رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

استقرار الأهلى والزمالك.. «خط أحمر»


11-2-2025 | 00:22

استقرار الأهلى والزمالك.. خط أحمر

طباعة
بقلم: علاء محجوب

إثارة الرأى العام بين جماهير الكرة المصرية، ومحاولة الوقيعة بينها، لا سيما جماهير القطبين الكبيرين الأهلى والزمالك، وإثارة الاحتقان بينهم؛ تخطط وتسعى لها أطراف عديدة، لا تبغى المصلحة العامة للكرة المصرية، ولكنها تحاول جاهدة بثّ الوقيعة والضغينة بين جماهير القطبين، بغية الفتنة ونشر الكراهية والبغضاء بين أبناء المجتمع الواحد لتحقيق مآرب شخصية، وأهداف ذاتية بعيدة كل البعد عن نشر المنافسة الشريفة.

 

والمنافسة بين الأهلى والزمالك ليست كمثيلاتها من مباريات كرة القدم، منافسة من أجل الحصول على بطولة، وما تحققه من عائد مادى كبير، بطولة وملحمة سياسية وشعبية كبرى ورسالة، مفادها أن جماهير النادى البطل تقف مؤازرة ومساعدة وداعمة للكيان الكبير صاحب الإنجاز، وترفض جماهير الناديين الكبيرين خروج أى لاعب مهما كان حجمه وقيمته عن النص، تهاجمه وترفضه، وتطالب بإقصائه، واستبعاده، كى لا يثير الفتنة البغيضة بين اللاعبين، ليفقد الفريق جزءًا مهمًا من دعائم تحقيق فوزه، وانتصاراته. هاجمت جماهير الزمالك، أحمد سيد زيزو لاعب الفريق بقوة عقب الخسارة أمام بيراميدز بثلاثية نظيفة، وهتفت الجماهير ضده، بسبب رفضه التجديد وتمسكه بالحصول على أرقام مالية خيالية عجزت إدارة الزمالك عن توفيرها، فضلًا عن عدم تقديمه أى شيء فى اللقاء الذى انتهى بهزيمة ثقيلة، كما وجّهت الجماهير البيضاء الغاضبة انتقادات بالجملة ضد مجلس إدارة النادى، بسبب كثرة أزمات الفريق وتراجع النتائج وعدم ضمّ صفقات قوية وشكوى اللاعبين من تأخر المستحقات، واضطر مجلس الزمالك إلى مغادرة ملعب المباراة قبل نهايتها بسبب السباب الجماعى من الجماهير ومطالبتهم رئيس المجلس وأعضاءه بالرحيل، كما هاجمت جماهير الأهلى لاعب الفريق أكرم توفيق لنفس السبب تقريبا، رفضه التجديد وتمسكه بالحصول على أرقام مالية خيالية عجزت إدارة الأهلى عن توفيرها، وآثر اختيار الرحيل، رغم مساندة النادى له، أثناء معاناته بسبب الإصابة بقطع فى الرباط الصليبى.

 

والحقيقة أن هناك أطرافًا عديدة تعد السبب الأول فى الفتنة بين جماهير الرياضة، فى مقدمتها الإعلام الذى انقسم لفريق أهلى وفريق زمالك، ودخلت على نفس الخط والمنهاج كتيبة السوشيال ميديا، بكل وسائلها، والإعلام لا يحقّ له، أن يصبح مصدر إثارة فتنة وغضب بين الجماهير. أما السوشيال ميديا، فقد أصبحت واحدة من صُناع الفتنة الرياضية، ومن أشخاص بعينهم، بعيدين عن أرض الوطن تتم تغذيتهم بمعلومات ووقائع من مسئولين فى الناديين، يتآمرون على ناديهم، ويسعون لضرب استقراره لمآرب ذاتية، وأهداف شخصية، وبين عشية وضحاها، أصبحت جماهير الناديين ضحية منظومة مسئولين وإعلام، وهذه الحالة لا بد أن تتوقف، لأن العصبية على الشاشات تنتقل إلى الشارع.

 

ومؤخرا هاجم بعض الإعلاميين المنتمين للمعسكر الأبيض، قناة النادى الأهلى، بسبب طريقة تقديم المغربى أشرف بن شرقى، المنضم لصفوف الفريق الأول لكرة القدم بالقلعة الحمراء، للجماهير، خلال فترة الانتقالات الشتوية الجارية.

 

وفى المقابل خرج أحد إعلاميى المعسكر الأحمر يصف حالة جماهير الزمالك عقب إعلان انضمام بن شرقى للنادى الأهلى، بأنهم فى حالة «شياط»، ناشرًا الفتنة والتعصب والفجوة بين جماهير الناديين.

 

وعلى نفس المنوال، دافع بعض إعلاميى الزمالك عن مجلس الإدارة، مؤكدا أن الجمهور كان قاسيًا على مجلس الإدارة، الذى يسعى لترتيب كافة الملفات ودفع المستحقات المتأخرة للاعبين، والتجديد لعدد من لاعبى الفريق، معلقًا على أزمة زيزو، مؤكدا أنه يتوقع تمسكه بالنادى، ولن يضحى بحب جمهور الزمالك.

 

وعن مكايدة بعض إعلاميى الأهلى سبب الفتنة والتعصب فى صفقة المغربى بن شرقى، فإن اللوم يتحمله بعض الإعلاميين الذين يستخدمون المكايدة، وهم لا يستحقون الرد عليهم.

 

على جانب آخر، يتعرض مجلس إدارة الأهلى لحملة شرسة وممنهجة وليس لها أى مبرر، عقب الهزيمة القاسية من بيراميدز، وأصبح من الضرورى، تدخل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، كى لا يكون إعلام الناديين سببا فى إشعال الفتنة بين الجماهير المختلفة، وألا نصدّر للجماهير حالة من الاحتقان، ولا يجب أن نفتعل ضغينة بينها لأن استقرار الناديين الكبيرين خط أحمر لا يجوز تخطيه، يجب المحافظة عليه وتدعيم أركانه.

 

والحقيقة أن الفتنة بين جماهير الناديين الكبيرين تستعر كل فترة، وهناك مَن يدعمها، فمنذ فترة ليست بعيدة، اشتدّ الخلاف بين جماهير الناديين منتقلا إلى مجلسى الإدارة على خلفية أن أحدهما أكبر قلعة رياضية فى مصر، وكان رئيس الزمالك، حسين لبيب، استخدم هذا الشعار من قبل فى حملته الانتخابية، كما استخدمه فى تصريحات تلفزيونية عقب الفوز بكأس السوبر الإفريقي، ردًا على عدد من نجوم الأهلى شككوا فى قدرات نادى الزمالك، ليؤكد لبيب مجددًا أن «الزمالك أكبر قلعة رياضية فى مصر»، الأمر الذى أدى إلى إطلاق تصريحات من أعضاء فى مجلس إدارة الأهلى نشروا على حساباتهم بمواقع التواصل عبارات ختموها بشعار «الأهلى أكبر قلعة رياضية فى مصر»، وطالب أحد أعضاء مجلس إدارة الأهلى بإطلاق هاشتاج «الأهلى فوق الجميع» مثل هاشتاج «الزمالك أكبر قلعة رياضية»، كما أعد هشام نصر، نائب رئيس الزمالك، ناديه «بالأرقام والألقاب والتاريخ فى كل الألعاب هو أكبر قلعة رياضية فى مصر»، مؤكدًا أن «الزمالك متفوق على الأهلى فى عدد الألقاب بمختلف الألعاب الرياضية»، وأشار إلى أنهم يرددون هذا الشعار منذ سنوات، وليس أمرًا جديدًا، وتحول الأمر إلى حالة احتقان بين جماهير الناديين ساهم فى اشتعالها مسئولو الناديين، ولا يجب أن ينخرط المسئولون فيهما إلى هذا التنابذ والمعارك الخاصة بالشعارات»، ويجب الانتباه إلى عدم التمادى والدخول فى حالة جدل وتعصب، تزيد من حالة الاحتقان بين جماهير الناديين، والمهم أن يظل الاحترام هو السائد والخط الفاصل فى مثل هذه التريندات، ويركز كل نادٍ على فريقه، والمنافسة ستظل مستمرة بين كبيرى مصر والقارة الإفريقية، ولكنها فى النهاية منافسة شريفة ورياضية.