تاريخ مشرف لمجلة المصور الرائدة نستدعيه اليوم فى مناسبة تاريخية مع مرور مائة عام منذ أن صدرت فى 24 أكتوبر 1924. نستدعيه لنحتفل بذكرى المجلة التي تعد واحدة من أقدم المجلات التي أصدرتها دار الهلال. ولقد حرص رئيس مجلس الإدارة الأستاذ «عمر أحمد سامى»، ورئيس التحرير الأستاذ «عبداللطيف حامد» على الاحتفاء بالذكرى المائة للمجلة التي واكبت الأحداث فى مصر والوطن العربى، وتابعتها بالكلمة والصورة بشكل أكسبها شعبية واسعة بين القراء.
إنها المجلة العريقة التى تعد مفخرة بين الإصدارات الصحفية فى مصر والعالم العربى. فى هذه المناسبة واحتفاء بالمجلة الرائدة أسدى الشكر الجزيل والتمنيات بالنجاح والتوفيق لكل من الأستاذ «عمر أحمد سامى» رئيس مجلس الإدارة، والأستاذ «عبداللطيف حامد» رئيس التحرير متمنية لهما ولجميع العاملين فى معشوقتى مجلة المصور استكمال مسيرة المجلة التي حظيت بالاحترام والتقدير من كل مؤسسات الدولة، مع تمنياتى بكل ما هو رائع وفريد ومثمر.
وكان قد تولى رئاسة تحريرها عدد من رواد الإعلام فى مصر أبرزهم «إميل وشكري زيدان»، و«فكري أباظة»، و«على أمين»، و«أحمد بهاء الدين»، «صالح جودت»، «أمينة السعيد»، «مكرم محمد أحمد»، و«أحمد أيوب».
ذكرى مرور مائة عام تستدعى لى ارتباطى بمجلة المصور، فلقد كانت البداية عندما بادرت بالكتابة لها في أوائل التسعينيات، وكان ذلك فى الفترة التى كان فيها الأستاذ “ مكرم محمد أحمد” رئيساً للتحرير. أتذكر عندما بادرني قائلاً: (لماذا لا تثابرين على الكتابة للمجلة ؟، ليتك تنضمين إلى الكتاب الدائمين). يومها سارعت بتلبية الدعوة الكريمة، وواظبت على الكتابة الأسبوعية للمجلة. ومن خلالها نشرت الأحاديث التي أجريتها مع الرؤساء والملوك العرب وتصدر هؤلاء الرئيس “محمد أنور السادات”، والرئيس “ حسنى مبارك”، والرئيس السوري “ بشار الأسد”، والرئيس العراقي “ صدام حسين”. وسنحت لى فرصة السفر إلى إيران والالتقاء بعدد من الرؤساء المحسوبين على التيارين المحافظ والإصلاحي. وكان أبرز من التقيت بهم “ محمود أحمدى نجاد” والذي تولى الرئاسة لدورتين .
التقيت ب” أحمدى نجاد” مرتين كانت الأولى فى أغسطس 2005، يومها كان مهموماً بالشأن الإيراني، وأكد لى بأنه يؤمن بحق إيران فى امتلاك الطاقة النووية، وكانت المقابلة الثانية فى عام 2013 عندما ترشح للرئاسة فى أعقاب الانتخابات الرئاسية التى أجريت فى 19 مايو 2017.
تاريخ مشرف لمجلة المصور مرتبط برسالة مفعمة بالنضال والكفاح والإنجاز. وهي حتى اليوم تعد المجلة الحريصة على مبدأ الوطنية والتنوير، ولهذا توجت بوصفها ملتقى للمثقفين العرب، وهي حريصة على متابعة كل التطورات والمستجدات فى المنطقة والعالم. وعبرها التقيت بالعديد من الرؤساء تصدرهم الرئيس «محمد أنور السادات»، والرئيس «حسنى مبارك»، والرئيس «بشار الأسد»، والرئيس «صدام حسين»، والرئيس «أحمدي نجاد» وغيرهم. كما التقيت بالعديد من الأدباء والمثقفين أبرزهم «نجيب محفوظ»، ويحيى حقى»، و«مصطفى محمود»، و«يوسف إدريس»، و«إحسان عبد القدوس»، و«نزار قبانى»، و«محمد حسنين هيكل». هذا فضلاً عن الفنانين أبرزهم «محمد عبد الوهاب»، «فريد الأطرش»، و«وديع الصافى»، «نجاح سلام»، و«محرم فؤاد».
وأعود بالذكرى إلى لقائى فى عام 1979 مع الرئيس «أنور السادات» لهيئة الإذاعة البريطانية والذي نشرته مجلة المصور فى 16 أكتوبر 2024 . يومها حدثنى الرئيس السادات عن رؤيته للسلام، وهي رؤية شجاعة وغير مسبوقة فى تصورها، وجريئة فى تنفيذها. لقد نجح الرئيس السادات خلال فترة رئاسته التى استمرت 11 عاماً فى تغيير مسار مصر، فابتعد عن العديد من المبادئ السياسية والاقتصادية الناصرية. وأعاد تأسيس نظام التعددية الحزبية، وأطلق سياسة الانفتاح الاقتصادى، وابتعد نسبياً عن العلاقات الوثيقة مع الاتحاد السوفييتي، وفي المقابل بات حليفاً للولايات المتحدة، وبدأ فى عملية السلام مع إسرائيل ، وتخلى عن الاشتراكية، وانطلق نحو سياسة الانفتاح.
وأعود بالذكرى إلى لقائى مع العالم الكبير والمفكر والأديب الدكتور «مصطفى محمود». نستدعى مع الذكرى سيرته العطرة كإنسان معطاء قدم الخير للجميع. إنه الأديب والمفكر صاحب التاريخ العريض الزاخر بكل المعانى الإنسانية الرحبة. لم يتوان الدكتور “ مصطفى محمود” عن إبداء رأيه فى كل القضايا الإنسانية والاجتماعية. حتى القضية الفلسطينية طالما عرض لها وتحدث عنها، وعن طابع السلام المزيف الذى ارتبط بها، وتم خداع العالم من خلاله. وعندما سألته: هل الالتجاء إلى المدركات العليا يضفي الشعور بالتفوق والتفرد؟ قال: (بالعكس.. هو هنا لا يريد أن ينفرد أو يتفرد. هو إحساس بالباطل وإحساس بالحق. فى اللحظة التى تشعرين فيها أن كل غرورك باطل، وأن المسائل الدنيوية ليست سوى خداع للنفس وخداع للآخرين. هنا تخلعين الباطل وترتدين الحق، وهو ما أسميه بالمدركات العالية باعتبارها الحقيقة التى لا حقيقة سواها).
تاريخ مشرف لمجلة المصور مرتبط برسالة مفعمة بالنضال والكفاح والإنجاز، وهي حتى اليوم تعد المجلة الحريصة على مبدأ الوطنية والتنوير، ولهذا توجت بوصفها ملتقى للمثقفين العرب