في ظلّ أجواءٍ مليئة بالفخر والاعتزاز، احتفت مصرُ بمئويةِ إحدى أعمدة صحافتها الوطنية، مجلة «المصور» من داخل دار الأوبرا المصرية، التي تُعدُّ شاهدةً على قرنٍ كامل من التحوّلات السياسية والثقافية والفنية في الوطن العربي، وتأتي الاحتفالية تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وبحضور نخبةٍ من الوزراء والمسئولين والشخصيات العامة، أبرزهم الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، والمستشار محمود فوزي، وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، والسفير عبدالله بن ناصر الرحبي سفير سلطنة عُمان بالقاهرة، ومندوبها الدائم بجامعة الدول العربية، والمهندس عبدالصادق الشوربجي رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، وعمر سامي رئيس مجلس إدارة دار الهلال، والكاتب الصحفي عبداللطيف حامد رئيس تحرير المصور، ونقيب الأشراف السيد محمود الشريف، والفنانة القديرة سميرة عبدالعزيز، والشاعر الكبير أحمد عبدالمعطي حجازى، والموسيقار العالمى نادر عباسى، ولفيف من كبار الشخصيات والإعلاميين ورؤساء مجالس الإدارة ورؤساء تحرير الصحف المصرية.
انطلق احتفال المئوية بكلمة افتتاحية من الإعلامي هيثم سعودي الذي قدم الحفل باحترافية كبيرة، قال فيه:«نحتفل اليوم بمرور مائة عام على مجلة المصور التى تحمل بين طياتها قصصا وحكايات وصورا وذكريات، لأجيال متعاقبة، مائة عام كانت فيها المصور مرآة تعكس وجه مصر الحضارى وتسجل لحظات تاريخية فارقة بأقلام صحفييها وعدسات مصوريها، رحلة عطاء كبيرة وعمر حافل بالإنجازات بأقلام لامعة لكتاب مبدعين ساهموا جميعا فى صناعة تاريخ هذه المجلة العريقة».
وتبعتها كلمة لرئيس تحرير المصور الكاتب الصحفي عبد اللطيف حامد، قال فيها: «بسم الله.. السيدات والسادة.. الحضور الكريم .. أهلا بحضراتكم جميعا.. في احتفالنا بمئوية المصور.. ويسعدنا مشاركتكم لنا.. في هذا اليوم التاريخي.. وما أجمله من يوم.. أشرقت فيه شمس المصور.. درة الصحافة المصرية والعربية.. في قرن كامل من الزمان.. 100 عام كانت فيها ومازالت «المصور» شاهد عيان.. من الملكية إلى الجمهورية الجديدة.. تروى المصور.. سيرة وطن عظيم ومسيرة شعب أصيل.. 100 عام.. كانت وستظل «المصور» رمزا للأصالة.. كنوزها لا تنضب.. ومقتنياتها لا تصدأ.. وتأثيرها لا يقل .. تزداد بريقا وقيمة مع تتابع السنين.
100 عام.. و«المصور» في ظهر الوطن.. تنقد من أجل المصلحة الوطنية.. وتشيد بالإنجازات لمواصلة مسيرة التقدم.. لا مآرب خاصة ولا أهداف فئوية.. ودائما المصور حاضرة في محراب وطننا العظيم.. 100عام و»المصور» فاعلة بقوة في نشر الثقافة، ورفع مشاعل التنوير، تحارب الفكر بالفكر، وتتصدى لصناع الشائعات، وجيلا بعد جيل أبناؤها مستعدون لدفع الثمن، ويفتخرون بأنهم ضد التطرف والإرهاب.
100عام .. و«المصور» مجلة الدولة المدنية .. وحصن الوحدة الوطنية.. فالجميع في الوطن سواء .. لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات.. ولن تحيد أبدا عن الطريق الصحيح.
100عام .. و«المصور» نموذج حي.. لفضيلة الإخلاص.. فلا غاية ولا وسيلة إلا وجه الله .. وسلامة واستقرار الوطن، 100عام ومجلة المصور تواكب الأحداث.. خصوصا الفارقة منها.. في عمر وطننا الغالي.. وأمتنا العربية الحبيبة.. ترصد وتحلل .. تنبه قبل الجميع.. وتحذر قبل وقوع الخطر.. وهنا نسجل بأحرف من نور.. ما سطره كتابها وصحفيوها.. في نهاية العشرينيات.. من القرن الماضي.. حول المؤامرة الصهيونية.. على أرض فلسطين .. وفي نهاية الأربعينيات.. حذرت من أطماع الصهاينة في سيناء.. وما أشبه الليلة بالبارحة.
100عام .. والمصور حريصة على مسايرة ركب التطور.. في عالم الصحافة .. فكما سبقت الجميع.. في الصحافة المصورة.. دخلت خلال الفترة الأخيرة.. عالم الصحافة الإلكترونية .. تسعى جاهدة.. للوصول إلى القراء بكل السبل.. من العدد الورقي.. إلى الـ «بى دى إف».. ثم الموقع الرقمي الذى نطلقه الآن في هذا الحفل الكريم.. وصولا إلى منصات «السوشيال ميديا» المتنوعة ..وفي الختام نجدد عهد المؤسسين الأوائل في المئوية الأولى ونؤكد في بداية المئوية الثانية على الالتزام بالمصداقية والمهنية والدقة.
واستعرض الاحتفال عبر مجموعة من الفيديوهات أبرز اللحظات والمواقف والأحداث السياسية التى مرت بالمصريين عبر التاريخ خلال مائة عام من الملكية وحتى الجمهورية الجديدة والتى وثقتها المصور على صفحاتها وأغلفة أعدادها.
كما تقدم عمر سامى رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال الصحفية بالشكر والتقدير لدولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي لرعايته لهذه الاحتفالية بتشريف عدد من الوزراء والسفراء ورجال الدولة والصحفيين، وكما تقدم بالشكر للمهندس عبدالصادق الشوربجى رئيس الهيئة الوطنية للصحافة لتقديمه كافة أشكال الدعم للمؤسسات الصحفية إيمانا منه برسالتها وتأثيرها.
وأضاف قائلا «نحن لدينا جميعا فى مصر ما نفتخر ونعتز به من القوى الناعمة التى قادت العالم العربي إلى التنوير والفكر وأبرز تلك القوى هى مجلة المصور التى نحتفل اليوم بذكرى مرور مائة عام على تأسيسها،وكانت خلالها شاهدا على أهم الأحداث التاريخية وناقلة لأدق التفاصيل التى صنعت حاضرها وشكلت وجدانها وساهمت بمنتهى الحيادية فى إثراء الحياة السياسية والثقافية، وقدمت محتوى رصينا بين الدقة والمصداقية وبين الصورة والكلمة لتصبح فى عالم الصحافة أيقونة الصحافة المصورة وبهذه المناسبة منحت المصور هدية ثرية لقرائها تتمثل فى عددها التذكارى بمناسبة مرور مائة عام على تأسيسها.
بينما أكد المهندس عبد الصادق الشوربجى رئيس الهيئة الوطنية للصحافة في كلمته على دعمه الكامل للصحافة القومية.. قائلا: نشعر جميعا اليوم بفخر كبير واعتزاز باحتفالنا اليوم بأحد أقدم وأهم المنابر الصحفية والثقافية فى مصر والعالم العربى ، قرن كامل من الزمان ويزيد على إصدار «المصور» العريقة التى أطلقت عددها الأول على يد مؤسسيها إميل وشكرى زيدان فى أكتوبر 1924 لتعاصر هده المجلة أحداثا مهمة فى مصر والوطن العربى والمنطقة كاملة ، استطاعت على مدار تاريخها العريق تسجيل وتوثيق الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية فى مصر وعايشت أحداثا مهمة وبالصورة والكلمة حتى اكتسبت شعبية كبيرة بين المواطنين مع تولى قيادتها التحريرية عدد من كبار الكتاب وعمالقة الرأى والتنوير .
مضيفا: المصور ذاكرة مصر المصورة فقد شقت طريقها وحجزت لنفسها موقعا متميزا بين أكبر الإصدارات وأشهرها ، فقد اهتمت بقضايا المجتمع والتثقيف والتنوير ومواجهة الإرهاب والتطرف والفساد، لقد رفعت المصور لواء التثقيف والتنوير ليكون هدفا رئيسيا لسياستها التحريرية وعلى مدار تاريخها العريق كانت قضايا الوطن وأولوياته الأولى، وبالرغم من التحديات حافظت المجلة على خطها الوطنى وظهورها المميز أمام شعبها، لتسجل أحداثا هامة في ذاكرة الوطن واستمرت فى تطوير الشكل والمضمون ليتناسب مع متطلبات العصر بجهد متواصل وتفان فى العمل الإبداعى والإنتاج الفكرى الذي يحفظ للوطن هويته والمهنة قواعدها وأصولها وللشعب حقه فى المعرفة.
تضمنت الاحتفالية تكريم عدد من رموز المجتمع في السياسة والثقافة والفن، وكان أول المكرمين الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة تقديرا لدوره فى ملف الرياضة فى مصر والذي ألقى كلمة على هامش الاحتفال قائلا « أولا أنا ممتن جدا لتكريمي من صرح كبير جدا يحمل تاريخ وإرث الثقافة المصرية، فكلمة المصور تحمل كافة مضامين اللغة التى تبرز جهود المجلة عبر تاريخها، وقد نجحت طيلة مسيرتها فى نقل وتجسيد التاريخ عبر الصورة مما شكل إرثا ثقافيا وسياسيا واجتماعيا كبيرا ، ويجب أن نوجه الشكر لكل من ساهم فى إخراج هذا المنتج الثري من خلال كوكبة من أبرز رجال الثقافة الذين عبروا عن الكلمة بكل شفافية وصدق إلى يومنا هذا، على الرغم من التحدى الكبير المتمثل فى التطور المتسارع فى أدوات وآليات الإعلام الرقمى والصحافة الإلكترونية ولكن يبقى الورقة والقلم لهما السر الخاص بهما.
كما تم تكريم المستشار محمود فوزى وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي والذي عبر في كلمته على هامش التكريم، عن سعادته الغامرة في التواجد فى الاحتفال بذكرى مرور 100 عام على تأسيس مجلة المصور، قائلا:إن مجلة المصور لم تكن مجرد وسيلة إعلامية، بل كانت منارة للفكر والمعرفة، وساهمت على مدار قرن كامل في تشكيل وعي الأجيال، والتعبير عن تطلعات المجتمع وقضاياه، فجعلت الصورة تتكلم، مشيرًا إلى أن هذا الحدث ليس مجرد احتفال بزمن مضى، بل هو احتفاء بإرث ثقافي وإعلامي غني يعكس جهود أجيال متعاقبة من الصحفيين والمبدعين.
وفي ختام كلمته، وجه المستشار محمود فوزي، التحية والتقدير لكل من ساهم في نجاح مجلة المصور على مدار قرن من الزمن، من إداريين وصحفيين ومحررين، مثنيًا على جهود الجيل الجديد من الإعلاميين الذين يحملون راية التميز والابتكار، متمنيًا لمؤسسة دار الهلال المزيد من التقدم والازدهار.
كما قدمت مؤسسة دار الهلال درع التكريم للمهندس عبد الصادق الشوربجى رئيس الهيئة الوطنية للصحافة تقديرا لدوره فى دعم الصحافة القومية وفي القلب منها مجلة المصور.
وكان للفن نصيب من التكريم ممثلا فى الفنانة القديرة سميرة عبد العزيز، صاحبة التاريخ الفني الطويل،وفي كلمتها قالت: أحببت الفن من متابعتى وما أقرؤه فى مجلة المصور، ودائما كان يكتب عن الفن بأسلوب محترم جدا.
وفي الأدب والثقافة كان الشاعر أحمد عبد المعطي حجازى أول المكرمين لمسيرته الحافلة بالشعر والنضال بالكلمة الموزونة،وقال كلمات قليلة لكنها تحمل معاني كثيرة: أحييكم جميعا وأشكر كل القائمين على تنظيم هذا الاحتفال بهذا الصرح العريق وإتاحة الفرصة لى لكى أعبر عن تقديرى واعتزازى للمصور والهلال ودار الهلال، وأتمنى للأجيال القادمة أن تحمل مشاعل التنوير في المئوية الثانية والثالثة للمصور.
كما تم تكريم الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة، والدكتورة ثريا البدرى عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة وكذلك نقيب السادة الأشراف السيد محمود الشريف، وتكريم الدكتورة ليلى عبد المجيد عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة الأسبق ثم الدكتورة لمياء زايد مدير دار الأوبرا المصرية وكذا تكريم المايسترو العالمى نادر العباسي، كما تم تكريم رحاب رضوان بطلة العالم فى رفع الأثقال البارالمبية ،والدكتور عبد المنعم السيد رئيس مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية.
كما تم تكريم السفير عبد الله بن ناصر الرحبى سفير سلطنة عمان بالقاهرة، والذي قال على هامش تكريمه: كلما تركت مهنة الصحافة والإعلام بشكل عام عدت لها مرة أخرى وأنا أتشرف بذلك ، يسعدنى أن أكون متواجدا بينكم اليوم فى الاحتفال بمرور مائة عام على انطلاق هذه المجلة العريقة،والتى تعد موسوعة وسجلا حافلا يوثق التاريخ المصرى والعربي بكل ما شهده من تحولات وتغيرات، وأنه من دواعى سرورى وجودى فى هذا الصرح الفكرى والثقافى العريق الذى كان شاهدا على مراحل هامة من التاريخ وساهمت فى تشكيل وعى وفكر العديد من الأجيال.
تضمنت الاحتفالية تكريم عدد من رؤساء تحرير المصور السابقين، ويأتي علي رأسهم الكاتب الصحفي الكبير عبد القادر شهيب رئيس مجلس إدارة دار الهلال ورئيس تحرير المصور الأسبق ثم تكريم الكاتب الصحفى حمدي رزق رئيس تحرير المصور الأسبق وعضو الهيئة الوطنية للصحافة، والكاتب الصحفي غالى محمد رئيس تحرير المصور الأسبق، والكاتب الصحفي أحمد أيوب رئيس تحرير المصور السابق ورئيس تحرير الجمهورية حاليا،بالإضافة إلى تكريم المهندس أحمد عمر رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال السابق.
أسرة تحرير المصور لم تغفل رموزها بل كرمت مجموعة من هؤلاء الرواد، ويأتي على رأس القائمة الروائى الكبير يوسف القعيد الذي قال على هامش تكريمه: أفتخر بكونى أحد كتاب مجلة المصور إلى الآن، فقد انضممت لها قبيل حرب أكتوبر 1973 ، وأعترف بأنها مطبوعة تخلص لكل ما هو مشرق وجميل فى الوطن العربى والعالم الإسلامي.
وتضمن التكريم الكاتبة الصحفية سناء السعيد ، والكاتبة الصحفية نجوان عبد اللطيف والمصور الصحفى إبراهيم بشير، والكاتبة الصحفية نهال الشريف، والكاتبة الصحفية إيمان رسلان، والكاتب الصحفى سليمان عبد العظيم، والكاتب الصحفى علاء محجوب، والكاتب الصحفى أشرف الجداوى، والكاتب الصحفي محمد كشك، والكاتبة الصحفية هالة حلمي،والكاتبة الصحفية عزة صبحي، والكاتبة الصحفية سناء حنفى، والكاتب الصحفي عبدالرحمن البدري، والكاتب الصحفى محمد الحنفى.. ثم اختتمت فقرة التكريم بتكريم عدد من شركاء النجاح منهم الشركة المصرية للاتصالات، والهيئة القومية للبريد، ومجموعة بافاريا القابضة، والمهندس همام عبدالخالق رئيس شركة المؤسسة العربية للتنمية.