رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

فى أسطورة الأشياء؟!


1-3-2025 | 12:52

فى أسطورة الأشياء؟

طباعة
بقلم: سحر رشيد

أحلام غائرة بأشياء تائهة.. باحثون حتى نرقد للخلاص.. تمرد وعنفوان.. نراوغ فى الكلام والصمت لعلو الأمر.. أشياء من الرحمة والعافية والسكون.. الفرح قبلتنا والأشياء بوصلتنا.. من وضوح الأشياء نجاهد غموضا ويعبث بنا عسر الأمر.. فى لياقة وحيوية نجول علّ الأمل يبقى فى تحول يحاكى ما نحلم بأشياء.. نسعى بأسباب نجهلها.. فى خطأ وندم وتصويب.. أشياء مقدرة فى رحلة الشتات.. أشياء ليأس واستسلام وابتلاء لقوة وإن خارت.. اندثار وضياع.. تأخذنا اللهفة فى مشوار الألف خطوة.. من شىء نخاف وعن شىء نتراجع.. وبشىء نكون أو لا نكون.. وربما كنا شيئا لم يكن؟!.

دون قيمة قتلتنا الأشياء عبثا وقتلنا بحث الأشياء؟!.. أشياء تخترقنا ونخترقها فننكسر فى متاهات قائمة لا تبقى ولا تذر.. نحلق.. نسامر.. نردد أين وأين؟!.. نتألم.. نعانق.. نهزم.. نسقط؟!.. فى غفلة أو سلب فى معارك رغم قسم المقاتل الجسور.. نناضل بأشياء رغم المحال؟!.. لطليق من حبس.. لمطر ورطب وعشق وجمال.. من أشياء تدور بأسماء عسى أن تأتى بالشىء الجميل؟!.

 

هى النفس التى تبغى الحياة بأفضل الحالات.. برموز تليق بمستوى الخيالات.. تؤكد ذاتها وحضورها.. تجوب الطرق.. تحاكى رغباتها وأحلامها فى امتزاج مع أشياء وحاجات.. فى مكاشفات وربما اعتمالات الباطن فى موضوعية أو انحياز.. فالكل يسعى للاستحواذ والتمكين.. فى إرهاق يبغى العيش دون زهد أو حكمة.. بجنون يخرج أناته رغم قيد الحرية فى الدخول والخروج.

 

نواقص تحركنا للإشباع.. فراغات تدفعنا للامتلاء.. من أى شىء وفى حاجة لكل شىء.. يقتلنا البحث إذا ما التهم جلّ تفكيرنا عن أشياء.. يدفعنا لغيبوبة الهذيان باحثين عن فتحة الحياة.. فلا حياة دون ما نبحث؟!.. فى حكايات وقصص لكلّ لا يملك خارطة طريق.. فى حروب ننتصر على انتكاساتنا بالرضا والقبول.. قلق وكبوات.. نمر ونرقص ونتراقص ونهتز.. ننام على حلم ونصحو على آخر.. ننسى ونعاود بين واقع وحلم ووهم وكذب.. نزور الواقع ونهجره فى طريق ضيق دائما يضن علينا.. فنذهب للسؤال عما نبحث عنه هنا وهناك؟!.. باجابة غير موجود؟!.. ونواصل بأين وأين؟!.. ورغم اليأس نعاود الفخ فى بزوغ بعض من ملامحه؟!.. يخلق فينا أمل البحث مراوغة احتمالاته بين الوجود والعدم فنحيا بين الوصول واللامبالاة.

 

بثقل وألم وشك محاولين أن نسترق النظر لنلوذ ببعص ما نهفو إليه.. ننتظر وننتظر ولا ننسى ما نبحث عنه بلسان حال متى نعود سعداء من تلك الرحلة؟!.. متى نجد أشياء جميلة؟!.. متى نعود أحيانا دونما مشاركة أحد؟! .. فالشراكة تعنى الخسارة فى غالب الأحيان؟!.. فنخشى الخسارة وتملؤنا قلة الثقة والأمان.

 

لكلٍّ أشياؤه الخاصة إذا ما افتقدها افتقد ركائزه.. ولا نتوقع أهمية متساوية.. فقد تكون بسيطة تحتوينا أكثر من غيرها.. وقد تطغى علينا وعلى حياتنا بفقدانها.. كل يركض خلف ما يحب بمرآة عمياء.. ربما خلف نفسه وربما ليجد نفسه بالبحث عن أشيائه التائهة.. ولا نعلم ربما كانت أنفسنا هى التائهة؟!.. فالغريب أننا قد نبحث عن موجودات بالفعل، لكننا لا نلتفت لها أو قد ننتظر أن نفتح لها الباب لتمر؟!.

 

فهى الفكرة والحلم والماضى والمستقبل والحاضر والنجاح حتى الرغبة والشهوة والخوف.. محاولين التشبث بها بالصمت والكلام والوحدة والزيف.. هى الاحتياج مهما كان حتى التافهة منها.. ما تكشف حجب أنفسنا.. ربما كانت أشياء تكشف بأشياء.. وقد تكون بين أيدينا يدفعنا الفشل لاكتشافها والتمسك بها.

 

خوف يحركنا ويدفعنا للتشبث بحواف الأشياء.. ربما نعلم ما نخشاه فنتمنى من الزمن ألا يأتى؟!.. وربما نحيا الغموض دون تحديد أىّ من مواجع قادمة؟!.. فنخشى هذه ونرفض التنازل عن تلك.. أشياء تماطلنا رغم أنها تسكن قلوبنا نرفض أن نهيل عليها التراب.. فى وقت تفرض علينا أشياء بعينها علينا أن نحياها رغم القسوة.. كل يؤثر فينا.. يأخذ منا ويضيف إلينا ونصير غير ما كنا عليه؟!.. ربما فى أشكال تصيبنا الدهشة؟!.. وقد ننتبه فى لحظات الصدمة لنعلم ماذا فعلت؟!

 

وفى لحظة فارقة نكتشف أن ما انفلت منا هو الزمن.. الوقت.. ساعات وأيام وشهور وسنين.. عمر يتناقص معه كل شىء.. ذلك الهلامى الذى لا يمكن أن تناله أو تلحق به.. هو الضائع دون أن ندرى وهو ما يجعلنا نلهث وراء كل الأشياء.. ربما صارت مفقودات.. تطحننا نظرتنا للحياة فنصير فى انكماش حتى التلاشى.. فراغ معه لا يعود شىء لمكانه.. أشياء تغادرنا وأخرى عالقون بها.. خاوية أيدينا من كل شىء؟!.

 

أشياء تطمئننا وأخرى تعيد لنا ضياء.. تمنحنا الجمال.. وأخرى تفرض علينا قبحا.. فنصير كيانات تترنح قبحا وجمالا.. نلتقى ونتباعد ونتقاذف ونتنافر فى مسيرة الأشياء.. تنال منا فنصير الضعفاء.. أو تأتى إلينا تختبر قوتنا.. تسرق منا السعادة وتخطف منا راحة البال فنتوق لتمنحنا الحياة.

 

ركض وقبوع لتفوز الأعين وتلذ الأنفس بالتقاط قائمة فوز.. نحيا اللاشىء والشىء فوق منصة الحياة.. كل حائر.. وحيد.. حزين.. يقاوم ولا يدرى.. تحتويه العقدة وتفقده السيطرة فى محاولات بائسة لفك تلك الشفرة.. أزمة بنى البشر فى معاناة الغموض.. نتواجه ونهرب ونندم ونعدم.. ونثمن الأشياء بغير قيمتها ونفقد الغالى والثمين دون أن ندرى؟!.. نتراجع فى صفقات ونتقارب فى حكايات مؤلمة.. لا ندرك قيمتها إلا بعد فوات الأوان.. نتبعثر ونتوه ونتشبث.. تدفعنا الأشياء لهذيان وتمدد وسكون وخضوع من فرط تركيزنا على أشياء بعينها فى دروب نسلكها.. نظن أننا فى دروب النجاح.. ربما كنا وربما جاءت الأشياء بالهزيمة.. حسرات وخيبات.. أو مكاسب تنقذ أرواحنا.. ربما صارت بغير ذات قيمة أو صارت هى كل القيمة.. أشياء خادعة تمنح الشغف والوهم والزيف فى أحلام دون التوجس والتوقع للوصول.. فى صدمة حقيقتها تقذفنا بعيدا.. نتألم ونتعذب ونتحسس أنفسنا ماذا حل بنا؟!.. لا شىء يبدو واضحا؟!.. لا شىء يمنحنا سلامة الطريق والحركة فى الاتجاه الصحيح؟!.. فقد نحيا من أجل أشياء ثم ما نلبث أن نكتشف بلاهتها.. نقبل ونتراجع عن شىء خوفا من شىء؟!.

 

نتعلق وننصهر فى أشياء تخلق بنا الرؤى والأفكار والأحاسيس والمعتقدات وربما العكس؟!.. باحثون صارخون بأحلام مستحيلة.. قد يأخذنا الوهم وقد نكون من الوعى أن ندرك أن ليست كل الأشياء مدركة.. وقد نكتفى بقدر من البحث المضنى الذى قد لا يكون له معنى بمزيد من الألم فى بحور المعاناة.. باستسلام ورفع للراية البيضاء نردد أيتها الحياة نتوسل رضاكِ وقبولنا فى عالم ولو بأقل الخسائر.. أعيانا التنافس وأهلكنا السعى وعبودية الأشياء.. طمع واستحواذ من لهف إلى أسطورة التعلق بتلابيب زيف الوصول.. تحفيز وتلويح لأمور فصلت وحسمت.. حتى ما نهلنا منه لم يعد يرضينا؟!.. بالغنا ودفعنا بريقك دون أن نرى سلطانك ولا حد اغداقك؟!.. كم ظننا أن الانتقال سهل بين الأشياء وما نلبث أن نكتشف أن الإرادة مرة؟!.. فصرنا فى شقاء النهم نحلم بالكمال دون النضوب فى طريق الغموض.. ونسينا أن الطلب مرهون بقدر معلوم والساعى فقط عليه السير بقرع الأبواب حتى الموصدة.. ربما عاد خائبا بقفز بين السنين؟!.. ربما ملكنا السبب وربما اكتفينا بالبديل أو غير المهم؟!.

 

للأشياء نغزل القصائد ونحرق صبرنا لنبلغ الوصول.. بالحيل نتلاعب وبالاختيار والإجبار يكون القرار.. ندور باتجاهات هنا وهناك تواعدنا الأقدار وتعاندنا.. سلام يا زمان ومن كان بأشياء كبشا للزمان.. نتوسل السلام والأمان ونردد الأوهام.. بعزاء ودون عزاء فى زمن التوجع والأنين.. ننوى ونستعين ونجتهد وبالحيل نعتصم.. فى استدلال بجدية الوجهة.. بالعزم القويم.. قتلنا وقتلتنا الأشياء بحثا؟!.. فصل وتنصل بأشياء.. حالة فوضوية تغرقنا وتبعثرنا.. محاربين للعيش بالقوة والاستمرار.. بشعور ألـم تأخذ منا الدنيا الأشياء.. صغيرة.. كبيرة تاركـة غصـة فى القلب.

 

من هاجس الوجود أو اللاوجود.. فى تشكيلات الروح والوجدان.. فى مفارقات وتناقضات. نحيا الشىء ونقيضه ما يتوافق مع غموض النفس البشرية.. دوافع خفية تدفعنا لجوهر الأشياء.. بانحياز لما نحمله من عواطف وأحاسيس ومشاعر.. فالعاطفة هى الدافع والمحرك وهى المحدثة الخطوة الفارقة فى نظرة الإنسان وما يترتب عليها من مفاهيم.. نوظف الغايات المقنعة لما نصبو إليه.. مختلفون فى كل شىء ونحو أى شىء، فتختلف التبريرات والتفسيرات سواء على مستوى الفرد أو المجتمع وما يتبعها من سلوكيات مضطربة أو سوية.. وقد تتطور علاقة الإنسان بالأشياء لصور من الارتقاء أو تنحط مدفوعة بقانون الغابة.. كل المستويات موجودة دون صور ثابتة بتفسيرات تخضع لديناميكية الزمان والمكان وما يحتويه من أشياء لا يمكن اختزالها.. وما نحمل من دوافع ونزعات نخوض حروبا لا نهائية فى سبيلها.. تحركها أشياء نحو أشياء رغم كثرة وعمومية المسميات.. تتداخل الانفعالات والماديات ضمن منظومة وثيقة الصلة بين الدافع والهدف والفكرة والغريزة والخروح من الذات لذوات غيرها.. فالأشياء تمثل الحاجات الإنسانية لتسير الحياة سواء حققت الرفاهية أو تسببت فى الجهل والفقر والانحطاط.

 

بالبحث نجول وبالهدف نشقى وبالعناد نواصل وبالشكوى نمضى.. فى رءوسنا ألف سؤال وفى نفوسنا الحيرة والخوف من سوء المآل؟!.

 

ورغم أن الدنيا فى انقضاء والتداول سمة الأيام نكرر على أنفسنا أن الأمل يجعلنا فى انتظار.. نعلق ونتعلق فى كل أمر بأشياء غالبا نجهلها.. وسط ألاعيب وصيد ومكر بالكاد نمر باحثين عن مرفأ أمان.. بعقول لا تقتنع سوى بما ترجوه بقلوب حطمها سوء الرجاء وعصيان التحقق.. قصة ورحلة ومن عساه أن يغير قدرا.. فى مجرى الأحاديث نلهو كأننا لم نمر فى أشياء الكلام والعتاب والهجر والحب.. هو نحن؟!.. عبث نظن أننا نستدرك الحياة فى صمت وضجيج.. لكنها الصماء البكماء التى لا تعطى أذنها ولا عينها لأحد.. ليتها كانت تسمع حوارنا وترى ما فعلته بنا.. لكنها تقول انسَ فالنسيان هو الدواء والحزن مآله الفناء.. فلمَ تعذب نفسك بالتذكير والتوجيه؟!.. تزداد ضياعا فى اعتراك الخصومة.. وتطالبنى بلحن القول والفعل الجميل؟!.. تنافس فى حروب بسلاحات الغدر وتطلب الأمان والسلام.. كيف لروحك أن تحظى بجميل المآل؟!.. فى جنون الحمق حيا؟!.. فلا يد تمد لمن كان فى طيش المسير.. تأسف وكرر الأسف علك تلمس الحياة.. فى خطوات الواثق لتعاطٍ براحة البال فى معادلة الحياة.

 

كل شىء لا شىء وأى شىء.. حتما ستمر الحياة بغيرك دون غيرك فما كانت يوما لأحد.. عدّ أشياءك إن ظننت أن لك أشياء.. تنازل عنها إن ظننت أنك ملكتها.. قدمها إن ظننت أنك لامستها.. هى رغباتك التى عبثت بخيالك.. دون الوصول فهل كنت الزاهد من غير الوصول.. بالعدول عن مكاسب صعبة المنال.. كل شىء صار أمسا حتى اليوم وغدا أمس دون المنال.. أما تزال تنتظر أشياء؟!.