رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

حارة اليهود.. «هنا تُصنع البهجة»


30-3-2025 | 22:47

.

طباعة
تقرير: منة خضر عدسة: ناجى فرح

«العيد فرحة».. واحدة من الأغنيات التى تجد متسعًا لها بين أحاديث المصريين مع اقتراب الاحتفالات بالعيد، فتتحوّل الشوارع إلى لوحة مبهجة وملهمة، يرسمها الأطفال بملابسهم الجديدة وألعابهم التى ينفقون عليها «العيدية»، أيًّا كانت قيمتها، فالكثير يشترى لعبة، والقليل جدًا يعلم من أين تأتى «ألعاب العيد».

إنها «حارة اليهود»، مصنع الألعاب بمختلف أشكالها وصورها.. فبين أزقّة الحارة الضيقة التى تقع فى القاهرة التاريخية، تشقّ ألعاب الأطفال طريقها إلى المحال التجارية بمختلف الأحياء والمناطق والمحافظات.

«المصوّر» تجولت عبر أزقة حارة اليهود، هذا المكان العتيق المليء بالألوان والمعقم بالتاريخ أيضًا، تكشف لنا سر هذه القلعة الصناعية، التى تتربع على عرش تجارة ألعاب الأطفال، لا تغفل التطورات التى لحقت بالصناعة عبر الزمن، وهو ما جعل هذه المنطقة العتيقة لا تزال محافظة على مكانتها فى الأسواق المحلية..

منذ الوهلة الأولى من دخول «حارة اليهود»، تستشعر روح الطفولة فى الدمى القماشية، الصفارات النحاسية، الجنود الصفيح، البالونات، وألعاب الطائرات الورقية التى ظلت تزين سماء القاهرة عقودًا طويلة، وحتى وقتنا هذا.

داخل هذا السوق الشعبى النابض بالحياة، يخبرنا محمد جلال، تاجر ألعاب بالحارة، عن أهمية حارة اليهود فى سوق الألعاب، قائلًا: إن «حارة اليهود كانت وما زالت مركزا رئيسيا لألعاب الأطفال، حيث تضم العديد من المحال والدكاكين التى تقدم مجموعة واسعة من الألعاب بأسعار تنافسية سواء بالجملة أو بالقطعة».

من واقع مبيعاته، يكشف لنا «جلال» عن صمود بعض الألعاب التقليدية فى مواجهة نظيرتها الإلكترونية، التى تغزو الأسواق المصرية والعالمية، موضحًا أن «بعض الألعاب ما زالت معدلات الطلب عليها مرتفعة، بينما توارت بعض الألعاب نسبيًا وإن لم تختفِ مطلقًا».

«جلال»، أضاف أن «الطائرات الورقية والمسدسات الخشبية والعرائس القماشية، لم تعد تُباع كما كانت فى سابق عهدها، بينما «الكِور» بأنواعها والبلى والسيارات والمكعبات وألعاب المسابقات الذهنية كـ«الشطرنج والدومينو» ما زالت تُباع حتى الآن وبنفس معدلاتها فى السابق، دون حدوث أى تأثير للألعاب الإلكترونية للطلب عليها».

وعن الألعاب الأكثر مبيعًا، أوضح «جلال» أنها «ألعاب التريند» التى تُعرض على السوشيال ميديا، كالصبّارة الراقصة والألعاب التعليمية والمكعبات والعرائس البلاستيكية التى تتحدث وتغنى، والسيارات ذات جهاز التحكم عن بُعد، ومسدسات الليزر والفقاعات والألعاب على أشكال كرتونية للأطفال.

العمل فى حارة اليهود ليس مجرد مبيعات للألعاب، بل تجارة فى البهجة، كما يصفها «جلال».

رغم الزيادات التى شهدتها أسعار الألعاب فى الأعوام القليلة الماضية بضغط من تحركات سعر الصرف ومعدلات التضخم المتزايدة، فإن المواسم، وعلى رأسها عيد الفطر، تعد الحجر الصلب الذى تتحطم فوقه كافة الأزمات، حيث تشهد أسواق الألعاب رواجًا فيها، متجاهلة نسبيًا الأوضاع الاقتصادية الصعبة.. وهو ما أكده كرم رمضان.

فى السياق ذاته، توقع صفا بركات، نائب رئيس شعبة الأدوات المكتبية والهدايا ولعب الأطفال بالغرف التجارية، استعادة الألعاب التقليدية لمجدها قريبًا، مؤكدًا أن الأسر المصرية بدأت تعى مخاطر الألعاب الإلكترونية وما تسببه من عنف أو انعزال الأطفال الذين يستخدمونها فترات طويلة، لذا بدأنا نلاحظ عودة تدريجية للطلب على الألعاب التقليدية وتلك التى تنتمى إلى المهارات والذكاء.

لعبة العيد التى يحلم بها الطفل طوال شهر رمضان قد تأتيه من الصين، أو مصنع محلى، حيث يعتمد السوق المصرى على لعب الأطفال بنحو 30 فى المائة من مبيعات الصناعة المحلية، بينما تأتى النسبة المتبقية عن طريق الاستيراد من الخارج، وتعد الصين على رأس الدول التى تستورد منها مصر لعب الأطفال، بحسب بركات صفا.

كما أكد أيضًا أن مصر استوردت بنحو 66 مليون دولار سنويًا، مشيرًا إلى أن ألعاب الأطفال متاحة طوال العام، ولكن تكثف عمليات الشراء فى المواسم، مثل عيدى الفطر والأضحى، وكذلك رأس السنة.

«صفا»، شدّد على أنه لا توجد زيادات واضحة فى أسعار الألعاب هذا العام مقارنة بالعام السابق، نظرا لاستقرار سعر الدولار، موضحًا أن «الارتفاع السعرى فى سوق الألعاب خلال عيد الفطر 2025، هى نسبة طفيفة لا تتجاوز الـ10 فى المائة نتيجة زيادة بعض الرسوم، مثل ضريبة التنمية».