احتفت القاهرة، العاصمة العظيمة، على مدار ثلاثة أيام بضيفها العزيز الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون.. وقفت لتمارس دورها باقتدار كعادتها منذ القدم، عزيزة الأصل كريمة الطبع.. استقبلت المدينة التى لا تضاهيها أى من المدن الرئيس الفرنسى «ماكرون» بكل المحبة والترحاب كعادة أهل البلد الجدعان، كانت مشاعر الدهشة بادية على ملامحه الفرنسية «المنمنمة»، لم يكن يتوقع جمالها وتدفقها الفطرى النابع من عادات وتقاليد راسخة فى مجتمع عمره تجاوز آلاف السنين.

طاف «ماكرون» فى ربوع القاهرة ليجد عند كل ناصية أهلها مرحبين مهللين، سار وسط دروب منطقة الجمالية والأزهر والحسين بين حشود من أهالى المنطقة الذين كانوا يحيّونه بصيحات الفرحة والبهجة، ويتسابقون على استقباله ومصافحته.. بعضهم عزم عليه شرب الشاى بالنعناع، والبعض الآخر سارع لالتقاط الصور «سيلفى» معه، وهو يبادرهم بابتساماته الرقيقة وقبلاته التى يبعثها فى الهواء؛ تعبيرًا عن امتنانه.
الرئيس عبدالفتاح السيسى اصطحب نظيره الفرنسى فى زيارة ودودة عبر دروب القاهرة العتيقة، وعلى الرغم من أن الزيارة الرسمية كان لها غرض سياسى دبلوماسى محدد سلفا، فإن حفاوة أهل مصر تصدّرت المشهد.. لم يكن متوقعا أن يلعب المصريون دورا كبيرا ومؤثرا فى استقبال ضيفهم، وكانت حفاوتهم الاعتيادية الشعبية هى بطل وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعى بشكل غير مسبوق، ما دفع «ماكرون» لنشر فيديوهات استقبال المصريين على منصاته الخاصة معبرا عن امتنانه بحفاوة مصر التى قدمها بكل الحب المصريون، ومن قبلهم رئيسهم، حيث اصطحبه إلى مكان قريب من قلبه، إلى منطقة الجمالية التى وُلد فيها وعاش فيها شبابه، وقال له: «عشت هنا وعاشرت الأرمن واليهود»، وهى كلمات تناقلتها على الفور كل وسائل الإعلام المحلية والعالمية.. بعدما رددها الرئيس مصطحبا «ماكرون» سيرا على الأقدام داخل أكثر الأماكن ازدحاما فى القاهرة، حيث طاف به دروبها الضيقة ومبانيها العتيقة المطلة على المشهد الحسينى، من شارع المعز لدين الله وشارع الجمالية عبر خان الخليلى.. جلسا سويا فى مقهى الفيشاوى، وبالقرب منهم تمثال السيدة «أم كلثوم» حتى وصلا لمقهى «نجيب محفوظ» فى قلب الخان، وكانت سهرة مصرية أصيلة كما ينبغى لها أن تكون.
قبل جولة «الجمالية»، كان للرئيس الفرنسى رحلة أخرى داخل عالم الأبدية المصرية، حيث زار المتحف المصرى الكبير وتجول وسط البهو الملكى ذى الدرج العظيم.. وقضى مع ملوك مصر العظام 45 دقيقة كاملة.
كما قام الرئيس الفرنسي ماكرون بجولة شملت عدداً من المواقع الحيوية في القاهرة، منها محطة عدلى منصور التبادلية المركزية إحدى أكبر محطات النقل في الشرق الأوسط وإفريقيا، واطلع على مكونات المشروع الذى يربط بين المترو والقطار الكهربائى، وشارك فى منتدى رجال الأعمال المصرى الفرنسى بالإضافة إلى زيارته لجامعة القاهرة.
