رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

«هدنة غزة» وزيارة ترامب


11-5-2025 | 10:00

.

طباعة
بقلـم: عبدالقادر شهيب

أيام، ويقوم ترامب بزيارته المرتقبة للخليج التى تشمل ثلاث دول عربية، هى السعودية والإمارات وقطر، ولم يتم التوصل بعد إلى هدنة فى غزة، رغم أن كثيرين من المحللين يرون أن واشنطن راغبة فى التوصل إلى تلك الهدنة قبل أن تحط طائرة ترامب فى مطار الرياض حيث تبدأ زيارته الخليجية.. وثمة أنباء عن تجدد المفاوضات للتوصل إلى تلك الهدنة المنتظرة، وأن المطروح فى هذه المفاوضات الجديدة هو اقتراح بهدنة طويلة نسبيا تمتد إلى ستة أو ثمانية أشهر مقابل إفراج «حماس» خلالها عن نصف الإسرائيليين المحتجزين فى غزة، ثم يعقب هذه الفترة إفراج عن النصف الباقى من المحتجزين الإسرائيليين مقابل انسحاب كل قوات الاحتلال الإسرائيلية من قطاع غزة، مع ضمانات أمريكية لتنفيذ إسرائيل تلك المرحلة الثانية، وإبعاد «حماس» عن حكم القطاع.

 
 

ومن يرددون تلك الأنباء يعتقدون أن احتياج كل من إسرائيل و«حماس» تزايد مؤخرا.. فإن إسرائيل تتعرض الآن لضغوط شديدة من أكثر من اتجاه، أبرزها ضغوط أهالى المحتجزين فى غزة، وضغوط عدد يتزايد من ضباط وجنود جيش الاحتلال الرافضين لاستمرار القتال، ويطالبون بوقف الحرب، خاصة بعد أن زادت كمائن المقاومة لاصطياد ضباطه وجنوده، وأيضًا ضغوط المنظمات الإنسانية الدولية لإنهاء حرب التجويع الممنهجة التى تمارسها إسرائيل ضد أهل غزة للتخلص منهم، وهو ما جعل حكومة نتنياهو تفكر فى التوقف عن منع تدفق المساعدات الإغاثية، خاصة الغذائية على القطاع بعد حرمان «حماس» من التحكم فى توزيعها، بحجة أنها تبيعها لتوفير المال لصرف رواتب أعضائها.

أما «حماس» فإنها تتعرض بدورها لضغوط مختلفة، أهمها أن استمرار الحرب يضعف من نفوذها فى القطاع ويزيد من معارضة قطاعات من أراضى القطاع، ويمنح حكومة نتنياهو الفرصة فى تنفيذ مشروعها الجديد الذى يقضى بتوزيع المساعدات فى القطاع بواسطة شركات أمن أمريكية وفى مناطق تسميها مناطق إنسانية، وذلك يمكن أن يتم إحباطه إذا تم التوصل إلى هدنة جديدة طويلة نسبيا، لتعود «حماس» لاسترداد نفوذها الذى تعرض للتآكل فى القطاع، ونمو ظاهرة لصوص المساعدات التى شهدها القطاع مؤخرا، حيث قالت «حماس» إن هؤلاء اللصوص قاموا بذلك بدعم من قوات الاحتلال.

وكل ذلك قد يساعد على إحراز تقدم فى المفاوضات الجديدة الخاصة بالهدنة التى ستتم خلال الأيام المقبلة، ولكن رغم ذلك فإن التوصل إلى تلك الهدنة قد يصطدم مجددا برفض حكومة نتنياهو التوصل لها ورغبتها فى استمرار سيطرتها المباشرة على القطاع، خاصة أنها تتطلع إلى المضى قدما فى تنفيذ خطة تهجير أهالى غزة، وهى الخطة التى لا تلقى أى إشارات أمريكية بل على العكس تلقى قبولا أمريكيا.. وتراهن إسرائيل على تخفيف الضغوط عليها بتنفيذها ما تفكر فيه لتوزيع المساعدات الإغاثية بعيدا عن «حماس»، لتبدو أمام العالم أنها لا تُمارس حرب تجويع ضد أهالى غزة الذين تدعى أن لديهم مخزونا يكفيهم من الغذاء!

أما أمريكا، وتحديدا إدارة ترامب، فربما لا تكون فى حاجة كبيرة الآن لوقف إطلاق النار فى القطاع بعد إعادة فتح معبر لعودة تدفق قدر من المساعدات الإغاثية لأهاليه.. فإن إدارة واشنطن حصلت بالفعل من الدول الخليجية على ما تبتغيه منها قبل أن تتم زيارة ترامب لها، أما إعادة استئناف دخول المساعدات الإغاثية للقطاع فقد تكفيه لتهدئة خواطر العرب قليلا، فتتم الزيارة الخليجية فى هدوء وسلاسة ودون مواقف أو تصرفات درامية.

ولذلك قد تتجدد مفاوضات الهدنة، ولكن ليس مؤكدا أن تتمخض عن اتفاق جديد لها يقضى بوقف إطلاق النار.. فمنذ أن استأنفت إسرائيل حربها الوحشية ضد أهالى غزة فى شهر يناير الماضى والمفاوضات دائرة، ولم يتم التوصل إلى اتفاق هدنة بعد، لأن إسرائيل راغبة فى استمرار الحرب ولو خفت وتيرتها، ولأن أمريكا ليست حازمة فى طلب تلك الهدنة، وليست قلقة من استمرار تلك الحرب الوحشية، وكل ما تهتم به فقط هو الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين فى غزة.