رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

تجيب عن ٣٠٠ فتوى يومياً «منبر السائلين»بالجامع الأزهر


27-3-2025 | 15:18

.

طباعة
تقرير: أميرة صلاح

الفتوى.. هى الواسطة التى من خلالها يتصل الإنسان مع الناس، فبكلمة واحدة يسعد المجتمع وبها يشقى وبها تُحفظ الأعراض وبها تراق الدماء، لذلك يحرص السائلون على الأخذ بالرأى الفقهى من علماء متخصصين، فكل من لديه مشكلة يستعصى عليه حلها أو تحتاج لرأى فقهى يلجأ إلى لجنة الفتوى بالجامع الأزهر.

 
 

فبمجرد أن تطأ قدماك ساحة الجامع حتى تلاحظ لافتة «لجنة الفتوى الرئيسية بالجامع الأزهر»، فى ساحة انتظارها يكتظ الناس، ما بين تسجيل بيانات والدخول للمفتين، تجد العشرات ينتظرون دول ملل من طول الوقت.

«على وجهها يظهر معالم التوتر والخوف»، تقول فاتن على، إنها جاءت مع أخيها وعمها وزوجها، لحل مشكلة طلاقها، فحدثت مشادة مع زوجها أدت لطلاقها، ومع دخول شهر رمضان تدخلت العائلة لحل المشكلة ونصحتها بزيارة الجامع الأزهر وعرض المشكلة على العلماء.

أما «هدى» فقد جاءت من الإسكندرية فى زيارة مع أسرتها لأرقابها فى القاهرة، وأصرت على زيارة الجامع الأزهر لتعرف رأى العلماء فى مشكلة خاصة بالميراث، تقول: «لن أجد أفضل من علماء الأزهر الشريف حتى يفيدونى فى مشكلتي، فهم أهل العلم والدين».

وأما «سمية»، وهى تقطن بجوار الجامع الأزهر، تقول إنها اعتادت التردد على لجنة الفتوى لأخذ الرأى الفقهى فى كل المشكلات التى تواجهها، وخاصة فى الأمور الخاصة بالشهر الكريم فأحيانا نكون نفعل أشياء غير مستحبة دون أن نعلم، لذلك فإن الرجوع للرأى العلمى هو أسلم طريق يسلكه المؤمن.

وعلى أعتاب جامع الأزهر، التقينا إبراهيم، جاء ليعرض مشكلته على لجنة الفتوى، ويقول: لدى مشكلة ميراث مع أخواتى وكنت أريد أن أستشير علماء من الأزهر الشريف، خاصة أننى قادم من حلوان ولن أتمكن من العودة والرجوع مرة أخرى».

د. حسنى فتحى مصطفى، أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة، وعضو لجنة الفتوى الرئيسية بالجامع الأزهر، قال إن اللجنة تتلقى يوميا العديد من الفتاوى يصل لـ٣٠٠ فتوى.. وأضاف أن رمضان موسم للفتاوى، ويعد موسم التقارب الأسرى، حيث يقوم على لم شمل الأسرة، لذلك يستغل الكثير فى إنهاء أى خلاف أو مشكلات بين أفراد العائلة، لافتا إلى أن أغلب الفتاوى التى تأتى للجنة تكون بفتاوى الطلاق لمحاولة إيجاد مخرج شرعى لبعض الطلاقات حتى تلتئم الأسر وترجع لبعضها البعض، وفتاوى خاصة بمرضى الربو، ونقل الدم، والعمليات الجراحية وغيرها من الأشياء التى بها خصوصية من الصيام.

«فتحى» أكد أن الفتاوى الغريبة تأتى من غرابة المشكلة أو الواقعة، وليس فى غرابة الحكم الشرعى، لأنها واضحة ومبنية على نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية.. ولفت إلى أن أكثر الفتاوى الغريبة ويكون أغلبها فى مشاكل الطلاق والمشاكل الأسرية والمواريث، لأن البعض يقع الطلاق على جهل ودون علم والبعض يستخدم الطلاق حلفًا، وهذا من الخطأ الشائع جدا فى المجتمع المصري، والذى قد تؤدى لدمار أسرته، وأن زوجته تكون محرمة عليه بطلاق بائن بينونة كبرى ولا يدرى، وهذه مسائل عجيبة وتحتاج لوعى مجتمعى، فالطلاق لا يستخدم لحل المشاكل الزوجية، فالمشاكل الزوجية لاتنتهي، فهى متكررة ويوميا وأغلبها مشاكل حياتية تتعلق بالإنفاق والحياة بين طرفين زوج وزوجة.

وأضاف أهم ما يميز لجنة الفتوى، إنها لم تغفل فتاوى المرأة التى تحتاج إلى عنصر نسائى على دراية بطبيعة مشكلاتها ومتطلباتها، فاللجنة تضم ٢٠ عضوًا من بينهم عناصر نسائية من أعضاء هيئة التدريس من جامعة الأزهر.. وأوضح أن اللجنة قادرة على حل كل الإشكاليات التى تحتاج إلى المتخصص بدقة وليس مجرد الثقافة الشرعية، وهذا يظهر من خلال بعض أنماط الفتاوى فى المعاملات الاقتصادية ومقارنة الأديان والفتاوى العقائدية قد يعرضها المستفتى.

مهام لجنة الفتوى، كما أوضح عضو لجنة الفتوى، متشعبة ومتعددة، بداية من التواصل المباشر مع راغبى الفتوى، والإجابة عن مراسلات المحاكم التى تطلب إبداء الحكم الشرعى فى جميع القضايا الخاصة بالنزاع والميراث والأحوال الشخصية وغيرها، بحيث ترسل الفتوى ويجرى الرد عليها بفتوى مستوفية الأركان وبناء عليه تصدر المحكمة حكمها، كما تجيب اللجنة على الفتاوى الإلكترونية التى ترسل إلى مجمع البحوث الإسلامية عبر موقعه الرسمي، وكذلك تتولى اللجنة مهمة إعداد فتاوى «مجلة الأزهر»، ليس ذلك فحسب، بل تم استحداث لجنة البحوث العلمية، والتى من مهامها إصدار أبحاث فقهية تناسب الواقع المعاصر، وترسلها إلى جهات متعددة جديد.