الدكتور هانى كمال، استشارى التغذية العلاجية، أوضح أن «المائدة الرمضانية التى تشتهر بها الموائد المصرية مائدة عامرة، تجمع بين الأطباق الرئيسية والمقبّلات والحلويات، وتضم أصنافًا متنوعة وكثيرة دسمة، منها المحاشى والملوخية والبروتينات الدسمة كالبط، ومن المقبّلات السمبوسة باللحم والجبن، والحلويات وأشهرها الكنافة والقطائف، والمشروبات عالية السكريات».
وأضاف «د. هانى»، أن «هذه الأنماط الغذائية سرعان ما يتم تغييرها بعد انقضاء الشهر الكريم، لكنها تُحدث ارتباكًا فى النظام الغذائى وفى المعدة، وتحديدًا مع دخول أيام العيد المباركة التى تشتهر بأصناف وأطعمة غذائية هى الأخرى مربكة للمعدة، وتحديدا الكعك والبسكويت والمعجّنات التى ترتفع فيها كميات السمن والسكر والدقيق، وترتفع كمية السعرات الحرارية المكتسبة من تناولها، ويُضاف إليها الأسماك المملّحة التى تزيد من معدلات الأملاح فى الجسم».
ونبّه «كمال»، بأنه «على الفرد أن يكون حذرًا، لا أقول تخلَّ عن الأطعمة الشهيرة الخاصة بالعيد، ولكن عليك التدرّج فى تقديم الأطعمة للمعدة، والتدرج فى الكميات التى تتناولها، حتى لا تسبب إرهاقًا للمعدة، فيمكن للفرد زيادة معدلات تناول الطعام بكميات مناسبة، وتناول كميات قليلة فى الفطار دون امتلاء، وعدم الجمع بين أكثر من صنف فى وجبة واحدة، حتى لا تشكّل ثقلًا على المعدة، على أن يتم تجنّب الإفراط فى تناول الحلويات والسكريات، وتقليل الحلويات المصنّعة واستبدالها بالفواكه الطازجة والمجففة التى تحتوى على سكريات طبيعية، وممارسة الرياضة حتى فى أبسط أشكالها وهى ممارسة المشى طوال أيام العيد أو الإجازة».
كما أشار إلى أنه مع انتهاء أيام العيد علينا العودة لاتباع نظام صحى سليم، نتخلص فيه من كافة الأطعمة الدسمة وذات السكريات والنشويات والكربوهيدرات المرتفعة، فعلينا اتباع نظام غذائى يضم كافة العناصر الغذائية بمعدلات صحية سليمة.
ونصح «د. هانى» بأن «تتضمن الوجبات الغذائية عناصر متعددة منها الكربوهيدرات المعقدة كالخبز الأسمر والشوفان، وهى أطعمة تطلق الطاقة ببطء بما يساعد على الشعور بالشبع، والبروتينات، والدهون الصحية مثل المكسرات وزيت الزيتون التى توفر الطاقة المستدامة والفواكه والخضراوات، على أن يتم تجنب الأطعمة المعلبة والمشروبات الغازية والأطعمة الدسمة، على ألا يتم الإفراط فى تناول الأطعمة فى كل وجبة».
بدوره، قال الدكتور حسن حسونة، أستاذ التغذية بالمركز القومى للبحوث: «إن صيام ثلاثين يومًا متواصلة أحدث تغييرا فى أسلوب التغذية وتسبب فى العديد من الفوائد، وعلينا جميعًا أن نتمسك بهذه العادات الغذائية ونحوّلها إلى أسلوب حياة، والصيام كان فرصة جيدة للجسم للتخلص من الدهون المترسبة فى الدم، والتخلص من نواتج هضم المواد البروتينية، وتتعاظم هذه الفوائد مع التقليل من كمية الغذاء التى يتم تناولها والتحكم فى نسبة السكر فى الدم، وهو ما يجب الاستمرار عليه فيما بعد رمضان، فيمكننا العودة لوجباتنا الغذائية الثلاث، فطار وغداء وعشاء، ولكن على أن يتم بطريقة صحية وسليمة ليتحول إلى أسلوب غذائى سليم».
أستاذ التغذية نصح بعد فترة الصيام أن يتم اختيار أغذية مناسبة تحتوى على الفيتامينات والعناصر المعدنية والعناصر الغذائية الأخرى التى تدعم جهاز المناعة، والتى يمكن أن يكون فقدها الجسم بعد استمرار صيام 30 يوما متواصلة.
ومن أهم هذه المواد الغذائية، حسبما أوضح«حسونة»، الأغذية الغنية بفيتامين «سى» مثل الجوافة والفراولة والحمضيات (البرتقال والجريب فروت والليمون) والفلفل والبقدونس، والأغذية الغنية بفيتامين “A “ مثل المشمش، والفلفل الرومى، والبطاطا، والجزر، والقرع العسلى.
وتابع: الأغذية الغنية بالأحماض الدهنية «أوميجا 3» (الأسماك الدهنية مثل التونة، والسردين، والماكريل)، ومضادات الأكسدة (المكسرات والبذور)، والحديد (اللحوم الحمراء والدواجن والكبدة)، وعنصر الزنك (المأكولات البحرية، والكبدة، واللحوم)، والسلطة الخضراء بما تحتويه من أصناف عديدة من الخضراوات الغنية بفيتامين «سى» ومضادات الأكسدة والألياف الغذائية.