حالة من الانتعاش يشهدها المعدن الأصفر بعد تنصيب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، حيث وصل سعره إلى أعلى مستوى له فى ثلاثة أشهر عند متوسط 2770 دولارًا للأونصة، مقتربًا من ذروته القياسية عند 2790 دولارًا، والذى سجله فى أواخر شهر أكتوبر الماضى.
وقد أدت الحالة الضبابية بشأن الخطط المستقبلية للإدارة الأمريكية الجديدة إلى اللجوء إلى أصول الملاذ الآمن وعلى رأسها الذهب من أجل التحوط من أى تقلبات قد تحدث. ووفقًا لـ«رويترز»، جاءت زيادة الطلب على المعدن الأصفر الثمين مدفوعة بتراجع الدولار الأمريكى بعد دعوة «ترامب»، خلال مشاركته فى المنتدى الاقتصادى العالمى بدافوس فى سويسرا، إلى خفض سعر الفائدة على مستوى العالم، رغم التوقعات الواسعة بأن الاحتياطى الفيدرالى سيبقى أسعار الفائدة دون تغيير فى اجتماع السياسة النقدية المقبل للسيطرة على ضغوط الأسعار المتزايدة، فضلًا عن حالة عدم اليقين الناجمة عن سياسات الرئيس الأمريكى التى يخشى المستثمرون أن تؤدى إلى تفاقم تقلبات السوق وزيادة التضخم، وكثرة التصريحات حول رسوم جمركية يفرضها دون اتخاذ إجراءات فعلية مع تأجيله فرض رسوم فورية على التنين الصينى.
وهذه ليست المرة الأولى الذى تشهد فيها أسعار الذهب نموًا هائلًا خلال رئاسة «ترامب»، فعندما تولى منصبه فى يناير 2017، كان الذهب يتداول بالقرب من علامة 1200 دولار للأونصة. وبحلول نهاية ولايته فى يناير 2021، سجل الذهب أعلى مستوى له عند 1957 دولارًا للأونصة.
ومع ولاية «ترامب» الثانية، يتوقع عدد من المحللين أنه لن يستغرق الأمر الكثير حتى تصل أسعار الذهب إلى مستويات قياسية جديدة فى الأسابيع والأشهر المقبلة فى ظل عهد آخر من الغموض وعدم اليقين الاقتصادى.
وفى هذا السياق، أشار لطفى المنيب، نائب رئيس شعبة الذهب والمجوهرات، إلى أن «تهدئة الأوضاع فى غزة وإمكانية إنهاء ولاية ترامب للحرب الروسية - الأوكرانية أمر يبشر بتحسين حركة التجارة وسلاسل الإمداد والتواصل التجارى. وفى هذه الحالة كان من المفترض أن يقل سعر الذهب، لكن حركة شراء البنوك المركزية العالمية وعلى رأسها الصين للذهب بكثرة تسببت فى زيادة الطلب عليه وارتفاع أسعاره للاحتفاظ به كاحتياطى نقدى بديل للدولار».
كما أوضح «المنيب»، أن «الدولار لم يتراجع عالميًا بل العكس صار أقوى مقارنة باليورو، وسعر صرف الدولار أمام العملات الأخرى جيد. وعادة فى التعاملات ينخفض سعر الذهب مع ارتفاع سعر الدولار، حيث تجمعهما علاقة عكسية، ولكن لأول مرة نشهد موقفا أقوى للدولار بصعود ترامب وتوليه الحكم ومع ذلك ارتفع سعر الذهب مما كسر القاعدة العكسية. وحتى الآن لا توجد رؤية واضحة للمستقبل فى ظل وجود احتمالات عديدة مع ولاية ترامب الثانية».