«تنوير.. تطوير.. تأثير».. ثلاثية لطالما التزمت بها «المصور» منذ صدور عددها الأول قبل مائة عام، وبمرور السنوات لم ترتكن المجلة إلى حائط «النجاحات السابقة»، ولم ترفع شعار «ليس فى الإمكان أفضل مما كان»، بل على العكس تمامًا، كانت «إرادة التطوير» حاضرة فى كل عدد، والرغبة الدائمة والدؤوبة فى «التأثير» متواجدة فى كل كلمة تحملها صفحات «المصور»، ووسط هذا كله لم تنس رسالتها الأساسية «التنوير»، وهى الرسالة التى يمكن القول إنها «ميراث» تتناقله أجيال «المصور» جيلًا بعد جيل، وكل جيل يستكمل «البناء» مستمداً الخبرة والرغبة فى ترك بصمة من السابقين، مشاركًا فى صناعة مجد عنوانه «المصور.. صحافة للوطن والمواطن».
100 عام من التاريخ.. قرن من الزمان مر كانت فيه «المصور» حاضرة حضورًا لا يمكن لأحد إنكاره، ولم تكن مجرد مطبوعة صحفية تصدر بشكل أسبوعي، بل كانت فى أوقات عديدة «شريكة» فى «بناء الوطن»، حاملة مصباح «التنوير» لتضيء الطريق للقيادة السياسية وتشير إلى ما فيه صالح الوطن والمواطن، ووسط هذا كله، وإلى جانب هذه المسؤولية الكبيرة، لم تتغافل «المصور» عن مواكبة ما يحدث حولها فى «عالم الطباعة والصحافة»، فطالما كانت على دراية بكل ما هو جديد فى هذا القطاع، وتسعى قياداتها لأن تكون «التقنيات الجديدة» حاضرة فيها، ولهذا ظلت «شمس المصور» مشرقة على مدار السنوات الماضية، ولا تزال تزداد إشراقًا فى ظل حرص إدارتها على أن تكون «رقمًا» فى معادلة «الصحافة المصرية والعربية» على حد سواء، وما تقدمه المجلة أسبوعيًا من قضايا وطنية ومتابعات ميدانية ومقالات متخصصة فى غالبية المجالات والقطاعات، خير دليل على هذا الحرص، ناهيك أيضا عن استراتيجية «التجديد» التى تتبعها «المصور»، سواء فى تقديمها للمادة الصحفية أو «تجديد الدماء الصحفية» التى تجرى فى شرايينها، وهذه واحدة من مزايا «المصور» التى تكاد تنفرد بها بين بقية المطبوعات، حيث إنها «مطبوعة ولادة» وتشهد كل عدة سنوات ميلاد «جيل جديد» صقل موهبته تحت راية الكبار، وتسلم المسؤولية متسلحًا بـ «مبادئ المصور» وقادرًا على تحقيق خططها وتنفيذ طموحاتها.
هناك من سيذهب للقول إن «مائة عام صحافة» تكفى «المصور» للبقاء صامدة فى وجه التغييرات التى يشهدها العالم، بمنطق «أنا التاريخ»، غير أن هذا الرأى لم تضعه «كتيبة المصور» على طاولة المناقشات المستمرة أسبوعًا تلو الآخر، بل على العكس تمامًا، دائما «الهم الأول» هو مواكبة كل ما هو جديد فى عالم الإعلام، فـ «سنة التغيير» التى أرساها المؤسسون، وعمل بها الذين حملوا المسؤولية بعدهم، لا تزال سارية بين أبناء «دُرة تاج» مؤسسة دار الهلال، ولهذا يعمل الجميع تحت سقف «المصور» للحاق بركب «الديجيتال»، والتواجد على «الخريطة الرقمية»، وكانت البداية بتدشين صفحة للمجلة على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، أدارها فريق «المصور»
بـ «حرفية»، وهو أمر كشفته أرقام الزيارات المليونية، ويعمل الفريق على تصميم وتجهيز موقع إلكترونى لـ «المصور»، لتكون المجلة حاضرة بـ «تاريخها» الذى تنفرد به، وحاضرها الذى تصنعه كتيبة «المصور» بعزيمة وحماس ورغبة فى «صناعة تاريخ» جديد يضاف إلى صفحات المجلة المضيئة على مر الـ 100 عام الماضية.
واليوم.. ومع بداية «المصور» مئويتها الثانية، نجدد العهد مع القراء باستكمال سيرة ومسيرة مجلتهم العزيزة، وصناعة حاضر مستحق والإعداد لمستقبل تكون فيه «المصور»، وكعادتها، حاضرة حضورها المكتمل الذى لا بديل له.. حضور يسير على «نهج الوطن» ويلبى طموحات «المواطن»