رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

واشنطن تطرح سيناريو «تفريغ القطاع».. والقاهرة تتمسك بـ«تعمير غزة» أمريكا تهدم.. ومصر تبنى


1-2-2025 | 00:18

واشنطن تطرح سيناريو تفريغ القطاع .. والقاهرة تتمسك بـ تعمير غزة أمريكا تهدم.. ومصر تبنى

طباعة
إشراف: محمود عبدالدايم - أحمد جمعة

«ضرورة البدء فى جهود إعادة إعمار القطاع، وجعله صالحًا للحياة، بما يضمن استعادة الحياة الطبيعية لسكان القطاع فى أقرب فرصة».. «إنه مكان مدمر حرفيًا، تقريبًا كل شيء مدمر والناس يموتون هناك، لذلك أفضل المشاركة مع بعض الدول العربية وبناء سكن فى موقع مختلف، حيث يمكنهم العيش فى سلام من أجل التغيير».. التصريحان السابقان يمكن القول إنهما الأكثر تداولًا خلال الأيام القليلة الماضية، ليس فى المنطقة العربية فقط، بل وعلى مستوى العالم، ليس هذا فحسب، لكنهما _ فى الوقت ذاته_ يكشفان كيف يفكر صاحب كل تصريح، فالتصريح الذى يتحدث عن «إعادة الإعمار واستعادة الحياة الطبيعية لسكان قطاع غزة»، جاء على لسان الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى حين تعامل الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، مع الأمر بمنطق «التاجر»، مقررًا أن «تفريغ القطاع» الحل الأفضل، ليس هذا فحسب، لكنه تمادى وأشار إلى الحديث مع مصر والأردن حول استقبال سكان غزة، وهو ما رفضته القاهرة وعمان بشكل قاطع وحذرتا من التمادى فى هذه النوعية من التصريحات.

 

«ترامب»، القادم إلى الرئاسة الأمريكية فى ولاية ثانية، جاء تصريحه ليكشف الوجه الحقيقى لإدارة «البيت الأبيض»، فـ«تل أبيب» هى اهتمامه الأول، وبعدما كان التدخل الأمريكى مقتصرًا على الإمدادات بالسلاح وغض الطرف عن جرائم الاحتلال، جاء «ترامب» ليقدم هدية جديدة لـ«اللوبى الصهيونى» بإعادة طرح السيناريو القديم المتعلق بـ«إخلاء غزة».

 

«ترامب»، بتصريحه هذا كشف أيضًا عدم درايته _ ومن معه _ بطريقة إدارة الأمور فى الشرق الأوسط، فالتاريخ لم يُثبت يومًا أنه يمكن «العبث» فى المنطقة فى وجود مصر. لا يمكن الحديث عن مستقبل دون استشارة القاهرة واستبيان رأيها لا سيما وأنها صاحبة الخبرة الأكبر فى المنطقة والأكثر دراية بما يجب أن تكون عليه، وهو ما جاء بيان الخارجية المصرية _ الأحد الماضى _ ليؤكد تمسك مصر بثوابت ومحددات التسوية السياسية للقضية الفلسطينية التى ستظل القضية المحورية بالشرق الأوسط»، هذا فضلاً عن التحذير من أن التأخر فى تسويتها، وفى إنهاء الاحتلال، وعودة الحقوق المسلوبة للشعب الفلسطينى، هو أساس عدم الاستقرار فى المنطقة.

 

«الخارجية»، شددت فى البيان ذاته، على رفضها لأى مساس بتلك الحقوق غير القابلة للتصرف، «سواء من خلال الاستيطان أو ضم الأرض، أو عن طريق إخلاء تلك الأرض من أصحابها من خلال التهجير أو تشجيع نقل أو اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، سواء كان بشكل مؤقت أو طويل الأجل»، مؤكدة أن ذلك يهدد الاستقرار ويُنذر بمزيد من امتداد الصراع إلى المنطقة، ويقوض فرص السلام والتعايش بين شعوبها.

 

والقول الفاصل، موقف مصر التاريخى ثابت تجاه القضية الفلسطينية ورفض التهجير لأنه يفتح باب تصفية القضية إلى الأبد.