أداء مشرف حتى الآن، قدمه المنتخب المصرى لكرة اليد، فى بطولة العالم للرجال، التى بدأت فى 14 يناير الجارى، وتستمر حتى 2 فبراير القادم، بتنظيم مشترك ما بين كرواتيا والدنمارك والنرويج، بحيث انتهى دور المجموعات والذى كان يضم 8 مجموعات، كل مجموعة تضم 4 منتخبات، تقدمت فيها مصر على جميع المنتخبات التى قابلتها، بحيث كان اللقاء الأول مع الأرجنتين، وفازت فيها 39/25، وجاء اللقاء الثانى مع البحرين وكان النصر حليفنا بنتيجة 35/24، أما النصر الحقيقى فَكان فى مباراة كرواتيا، التى فزنا عليها 28/24، على أرضها ووسط جمهورها، رغم تكرار الإصابات بين لاعبى المنتخب، كان آخرها إصابة أحمد هشام دودو بكدمة فى الركبة، والتى سيخضع على إثرها للعلاج الطبيعى لمدة لن تقل عن أسبوع، على أمل المشاركة فى الأدوار النهائية حسب سرعة استجابته للعلاج، بحسب تصريح خالد فتحى؛ رئيس الاتحاد المصرى لكرة اليد.
أشرف عواض، نجم المنتخب المصرى لكرة اليد السابق، قال: المنتخب قدم أداء مميزا، لاسيما فى مباراة كرواتيا، وخطوة جيدة أن نتأهل للدور الرئيسى، بصرف النظر عن منتخبات البحرين والأرجنتين، حيث مستواهم المحدود، لكن كانت مباراة كرواتيا هى بداية المهمة الصعبة، أو المباريات الصعبة للمنتخب المصري، وبالتالى نحتاج إلى المزيد من التركيز والمجهود حتى نصل إلى نصف النهائى بإذن الله، ونستطيع تحقيق ذلك، والموضوع ليس صعبا، نظرًا لخبرات اللاعبين الموجودين فى مباراة كرواتيا، سواء كان على زين أو يحيى خالد أو دودو أو خيرى أو عادل، وأخص بالذكر حارس المرمى محمد على «والحاصل على لقب رجل مباراة كرواتيا»، لأنه صاحب النسبة الأكبر فى الفوز فى هذه المباراة مع باقى اللاعبين، والحمد لله خرجنا من هذا الدور بـ4 نقاط، ومهم جدًا الفوز بالمباراتين القادمتين.
وأضاف «عواض»، أنه «بعد الانتهاء من هذه الأدوار سيتم مقابلة المجموعة الثالثة، لأنه بالفوز على منتخب كرواتيا ضمنا عدم الذهاب إلى فرنسا ومجموعتها، وذلك فى دور الثمانية، أما الآن فى دور الـ16 سنلاعب آيسلندا وسلوفينيا، ونحن لدينا 4 نقاط، سواء فازت آيسلندا أو سلوفينيا يصبح لدينا 8 نقاط، وكاب فيردى، ستلعب 3 مباريات قادمين، وذلك يعطينا أفضلية أن نذهب لطريق أفضل يضمن التأهل، بالضبط مثلما يحدث فى كرة القدم، أن نحصل على المجموعة الأولى أفضل من الثانية».
وأشار إلى أن البعض يرى أن أداء المنتخب دائمًا ينخفض فى الشوط الثانى عن الأول، لكن النظام الإسبانى يعتمد على التغييرات، فعلى سبيل المثال فى مباراة كرواتيا بدأ بدودو وسيف ويحيى خالد، وبعد 12 دقيقة قام بتغيير الشكل العام للمنتخب، وهذا هو النظام الإسبانى الذى نلعب به، بحيث يعتمد على تغيير كل ربع ساعة تقريبًا، حتى يتم تقسيم المباراة على 60 دقيقة، لأن ذلك يكون صعب على اللاعبين، لأنه لا يمكن للاعبين أن يواصلوا المباراة حتى نهايتها بنفس الأداء واللياقة، «وألا يقعوا مننا»، وعلى سبيل المثال فى مباراة كرواتيا، يحيى خالد لم يكن موفق فى أول 12 دقيقة، لكن فى الشوط الثانى استطاع العودة فى المباراة».
وأضاف: الحقيقة أن مباراة كرواتيا أكدت أن «باستور» مدرب المنتخب، كان يعرف خيوط المباراة بشكل جيد، لأن مباراتى الأرجنتين والبحرين كانتا بمثابة مباريات تدريبية قوية جدًا، لكن مباراة كرواتيا الأهم لأنها كانت ستصل بالمنتخب لمكانة أفضل، لاسيما أننا هزمناهم على أرضهم ووسط جمهورهم، ولذلك بداية البطولة كانت من مباراة كرواتيا، بالطبع البحرين فريق ممتاز، وكذلك الأرجنتين، لكن اللقاء معهم كان بمثابة تدريب قوي، بدليل أننا فزنا على البحرين بفارق 11 هدفا، والأرجنتين بفارق 14، لكن كان من الواضح أن باستور قد درس مباراة كرواتيا بشكل جيد جدًا، وحافظ أداء كل لاعب، ومن سينزل ومن سيخرج، بالإضافة إلى تركيز اللاعبين، وهذه المباريات الخاصة «بالمستوى العالي» لا تحتاج إلى أخطاء بحيث كان لدينا أخطاء فى الشوط الأول، لكن فى الشوط الثانى تحسنت كثيرًا، هذه الأخطاء التى حدثت مع الدنمارك وفرنسا وإسبانيا وألمانيا فيما سبق.
ولفت «عواض» إلى أن «هذه البطولة تفادينا فيها الأخطاء المتكررة فى البطولات السابقة، والمستوى كان أفضل، و أن هذه أفضل بطولة لنا تضمن الوصول إلى المربع الذهبى والحصول على ميدالية، لأن جميع المنتخبات تعمل تجديدات، لكل عناصرها مثل الدنمارك وإسبانيا، ولذلك البطولة القادمة ستكون أصعب كثيرًا، وهذه فرصتنا الوحيدة بمستوانا العالى وخبراتنا، لأن كل اللاعبين الموجودين فى الفرق الأخرى القوية، هم لاعبين أقوياء، لكن خبراتهم محدودة، ولذلك هى فرصة ذهبية لنا، وهذه البطولة هى بطولة حراس المرمى، فالحراس متألقين.
وأكد «عواض» أن المنتخب الآيسلندى أو السلوفينى وهو منتخب متطور إلى حد ما، بحيث يتطورون بطولة تلو الأخرى، ويجب على لاعبينا فى هذه المباريات الكبيرة عدم الاستعجال أو ارتكاب أخطاء كثيرة، لأن هذا مع الفرق الكبيرة لا يجوز لأنهم «مش هَيسموا علينا» بحيث كل خطأ منا سيقابل بهدف منهم، ولكن يجب الاستمرار بمستوى مباراة كرواتيا، بحيث يتم الإمساك بزمام الأمور من أول المباراة وحتى آخرها.
«عواض» أوضح أن «الأخطاء التى وارد أن نقع فيها 5 أو 6 دقائق ستقابل بعدد من الأهداف لن نستطيع تعويضها، ولذلك إذا لعبنا المباريات المهمة القادمة بنفس سياسة وإدارة مباراة كرواتيا سنضمن الوصول إلى النهائي، لا سيما أن فى مباراة كرواتيا عندما أصيب دودو ، لكن الحمد لله خيرى عندما نزل أدى نفس الدور، وكذلك يحيى خالد كان مصابا، لكن محسن كان موجودا، وعلى زين نجد سيف أو فيصل، وأداء الأجنحة فى مباراة كرواتيا كان ممتازا، وسيسا كان ممتازا، بحيث لم يترك فرصة أمامه إلا واستغلها، لأن الموضوع كله قائم على استغلال الفرص، ونحن فريق كبير ولنا تصنيف عالمي، وجميع الفرق تعمل لنا حساب «وقلقانة مننا وبيذاكرونا»، ونحن أيضًا يجب أن نستغل ذلك لتحقيق الفوز، والحمد لله طبعًا فى مباراة كرواتيا كان لدينا خوف من الحكام والجمهور بحيث كنا نلاعبهم فى ملعبهم وعلى أرضهم، ومن الطبيعى أن ينحاز الحكم قليلا أو الجمهور سيضغط قليلا، لكن بالرغم من ذلك استطعنا الفوز، والسبب فى ذلك هو عدم التركيز مع الحكام ولا الجمهور ولا أى شيء آخر، نحن ركزنا مع المدرب والملعب وحسب، وكأننا كنا نلعب فى الصالة بمفردنا، بينما لو كنا ركزنا مع الجمهور والحكام لن نستطيع الفوز، وإن شاء الله نستطيع تكرار ذلك خلال المباريات القادمة».
بدوره، أكد محيى صلاح، حارس مرمى منتخب اليد ومدرب حراس مرمى المنتخب السابق، أن «الدور الأول عادة تكون كل مبارياته تجريبية، الهدف منها هو تصدر المجموعة، بعد ذلك الدخول فى دور الـ6 بحيث أول 3 منتخبات من مجموعتنا وأول 3 من المجموعة المجاورة، 6 × 4 = 24 ومن هنا يبدأ كأس العالم، ولذلك مباراة مثل البحرين أو الأرجنتين يتم تجربة فيها معظم اللاعبين، وفى المباريات المهمة يلعب باللاعبين الأساسيين الأعلى خبرة».
وأضاف: على سبيل المثال لدينا مباراة قادمة سنلاعب فيها ثالث المجموعة المجاورة وهى كاب فيردي، أيضًا ستكون مباراة ضعيفة، وفى المقابل سيكون لدينا مباريتان قويتان وهما آيسلندا وسلوفينيا، نحتاج للفوز بمباراة على الأقل منهما، والهدف هو الصعود لأول المجموعة بحيث نواجه فرنسا أو المجر، وغالبًا ستكون المجر، وبعد ذلك ندخل المربع.
«صلاح» قال للأسف موضوع الإصابات سيؤثر علينا بحيث لدينا 3 أساسيين خرجوا من الـ16 وهم قداح ومهاب ويحيى الدرع، ولا قدر الله إذا لم يكمل دودو سيكون لدينا مشكلة كبيرة، لأننا حينها سنضطر إلى التحميل على «على زين» و«يحيى خالد» و«سيف الدرع»، وكذلك محسن، ولكن الأهم هو التحميل على المحترفين، لأنهم هم الصف الأول، فبطولة 2023 أطلقنا عليها بطولة حراس المرمى، وهذه البطولة سنبدأ إطلاق هذا اللقب عليها فى الدور الرئيسي، وهو دور الـ24، ولأن محمد على فى الشوط الأول لمباراة كرواتيا عمل شوط عالمي، وفى الشوط الثانى عندما انخفض أداء المنتخب قام بالصد، بحيث توقيتات صده فى الشوط الثانى كانت ممتازة والسبب الرئيسى فى الفوز بالمباراة.
وأكد مدرب حراس مرمى المنتخب السابق، أن «منتخبات الدنمارك وألمانيا والسويد وإسبانيا وفرنسا، هؤلاء الخمسة لابد أن نكسب فيهن منتخبا لكى ندخل المربع، وكسب منتخبين للحصول على ميدالية، وكسب 3 للوصول إلى النهائي، أما باقى المنتخبات فلا قلق منها، لأننا بالنسبة لأوروبا الشرقية وهى كرواتيا وبولندا وسلوفينيا ورومانيا وغيرها، أصبحنا كبارا جدًا وفى المقابل هم ابتعدوا عنا جدًا، ولكى نفعل ذلك يجب التركيز على عاملين أساسيين وهما قيادة المدرب وحراسة المرمى، والعاملان الآخران هما تغطية المنتخب وتجنب المزيد من الإصابات والحفاظ على اللاعبين، وإذا استطعنا التحكم فى هذه العوامل سنكون فى نهائى كأس العالم».
كما أشار «صلاح»، إلى أن حارس المنتخب، محمد علي، يستحق عن جدارة لقب رجل مباراة كرواتيا، وفى قصة حراسة المرمى يوجد أمر مهم جدًا وهو أن الدفاع «كده كده بيغلط» ومن يصلح أخطاء الدفاع هو حارس المرمى، لكن حارس المرمى عندما يخطئ «خلاص دخل فينا هدف»، ولذلك حارس المرمى فى كرة اليد هو الأساس، لأنه نصف الفرقة تقريبًا، ومحمد على الآن فعليًا هو أكثر من نصف الفريق.
وأضاف: كذلك، يجب ألا نغفل دور الكابتن خالد فتحى رئيس الاتحاد المصرى لكرة اليد، لأنه فى الأساس رجل كرة يد ولاعب سابق، ومر من قبل بمواقف عديدة مشابهة، سواء فى نادى الزمالك كرئيس الجهاز، أو فى الاتحاد وغيره، فلديه خبرة كبيرة جدًا وهو يعقد اجتماعات مستمرة مع اللاعبين، ويعمل على تحفيزهم، ومن جهة أخرى دعم الشركة المتحدة بقيادة سيف الوزيري، بحيث يدعمون المنتخب بشكل كبير، وهذا الدعم المعنوى الكبير يحدث فارقاً مع اللاعبين، وهم فى الأساس على قدر المسئولية، لاسيما أننا فى مباراة كرواتيا لعبنا ضد الجمهور، حيث أن المباراة على أرضهم، وعلى سبيل المثال الذى أعاد مباراة كرواتيا مرة أخرى هو يحيى خالد، بحيث لم يكن موفقا فى الشوط الأول، لكنه ضبط الأداء فى الشوط الثانى فى الوقت المهم، والذى كان من الممكن أن تهرب المباراة من منتخبنا، لكنه ضبط الأداء فى هذا الوقت فأعاد إلينا المباراة مرة أخرى.