رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

أعوام العشق


28-2-2025 | 18:05

مجلة المصور

طباعة
بقلم: سناء الطاهر ـ بقلم محمد أبو العلا

«المصور» ليست مجرد مجلة أعمل بها، بل هى بيتى الثانى الذى أحمل همه دائمًا، وأعيش تفاصيله بكل حب وشغف. أشعر بالفخر كلما سمعت الآخرين يتحدثون عنه بإعجاب، وأدرك أكثر قيمته عندما أرى أثره فى حياة منْ حولي.

لكن لحظة الفخر الحقيقية كانت عندما رأت أمى اسم ابنتها بين صفحات مجلتها المفضلة منذ صغرها، تلك المجلة التى كانت تحتفظ بأعدادها وتقرؤها بشغف. كان ذلك بالنسبة لى تتويجًا لمسيرتي، وشعرت حينها أن انتمائى لـ«المصور» ليس مجرد عمل، بل هو امتداد لحب بدأ منذ سنوات طويلة فى بيتنا.

 

كل يوم أخطو فيه داخل مبنى دار الهلال، يزداد فخرى بأننى ابنة هذا الصرح العريق، الذى صنع تاريخ الصحافة العربية وحمل مشاعل التنوير والفكر لعقود طويلة. وأكثر ما يزيد اعتزازى أننى ابنة جميلتى «المصور»، تلك المجلة التى لم تكن مجرد صفحات ورقية، بل كانت شاهدًا على التاريخ، ومرآة للوطن، وذاكرة أمة لا تتوقف عن التجدد.

 

واليوم، وأنا أحتفل بعيدها المئوي، يزداد فخرى بأننى لم أكن فقط قارئة شغوفة بين صفحاتها، بل كنت جزءًا من فريق العمل الذى صنع هذا العدد التاريخي. سبعة عشر عامًا أمضيتها بين أروقة المصور، أتعلم، أكتب، وأساهم فى رسم ملامح أعدادها، لكن المشاركة فى العدد المئوى كانت لحظة استثنائية، وكأننى أضع بصمة فى سجل تاريخها الحافل، وأشارك فى تخليد قرن كامل من العطاء والتأثير.

 

لم يكن هذا العدد مجرد احتفال، بل شهادة على أن «المصور»، كما كانت دائمًا، وستبقى ذاكرة الوطن الحية، تكتب للأجيال القادمة كما كتبت لمن سبق. أتمنى لها التواجد الدائم، والتألق المستمر، وأتشرف بأننى جزء من رحلتها، وأحد أبناء دار الهلال الذين يحملون شعلتها بفخر وعزيمة.

.......

 

أرشيف الأمة

بقلم محمد أبو العلا 

 

أتمت (المصور) مئويتها، كانت فيها المجلة صوتًا حرًا لشعب أبي، منبرًا صريحًا لدولة عظيمة، عبر عصور مختلفة وعقود ماضية، مليئة بلحظات العزة والمجد، والعطاء الصحفي، لتكتب قصة نجاح استثنائية لمجلة استطاعت أن تحافظ على هويتها رغم تقلبات الزمن العابرة..

 

اليوم، ونحن نحتفل بهذه المناسبة، نؤكد أن «المصور» لم تكن مجرد مجلة، بل كانت ولا تزال ذاكرة وطن، نافذة تفتحها الأجيال الصاعدة، على ماضٍ حافل بالأحداث التاريخية الفارقة، مليئًا كذلك بالتحديات والطموحات، حاملة على عاتقها مسؤولية التوثيق والتحليل، ونقل الأحداث بحرفية ومصداقية..

 

ففى عام عصيب - 1924م، أطلقت «المصور» أول أعدادها، لتكون «شاهد عيان» على أهم التحولات السياسية والاجتماعية والثقافية فى مصر والمنطقة العربية.. ومنذ الوهلة الأولى، نجحت المجلة فى جذب اهتمام القرّاء بأسلوبها المميز، الذى مزج بين الصورة والمحتوى الصحفي، مما أعطاها طابعًا مختلفًا عن بقية المطبوعات فى ذلك الوقت..

 

وعلى مدار قرن من الزمان، وثّقت «المصور» تاريخ مصر، ثوراته وحروبه ونزاعاته فى قطر مشحون بالتوترات الجيوسياسية.. فقدّمت إصدار دار الهلال، تغطيات استثنائية للتحولات الكبرى بالمنطقة، وأثرت صفحاتها بتصريحات الزعماء السياسيين، وأقطاب الحركات الوطنية، وكل الإنجازات الثقافية والرياضية، والتطورات الاقتصادية فى العصر الحديث..

 

لم يكن مشوارنا خاليًا من التحديات، فقد واجهت المجلة أزمات اقتصادية وسياسية لا حصر لها، لكنها نجحت فى الحفاظ على مكانتها، بفضل مرونتها وقدرتها على التكيف مع المتغيرات، ولعل آخرها، ظهور الصحافة الرقمية، وهو ما عملت عليه «المصور»، لاقتحام مرحلة جديدة، لتطلق منصاتها الإلكترونية، لمواكبة التطور التكنولوجى وعصر الرقمنة، دون أن تتخلى عن هويتها، ومطبوعتها الورقية العريقة..

 

ومع بدء القرن الثانى لها، تواصل «المصور» دورها المتميز فى تقديم محتوى تحليلى معمّق، معتمدةً على تاريخها الثري، مدعومًا بأساليبها الحديثة فى التغطية الصحفية، حتى أصبحت المجلة، نموذجًا مثاليًا فى الصحافة الاستقصائية، ومرجعًا للباحثين والمهتمين بتاريخ مصر ومنطقة الشرق الأوسط..

 

هنا.. وبكلمات قليلة بسيطة، أود أن أبعث برسالة شخصية خاصة، لهذه المجلة التاريخية العريقة، التى تشرفت أن أكون جزءًا من تاريخها - ولو نقطة فى بحر هذا الأرشيف الصحفى الضخم.. (منذ أكثر من 12 عامًا أمارس دورى المهنى بها، ومازلت يومًا بعد يوم، يدور فى مخليتى عجب العجاب بشأن التصميم الهندسى الفريد لهذه المؤسسة، مداخلها الواسعة، البهو الداخلى العريق، جنبات الدور المخصص لمجلة المصور.. وهنا أجد نفسى أتخيل أن كل عظماء الصحافة المصرية والعربية، كانوا يمرون من هنا، يجلسون هناك فى الأركان العتيقة).. عاشت مجلتى العزيزة ورموزها، وسنظل كما كنا دومًا «أرشيف الأمة التاريخي».