بات الذكاء الاصطناعى وتكنولوجياته الحديثة أحد روافد التعليم الجامعى فى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، ودخل الذكاء الاصطناعى فى كل مناحى الحياة، فى الطب والهندسة والزراعة والعلوم الأساسية من رياضيات وفيزياء وكيمياء، وبالطبع علوم الحاسب الآلى وتطبيقاته، وهو ما دعا جامعة القاهرة «أم الجامعات المصرية» والأولى فى غالبية التصنيفات الدولية بين كل الجامعات المحلية، إلى أن تحذو حذو الجامعات الأجنبية العريقة فى إدخال علوم الذكاء الاصطناعى للتعليم الجامعى وإعلانها مؤخرا سياسة الاستخدام المسئول للذكاء الاصطناعى لعام 2025، التى تستهدف أربع فئات تضم أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة، والطلاب، والجهاز الإدارى، والعمال والفنيين، وذلك فى إطار استراتيجية الجامعة للذكاء الاصطناعى التى أطلقها مجلس جامعة القاهرة برئاسة الدكتور محمد سامى عبدالصادق، وترتكز على أربعة محاور رئيسة تتعلق بتطوير التعليم وإنتاج المعرفة، وتحفيز البحث العلمى والابتكار، ونشر الوعى المجتمعى، وتطوير القدرات الإدارية.
د. عبدالصادق، أوضح أن اللجنة العليا لتنفيذ محاور استراتيجية الذكاء الاصطناعى قد اعتمدت هذه السياسة خلال الاجتماع الذى عُقد بحضور نواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات، ومدير مركز الخدمات الإلكترونية والمعرفية، ومدير حاضنة الأعمال، ومدير مكتب حماية حقوق الملكية الفكرية، مشيرًا إلى أن سياسة الاستخدام المسئول للذكاء الاصطناعى تستهدف تعزيز الوعى بتطبيقات الذكاء الاصطناعى فى تحسين جودة التعليم، وضمان استخدامه بشكل مسئول وفعّال، والحفاظ على سرية وسلامة بيانات منسوبى الجامعة من أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة، والطلاب، والجهاز الإداري، والعمال والفنيين.
وأكد «عبدالصادق»، سعى الجامعة من خلال الاستخدام المسئول والفعّال لتقنيات الذكاء الاصطناعى إلى تحسين التعليم وتعزيز الابتكار وتحقيق النزاهة الأكاديمية من خلال تحليل البيانات لدعم القرارات الاستراتيجية، وتحسين الكفاءة الإدارية والموارد، مشيرا إلى أن هذه التقنيات تساعد أيضا على تطوير الأفكار بتقديم العون فى العصف الذهنى والمراجعة والتصحيح وتحقيق التميز المهنى وتطوير القدرات الإبداعية.
كذلك، شدد الدكتور رئيس الجامعة على ضرورة الالتزام بالإرشادات الخاصة لاستخدام الذكاء الاصطناعى، من بينها عدم مشاركة بيانات قد تخلّ بخصوصية الفرد أو المؤسسة، والحذر من الاستخدامات غير الأخلاقية التى قد تخلّ بالنزاهة الأكاديمية، والاعتماد المفرط الذى يؤدى إلى ضعف مهارات التفكير النقدى والإبتكار، والاستخدام فى إطار خارج الأهداف المؤسسية.
ومن جانبها، أكدت د. غادة عبدالبارى، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع، أن تقنيات الذكاء الاصطناعى تساعد الفئات المستهدفة فى تقييم مواطن القوة والضعف ووضع خطط ملائمة بناء على التحليل، وتُمكنهم من إدارة الوقت والتخطيط الجيد، والعصف الذهنى أثناء البحث والتعلم، وتطوير الذات، ومواكبة أحدث التطورات فى مختلف المجالات.
قال د. هيثم حمزة، مدير مركز الخدمات الإلكترونية والمعرفية، إن «الجهاز الإدارى بالجامعة يمكنه الاستفادة من الذكاء الاصطناعى فى إدارة البيانات والموارد البشرية، وتحسين جودة الخدمات المقدمة، وتسهيل سير العمليات من خلال رقمنة الإجراءات الروتينية، وتعزيز التخطيط الاستراتيجى لتحقيق الاستدامة فى التطوير»، لافتًا إلى أهمية هذه التقنية للفنيين فى تحليل البيانات لدعم القرارات والتنبؤ بالأعطال والمساعدة فى تشخيص العطل وإصلاحه، وتطوير الذات من خلال تعلم المهارات الجديدة لمواكبة التغيرات السريعة.
جدير بالذكر، أن د.عبدالصادق، قد أعلن عن إطلاق «استراتيجية جامعة القاهرة للذكاء الاصطناعي» فى ضوء تحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030، وذلك خلال اجتماع مجلس الجامعة فى نوفمبر الماضي، حيث وافق المجلس على تشكيل لجنة عليا تكون مهمتها متابعة تنفيذ الاستراتيجية بمختلف كليات الجامعة ومعاهدها، وإنشاء وحدة للذكاء الاصطناعى بكل كلية أو معهد لتنفيذ محاور هذه الاستراتيجية.