أكد الشيخ علاء أبو العزائم، رئيس الاتحاد العالمى للطرق الصوفية، وشيخ الطريقة العزمية، أن رمضان موسم للطاعات والصدقات وإطعام الطعام، وجميع مشايخ الطرق يقيمون موائد للرحمن لإفطار للصائمين، وقال فى حوار مع «المصور» إن شهر رمضان المبارك فرصة ذهبية للتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم، والتأسى بآل البيت، وأضاف أن الرئيس السيسى قالها بوضوح لن نسمح بتهجير الشعب الفلسطينى من أرضه فى غزة، ونحن فى الاتحاد العالمى للطرق الصوفية، بتعداد أكثر من عشرة ملايين صوفى ندعم الرئيس السيسى فى كل قراراته ومواقفه.
كيف تقضى شهر رمضان؟
تقريبا جميع مشايخ الطرق يقيمون موائد للرحمن لإفطار الصائمين، سواء داخل مساجد آل البيت، أو فى مساجدهم، وفى ساحة كل طريقة، وعن طريقتنا العزمية، نقوم بإفطار الصائمين فى مسجد الإمام الجد محمد ماضى أبى العزائم، ونعقد ليالى أهل البيت، بعد صلاتى العشاء والتراويح، وندعو لأكثر من إفطار جماعى فى مقر المشيخة، أول شارع مجلس الأمة فى حى السيدة زينب، كما أننا ندعو (الرابطة المصرية)، التى أسسناها من مسلمين ومسيحيين للإفطار الجماعى فى ضيافتنا، تأكيدا على وحدة المصريين دون أى تفرقة، علاوة على ما سبق ألبى دعوات أبناء الطريقة فى كل مدن ومحافظات مصر، وأسافر إلى حيث يوجدون من الإسكندرية لمطروح، ومن العريش إلى بلطيم والبرلس، ومن كفر الشيخ إلى المحلة وطنطا، نفطر مع المريدين، ونتناول سحورنا فى بيوت مريدين آخرين، ونعقد ندوات دعوية بعد صلاة العشاء والتراويح، أيضا أتبادل مع زملائى من مشايخ الطرق الصوفية الثمانين تلبية دعوات الإفطار والسحور بالتناوب، ومثل كل المصريين أيام رمضان مابين صيام، وقراءة قرآن، وإخراج صدقات، وأمسيات ليلية دعوية، وحضرات، فرمضان موسم للطاعات والصدقات وإطعام الطعام، وكلها صفات واجبة للمسلم العادى قبل أن تكون ضرورة للصوفى.
وكيف تتغير أخلاقنا للأفضل فى رمضان؟
شهر رمضان المبارك فرصة ذهبية للتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم، والتأسى بسادتنا آل البيت، وأطالب باتخاذ هؤلاء الأعلام من آل البيت قدوة لنا، وللنشء الصغير حتى نتغير للأفضل، لأنه وكما ذكر القرآن: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، ونحن بحاجة لقدوة صالحة ونافعة ومحبة للوطن، ولن نجد خيرا من النبى صلى الله عليه وسلم، ومن رموز آل بيت النبى صلى الله عليه وسلم، وكذلك التأسى بأعلام وأقطاب الصوفية مثل (الجيلاني، والرفاعي، والبدوي، والدسوقي، والشاذلي) وغيرهم من الأئمة، فقد كانوا قدوة صالحة للناس، وكانوا أبطالا فى الخلوات وفى الجهاد، وكذلك مشايخ التصوف المحدثين والمعاصرين، ممن ينتمون إلى آل البيت.
وكيف ترى حملات التبرع فى رمضان؟
إنها مظهر للتكافل الاجتماعى بين المصريين، لكننا ندعو لتوجيه الزكاة وجهة وطنية لخدمة التنمية، وحاليا الزكاة تذهب للأزهر والأوقاف والجمعيات الخيرية، و90 فى المائة منها يذهب للطعام والشراب خاصة فى رمضان، ولنا أن نتخيل لو خصصنا نسبة من هذا المبلغ للإنفاق على البحث العلمى، وإذا قلنا إنها تبلغ حاليا 40 مليار جنيه، وخصصنا جزءا منها للبحث العلمى لإيجاد حلول لمشاكلنا فى الغذاء والطاقة والمياه والمواصلات وكل مناحى الحياة لامتلاك غذائنا وسلاحنا ودوائنا، وسنصبح أمة قوية، ولو خصصنا جزءا منها للإنفاق على التعليم لحققنا تعليما جيدا، وقلنا أكثر من مرة إن التعليم والبحث العلمى هو قاطرة التقدم، والشعب الجاهل خطره مضاعف عن الشعب المتعلم، ولو وجهت الأموال التى ننفقها على الدروس الخصوصية على العملية التعليمية، مع استعادة المدرسة لدورها وعودة المدرس للعمل فى الفصل وفقا لمنهج محدد، سننجح فى إعداد جيل صالح نافع لوطنه، وهذا يحتاج لتكريم المدرس ومحاربة الدروس الخصوصية بقوة، وأذكر أن رجلا اسمه ( فرداى) كان عاملا فى مطبعة لتجليد الكتب، وكان يقرأ كل كتاب يجلده، وظهر نبوغه فى الكهرباء والمغناطيسية، فلما زار بلدته «هنرى ليفى» وعرف به، ضمه للتدريس بالجامعة، ومن يومها اخترع (فرداي) قوانين الكهرباء، وأذكر أننى ذهبت لعيادة طبيب يوم الاثنين، فوجدته خصص الكشف مجانا فى هذا اليوم تكريما لليوم الذى ولد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا تطبيق عملى للدين ولمحبة الرسول دون شعارات، ونحن بحاجة لإشاعة مثل هذه النماذج.
إننا للأسف نرى عشرات القنوات والبرامج التى تهتم بالطعام والمطبخ، وكأنه لا عمل لنا فى الحياة غير الأكل خاصة فى رمضان، أيضا تنتشر قنوات كرة القدم وتحليل المباريات، فلماذا لا نجرب العلم والبحث العلمى.
وما دور المثقفين والإعلاميين فى معركة البناء والتقدم من وجهة نظركم؟
يكفى أن أقول إن بعض الأدب لدينا مما يطلق عليه (أدب الملابس الداخلية)، لأنه يتحدث عن النصف الأسفل للرجل والمرأة، فى حين أن جون فيرن ابتدع أدب الخيال العلمى، وكتب (رحلة إلى القمر) فوصل الغرب إلى القمر، وكتب (50 فرسخا تحت الماء) فظهرت الغواصة، هنا نعرف أهمية الأدب والخيال العلمى فى صناعة التقدم.
وكيف ترى الموقف المصرى من دعم الشعب الفلسطينى ورفض التهجير؟
الرئيس عبدالفتاح السيسى قالها بوضوح لن نسمح بتهجير الشعب الفلسطينى من أرضه فى غزة، ونحن فى الاتحاد العالمى للطرق الصوفية، بتعداد أكثر من عشرة ملايين صوفى ندعم الرئيس السيسى فى كل قراراته ومواقفه، ونقف خلف قيادتنا فى الحفاظ على كل حبة رمل فى سيناء، وفى اعتبار حدودنا خط أحمر، وفى نصرة الشعب الفلسطينى فى غزة والضفة الغربية، وعدم السماح بتصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الشعب الفلسطينى من أرضه وتاريخه.
وفى الطريقة العزمية نعرف كل مخططات الصهيونية من مائة عام، وجدنا الإمام محمد ماضى أبى العزائم سبق وأصدر فتوى شرعية بحرمة بيع أراضى فلسطين للصهاينة، وقال إن ذلك يخرج المسلم من دينه، ويعتبر عمله ذلك خيانة لدينه وأمته ووطنه، ووقفنا ضد وعد بلفورد، وضد الاحتلال الإنجليزى لمصر ولفلسطين، وفى حرب عام 1948 كانت لنا كتيبة تحارب فى فلسطين باسم (الدراويش العزمية) وحققوا بطولات كثيرة، وتحدث عنها الفريق سعد الشاذلى رحمه الله، واستشهد غالبية أفراد الكتيبة العزمية فى الحرب.

