وفى هذا السياق، قال دياكون مرقس، خادم إبراشية دشنا للأقباط الأرثوذكس: عيد القيامة المجيد يعد العيد المركزى فى الحياة الليتورجية واللاهوتية للمسيحيين، ويليه عيد الميلاد المجيد، ومع أن جوهر العيدين واحد وهو السيد المسيح له المجد، إلا أن الاحتفال بهما فى تواريخ مختلفة بين الطوائف يثير تساؤلات كثيرة، فكيف اتّحد العالم المسيحى غالبًا حول موعد عيد القيامة، بينما لا يزال هناك اختلاف حول موعد عيد الميلاد؟ وهل يمكن توحيد العيدين يومًا ما؟ وهل فى ذلك ضرر أو خرق لتقويم الكنيسة وتقليدها؟ وهل حدث فى التاريخ أن اختلفت الكنائس حول موعد القيامة أيضًا؟
وأجاب دياكون مرقس، عن وحدة موعد عيد القيامة، ومن الذى حدده؟ بأن «الفضل فى ضبط حساب عيد القيامة والاحتفال به وفق نظام ثابت يعود إلى البابا ديمتريوس الكرام، البابا الثانى عشر للكنيسة القبطية الأرثوذكسية (188–230م)، هذا البابا العظيم، بمعاونة الفلكى «بطليموس الفرمى»، وضع ما يُعرف بـحساب الأبقطى، لتحديد موعد عيد القيامة والأصوام المرتبطة به، ومنذ ذلك الحين وعلى مدار أكثر من 1800 سنة و106 بطاركة، حافظت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على نظام دقيق وثابت لهذا العيد، مدعومًا لاحقًا من مجمع نيقية المسكونى سنة 325م».
وتابع: أوكل مجمع نيقية للكنيسة القبطية (كنيسة الإسكندرية) تحديد موعد الفصح لكل الكنائس بسبب تفوقها العلمى فى الحسابات الفلكية، وأكد المجمع على ثلاثة ضوابط أساسية لعيد القيامة، بأن «يكون فى يوم أحد-أن يكون بعد الاعتدال الربيعي-أن يكون بعد فصح اليهود، وليس قبله أو معه».
واستطرد خادم الأرثوذكسى: إذًا، تحديد عيد القيامة لم يكن قرارًا عشوائيًا، بل مبنيّ على قواعد رسولية ولاهوتية ورمزية دقيقة، كما أن معظم الطوائف تحتفل بعيد القيامة فى نفس اليوم، وتحديدًا الكنائس التقليدية (الأرثوذكسية الشرقية، والكنيسة القبطية، وكنائس الروم) تلتزم بحساب الكنيسة القبطية، لكن بعض الكنائس الغربية مثل الكنيسة الكاثوليكية وبعض البروتستانت غيّرت نظامها فى القرن السادس عشر بعد تبنّى التقويم الغريغوري، مما جعل موعد عيد القيامة عندهم يختلف فى بعض السنوات.
وأضاف: مع ذلك، يظل القيامة هو العيد الذى يجمع معظم الكنائس فى يوم واحد فى أغلب السنوات، أما الاختلاف، فهو يأتى من طوائف أخرى غير الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الملتزمة بقرارات نيقية، وبالتالى ينبغى على من سلك بعيدًا عن قوانين المجامع أن يرجع لها أن أراد وحدة مواعيد الأعياد، وليس العكس.
ولفت «مرقس» إلى أن آخر ثلاثة بطاركة فى تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أكدوا أهمية الالتزام بالمواعيد المقررة من خلال الكنيسة القبطية وهم البابا كيرلس الذى أقر المجمع المقدس فى حبريته فى ديسمبر عام 1959مبأنه لا تغيير ولا تبديل ولا تزحزح عما تم تسليمه من الآباء الرسل الأطهار بخصوص تثبيت الأعياد القبطية الأرثوذكسية على أساس التقويم القبطى (المصري)، الذى حدد جميع الأعياد، طبقًا لنصوص الكتاب المقدس وقوانين الرسل الأطهار (دسقولية الكنيسة)، أيضا البابا شنودة كان قد كتب عام 1967م حينما كان أسقفًاللتعليم بيانه الشهير تحت عنوان «توحيد الأعياد هو خطر عظيم أن لم يسبقه توحيد العقيدة» أى أن الوحدة المسيحية لا يصح أن تكون وحدة مظهرية أو شكلية، إنما يجب أن تكون وحدة فى الإيمان والعقيدة، أن إخوتنا الكاثوليك اهتموا بالشكل الخارجى فقط، واهتموا بأن يكونوا مثلنا فى الألحان واللغة القبطية والقربان حتى يتوهم الناس أنه لا فرق بيننا وبينهم، ويتوهم البعض أن الوحدة قد تمت، بقيت الأعياد، لذلك هم يجاهدون أن يتحدوا معنا فى موعد العيد، حتى يقولوا للناس: «وماذا بقى بعد؟ لقد صرنا واحدا!!»، هذا خطر عظيم ننبه إليه.. يجب - فى مسائل الوحدة- البدء بالخلافات الإيمانية، وبحث الفروق اللاهوتية والعقيدية أولًا، أما مسألة الأعياد فتأتى أخيرا جدًا، إنها حاليا مسألة مظهرية لا علاقة لها بخلاص النفس.
وتابع: البابا تواضروس دعا يوم السبت 15 مارس 2025م خلال استقبال قداسته لوفد الجمعية البرلمانية للأرثوذكسية إلى أن يكون احتفال كنائس العالم بعيد القيامة المجيد وفقًا للنظام المتبع، والذى تسير عليه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية التزامًا بقرارات مجمع نقية، ولخص قداسته رؤية كنيستنا بأنه يمكن أن نحتفل بعيد القيامة المجيد فى موعد واحد فى كل العالم، مضيفًا بأن الكنيسة الغربية بصفة عامة تحتفل بعيد القيامة دون ارتباط بموعد الفصح اليهودى، أما نحن فنعيش الرمز الول أى الفصح اليهودى ثم نحتفل بقيامة المسيح، وتمنى قداسته أن ينتهز المسيحيون فرصة الاحتفال هذا العام فى نفس اليوم بأن يستمر الاحتفال فى موعد محدد فى الأعوام المقبلة تعبيرًا عن وحدة إيمانهم بقيامة المسيح الفادى والمخلص.
وعن سبب اختلاف موعد عيد الميلاد بين الكنائس أوضح أن «الخلاف هنا تقويمى، فالكنيسة القبطية تتبع التقويمالقبطى «الفرعونى الأصل» أى 25 كيهك ويوافق 7 يناير، والكنيسة الكاثوليكية تتبع التقويم الغريغورى الموافق 25 ديسمبر، وذلك حدث نتيجة للتعديلات التى أجراها البابا غريغوريوس بطريرك الكنيسة الكاثوليكية على التقويم، ولأن الفرق بين التقويمين حاليًا هو 13 يومًا، يظهر عيد الميلاد فى يومين مختلفين، رغم أن الكنائس تحتفلبنفس الحدث»، مضيفًا: بالتأكيد نتطلع لتوحيد الأعياد، وبالأخص بالنسبة لعيد الميلاد، وذلك عن طريق العودة للأصل وليس باتباع الحسابات المستحدثة الخاطئة للكنيسة الكاثوليكية، وذلك حتى لا نصطدم بعقبات لاهوتيةأكثر حساسية، وللأسف، بعض الأصوات داخل الكنائس الشرقية تطالب بالتنازل من أجل ما يسمونه بـ»مظهر الوحدة»، رغم أن الأمر قد يؤدى إلى كسر تقليد عمره قرون ووقوع تحت الحُرمات التى قررها مجمع نيقية، بمعنى أنه أن غيرنا من أجل وحدة شكليه، ولم ينبثق النور المقدس فى ذلك اليوم الذى تم تحديده بالخطأ فما الموقف، لماذا نترك التقليد الذى تسلمناه من الآباء ولم يخزلنا ولو لمرة خلال كل تلك القرون؟
وأشار دياكون مرقس، إلى أن اختلاف موعد العيدين يسبب ضررًا فى حسابات التقويم، فالنظام الكنسى متكامل، يرتبط فيه موعد كل صوم واحتفال بقيامة السيد المسيح، أى بموعد عيد القيامة، فإذا غُيّر موعد العيد، تضطرب حسابات: الصوم الكبير - صوم يونان- صوم الرسل - صوم العذراء، وبالطبع، باقى الأعياد السيدية والمناسبات الكنسية، بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وهذا يعنى أن توحيد الموعد بدون اتباع حسابات الأبقطى التى أثبتت صحتها وتوافق قوانين مجمع نيقية سيؤدى إلى فوضى طقسية بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
كذلك، أوضح خادم الكنيسة الأرثوذكسية أن قد سبق اختلافات بين الكنائس على موعد عيد القيامة، ففى القرون الأولى، كانت بعض الكنائس تعيّد القيامة مع اليهود أو قبله، واستمر الخلاف حتى بعد مجمع نيقية، بل إن بعض المصادر تشير إلى أن الخلاف فى بعض السنوات وصل إلى أربعة أسابيع فرق بين الكنائس، مما دعا الإمبراطور أن يعاتب البابا السكندرى ويطلب منه توحيد التاريخ!.. وبهذا، تم وضع الجدول الأبقطى لضبط التاريخ للأبد، بموافقة الكنائس المسكونية الحضور فى المجمع.
واختتم دياكون مرقس، حديثه قائلا: أخيرًا يجب الانتباه إلى أن الكنيسة الأرثوذكسية لا تتمسك بالتواريخ من باب الجمود، بل من باب الأمانة للتقليد المستلم من الرسل والآباء، فوحدتنا الحقيقية ليست فى تاريخ العيد فقط، بل فى الإيمان الرسولى الواحد، كما قال السيد المسيح: «وَيَكُونُ رَعِيَّةٌ وَاحِدَةٌ وَرَاعٍ وَاحِدٌ» (يو ١٠: ١٦).، وحتى يتحقق هذا يومًا ما، يظل صوت الكنيسة المصرية القبطية الأرثوذكسية شاهدًا على الأصالة، متمسكًا بما تسلّمه من الآباء، حافظًا للوديعة إلى يوم الرب العظيم.
اتفق معه الراهب أثناسيوس الأنبا مكاريوس السكندرى من برية الريان بالفيوم، الذى يتطلع إلى أن يتوحد العيدين فى موعد واحد لأنها هى وصية الله للكنيسة أن يكون الكل واحدا، والأهم من الأعياد الفكر الواحد والقلب الواحد، حيث إن التوحيد هى وصية إلهية كتابية، حيث قال السيد المسيح له كل المجد: «لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِى وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدًا فِينَا، لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي». (يوحنا17: 21)، ولكن هناك شروط لهذه الوحدة أن يكون للجميع: «رَبٌّ وَاحِدٌ، إِيمَانٌ وَاحِدٌ، مَعْمُودِيَّةٌ وَاحِدَةٌ» (أفسس4: 5).
وأضاف الراهب مكاريوس السكندري: أيضا إِيمَانٌ وَاحِدٌ فأركان الإيمان هى (التجسد الإلهى – الصلب والفداء – القيامة من الأموات)، بحسب المعتقد المسيحي، أما مَعْمُودِيَّةٌ وَاحِدَةٌ فهى الميلاد الفقانى الذى من الروح القدس والماء، ويُسمى الميلاد الثانى، حيث يموت الإنسان العتيق ويولد الإنسان الجديد، «اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُل، بَلْ مِنَ اللهِ». (يوحنا1: 13)، وهناك الإيمان بالله الواحد أى وحدانية الله الواحد.
وأوضح الراهب إثناسيوس السكندرى أسباب الاختلاف فى ثلاثة أمور هم «عقائدية» وتعنى التعميد بالتغطيس وليس بالرش، أيضا «تاريخية» منذ بدء الكنيسة المنوط بتنظيم الأعياد وتحديد أوقاتها هى الكنيسة المصرية التى لها دائمًا الدور الرائد فى المسكونة كلها، وعلمائها وقادة مدارس الإسكندرية، فمنذ عهد البابا ديمتريوس الكرامالبطريرك الثانى عشر على كرسى القديس مرقس الرسول، ونشأ حساب علم الأبُقطي، والذى كان من اختصاص المصريين وحدهم، وهذا الحساب يتبع التقويم المصرى القديم والذى أطلق عليه فيما بعد التقويم القبطى وهى الشهور المستخدمة حتى الآن فى الزراعة والكنيسة والصلوات الليتورجية، فمن ثم عليه يتم تحديد عيدى الميلاد المجيد، والذى يوافق التاسع والعشرين من شهر كيهك ولم يتغير على مدار العشرين قرن الماضيين.
وأشار راهب دير الريان بالفيوم، أن عيد القيامة له ثلاثة شروط (أن يكون بعد الفصح اليهودى – أن يكون بعد الاعتدال الربيعى – أن يكون يوم أحد)، أما عن التقويم الغربى أو التقويم اليوليانى والمعروف حاليًا بالتقويمالميلادى فهو دخل مصر منذ قرنين فقط مع الاحتلال البريطانى لمصر وكان له أسباب سياسية.
كما شدد الراهب الأرثوذكسي، على أن الكنيسة المصرية ظلت هى المسؤولة عن تحديد عيدى الميلاد والقيامة، وكان بطريرك الكنيسة المصرية يرسل لكنائس العالم الميعاد حتى انشقاق كنيسة روما سنة 451م.
وتابع: أما عن توحيد العيدين، فهو ليس من الأمر الصعب، بل كما طلب البابا تواضروس الثانى فى شهر مارس المنقضى من كنائس العالم التوحيد على ما نص به مجمع نيقية المنعقد سنة 325م، وذلك وفق الشروط الثلاثة السابق ذكرها وهو الذى تسير عليه مصر حتى الآن، فالموضوع يحتاج إلى تواضع ليس أكثر، أما الأمر الثالثفهو حسابات التقويم المصرى القبطى وهو الأساس فقط، فنادرًا ما يأتى عيد القيامة فى وقت واحد بسبب أن مصر تلتزم بما سبق ذكره، ولكن من يختلف فقد ثبّت يوم لموعد العيد، وهذا ما يخالف شروط مجمع نيقية السابقذكره..
«سبب الاختلاف فى توحيد أوقات الأعياد ليس عقيديا بل سياسي»، حسبما أوضح الراهب الأرثوذكسي، حيث إن من الأفضل الرجوع إلى الأصل، مع الاتضاع الذى بدونه لا يستطيع أحد أن يرى الله.
بدوره، قال الباحث القبطي، وليد سلامة إسكندر، إن أسباب اختلاف الطوائف المسيحية داخل مصر وخارجها حول موعد عيد القيامة إنه يتم تحديده عن طريق عملية حسابية تسمى حساب الأبقطى وهى عملية حسابية صعبة ومعقدة وضعها البابا ديمتريوس الكرام البطريرك الـ 12 من بطاركة الكرازة المرقسية، ثم جاء مجمع نيقية المسكونى سنة 235 م، وقرار أن بابا الإسكندرية هو الذى يقوم بتحديد موعد عيد القيامة المجيد، وإرسال رسالة إلى جميع الكنائس المسيحية فى العالم، وبعد الانشقاق الذى حدث فى مجمع خلقيدونية سنة 451م وانشقت الكنائس أصبح هناك كنائس لا تلتزم بقرار مجمع نيقية فى تحديد عيد القيامة، ومن هنا يأتى اختلاف المواعيد ولكن هناك محاولات واقتراحات فى توحيد عيد القيامة والمسألة فى يد البابا البطريرك والمجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وبحسب الباحث القبطى وليد إسكندر: أحيانًا يأتى الاحتفال بعيد القيامة فى نفس الميعاد لكل الكنائس، ولكن هذا ليس توحيدا للأعياد، إنما فرق توقيت، وهذه القاعدة لا تتكرر إلا مصادفة، فهناك فرق بين التوحيد الذى يأتى بقرار من جميع الكنائس ومجامعها وبين أن يأتى فى نفس الميعاد بسبب التقويم.
وأوضح «إسكندر» أن «أسباب الاختلاف والجدل حول موعد عيد الميلاد ليس عقيديًا أو لاهوتيًا، إنما هو خلاف علمى، لأن الكنيسة كانت تعيد عيد الميلاد يوم 29 من شهر كيهك، الذى يوافق 25 ديسمبر، واستمر هذا الاتفاق حتى بداية القرن السادس عشر قبل أن يجرى البابا الرومانى غريغوريوس الثالث عشر فى سنة 1582 م تعديله على التقويم اليوليانى، الذى من نتائجه أن يوم 29 كيهك حاليًا أصبح يقابل 7 يناير، مصيفًا أنه من المعروف أن السنة عبارة عن 365 يومًا وربع يوم، لذلك كل أربع سنوات يضاف يوم، وتسمى سنة كبيسة أما فى التقويم الغربى الجريجورى، فقيل إن السنة عبارة عن 365 يومًا وربع و؟؟؟ دقيقة تقريبًا، وقد وضع هذا التقويم بعد الميلاد بنحو 15 قرنًا، وهذا الفرق (11 دقيقة) كل عام إذا ضربت فى هذه القرون العديدة منذ ميلاد المسيح حتى الآن تنتج فرقًا عبارة عن 13 يومًا تقريبًا هو الفرق بين 25 ديسمبر، و7 يناير .
وأشار «إسكندر»، إلى أن هناك محاولات من البابا الرومانى غريغوريوس الثالث عشر لإصلاح هذا الفارق، حيث قام بإلغاء عشرة أيام، أى نام الناس يوم 4 أكتوبر أو ليلة 5 أكتوبر واستيقظوا فى صباح اليوم التالى على أنه 15 أكتوبر، وبذلك تلاشوا العشرة أيام التى تجمعت من أيام مجمع نيقية.
ووفقا لـ «إسكندر»، فإن الموقف مشابه بما نقوم به عند تقديم أو تأخير الساعة خلال العمل بالتوقيت الصيفى أو التوقيت الشتوي، مع الأختلاف، لكن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تثق فى تقويمها القبطى لنبوغ الفراعنة نبوغًاعظيمًا فى علم الفلك ونعيد يوم 29 كيهك لعيد الميلاد ويناسبه 7 يناير، وتشترك معنا بعض الكنائس فى هذاالتاريخ على أن المسألة ليست عقيدية إيمانية.
كذلك، أكد الباحث القبطى أن «الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لا تتطلع لتوحيد الأعياد فقط، بل لتوحيد الكنائس كلها مرة أخرى، كما كانت قبل الانشقاق الذى حدث فى مجمع خلقيدونية سنة 451 م ولكن هذا يحتاج إلى عمل الله فى الكنيسة وإلى مجهود شاق والكنيسة القبطية الأرثوذكسية تجرى حوارات ومباحاثات كثيرة من أجل هذا الأمر»، لافتًا إلى «الضرر فى حسابات التقويم إذا اختلف موعد العيدين، فبالطبع لأن الأعياد كلها مرتبطة ببعضها البعض، فمثلا عيد الميلاد الذى يأتى 29 كيهك مرتبط بعيد البشارة الذى يأتى 29 برمهات أى قبل 9 شهور من عيد الميلاد وهى فترة الحمل، أيضًا مرتبط بعيد الختان 6 طوبة الذى يأتى بعد الميلاد 8 أيام..
وتابع: نفس الأمر بعيد دخول السيد المسيح الهيكل، الذى يأتى بعد 40 يوما من عيد الميلاد، وهكذا أيضًا عيد القيامة الذى لابد أن يأتى يوم أحد ويأتى بعد الاعتدال الربيعي، وقد سبق أن اختلف موعد الاحتفال بعيد القيامة أيضا، وحدث اختلاف فى أيام القديس بوليكاربوس، أسقف أزمير، فى أوخر القرن الثانى الميلادى، ولكن تمحسم هذا الأمر فى مجمع نيقية سنة 325م الذى قرار أن بابا الإسكندرية هو الذى يحدد ميعاد عيد القيامة كل عام.
