«المكاشفة».. ركيزة من الركائز الأساسية التى أرساها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى دعائم «الجمهورية الجديدة»، فالرئيس فى غالبية الأزمات والتحديات التى واجهت مصر على مدار السنوات العشر الماضية التزم بسياسة «المصارحة مع الشعب»، تحدث عن «الأزمات» وطرح «التحديات»، ودائمًا كان يضع المواطن على دراية كاملة بكل ما تواجهه مصر، وما تنتظره أيضًا، منهيًا بذلك عهوداً مضت كانت الدولة المصرية تُدار فيها «من قمة جبل»، القرارات تصدر وتنفذ دون تبرير أو توضيح.
وانطلاقًا من سياسة «المصارحة» التى انتهجها _ ولا يزال _ الرئيس «السيسى»، كانت «المصور» حاضرة، بل ولنكون أكثر دقة كانت «حلقة الوصل» بين القيادة السياسية والشارع المصرى، مشتبكة فى أحيان عدة مع قضايا وطنية خالصة، متحدثة بجرأة عن السلبيات ومحذرة من مخاطر التطبيق دون العودة لـ«صاحب الشأن»، المواطن، وملتزمة فى الوقت ذاته بـ«أبجدية الصحافة الحرة» وكتالوج «الكتابة من أجل مصلحة الوطن»، ولعل مطالعة «المصور» خلال الفترة الماضية تكشف هذا التوجه وتؤكده.
«الدعم.. الثانوية العامة.. العدوان على غزة.. إعمار غزة.. المقترح الأمريكى للتهجير.. المبادرات الرئاسية».. الملفات السابقة وغيرها الكثير كانت «المصور» حاضرة فيها، ليس بـ«التغطية الصحفية» فقط، لكنها كانت شريكًا فى طرح الرؤى المختلفة، فسبق أن فتحت ملف «الدعم»، ملتزمة فيه بـ«حيادية الطرح» و«نزاهة العرض»، حيث قدمت الآراء المتباينة حول الملف الشائك، وأفردت صفحاتها لأصحاب الرأى القائل بـ«التحول النقدي»، وبالمساحة ذاتها منحت الفريق الآخر الذى يرفع شعار «يبقى الدعم على ما هو عليه عينيًا» الفرصة لتقديم الدوافع والبراهين لرأيهم.
الأمر ذاته تكرر فى «الثانوية العامة»، سواء فيما يتعلق بـ«الإصلاحات» التى سبق وأن أعلن عنها الوزير السابق، الدكتور رضا حجازى، أو النظام الجديد «البكالوريا» الذى طرحه الوزير الحالى، محمد عبداللطيف، وفى هذا وذاك، تركت «المصور» المساحة للخبراء لتقديم رؤيتهم حول «الإصلاح» وطرح أفكارهم فيما يتعلق بـ«التغيير».
«المصور»، لم تكن بعيدة أيضًا عن «المبادرات الرئاسية»، وهى السنة التى ابتدعها الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ انتخابه رئيسًا لمصر، لتخفيف أعباء «الإصلاح الاقتصادى» عن كاهل المصريين، وتتبعت «المصور» على مدار أعدادها الماضية «أنشطة المبادرات»، وارتكنت فى تقييمها للتجربة إلى الخبراء وأصحاب الشأن الذين تحدثوا عن «حياة كريمة» وأثنوا على «100 مليون صحة» وطالبوا بمزيد من المبادرات.
وتماشيًا مع الدور المصرى المحورى فى المنطقة، والمكانة التى تحتلها «القاهرة» على الخريطة الإقليمية والدولية، تابعت «المصور» ما يحدث فى «الشرق الأوسط»، لا سيما أن المنطقة تحولت خلال السنوات القليلة الماضية إلى «بؤرة ساخنة»، حروب وصراعات وأزمات وعدوان، ووسط هذا كله كانت مصر حاضرة فى المشهد حضورًا لم يستطع أحد تجاهله أو تجاوزه، سواء فى مفاوضات «وقف إطلاق النار» فى قطاع غزة، أو فى الصراع «السودانى _ السودانى» الذى تشهده الخرطوم، أو فى العدوان الذى تعرض له لبنان، وفى كل أزمة كانت تتعامل مصر بـ «ما يليق بها» و«ما تفرضه عليها مكانتها»، وهو ما أبرزته «المصور» فى عدة ملفات قدمت فيها «رؤية القاهرة» وتتبعت دورها كـ«إطفائى» لحرائق «الشرق الأوسط» وشقيقة كبرى لكل العرب.