رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

علاء محجوب يكتب: صلاح ومرموش.. «أيقونة» البريميرليج


3-3-2025 | 17:24

صورة أرشيفية

طباعة

بكل المقاييس الموضوعية، يرى المشجعون المصريون فى محمد صلاح وعمر مرموش نموذجين مشرّفين للكرة المصرية على الساحة الدولية، ولا شكّ أن وجود صلاح ومرموش فى أكبر ناديين فى إنجلترا، يمثل فرصة تاريخية للكرة المصرية، فقد سلطت هذه المنافسة الضوء على موهبة اللاعبين المصريين، وقد تشجع المزيد من الأندية الأوروبية على التعاقد معهم، لا سيما أن نجاحات صلاح المستمرة مع ليفربول، وتألق مرموش مع مانشستر سيتى، تعزّز من طموحات الجماهير فى رؤية مزيد من اللاعبين المصريين يحترفون فى أكبر الأندية الأوروبية.

 

والمؤكد أن الجماهير المصرية أصبحت أمام فصل جديد ومثير فى تاريخ الكرة المصرية، فصل يحمل فى طياته الكثير من الطموح والتحديات والإثارة، وتأمل الجماهير أن يستمر هذا التألق، وأن ينعكس إيجابيًا على أداء المنتخب الوطنى فى المحافل الدولية، كما يأملون أن تكون تجربة صلاح ومرموش مصدر إلهام للجيل الصاعد من اللاعبين، للتأكيد أن الاحتراف الخارجى يتطلب مهارات فنية عالية، مدعومة بعقلية قوية قادرة على مواجهة التحديات والإثارة.

 

وقد يعتقد البعض أن ما ينجزه محمد صلاح ومرموش فى الدورى الإنجليزى هو مجرد إنجاز فى كرة القدم، وهذا تصور قاصر، لأنهما أصبحا بمثابة القدوة للشباب المصرى، فمجرد الوصول إلى أعتاب الدورى الإنجليزى الممتاز ليس متاحًا لأى لاعب بالعالم، وإنما للصفوة من اللاعبين، بما يؤكد أن هناك لاعبين مصريين قادرين على الوصول إلى مصاف النجوم العالميين، مهما كانت التحديات والعقبات.

 

كما أكد صلاح ومرموش لشباب مصر أن وطنهم الغالى ما زال قادرا على إنجاب العظماء والمتميزين، لا سيما مع تألقهما المستمر والفريد.

 

ومن الناحية الاستثمارية والاقتصادية وبعدما أصبح نشاط كرة القدم فرعا أصيلا ومعتمدا فى اقتصاد الدول، وضع صلاح ومرموش أقدام لاعبى كرة القدم المصريين على طريق جلب العملات الصعبة للاقتصاد الوطنى، مقارنة بما تم إنفاقه من أنديتنا المحلية على شراء اللاعبين قبل إغلاق الميركاتو الشتوى، كما أن الاهتمام الإعلامى الكبير باللاعبين المصريين فى أوروبا يمكن أن يعزز من فرص الاستثمار والرعاية فى الدورى المصري، حيث تسعى الشركات العالمية للارتباط بنجوم كرة القدم البارزين، ولذا يجب على اتحاد الكرة البدء فى مرحلة جديدة لكرة القدم المصرية، لأن وجود صلاح ومرموش فى أكبر محفل دولى كروى يمكن أن يكون بمثابة نقطة تحول فى كرة القدم المصرية إذا تم استثمارها بالشكل الصحيح، ويمكن للاتحاد المصرى لكرة القدم والأندية المحلية أن يعملوا على توفير بيئة أكثر احترافية تساعد فى تصدير المزيد من اللاعبين المصريين إلى الدوريات الكبرى، عبر برامج تدريبية متطورة، وزيادة عدد المدربين المؤهلين، وتحسين الإدارة الرياضية، كلها عوامل يمكن أن تكون بمثابة بداية لعهد جديد فى الكرة المصرية، ولا شك أن وجود لاعبين مصريين فى أرقى الدوريات الأوروبية ليس مجرد نجاح فردى، فهو بمثابة تجربة يمكن أن تلهم الأندية المصرية لتبنى أساليب احترافية أكثر تطورًا، تبدأ من تطوير أكاديميات الناشئين إلى تحسين بيئة العمل داخل الفرق.

 

لقد أصبح صلاح ومرموش مثالين للاعبينا الناشئين والصاعدين، خاصة عندما يرون مدى انضباطهما داخل الملعب، والتزامهما بتعليمات المدرب وتوجيهاته، وتجنّب الأخطاء الشائعة، وهو الأمر الذى سيمتد حتمًا إلى المدرسة والمنزل، فاللاعبون المصريون الشباب أصبحوا يشعرون بأن الطريق إلى العالمية لم يعد مستحيلًا، بما يعزز من طموحاتهم فى الاحتراف مبكرًا، وهو ما سيعود بالنفع على المنتخب الوطنى مستقبلًا من خلال تشكيل جيل جديد من اللاعبين الذين يتمتعون بخبرات عالمية.

 

ولم يكن انتقال عمر إلى مانشستر سيتى مجرد صفقة انتقال عادية، بل هو حدث تاريخى بكل المقاييس، فللمرة الأولى فى تاريخ الكرة المصرية، بل والإفريقية، يوجد لاعبان مصريان فى صفوف أكبر ناديين فى إنجلترا، والمنافسين اللدودين على لقب الدورى الإنجليزى طيلة السنوات الماضية، وهذا الحدث الاستثنائى أشعل حماس الجماهير المصرية والعربية، متطلعين لمنافسة ثنائية شرسة، بصبغة مصرية خالصة، فقد سلطت هذه المنافسة الضوء على موهبة اللاعبين المصريين، وقد تشجع المزيد من الأندية الأوروبية على التعاقد معهم.

 

والطريف أنه فى لقاء جمع بين محمد صلاح وعمر مرموش خلال معسكر المنتخب المصري، شارك صلاح تجربته مع مرموش، مسلطًا الضوء على أهمية العقلية القوية، روى مرموش فى مقابلة سابقة أنه استيقظ مبكرًا لتناول الإفطار، ووجد صلاح الوحيد المستيقظ الوحيد فى ذلك الوقت، خلال حديثهما، نصح صلاح مرموش، قائلًا: «عشان توصل للتوب ليفيل لازم تكون قوى فى دماغك»، وهذه النصيحة لم تكن مجرد كلمات، بل كانت توجيهًا استراتيجيًا من لاعب حقق نجاحات باهرة فى أوروبا، أدرك صلاح أن المهارات الفنية وحدها لا تكفي، بل يجب تعزيزها بعقلية قوية قادرة على مواجهة التحديات والضغوط المستمرة فى الدوريات الكبرى.

 

استوعب مرموش نصيحة صلاح وبدأ يركز على تطوير قوته الذهنية، هذا التركيز على الجانب الذهنى ساهم فى تطور أداء مرموش، حيث قدم مستويات مميزة مع ناديه السابق فى الدورى الألماني، مما لفت أنظار الأندية الكبرى فى أوروبا، وفى يناير الماضى، انتقل مرموش إلى مانشستر سيتي، ليبدأ فصلًا جديدًا فى مسيرته الاحترافية.

 

وأكد صلاح، هداف الدورى الإنجليزى الممتاز وليفربول، على علاقته القوية بمرموش وآماله فى ازدهار المزيد من اللاعبين المصريين فى أوروبا.

 

وقال صلاح فى تصريحات لشبكة «سكاى سبورتس ألمانيا» قبل مباراة القمة عن مرموش: «إنه مثل شقيقى الصغير. أبلغته أننى متاح دائما إذا احتاج إلى أى شيء. كتبنا لبعضنا البعض عدة مرات، ونتحدث دائما عندما نكون معا فى المنتخب الوطني، وعلاقتنا جيدة، ونأمل أن نرى قريبا العديد من اللاعبين المصريين يلعبون فى البطولات الكبرى بأوروبا، ولدينا ثقافتنا والعديد من اللاعبين الموهوبين الذين يمكنهم اللعب فى أعلى المستويات، لكننا بحاجة فقط لتغيير عقلية بعض الأمور والتكيف مع الثقافة الأوروبية، لأنها مختلفة تماما عن ثقافتنا.

 

وفى الفترة الحالية، وفى مواجهة التحديات، يطمع صلاح فى مواصلة أرقامه المميزة مع ليفربول فى الموسم الحالي، حيث يتربع على قمة ترتيب هدافى الدورى الإنجليزى هذا الموسم، ويسعى نجم الريدز إلى مواصلة التألق والإجادة، ويسعى خلال المباريات القادمة لتحطيم رقم جايمى فاردى نجم ليستر سيتي، عندما تُوج بلقب الدورى الإنجليزى الممتاز «البريميرليج».

 

أما عمر مرموش، فقد قدّم أوراق اعتماده كأحد نجوم مانشستر سيتي، بعد تسجيله 3 أهداف (هاتريك) فى الفوز الكبير برباعية على ضيفه نيوكاسل، ليحتل المركز الرابع فى قائمة أسرع الثلاثيات فى تاريخ سيتى بالدورى الإنجليزي، ما بين تسجيل الهدفين الأول والثالث، كما أصبح مرموش ثالث لاعب إفريقى يسجّل ثلاثية فى الدورى خلال الموسم الحالي، بعد الإيفوارى أماد ديالو، لاعب مانشستر يونايتد، والبوركينى دانجو واتارا، لاعب بورنموث، وانضم مرموش لقائمة اللاعبين العرب الذين أحرزوا «هاتريك» طوال تاريخ المسابقة مع محمد صلاح، والجزائرى رياض محرز، نجم ليستر سيتى ومانشستر سيتى.