بعد تسليط الضوء على فكرة زواج كبار السن في مسلسل "قلبي ومفتاحه"، والبحث عن شريك يملأ الفراغ العاطفي والاجتماعي الذي قد يعيشه الفرد بعد تقدمه العمر، نستعرض مع خبيرة نفسية لماذا يلجأ كبار السن إلى الزواج، وهل أصبح المجتمع أكثر تقبلًا للفكرة؟.
من جهتها، قالت الدكتورة سمية أحمد يوسف أستاذ علم النفس بكلية الآداب، في تصريح خاص لـ "بوابة دار الهلال"، أنه مع التقدم في العمر، تتغير احتياجات الإنسان، ويصبح الشعور بالونس والأمان العاطفي أمرًا ضروريًا، خاصة بعد أن ينشغل الأبناء بحياتهم المستقلة، فالوحدة قد تؤدي إلى اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب والقلق، فضلًا عن تأثيرها على الصحة الجسدية، وهنا يأتي الزواج ليحقق فوائد عديدة، منها:
- التغلب على الوحدة، حيث أن وجود شريك في هذه المرحلة العمرية يخلق جوًا من الألفة ويقلل من الشعور بالعزلة.
- الحفاظ على الصحة النفسية والجسدية، التواصل المستمر مع شخص يهتم بك يساهم في تحسين المزاج وتقليل مخاطر الإصابة بالاكتئاب.
- الدعم والرعاية، حيث أن وجود شريك يساعد في متابعة الحالة الصحية، تنظيم الأدوية، والاهتمام بالنظام الغذائي، ما يعزز من جودة الحياة.
- الحب الناضج، فعلى عكس مشاعر الحب في مرحلة الشباب، يكون الحب في هذه السن أكثر نضجًا، قائمًا على التفاهم والاحتواء المتبادل، حيث يصبح "الاهتمام" هو التعبير الأسمى عن الحب.
وأضافت أستاذ علم النفس، بالرغم أن الزواج في سن متقدم كان ينظر إليه سابقًا بنوع من التحفظ، إلا أن تغير المفاهيم الاجتماعية وتسليط الضوي في بعض الأعمال الدرامية على هذه القضية، جعل الأمر أكثر تقبلًا، فالبحث عن الونس ليس له سن محدد، بل هو احتياج إنساني طبيعي لا يقل أهمية عن أي مرحلة عمرية أخرى، بل ويساهم في تحسين جودة الحياة لكبار السن، من خلال منحهم فرصة جديدة للحب والاحتواء، بعيدًا عن قيود العمر.