رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

«مصر سند فلسطين».. صوت واحد أبهج السيسى وماكرون


9-4-2025 | 23:58

.

طباعة
تقرير: وليد عبد الرحمن

حملت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون إلى مدينة العريش، واطلاع ماكرون على الجهود المصرية فى إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، رسائل للعالم، تؤكد محورية الدور المصرى فى احتواء الكارثة الإنسانية فى غزة وتثبيت دعائم الاستقرار فى المنطقة، وأن الشعب المصرى «إيد واحدة» ويقف وراء قيادته فى رفض مخطط التهجير.

إشارة أخرى حملتها الزيارة وهى صلابة الموقف المصرى برفض تصفية القضية الفلسطينية. كما مثلت الزيارة الدعم السياسى للدور المصرى فى غزة.

وظهرت مدينة العريش، بوابة سيناء الغربية أمس الثلاثاء، كشاهد حى على الموقف المصرى الثابت تجاه القضية الفلسطينية، ورفض القاهرة وباريس للتهجير، بعدما تجمعت حشود من المواطنين من جميع الأطياف والأعمار فى محيط المدينة، بالتزامن مع الجولة الرسمية للرئيسين التى شملت مستشفى العريش العام ومركز الهلال الأحمر.

 

أعلنت الحشود بكل قوة تأييد الموقف المصرى الواضح برفض تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، ودعم قرارات القيادة السياسية بشأن القضية الفلسطينية.

واستقبلت الحشود موكب الرئيسين خلال زيارتهما، حيث رفعوا أعلام مصر وفرنسا وفلسطين، فيما ظهر العلمان المصرى والفرنسى على أعمدة الإنارة بشوارع مدينة العريش، وحيا الرئيسان السيسى وماكرون الحشود، ملوحين بأيديهما لآلاف المواطنين المصطفين على جانب الطريق للترحيب بزيارة ماكرون.

وكان المشهد أمام العالم وأمام الكاميرات أمس الثلاثاء، هو امتلاء شوارع وميادين العريش بآلاف المصريين، الذين رفعوا صور الرئيس السيسى، ولافتات كُتب عليها «غزة ليست للبيع»، و«لا للتهجير»، و«100 مليون وراك يا ريس»، و«لن نسمح بتهجير أهلنا من غزة»، و«لا لتصفية القضية على حساب سيناء»، و«الشعب والقيادة يد واحدة لحماية الأرض»، و«مصر سند لفلسطين لا منفذ للتهجير».

كما ردد المشاركون هتافات داعمة للشعب الفلسطينى، ومنددة بالعدوان الإسرائيلى، مؤكدين رفضهم القاطع لأية محاولات لتهجير الفلسطينيين إلى الأراضى المصرية.

وتحولت العريش منذ صباح الثلاثاء إلى مقصد لآلاف من الشعب المصرى الذين وفدوا إليها من كافة المحافظات، لدعم القيادة السياسية وموقفها تجاه القضية الفلسطينية، والترحيب بضيف مصر الرئيس الفرنسى، الذى جدد خلال مؤتمر عقده بالقاهرة يوم الإثنين مع الرئيس السيسى رفض بلاده لتهجير الفلسطينيين، فضلاً عن دعمه للخطة المصرية العربية لإعادة إعمار قطاع غزة.

وعبرت الحشود عن الوعى الشعبى الرافض لأى محاولة لتغيير طبيعة الصراع فى المنطقة أو المساس بسيادة الأراضى المصرية، مؤكدين وحدة الصف المصرى فى مواجهة التحديات التى تهدد الأمن القومى، فيما عبّر مشايخ قبائل سيناء عن رفضهم القاطع لأى محاولات لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، مشددين على أن «أرض سيناء ليست للبيع أو التفاوض».

المشاركون من أبناء سيناء أكدوا أيضاً أن أهالى المنطقة ضحوا كثيرًا لحماية حدود مصر الشرقية، ولن يقبلوا أن تكون أرضهم مسرحًا لأى سيناريو خارجى يُفرض عليهم. كما عبر أبناء المحافظات الأخرى عن فخرهم بالاصطفاف إلى جانب أهالى سيناء فى هذه الوقفة الوطنية.

واستأنفت إسرائيل هجماتها الوحشية فى قطاع غزة فى 18 مارس الماضى بعد شهرين من «هدنة هشة» فى يناير الماضى، تم خلالها تبادل عدد من الرهائن والمعتقلين لدى إسرائيل و«حماس». فيما لا تزال مصر تقود محادثات حثيثة عربية وغربية، وقدمت قبل يومين مقترحاً جديداً من أجل وقف إطلاق النار والعودة لتنفيذ بنود الهدنة وسد الفجوات.

وفق هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، الجمعة، «فإن المقترح المصرى الجديد فى مكان ما بين العرض الأصلى من الوسطاء، الذى تضمن إطلاق سراح خمسة أسرى أحياء، وبين العرض الإسرائيلى الذى تضمن إطلاق سراح 11 محتجزاً حياً فى غزة».

المشهد عند وصول الرئيسين السيسى وماكرون إلى العريش، كان أكثر من مجرد زيارة رسمية؛ فقد عكست الصور المتداولة مصريًا وعربيًا ودوليًا لحظة وصولهما رمزًا قويًا لمواقف سياسية وإنسانية متحدة، وخلف الرئيسين، بدت الحشود الشعبية فى مشهد غير مسبوق، وكانت الوجوه مفعمة بالعزيمة والإصرار، وهم يعبرون عن رفضهم القاطع لأى محاولات لتهجير الفلسطينيين أو المساس بحقوقهم المشروعة فى وطنهم.

وشملت زيارة الرئيسين تفقد أوضاع الجرحى الفلسطينيين الذين استقبلتهم مصر للعلاج منذ بداية العدوان، والذين تم نقلهم عبر معبر رفح، كما استعرض الرئيسان الجهود الإغاثية المصرية، التى توصف بأنها «شريان الحياة الوحيد» لغزة، بعد أن تولت القاهرة بالتنسيق مع الهلال الأحمر المصرى والدولى إيصال عشرات آلاف الأطنان من المساعدات، وسط ظروف أمنية شديدة التعقيد.

وزار السيسى وماكرون مستشفى العريش على بعد 50 كيلومترًا من معبر رفح مع قطاع غزة، والتقيا عددًا من المرضى والجرحى الفلسطينيين والطواقم الطبية والإغاثية، كما زارا عدة أجنحة منها غرفة لألعاب الأطفال. وحمل الرئيس السيسى ورودًا بيضاء للمرضى الذين يتلقون العلاج بالمستشفى القريب من قطاع غزة.

وأشاد الرئيس الفرنسى بالجهود المصرية المبذولة لاستقبال المرضى والجرحى الفلسطينيين. كما أدان «بشدة» من العريش استهداف طواقم الإغاثة والعاملين فى القطاع الإنسانى فى غزة، بعد أسبوعين من مقتل 15 مسعفا فى رفح بجنوب القطاع بنيران إسرائيلية. وقال ماكرون «ندين هذه الهجمات بشدة، ويجب كشف الحقيقة كاملة» فى شأن ما تعرض له المسعفون.

قال السفير محمد الشناوى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن زيارة العريش تأتى لتأكيد تضامن فرنسا مع الجهود المصرية الكبيرة فى استقبال ورعاية المصابين من أبناء الشعب الفلسطينى جراء العدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة، حيث شملت الزيارة تفقد الرئيسين السيسى وماكرون مستشفى العريش ولقاءهما بعدد من الجرحى الفلسطينيين، لا سيما من النساء والأطفال، وكذا مركز الخدمات اللوجستية التابع للهلال الأحمر المصرى المخصص لتجميع المساعدات الإنسانية المقدمة من مصر وجميع الدول الموجهة إلى قطاع غزة.

وأوضح المتحدث الرسمى أن الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، قد استعرض أمام الرئيس السيسى والرئيس الفرنسى خلال زيارتهما لمستشفى العريش العام، الجهود التى تبذلها الدولة المصرية لتوفير الرعاية الصحية والعلاج اللازم للمصابين الفلسطينيين القادمين من قطاع غزة، حيث أشار فى هذا الصدد إلى استقبال مصر نحو 107 آلاف فلسطينى، أجريت لهم الفحوصات الطبية اللازمة، كما تم تطعيم 27 ألف طفل فلسطينى، واستقبلت المستشفيات المصرية أكثر من 8 آلاف مصاب فلسطينى يعانون من جروح متفرقة، برفقة 16 ألف مرافق، كما تم إجراء أكثر من 5160 عملية جراحية، واستقبلت 300 مستشفى فى 26 محافظة بمصر المصابين والمرضى الفلسطينيين، بينما يتواجد حاليًا مصابون فلسطينيون فى 176 مستشفى موزعين على 24 محافظة بمصر، مع توفير الإقامة والإعاشة لكافة المرافقين لهم. وفيما يتعلق بجهود الإسعاف المصرية، فقد تم تخصيص 150 سيارة إسعاف فى محافظة شمال سيناء لاستقبال الحالات القادمة عبر المعبر من الهلال الأحمر الفلسطينى، ثم توزيعهم على المستشفيات المصرية بمشاركة 750 مسعفًا وسائقًا.

وأضاف وزير الصحة أن إجمالى تكلفة الخدمات الطبية التى قدمتها مصر بلغت نحو 578 مليون دولار، ومن المتوقع أن تصل إلى مليار دولار، لا سيما مع تحمل الدولة نفقات الإعاشة والاستضافة والإقامة، وأخذًا فى الاعتبار أن حجم المساعدات العينية التى تلقتها مصر من الدول لا يتجاوز ٪10 من إجمالى التكلفة التى تحملتها منذ بداية الأزمة.

وذكر أن وزارة الصحة خصصت 38 ألف طبيب و25 ألف ممرض بمختلف التخصصات للتعامل مع الحالات المرضية إلى جانب توفير العلاج اللازم للحالات المزمنة من القادمين من قطاع غزة، موضحًا أن الرئيس السيسى كلف الحكومة، وخاصة وزارة الصحة، منذ بداية الأزمة باتخاذ جميع التدابير والإجراءات اللازمة للتخفيف من معاناة الأشقاء الفلسطينيين.

«زيارة العريش» كان لها أصداء فى مصر والخارج على جميع المستويات، حيث أشادت الأحزاب السياسية بمشهد زيارة ماكرون للعريش. وأكد حزب «الجبهة الوطنية» أن زيارة ماكرون إلى العريش بصحبة الرئيس السيسى، نافذة ورسالة إنسانية وأخلاقية توجه أنظار العالم تجاه قطاع غزة، وأشار إلى أن هذه الزيارة تحمل عدة رسائل تتعلق بدور مصر المحورى فى إدارة الأزمات الإقليمية، ورفض التهجير وتقديم الدعم الإنسانى للأشقاء الفلسطينيين.

أما حزب «مستقبل وطن» فقال إن «الزيارة فى هذا التوقيت العصيب تأتى لتسجل تقدير العالم لدور مصر القيادى فى المنطقة تحت قيادة الرئيس السيسى». «ولا تعكس الزيارة فقط مكانة مصر على الصعيدين الإقليمى والدولى، بل تؤكد أيضًا أنها القوة الأساسية التى تعتمد عليها القوى الكبرى فى إدارة الأزمة الفلسطينية».

وأضاف الحزب أن «زيارة ماكرون إلى العريش تعتبر فرصة للاحتكاك المباشر مع التحركات المصرية على الأرض، فى وقت تتكامل فيه الجهود الدبلوماسية مع الإجراءات الميدانية على معبر رفح، الذى يشهد جهودًا مصرية كبيرة لفتح ممرات إنسانية وإدخال المساعدات إلى غزة».

وفى حين أوضح حزب «حماة الوطن» أن الزيارة حملت دلالات سياسية وإنسانية عميقة خاصة فى ظل التصعيد المستمر على قطاع غزة، وتحول العريش إلى نقطة محورية فى الجزء الإنسانى الدولى لإغاثة المدنيين الفلسطينيين، ومن أبرز دلالات هذه الزيارة هو الاعتراف بدور مصر المحورى وتقدير الدور المصرى فى تنسيق الدور الفاعل فى إيصال المساعدات إلى القطاع»، لافتاً إلى أن مدينة العريش تعد مركزًا لوجستيًا رئيسيًا لإدخال المساعدات.

أيضًا أعرب أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، عن تحيته للجماهير المصرية المتواجدة فى الوقفة التضامنية بمدينة العريش لدعم صمود الشعب الفلسطينى فى مواجهة العدوان الإسرائيلى، مؤكدًا أن الدعم والتضامن المصرى تجاه فلسطين هو أمر مُقدر وتاريخى.

وعوّل «الشوا» على دور مصر الكبير من أجل الوصول إلى وقف إطلاق النار وحشد موقف دولى حول الخطة المصرية الفلسطينية العربية التى بدأت تحصل على إجماع دولى، فضلاً عن إنجاز ما يمكن من أجل دعم حقوق الشعب الفلسطينى ليس فقط على مستوى قطاع غزة، ولكن على مستوى المشروع الوطنى الفلسطينى فى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة