رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

"فاينانشيال تايمز": على ترامب إقناع بوتين بجدوى وقف إطلاق النار في أوكرانيا

13-3-2025 | 12:39

ترامب

طباعة
دار الهلال

رأت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في افتتاحيتها اليوم الخميس، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يحتاج حاليًا إلى إيجاد سبل لإقناع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بجدوى التوصل إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا والتفاوض على هذه المسألة بمصداقية ومرونة في أي محادثات مستقبلية .

وذكرت الصحيفة في مستهل افتتاحيتها إن ترامب عليه، لكي يحظى بفرصة التوصل إلى تسوية دائمة في أوكرانيا، أن يتعامل بحزم مع موسكو كما فعل مع كييف، خاصة وأنه بعد أكثر من 1100 يوم من القتال العنيف وسقوط مئات الآلاف من القتلى والجرحى باتت الهدنة في أوكرانيا أقرب من أي وقت مضى في ضوء موافقة الأخيرة على اقتراح بوساطة أمريكية لوقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا مع روسيا .

وذكرت الصحيفة، استنادًا إلى تصريح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الأخير، أن الكرة تقف حاليًا في ملعب روسيا، ولكي يتحقق الهدف، قد يتعين على ترامب تقديم مزيجًا ترامبيًا من الإغراءات، مثل عروض التعاون الاقتصادي المستقبلي والتهديدات بشأن إعادة تسليح أوكرانيا وتشديد العقوبات أو مصادرة الأصول الروسية المجمدة. ولكن بدون هذا الضغط، قد يتبين أن أي وقف لإطلاق النار، مهما كان مرحبًا به، قصير الأجل بشكل خطير .

وأعتبرت الصحيفة أن السؤال الأول الذي يطرح نفسه الآن هو ما إذا كان بوتين سيقبل الخطة؟! وقالت إنه مع توجه المسئولين الأمريكيين إلى موسكو، قد يأتي الجواب قريبًا، ولكن ثمة سؤالًا أهم آخر وهو ما إذا كان لوقف إطلاق النار هذا أي فرصة لفتح الطريق أمام سلام مستقر ودائم أو ما إذا كانت روسيا ستوافق على شروط قريبة مما قد تقبله كييف .

وأضافت "فاينانشيال تايمز" أن الرئيس الروسي لديه مبرر لمقاومة وقف الأعمال العدائية فقواته مهيمنة على جزء من منطقة كورسك الروسية التي احتلتها القوات الأوكرانية ويريد الاحتفاظ بها كورقة مساومة إلا أنه قد يُضطر إلى قبول تجميدٍ للصراع قد يطول أمده، إذا ما زالت أهدافه الحربية بعيدة المنال. وقد أصر على أن وقف إطلاق النار لا يمكن أن يبدأ إلا بعد الاتفاق على تسوية سياسية. ومع ذلك، وكما قال روبيو، إذا رفض الكرملين الاقتراح "فسنعرف للأسف ما هو العائق أمام السلام هنا". 

وتابعت الصحيفة أنه إذا لم يرفض الكرملين الخطة أو يُحاول إضافة شروطه المسبقة، وكان هناك تقدم في تدابير بناء الثقة، بما في ذلك تبادل الأسرى، فإن المشكلة التالية ستدور حول مواقف التفاوض المتباعدة للغاية حيث التزم بوتين بشروط السلام التي وُضعت في يونيو الماضي وقضت بانسحاب قوات كييف من المناطق التي لا تزال تسيطر عليها في أربع مناطق أوكرانية تدّعي موسكو ضمها والحياد العسكري و"نزع السلاح" في أوكرانيا بينما لا تزال خطة الرئيس فولوديمير زيلينسكي للسلام المكونة من عشر نقاط تتضمن استعادة وحدة أراضي بلاده .

وأردفت "فاينانشيال تايمز" تقول إن نهج ترامب في الدبلوماسية وتهديده لكييف، بما في ذلك توبيخه لزيلينسكي في المكتب البيضاوي وتعليق المساعدات العسكرية وتبادل المعلومات الاستخباراتية، الذي أُعيد الآن، قد أوصل أوكرانيا إلى موقف بدا مستبعدًا قبل أسابيع فقط. ولا أحد يعلم على وجه التحديد ما ناقشه ترامب مع بوتين.

لكنه أبدى حتى الآن ترددا ملحوظًا في اتباع أساليب قاسية مماثلة مع الزعيم الروسي.

وللخروج من المأزق، رأت الصحيفة البريطانية امكانية التوصل إلى حل وسط يتضمن احتفاظ موسكو بالسيطرة الفعلية وليس القانونية على بعض الأراضي رغم أنه في حين ستحتاج كييف إلى ضمانات أمنية لردع أي هجمات روسية مستقبلية، ترفض موسكو وجود قوات من دول الناتو على الأراضي الأوكرانية.