فى تصريحات خاصة على هامش احتفالية مئوية مجلة «المصور»، أكد السفير العُمانى لدى القاهرة، عبدالله بن ناصر الرحبى، أن هذه المناسبة ليست مجرد حدث تاريخى عابر، بل شهادة على الدور الريادى الذى لعبته المجلة فى تشكيل الوعى العربى وتوثيق المحطات المفصلية فى تاريخ مصر والمنطقة.
وقال السفير الرحبى، «إن استمرار «المصور» طيلة قرن يعكس رسوخ رسالتها التنويرية، ودورها فى تقديم الحقيقة وتوثيق الأحداث، وإبراز القضايا القومية بأسلوب مهنى راقٍ». وأشار إلى أن المجلة لم تكن مجرد وسيلة لنقل الأخبار، بل منصة فكرية وثقافية حملت على عاتقها مسؤولية الدفاع عن الحريات ومناصرة القضايا العادلة، مما جعلها مرجعًا للأجيال المتعاقبة من الصحفيين والمثقفين والسياسيين.
وأضاف أن قدرة «المصور» على الاستمرار؛ رغم التحولات الإعلامية والتكنولوجية، يؤكد مرونتها وتجددها دون التخلى عن أصالتها. ومن بين اللحظات التى أثرت فى السفير الرحبى خلال الاحتفالية، كان معرض أغلفة «المصور»، الذى وصفه بأنه سجل مرئى يوثق مراحل مهمة من تاريخ مصر والعالم العربي. وقال: «كل غلاف يحكى قصة، وينقل نبض الشارع العربى فى مختلف العصور.”
واقترح السفير إصدار عدد خاص من المجلة يجمع أبرز أغلفتها التاريخية، مع تحليل للسياق السياسى والاجتماعى المحيط بكل منها، ليكون مرجعًا يوثق مسيرة الصحافة والتاريخ العربى معًا.
أكد الرحبى أن دخول «المصور» قرنها الثانى، يفرض عليها مسؤولية مواكبة العصر والتفاعل مع القضايا الجديدة. وحدد خمسة محاور رئيسية يجب أن تحظى باهتمام المجلة فى المستقبل، وهي: تحليل التحولات الجيوسياسية فى العالم العربى بعمق وموضوعية، وتعزيز الصحافة الاستقصائية والتنوير الفكرى بعيدًا عن السطحية، والتركيز على قضايا التنمية والاستدامة مثل الاقتصاد والتعليم والبيئة والتكنولوجيا، وتطوير المحتوى الرقمى والتفاعل مع الجمهور لمواكبة التحولات الإعلامية المتسارعة، والاستمرار فى توثيق الذاكرة العربية من خلال إعادة نشر الأرشيف الصحفى وتحليل أحداث الماضى برؤية معاصرة.
اختتم السفير الرحبى حديثه بالتأكيد على أن مئوية «المصور» ليست مجرد احتفال بإنجازات الماضى، بل محطة لانطلاقة جديدة نحو المستقبل. وقال: «ما قدمته المجلة خلال مئة عام من عطاء يجعلها مؤهلة لتظل منارة إعلامية وفكرية تحمل مشعل الحقيقة والتنوير فى قرنها الثانى».