رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

فى وداع «ساحر» الإعلام د. سامى عبدالعزيز.. من عَرفه ترك أثرًا فى حياته


11-2-2025 | 12:14

فى وداع ساحر الإعلام د. سامى عبدالعزيز.. من عَرفه ترك أثرًا فى حياته

طباعة
كتب: احمد جمعة

ربما من مَر يوم على كلية الإعلام جامعة القاهرة يعرف مَن هو «د. سامى عبدالعزيز».. بالقطع ترك أثرًا فى حياته، سواءً بكلمة، معلومة، موقف، أو بصمة من بصماته الساحرة.. هو رجل كان يؤمن دومًا بالناس، والتأثير، وفى عبارته الخالدة أدق برهان: «إذا أردت أن تؤثر فى الناس.. ابدأ من عند الناس»، وهوّ فى كل الأحوال ظلّ مصدرًا للإلهام.

 

تقف حيوات الناس عند تاريخ رحيلهم، تبكى أسرتهم والأصدقاء، وتُتداول رسائل التعزية، ثم ينقضى الأمر وتشرق شمس يوم جديد عامر بأحداث مغايرة، بيد أن هذا لا ينطوى بأى حال على «د. سامى»، ذلك الرجل الذى كان ولا يزال «أيقونة»، فى كل شيء: حياته العامة، والأكاديمية، والمهنية.

 

«د. سامى».. ظّل محترفًا فى كل خطواته؛ أستاذًا جامعيًا يمارس السحر مع طلابه فى قاعات المحاضرات، ليس ذاك الذى يتلاعب بالأشياء، بل السحر الذى يتسلل إلى العقول، يفتح الأبواب المغلقة للمعرفة، ليؤكد أنه صاحب قدرات خاصة فى التعامل مع المنهج الإعلامي، قادر ببساطة هكذا أن يمحو مخاوف جمّة لآلاف الملتحقين لتوهم بالجامعات، فتصبح محاضرته الأولى باقية فى الأذهان إلى الآن.

 

لطالما كان له تأثير ملموس على طلابه وزملائه، بانتقاله «الساحر» بين ما هو نظرى وما هو تطبيقي، مدمجًا بين العلم والروح الإنسانية؛ لتتخرج على يديه أجيال متعاقبة من المبدعين.

 

ليس هذا مجاملة لرجل لا يحتاج المجاملة، تجد كل هذا عبر حسابات منسوبى كليات الإعلام، الذين تعاملوا معه، «من اتفق معه ومن اختلف» فالكل يؤمن بمهاراته الاستثنائية، وصنيعته الباقية.

 

فى عالم الإعلام، الذى يعج بالتحديات والتغيرات المستمرة، كان «د.سامى» منارة حقيقية تهدى العديد من الأجيال نحو الفهم الأعمق للمهنة، وتوجهها نحو أفق من الاحترافية.

 

تأثير«د. سامى» لم يتوقف عند حدود الجامعة وقاعات المحاضرات، بل أسس رؤية استراتيجية فى مجال الإعلام، بعدما كان فى طليعة من يتبنون أفكارًا مبتكرة، مما جعله قائدًا فى ميدان الإعلام العربي، وصاحب مدرسة خاصة فى مجالى «العلاقات العامة، والإعلان».

 

«د. سامى» أحد أبرز المتخصصين فى مجال الاتصالات التسويقية المتكاملة لثلاثة عقود، وحصل على جائزة الدولة التقديرية فى مجال العلوم الاجتماعية عام 2019.

 

من خلال مؤلفاته التى تعد مرجعية أساسية فى مجال الإعلان والتسويق، ترك لنا «د. سامي» بصمة فكرية لا تُنسى، حيث كتب العديد من الأعمال المميزة مثل: «مقدمة فى الإعلان»، و«إدارة الإعلان واقتصادياته»، و«تخطيط الحملات الإعلانية»، و«فن الإعلان»، و«التسويق الاجتماعى والسياسى»، ليظل إرثه الأكاديمى مصدرًا رئيسيًا للإلهام والدراسة للأجيال القادمة.

 

كان «د. سامى» أيضًا أحد القامات التى أشرفت على العديد من الحملات القومية الهامة، إذ أشرف على حملة تنظيم الأسرة منذ عام 1994 وحتى 2002، وأسهم فى الحملة القومية لتشجيع شراء المنتج المصري، بالإضافة إلى حملات ترشيد استهلاك مياه النيل، ليبقى دوره فى هذه القضايا الوطنية محورًا بارزًا فى بناء الوعى الجماهيري.

 

كما كان له حضور رئيسى فى مجال العمل المؤسسي، حيث شغل عضوية مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون، والمجلس التنفيذى للأكاديمية الدولية لعلوم الإعلام، إضافة إلى عضويته فى مجلس إدارة الجمعية المصرية للإعلان والجمعية الدولية للإعلان، كما أسهم فى اللجنة العليا لتطوير التعليم بوزارة التربية والتعليم.

 

دوره لم يتوقف عند هذا الحد، فقد أشرف على عشرات من رسائل الماجستير والدكتوراه فى مجالات الإعلام والتسويق بالجامعات المصرية، مما جعل اسمه مرادفًا للتفوق الأكاديمى والتأثير العلمي.

 

أما على صعيد القيادة الأكاديمية، فتولى «د. سامى» منصب عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة، بالإضافة إلى رئاسته لجنة قطاع الإعلام بالمجلس الأعلى للجامعات.

 

سكن الراحل فى ذاكرتنا كأستاذ، وإنسان، ورائد فى مجاله، ليبقى اسمه محفورًا فى قلوبنا وعقولنا، وسنظل نتذكر الكلمات التى كان يلقيها، والأفكار التى زرعها، والأثر الكبير الذى تركه وراءه.