لم يتردد دونالد ترامب منذ رجوعه للساحة السياسية فى اتخاذ مواقف حادة تجاه خصومه وحلفائه على حد سواء، حيث تسببت تهديداته الأمنية والعسكرية لمنطقة الشرق الأوسط فى اضطرابات فى أسواق المال المصرية الخليجية كما أن تهديداته بالتصعيد التجارى مع الصين أثارت قلق الأسواق العالمية، بينما وجهت انتقادات واسعة لدعواته المتكررة لإعادة النظر فى اتفاقيات التجارة الحرة مع كندا وكولومبيا.
وتحسبا لهذه التهديدات فقد قامت شركات الاستشارات والمكاتب القانونية والبنوك الاستثمارية بوضع خطط دقيقة لمراقبة الأوامر واستخلاص النقاط الهامة للعملاء كمحاولة لوجود حلول لمواجهة أثار هذه التهديدات ومحاوله لمنع أزمات الاقتصاد والتجارة العالمية.
ومن المؤكد أن القرارات المتهورة التى يتخذها الرئيس الأميركى فيما يتعلق بقطاع غزة وتهجير الفلسطينيين تؤثر بشكل كبير على منطقة الشرق الأوسط، تلك القرارات انعكست سلبا على أداء البورصة المصرية لتتحرك فى نطاق منخفض ليلامس منطقة 29 ألف بالمؤشر الرئيسى وسط عدم اليقين الذى سيطر على المستثمرين فى البورصة المصرية فى حين استطاع المؤشر تحسين أدائه ليتحرك بشكل عرضى بين الصعود والهبوط حول 30 ألف نقطة للمؤشر الرئيسى.
كما أن سعر الصرف فى مصر تأثر بشكل طفيف حيث شهد تحركات بقيمة تتراوح بين 20 و25 قرشاً صعودا فى سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصرى.
كما أن هناك ترقبا لتحركات البنك المركزى المصرى بشأن سعر الفائدة فى ضوء بيانات التضخم.
و لم يتجاهل الذهب هذه الأحداث فقد شهدت أسعار الذهب محليا تقلبات ملحوظة وسط تأثر السوق المحلية بتطورات متسارعة فى البورصات العالمية ما أثار حالة من عدم الاستقرار لدى المستثمرين.
فى نفس الوقت تراجعت معظم البورصات فى منطقة الخليج بعد أن أثارت الرسوم الجمركية التى فرضها ترامب على كندا والمكسيك والصين مخاوف من تصاعد حرب تجارية قد تؤثر على النمو الاقتصادى العالمى وسط مخاوف من أنها قد تعوق النمو وترفع التضخم مجددا.
و من كل ما سبق نستنج أن اقتصاد بلدان العالم هو عبارة عن شبكة مترابطة تؤثر وتتأثر ببعضها ، و علينا توقع تغييرات كبيرة فى خريطة الاقتصاد و التجارة العالمية.