الثراء السريع هو الحلم الذى يراود الكثيرين من مستثمرى البورصة، ومن الملاحظ أن العامل المشترك بين هؤلاء المستثمرين هو عدم تفهم ماهية البورصة جيدًا وعدم تفهم الهدف منها أو طريقة التداول بها.
فالهدف الأساسى من البورصة هو الاستثمار، أى توفير فرص الاستثمار لكل من المستثمر والمتداول والشركة المقيدة بالبورصة، بشكل أوضح توفر البورصة السيولة اللازمة للشركات لتتمكن من التوسع بالنشاط وتطوير الشركة دون الحاجة للجوء للاقتراض من البنوك، فى نفس الوقت تعتبر البورصة ملاذا لكل مستثمر يرغب فى الاستثمار عن طريق المشاركة فى مشروع أو شركة وتكون البورصة فى هذه الحالة ضامنًا لجدية الشركة ونجاحها فى الفترة السابقة وبالتالى نجاح مستقبلها بناء على القوائم المالية والتقارير التى تقدمها الشركة المقيدة بالبورصة لإدارة البورصة وهيئة سوق المال.
أما من يجرى وراء حلم الثراء السريع فهو لا يريد الاستثمار، ولكن يرغب فى المضاربة.
ومن الضرورى فهم الفرق بين الاستثمار والمضاربة، فكل من الاستثمار والمضاربة يستخدم الأموال المتاحة لكسب المزيد من المال، لكن لكل منهما مستويات مختلفة من الربح والمخاطرة من الضرورى فهم الفرق قبل اتخاذ قرار بشأن كيفية استخدام أموالك.
الاستثمار هو مُصطلح يدلّ بشكلٍ أساسى على استراتيجية تداول تعتمد على شراء الأصول، سواءً كانت أسهمًا أو سندات والاحتفاظ بها مستهدفا تحقيق أرباح جيّدة فى المستقبل من خلال إعادة بيع هذه الأصول بسعر أعلى أو من خلال الحصول على الأرباح السنوية التى تقوم الشركة بتوزيعها على المستثمرين.
فى المقابل تعتمد المُضاربة على عمليات شراء وبيع متكررة وخلال فترات قصيرة من الزمن بهدف الاستفادة من تقلّبات الأسعار الكبيرة فى السوق وتحقيق أقصى قدر ممكن من الأرباح، أى أن الأرباح لا تتحقق من ارتفاع الأسعار بل من تقلباتها، حيث يعمد المضاربون إلى الشراء بأسعار منخفضة والبيع بأسعار مرتفعة
وغالبا ما يستهدف المستثمرون تحقيق أرباح جيدة تصل إلى الأرباح التى تقدمها فائدة البنك على أساسٍ سنوى، بينما يهدف المضاربون إلى تحقيق أرباح أعلى بكثير وتصل إلى حد الخيال لهم؛ مما قد يتسبب فى عكس الأحداث وتحقيق خسائر فادحة له، نظرا لأنه دائما ما يجرى وراء الشائعات ويكون محملًا محفظته بكامل المارجن أو الشراء الهامشى والذى يضاعف الخسائر فى حال أى جنى أرباح.
يتطلب الاستثمار الناجح رؤية صحيحة واختيارًا موفّقًا للشركات أو الأسهم المرغوبة، بحيث يُتوقّع أن ترتفع قيمة الأسهم بشكلٍ جيّد خلال السنوات القادمة، كما يحرص المستثمرون على تنويع حقائبهم الاستثمارية بهدف تقليل المخاطر جرّاء انهيار سهم أو إفلاس شركة ما.
فى المقابل يركّز المضاربون على التغيّرات السريعة والحادّة فى أسعار الأسهم ليستفيدوا من انخفاضها وارتفاعها.
بشكل عام لا ننصح المستثمر بالجرى وراء حلم الثراء السريع والذى قد يجعله يتخذ قرارات غير صائبة كتصديق الشائعات غير الصحيحة أو تحميل المحفظة نسبة عالية من الشراء الهامشى، والذى يجعل المحفظة أكثر حساسية فى حال أى جنى أرباح؛ مما يحمل المستثمر نسبة عالية من المخاطر والخسائر.