رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

عشت عشرين عاما من المائة


27-2-2025 | 07:58

عشت عشرين عاما من المائة

طباعة
بقلم: إيمان النجار

أسابيع قليلة ويمضى عشرون عامًا على التحاقى بمجلة المصور فور تخرجى في كلية الإعلام عام 2005، فإذا كنا نحتفل فى مؤسستنا العريقة دار الهلال بمرور مائة عام على صدور مجلة المصور، فمن دواعى سعادتى أن أفخر بأننى عشت عشرين عاما من المائة.

 

«المصور» كانت بالنسبة لى حلمًا يراودنى أثناء دراستى بالكلية، اطلعت عليها بمكتبة كلية الإعلام وزاد عشقى لها عندما اطلعت عليها بدار الكتب والوثائق المصرية عندما كنا نرتادها لإجراء أبحاث، فتصفح أعداد مجلة المصور كان كفيلا لانبهارى بما يقدم بها من موضوعات، وخلق تساؤلات كثيرة حول من أين يأتون بهذه الأفكار وكيف يقابلون هذه الشخصيات؟

ظل الحلم بداخلى، ولم أتخيل وقتها أنه سيتحقق، حتى جاءت الفرصة وفور التخرج، وخلال زيارتنا للكلية علمنا بأن عددا من الجرائد والمجلات يطلب عددا من خريجى الكلية للتدريب والعمل بها، لضخ دماء جديدة بها، خاصة بعد تغييرات صحفية حدثت فى الصحف القومية فى ذلك الوقت، سجلت اسمى مع زميلاتى لدى الدكتورة ليلى عبدالمجيد عميدة كلية الإعلام فى ذلك الوقت، وكانت المصور الخيار الأول، وكانت الفرصة التى منحتها لنا الدكتورة ليلىبمثابة بوابة الدخول لبلاط صحابة الجلالة، واكتملت الفرصة بطلب الكاتب الصحفى عبد القادر شهيب رئيس تحرير مجلة المصور فى ذلك الوقت مجموعة من خريجى الكلية.

 

فى «مكتب الشباب»،الكائن بنهاية طرقة مجلة المصور كانت البداية،ظل بمثابة خلية نحل لسنوات طويلة، يفعم بالحيوية والنشاط،البعض كان يراه أمرا غريبا وغير معتاد أن يأتى حديثو التخرج مباشرة على مجلة بحجم المصور، ولكنها تجربة خاضها وآمن بها أستاذنا الكاتب الصحفى عبد القادر شهيب، حرص خلالها على تربية جيل شاب من الصحفيين، سعى أن يخرج أفضل ما فينا، بداية من طريقة انتقاء الأفكار، والتنفيذ والكتابة، لا أنسى مرات متكررة جاء لمكتب الشباب أو استدعانى للذهاب لمكتبه وطلب إعادة كتابة موضوع أو دعمه بمصادر متخصصة حتى يخرج الموضوع بصورة مهنية جيدة، أذكر أنه بعد تسليم موضوع صحفى مع صديقتى دعاء عبدالرحمن عن قرى الهجرة غير الشرعية بمحافظتى الدقهلية والغربية طلب العودة مرة أخرى فقط لإعادة التصوير واختيار لقطات أكثر تعبيرا عن الموضوع، ومن هنا كان التعلم، ولعل هذا هو نهج المصور الذى حافظت عليه حتى الآن، سواء فيما يتعلق بمهنية العرض والتناول، أو فى تبنى قضايا مهمة، وظل الوطن والقضايا الوطنية شغلها الشاغل حتى وقتنا هذا.

 

عشرون عاما هى نصف عمرى الآن قضيتها بالمصور، عاصرت خلالها ستة رؤساء تحرير من الكتاب الصحفيين،الكاتب الصحفى عبدالقادر شهيب، الكاتب الصحفى حمدى رزق، الكاتب الصحفى عزت بدوى، رحمه الله، الكاتب الصحفى غالى محمد، الكاتب الصحفى أحمد أيوب، الكاتب الصحفى عبد اللطيف حامد، لم يتغير نهج المصور، فكأنها ثوابت وضعها عمالقة الكتاب والصحفيين وتوارثتها الأجيال جيلا بعد جيل، ولعل هذا سر صمود المصور لمائة عام.

 

كوكبة من الأساتذة كنت أقرأ أسماءهم بالمجلة وجدتنى بينهم، ولكل منهم أثر وموقف خاص به أحتفظ به فى ذاكرتي، فلا أنسى أول موضوع صحفى نشر باسمى بمشاركة رفيقة رحلتى بسمة أبو العزم بإشراف وتوجيه أستاذنا الكاتب الصحفى سليمان عبد العظيم، وكانت كتابة اسمى بين هذه الكوكبة سعادة أخرى، فى طرقات المصور كان صوت الكاتب الصحفى عادل سعد مجلجلا وما يصحبه من نشر البهجة ومن غيره يعلمنا أصول التحقيق الصحفى والتركيز فى الوجوه وأنسنة الموضوع، أما الأستاذ حمدى رزق فكانت التفاصيل شغله الشاغل، فالموضوع ليس بالكم، ولكن قصة صغيرة قد تكون أبلغ فى توصيل الرسالة، وبدأ بتسكين كل منا فى التخصص الذى يريده،أما الأستاذ غالى محمد فتعاملت معه بمنطق الأخ الأكبر وليس الرئيس فى العمل منذ بدأت العمل معه ولعل التحليل والربط وما وراء الخبر فى مقدمة مهامه، الأستاذ الراحل عزت بدوى رحمه الله كان نعم الداعم والناصح فى بداية الرحلة، ولا أنسى تجربتى مع الأستاذة إيمان رسلان فى إصدار ملاحق متخصصة أعتز بها، أما الأستاذ أحمد أيوب فكان التوجيه سمة أساسية فى تعامله، هو يقدر المهنية، فكثيرا ما كان يقول «أنت عارفة شغلك وفاهمة ملفك، اشتغلى وتوكلى على الله».

 

الآن يتولى رئاسة تحرير المجلة أحد أعمدة «مكتب الشباب» الأستاذ عبد اللطيف حامد،ليكمل مسيرة عمالقة وأساتذة الصحافة ساعيا لخلق فرص جديدة لكى تواكب المصور التطور التكنولوجى والصحافة الرقمية، ولا أنسى كونه من أوائل المشجعين لى والداعمين لى فى بداية رحلتى حتى إنه شجعنى على استمرار العمل بتغطية الملف الصحي، وننتظر منه مزيدا من التقدم بمجلة المصور.

 

أن تحين لى الفرصة أن أتقدم بالشكر والامتنان للدكتورة ليلى عبد المجيد، عميدة كلية الإعلام الأسبق،وجها لوجه وأمام الحضور، هذه سعادة أخرى، حدث ذلك خلال احتفالية أقامتها مؤخرا كلية الإعلام بمناسبة مرور مائة عام على مجلة المصور، فكم كنت فخورة وأنا أستمع لأحاديث أساتذة الإعلام وداخل قلعة الإعلام بمصر عن مجلة المصور وتاريخها العريق، وزاد من سعادتى أن أتسلم درع التكريم نيابة عن أستاذى الكاتب الصحفى عبد القادر شهيب.

 

اليوم..ونحن نحتفل بمئوية المصور فهذا حدث لو تعلمون عظيم..أشكر كل من كان سببا فى وجودى بهذا الكيان الضخم، أشكر والدى على دعمه لى وتشجيعه الدائم بداية من إصرار التحاقى بالكلية التى أرغب فيها وقلقى من عبئها المادي، وأدعو بالرحمة لوالدتى التى تحملت مشقة بعدى عنها طوال سنوات الدراسة والعمل فلعلها أيام معدودة التى قضيتها فى حضنها، وأشكر أسرتى الصغيرة زوجى الكاتب الصحفى محمود عبدالدايم وأولادى فهم جزء لا يتجزأ من استكمال رحلتى فى المصور.