رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

لأصحاب «الميزانيات المحدودة» وصغار المستثمرين «الفضة».. سبائك «الأمان»


10-5-2025 | 16:33

سبائك فضة

طباعة
تقرير: رانيا سالم

«عاد ليلمع من جديد»، من هذا التعريف يمكننا المضى قدمًا للحديث عن حالة الانتعاش التى شقّت طريقها إلى أسواق الفضة، متسلحة بحالة القلق التى انتابت أسواق الذهب، لتتحول «سبائك الفضة» إلى وعاء استثمارى لصغار المستثمرين أو أصحاب الميزانيات الصغيرة، ليمثل شكلًا من أشكال ليس فقط الحفاظ على قيمة الأموال المدخرة، ولكن تحقيق ربح مع مرور الوقت.

 

يُشار هنا إلى أن هناك أربعة أعيرة لخام الفضة المعدنى؛ الأول: 1000 أو 999 وهو الخام النقى الذى تُصنع منه السبائك والجنيهات الفضية التى تحولت لملاذ آمن لعدد من صغار المستثمرين، ثم الأعيرة 925 و800 و600 وهو ما تتم صناعة المشغولات الفضية منه، مع الأخذ فى الاعتبار أن المشغولات الفضية يذهب لشرائها محبوها فقط، بسبب خسائر المصنعية التى ترتفع عن قيمة الخام نفسه، وهو السبب فى تراجع كثير من المصريين عن شراء الفضة؛ ظنًا منهم أنها بلا قيمة، ولكن مع ظهور سبائك الفضة وارتفاع معدلات نموها فى الفترة الأخيرة أصبحت محط أنظار كثير ممن يرغبون فى بناء استثمار بميزانيات صغيرة.

المهندس سعيد إمبابى، المدير التنفيذى لشركة «آى صاغة»، قال إن «المواطن المصرى شهد تغييرًا فى ثقافته وأصبح يعطى اهتمامًا لمعدن الفضة، فأصبح يتم النظر للمعدن الفضى من منظور مختلف تم الاعتياد عليه منذ سنوات بأنه معدن ليس له قيمة أو ذو قيمة قليلة وتتم خسارة كبيرة عند بيعها، لكن تغيير ثقافة التعامل مع معدن الفضة لا يتوقف على المشغولات الفضية».

«إمبابى»، أضاف أن «معدن الفضة كمشغول لم يلقَ اهتماما لدى المواطن المصرى، وإنما الفضة كسبائك هى التى جذبت الاهتمام، وهو ما يرجع إلى أن الفضة كمشغول قيمة المصنعية فيه تلتهم قدرا كبيرا من المكسب، لكن مع ظهور منتج جديد وهو السبائك الفضة، وقيمة المصنعية فيها مقارنة بمشغولات الفضة لا تُذكر، وبالتالى يتم الاحتفاظ بقيمة الفضة فى السبائك أكثر من المشغولات»، وضرب مثالًا «لو تم شراء سبيكة جرام الفضة بـ60 جنيها يتم دفع مصنعية عليه فى الكيلو بـ2,50 جنيه، يبقى الشراء بـ60+2,50 وهو 62,50 للجرام، لكن عند البيع يكون 6 جنيهات فقط بعد خصم المصنعية ما يعنى خسارة 2,50، وبالتالى لو الفضة ارتفع سعرها 5 جنيهات المكسب فقط 2,50، لكن فى المشغولات الأمر يختلف كيلو المشغولات سعره 60 ألف جنيه، تتم إضافة مصنعية عليه من 60 ألف جنيه مثلها وترتفع المصنعية بضربها فى 10، يعنى ممكن دفع مصنعية قدر قيمة الفضة فى المشغولات ويمكن أكثر، وبالتالى عند البيع يتم بيع الخام فقط، وبالتالى تتم خسارة قيمة المصنعية».

وأوضح أن «خسارة المصنعية هى التى أعطت انطباعًا بأن معدن الفضة والاستثمار فيه غير جيد، لكن هذا الأمر لم يستمر مع ظهور منتج السبائك الفضية، بعد أن أصبحت هناك ثقافة فى الاستثمار فى كل ما هو خام، وحتى فى معدن الذهب لم يعد الاستثمار فى المشغولات الذهبية ولكن أصبح الاستثمار فى السبائك، وبالتالى عندما ارتفعت قيمة خام الفضة وأصبحت المصنعية زهيدة مقارنة بسعر جرام الفضة ذاته بقيت تحقق أرباحا وهو ما يهم كل مستثمر تحقيق الربح بعد 6 أشهر أو سنة، وهو ما حدث مع سبائك الفضة».

وتابع: اليوم يتم شراء كيلو الفضة بـ60 ألف جنيه، ويتم وضع 2,50 مصنعية الكيلو، وبالتالى لو خام الفضة ارتفع 5 جنيهات أو أكثر هنا يمكننا تعويض قيمة المصنعية أو أكثر وبدأت أجنى أرباحا، وهى أرباح مقبولة فى حالة المقارنة بين صاحب ميزانية 60 ألف جنيه، فالاستثمار فى سبيكة الفضة أفضل له من الاستثمار فى سبيكة الذهب، لأنه لو قام بشراء ذهب سيدفع مصنعية أكبر مقارنة لو قام بالاستثمار فى الفضة لأن المصنعية ستكون أقل.

الأساس فى الاستثمار، حسبما أوضح المدير التنفيذى لشركة «آى صاغة»، هو الميزانية المتوفرة، فالمستثمر الصغير أو ذو الميزانيات المحددة عليه أن ينظر إلى قيمة المعدن وقدر المصنعية التى يتم دفعها للمعدن، فعلى المستثمر أن يكون لديه وعى وأن يكون لديه محفظة استثمارية متنوعة، يكون فيها أكثر من نوع من الاستثمار، ووجود استثمار فى الفضة مفيد بسبب انخفاض ميزانيته ومصنعية الخام، وتحقيق أرباح مقارنة بالاستثمار فى الذهب، فسبيكة الذهب قيمة المصنعية فيها أعلى من قطعة كيلو جرام الفضة، فتحقيق ربح من سبيكة ربع جرام فى الذهب قيمة المصنعية 150 فى الجرام، لبدء تحقيق ربح لا بد أن يرتفع الجرام 600 جنيه أبدأ أكسب منه، فى الفضة هنشترى أونصة فضة مجرد أن يتحرك سعر الفضة 10 أو 15 هنا يبدأ تحقيق مكسب، فلو الميزانية منخفضة لا أذهب لربع جرام الذهب، ولكن أستثمر فى الأونصة الفضة، وهنا المقارنات بناء على الميزانية الخاصة بكل فرد والمحفظة الاستثمارية والتنوع فيها.

وعن أسعار الفضة، أشار «إمبابى»، إلى أن «كلا من معدن الفضة أو الذهب يتم تقييمهما عالميًا أو دوليًا بالدولار، فأوقية الفضة سعرها 30 دولارا، وأوقية الذهب 3350 دولارا، وطالما أتحدث عن خام مقيّم بالدولار، فالجزء الثانى هو قيمة الدولار مقابل عملة البلد الموجود فيه، وبالتالى لا بد من النظر إلى قيمة الدولار مقابل الجنيه المصرى، ففى الأسبوع الماضى ارتفعت أسعار صرف الدولار عن 51,70 جنيه للدولار، من أجل تقييم السلعة، وبالتالى فخام الفضة مثله مثل الذهب يتم النظر إلى البورصة العالمية فيتم التعرف على سعره بالدولار، ثم يتم تحويله وفقًا لسعر الصرف المصرى وتظهر قيمة جرام الفضة، وترتفع قيمة الفضة أو تنخفض مع خام الذهب سواء دوليًا أو محليًا، فالمعدنان مرتبطان أو فى نفس السلة فى الأسواق العالمية، فعندما يرتفع الذهب ترتفع الفضة، وحينما ينخفض معه».

كما لفت المدير التنفيذى لشركة «آى صاغة»، إلى احتمالية ارتفاع الطلب على خام الفضة وارتفاع معدلات النمو الخاص به بعد مشاركة الخام فى العديد من الصناعات ومنها صناعات الألواح الشمسية المعدنية وصناعة السيارات، وبالتالى سيحدث عليها طلب أكثر وسيرتفع السعر، وهنا الارتفاع لا يعنى أن يتساوى مع خام الذهب، ولكن الارتفاع سيحقق نموا، مضيفًا أنه «حاليا عند شراء أونصة فضة بـ30 دولارا من الممكن بعد عام أن يرتفع سعرها إلى 60 دولارا، لكن أونصة الذهب سعرها 3000 لكن تكون بعد عام 6000، ولكن ستجدها 3500 أو3400 دولار، وبالتالى الأربح هو الفضة.

«إمبابي» أكد على تغيير نظرة المصريين لخام الفضة، وقال: يقينًا هناك تغيير فى العقل المصرى لخام الفضة، وتمت ترجمته فى جانب واحد فقط وهو شراء السبائك الفضية، وليس المشغولات الفضية، فالمتعلق بالمشغولات الفضية هم الناس أصحاب الأذواق الذين يحبون اقتناء الفضة، فهناك علم من أعلام صناعة الفضة فى مصر مثل عزة فهمى، تصنع مشغولات من الفضة يتم بيعها بأرقام أكبر بكثير من الذهب، فيمكن أن تكون قلادة فضية لديها سعرها 40 أو 50 ألف جنيه، وهى مصنوعة من خام الفضة، فهناك فئة مستهدفة لشراء الفضة أيا كان سعرها، وهى ليست فئة تبحث عن الاستثمار ولكنها تبحث عن التزين به.

وأضاف: مَن يذهب لخام الفضة كاستثمار أو وعاء استثمارى هم من يذهبون لسبائك الفضة، فهى تحتفظ بالقيمة الأكبر بما يزيد على 9 فى المائة من قيمة السبيكة ويتم دفع 10 فى المائة فقط من السبيكة مصنعية وبالتالى لو حدث نمو 10 أو 15 فى المائة يتم تعويض المصنعية، ويتم المكسب، ويرجع عدم الاهتمام بالمشغولات الفضية بسبب العادات والتقاليد والموروثات الثقافية المصرية التى تُعلى من قيمة الذهب، على حساب بقية المعادن، فالأسر تبحث عن اللون الأصفر الشبيه بالذهب ولا تبحث عن القيمة، ولهذا قد تلجأ الأسر لشراء المصنوعات الصينية الذهبية أو ما يُعرف مجازًا بالذهب الصينى أو الأستانلس فى شراء المشغولات أو الشبكة على أن تقوم بشراء المشغولات الفضية، فلم يتم استبدال الذهب بالفضة، فلم نرَ أحدًا يرتدى شبكة فضة.

وعن جنيه الفضة، قال: هناك منتج تجارى اسمه «جنيه»، عندما تم إصداره فى الذهب وبدأ يُتداول، ثم تمت صناعته من الفضة كمنتج تجارى أو مسمى تجارى للبيع من أجل الترويج، مضيفًا أنه يشجع على الاستثمار فى الفضة بشكل عام، سواء سبائك أو جنيه الفضة الذى يتوسط سعره من 500 إلى 600 جنيه، وهنا تم الحفاظ على الأموال فى صورة الاستثمار فى معدن ثمين، وفى الوقت ذاته بمبلغ بسيط وميزانية صغيرة، فرغم قيمتها القليلة لكنها حافظت على قيمة المال.

بدوره، قال نادى نجيب، سكرتير شعبة الذهب: الفضة من المعادن الثمينة، ومنذ القدم وهو وعاء استثمارى جيد، له عدد من المشغولات شديدة الجمال، وهناك العديد من المحال التى تعمل وتتاجر فيها، لكن الأمر يتوقف على الوعى المصرى أو انتباه المستثمر المصرى الذى لم ينتبه مبكرًا لهذا المعدن الذى يمكن أن يكون وعاء استثماريا جيدا، وتحديدًا لصغار المستثمرين.

وتابع: الاستثمار يكون فى خام الفضة وليس فى المشغولات، فأى مشغول فضى مصنعيته مرتفعة وقد تفوق قيمة المعدن نفسه، لكن الاستثمار فى خام الفضة كالسبائك والتى ترتفع قيمتها مع مرور السنوات، وسبائك الفضة تُصنع من عيار 1000، ويمكن للمستثمر شراء الأوزان وفقًا لميزانيته، فهناك الكيلو ونصف الكيلو وربع الكيلو و200 جرام و250 جراماً، فجرام الفضة النقى عيار 1000 بـ50 جنيها حاليًا.

«نجيب»، أوضح أن «الزيادات المتتالية فى سعر الذهب جعلت الجميع يفكر فى معدن آخر الذى يلى الذهب فيظهر الفضة، وهنا بدأ الاستثمار فى السبائك الفضية، أما المشغولات الفضية فلا ترتبط بأسعار، ولكنها ترتبط أكثر بذوق المستهلك الذى يحب شراء وارتداء خام الفضة أيا كان سعره ولا يعطى اهتماما للذهب».

وتوقع سكرتير شعبة الذهب أن يرتفع سعر الفضة عن الآن مع ارتفاع معدلات استخدام خامات الفضة فى الألواح الشمسية وفى الصناعات المتعددة والإلكترونيات، وهو السبب فى ارتفاع سعر الجرام مؤخرًا مع ارتفاع معدلات الطلب على الخام وسيرتفع بشكل أكبر فى حالة ازدياد معدلات الاستخدام فى الصناعات الإلكترونية، فقديمًا كان سعر الجرام يبدأ من 15 و20 جنيها والآن يصل حتى 60 جنيها، وهو ما يؤكد ارتفاع معدلات النمو فى خام الفضة ويجعله ملاذا آمنا لصغار المستثمرين فى حالة الميزانيات الصغيرة فى الحفاظ على قيمة أموالهم المدخرة.

«لا تحسب بهذا الشكل»، عبارة استخدمها «نجيب» لينفى فرضية ارتفاع معدلات شراء الفضة مع انخفاض معدلات الشراء للذهب، وقال: عدد كبير حتى الآن لا يقتنع بالاستثمار فى الفضة، وفى شراء السبائك الفضية، فلا يزال الوعى بأهمية هذا الاستثمار لصغار المستثمرين قليلا، ويتم تفضيل شراء الذهب كبديل آمن له، العقل الاستثمارى يرفض وضع الأموال المدخرة فى الفضة، لكن هناك مَن استوعب القيمة الربحية لسبائك الفضة وخاصة فى الميزانيات المحددة وبدأ يتوجه حديثًا لشرائها، ويرجع انتشار هذه الثقافة قديمًا إلى أن ارتفاع خام الفضة يكون بطيئا وليس بنفس معدلات ارتفاع سعر الذهب الخام.

كما أكد سكرتير شعبة الذهب، أنه لا يزال خام الذهب هو الأكثر ربحية، وأن ما يردده البعض فى معدن الفضة بأنه الأكثر ربحية بأنها لا تخرج عن كونها مبالغات، فلا يعقل أن يقفز جرام الفضة إلى 3000 دولار مرة واحدة، وبالتالى يتربع خام الذهب على العرش باستمرار، لكن هذا لا يمنع ارتفاع معدلات النمو وارتفاع أسعار الفضة، ناصحًا بضرورة شراء السبائك المدموغة من مصلحة الدمغة والموازين، ومشيرًا إلى أن «هناك الآن شركات تبيع سبائك فضة معتمدة من مصلحة الدمغة والموازين، ومدفوعا عليها ضريبة القيمة المضافة، وفى مصر هناك عدد من الشركات الموثوقة المعتمدة من مصلحة الدمغة والموازين يمكن للجميع الشراء منها، والتى تُصنع فضة نقية وهى عيار 1000 سواء للحفاظ على القيمة من أموال يدخرها الفرد أو تحقيق أرباح ببيع السبيكة بعد ارتفاع سعر الخام، على أن يأخذ فاتورة بالقيمة التى قام بشرائها والسعر الذى دفعه حتى يقدر مستقبلًا على بيعها فالفاتورة هنا تعد سند الملكية للسبيكة، وهنا يكون المستثمر حافظ على قيمة الأموال المدخرة وفى الوقت ذاته حقق أرباحا جيدة، فهى استثمار آمن».

سكرتير شعبة الذهب نفى أيضا تماما احتمالية أن تكون الشبكة من خام الفضة، وقال: أن تكون شبكة العروس من خام الفضة سواء فى الوجه القبلى أو البحرى أو حتى العاصمة أمرا مستبعدا تمامًا، فهناك مَن يلجأ لما يُعرف تجاريا بـ«الذهب الصينى» لأنه شكل الذهب، غير أنه ليس له قيمة، على الرغم من أن خام الفضة له قيمة ويمكن أن يتم بيعها مرة ثانية، فهم يتمسكون بالشكل وليس القيمة.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة