه تستطيع أن تعمل، تبتكر وتحقق ذاتك وصولاً لحياة كريمة، إضافة إلى أنه يحقق التنمية والتمكين الاقتصادي الذي يصب في خانة الدعم المادي والتمكين الاجتماعي الذي يساعد على الحماية من الأمراض المجتمعية التى تتعرض لها النساء والفتيات «العنف، والزواج المبكر والختان وغيره» وهذه النظرة ينتهجها كثير من الدول وعلى رأسها مصر والتى وضعت التعليم فى مقدمة أولوياتها فى الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة 2030 م، ويشغل الهدف الـ 4 من أهداف الاستراتيجية.

 

أما عن اختيار منظمة اليونسكو لشعار اليوم الدولى للتعليم 2025 م بعنوان «الاستثمار فى الناس وإعطاء الأولوية للتعليم».

 

وصدق آباؤنا حين كانوا يهتمون بتعليمنا مرددين أن الاستثمار في عقولكم هو الضمانة الوحيدة لمستقبلكم، فالمال زائل والجهل ظلام، أما العلم فهو ينفع النفس والناس.

 

هذا بالتحديد ما دفع المسئولين إلى التركيز على البشر من خلال تنمية مهاراتهم الذاتية واستخدام التكنولوجيا الحديثة فى التعليم حتى يتواكب مع التطور الهائل الحادث فى العالم، وهو أيضاً ما دفع مصر إلى التركيز على التعليم المهني القائم على إكساب وتحسين المهارات البشرية خاصة فى التخصصات التى تتطلبها سوق العمل وفقاً لظروف واحتياجات البلد.

 

نعود إلى احتفالية هذا العام والتى تركز على تطوير جودة التعليم من خلال تطوير المناهج وتوفير بيئة آمنة للمعلم مع ضمان وصول الخدمة التعليمية لكل فئات المجتمع وعلى رأسها الفئات المهمشة إضافة إلى تعزيز القوانين التى تضمن حق المعلم والمتعلم مع تسليط الضوء على الارتباط الوثيق بين التعليم والقضاء على الفقر.

 

أما عن النظرة المستقبلية لما بعد 2025م كما تراها مؤسسة اليونسكو فتتمثل فى استخدام الذكاء الاصطناعى لتحسين جودة التعليم، والتركيز على التعليم القائم على المهارات تلبية لمتطلبات سوق العمل.

 

وختاماً، أرى أن استخدام الذكاء الاصطناعى بقدر أهميته إلا أنه يمثل خطورة لأن المتعلم سيعتمد عليه تماماً ولا يعطى الفرصة لاستخدام قدراته العقلية بالشكل الكامل ما يؤدى إلى الاستسلام لهذا الكائن دون تفكير او ابتكار أو إبداع وأيضاً سوف يؤثر على مهاراته الذاتية وهو ما تدعو إليه أجندة اليونسكو فى يوم التعليم وأراه تناقضاً غريباً ، صحيح التكنولوجيا مهمة ولكن يجب ألا تكون على حساب استخدام العقل وإعطائه الفرصة للانطلاق والابتكار، مجرد رأى.