رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

الــقــاهــرة و«عواصم الأزمات»


31-3-2025 | 14:47

.

طباعة

«المبادئ والثوابت».. ركيزة من الركائز الأساسية التى تعتمد عليها مصر فى إدارة علاقاتها وأمورها وترتيب أوضاعها، فلم ترفع القاهرة يومًا شعار «ما تتطلبه المصلحة»، لكنها دائما -وفى كل خطوة- تؤكد للجميع أنها دولة تلتزم بـ «مبادئ» ولديها «ثوابت» لا يمكن أن تحيد عنها، حتى وإن كان هذا عكس اتجاه مصلحتها، ولعل الأشهر الأخيرة التى مضت، والأزمات التى شهدتها المنطقة العربية -ولا تزال- خير دليل على أن مصر صاحبة «ثوابت»، بدءًا من مساعدتها للأشقاء الفلسطينيين فى قطاع غزة، ومرورًا بمواجهتها العديد والعديد من الضغوط التى تمارسضدها للموافقة على «مقترح التهجير»، فضلا عن الخطة المصرية لإعادة تعمير غزة، وكذا مساندتها الأشقاء فى السودان ودعوتها إلى إيقاف الصراع والعودة بـ «الخرطوم» إلى «مربع الهدوء»، وصولًا إلى موقفها الأخوى من بيروت وإسراعها لتقديم يد المساعدة بعد العدوان الذى تعرضت له من جانب الكيان المحتل، وكذا دعمها لـ «دمشق» وتأكيدها الدائم بأهمية العمل على ما يصب فى صالح مستقبل سوريا «الواحدة» وليس المنقسمة داخليًا.

«التعاون والتكامل بين الجهات».. ركيزة ثانية تعتمدها القاهرة فى أسلوب إدارتها، فإلى جانب تحركات الرئيس عبدالفتاح السيسى، وحديثه الدائم -فى كل مناسبة- عن أهمية العودة إلى «شرق أوسط هادئ» والعمل مع الشركاء الدوليين على إنهاء النزاعات فى المنطقة، كانت هناك هيئات مصرية تتحرك على الأرض، تنفذ توجيهات الرئيسالسيسى، وتمارس دورها متسلحة بسنوات طويلة من «الخبرة» التى أتاحت لها أن تكون «صوت العقل» دائمًا، ومن بين هذه الجهات وزارة الخارجية، التى لم يتوقف محرك طائرة وزيرها الدكتور بدر عبدالعاطى، عن الدوران منذ توليه منصبه الوزارى، ولأنه وزير خارجية مصر، فلم يكن متاحًا له الحصول على قسط من الراحة، فمن واشنطن إلى أوروبا، ومن الخليج إلى شمال إفريقيا، لا تتوقف تحركاته، يتابع ملفات «الأزمات» ويدير جلسات المفاوضات، وينقل الرسائل بين القيادات. 

«إعادة إعمار غزة.. التوغل الإسرائيلى فى سوريا.. تأمين جنوب لبنان»، الموضوعات الثلاثة الأكثر حضورًا على أجندة «الخارجية» المصرية خلال الأيام القليلة الماضية، وفى الملفات الثلاثة لم تقف مصر عند حد «المجاملات الدبلوماسية»، لكنها ناقشت تفاصيل كل ملف على حدة مع أطرافه، ففى «إعمار غزة»، وتماشيًا مع حالة الشراكة «المصرية -القطرية»، جرى اتصال هاتفى بين «عبدالعاطى» والشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثانى، رئيس الوزراء وزير خارجية قطر، تبادلا خلاله الرؤى حول سبل تهيئة الظروف لإعادة الإعمار فى غزة، ونجاح مؤتمر القاهرة للتعافى المبكر وإعادة الإعمار بما يضمن بقاء الفلسطينيين على أراضيهم.

وتوافق الوزيران على أهمية استمرار التنسيق المشترك بين مصر وقطر للعمل على خفض التصعيد فى المنطقة، وتجنيب الإقليم الانزلاق إلى مزيد من التوترات، وضرورة العمل المشترك بين الجانبين للتوصل لتسوية سياسية، تضمن إرساء الاستقرار فى المنطقة من خلال إقامة الدولة الفلسطينية كحل نهائى للصراع.

ومن «غزة» إلى «دمشق»، كان «الاهتمام المصرى» حاضرًا، حيث رفضت القاهرة، فى بيان صادر عن وزارة الخارجية، جملة وتفصيلًا استغلال إسرائيل للتطورات الداخلية بسوريا الشقيقة للاستيلاء على المزيد من الأراضى السورية، وتقويض الأمن والاستقرار فى الجمهورية العربية السورية الشقيقة.

أما فى الأزمة اللبنانية، فإن اتصالًا هاتفيًا جمع بين «د.عبدالعاطى» ونظيره اللبنانى، يوسف رجى، تناول تطورات الوضع فى لبنان، حيث شدد وزير الخارجية على موقف مصر الداعم للبنان فى مواجهة التحديات الأمنية، مجددا التأكيد على رفض مصر لأية تحركات من شأنها أن تمس أمن وسلامة واستقرار الشعب اللبنانى الشقيق.

«د. عبد العاطى»، أشار إلى ضرورة التنفيذ والالتزام باتفاق وقف الأعمال العدائية فى جنوب لبنان، والانسحاب الفورى والكامل غير المنقوص للقوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، وتمكين الجيش اللبنانى من تنفيذ القرار 1701، وأهمية التطبيق الكامل والمتزامن للقرار من جانب كل الأطراف دون انتقائية.


أخبار الساعة