«التوطين» توجيه رئاسى سعت حكومة الدكتور مصطفى مدبولى لتنفيذه فى غالبية القطاعات، وذلك فى إطار تحقيق العديد من الأهداف، من بينها توفير العملة الأجنبية التى تستهلكها عمليات الاستيراد، إلى جانب رفع معدلات الإنتاج للاقتصاد المصرى والتى ستتبعها بلا شك زيادة فى مؤشرات التصدير إلى الخارج، ولم يكن القطاع الصحى بعيدًا عن «خطط التوطين»، حيث تسعى الحكومة للتوسع فى توطين صناعة عدد من المستلزمات الطبية.
وفى هذ الإطار، شهد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، خلال الأيام الماضية، توقيع اتفاق لتصنيع أكياس وقرب جمع الدم بالشراكة مع شركة « JMS» اليابانية، حيث يستهدف المشروع إنتاج 7 ملايين قربة سنويا منها 3 ملايين للاستهلاك المحلى و4 ملايين للتصدير خلال 7 سنوات لتعزيز صادرات مصر من المنتجات الطبية.
المصنع يتبع تحالفًا استثماريًا ضخمًا، يتكون من الشركة المصرية للاستثمارات الطبية، وشركة إنتر فارم للصناعات الطبية، وشركة «JMS» اليابانية، وسيُقام فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بالعين السخنة على مساحة 7 آلاف متر، تشمل مناطق إنتاج معقمة ومستودعات متطورة ، وسيتم ضخ استثمارات بإجمالى 14 مليار جنيه.
ومن المتعارف عليه، أن اللاعبين الرئيسيين العاملين فى سوق أكياس الدم العالمية هم الولايات المتحدة الأمريكية واليابان والهند والصين وفرنسا، ونجاح مصر فى الاتفاق مع شركة يابانية كبرى فى هذا المجال يعطى ثقة لضخامة وقوة ونجاح المشروع، الذى يسهم فى زيادة الصادرات والعملة الصعبة، وليس فقط الاكتفاء الذاتى.
محمد إسماعيل عبده، رئيس شعبة المستلزمات الطبية بغرفة القاهرة التجارية، كشف أن «مصر تستورد أكياس الدم من الصين وأمريكا، والتجربة السابقة الوحيدة فى إنتاج أكياس الدم كانت تقريبا عام 2005، لكن بعد فترة قصيرة تم اتهام صاحب الشركة بتوريد أكياس فاسدة وغير مطابقة للمواصفات، وعُرفت –وقتها- بقضية أكياس (هايدلينا)، وهناك شكوك أن ما حدث كان خلفه مافيا شركات المستلزمات الأجنبية التى من مصلحتها التصدير لمصر، لكن حاليا بالاتفاق مع شركة يابانية لها تاريخ فى تلك الصناعة سنجد أننا وضعنا قدمنا على الطريق الصحيح، فتلك الصناعة حساسة ودقيقة».
«إسماعيل» أضاف أن «قرارات ترامب الجمركية كانت إيجابية لنا، فهناك عدد كبير من المستثمرين الصينيين، يبحثون حاليا عن كافة الفرص الاستثمارية داخل 4 دول؛ وهى مصر وتونس والسعودية والتوسع فى المغرب، فيسعون لتصنيع كافة المستلزمات بالقطاع الطبى للاستفادة من التخفيضات الجمركية بتلك الدول».
كما أوضح رئيس شعبة المستلزمات الطبية، أن «مصر حتى سنة 1980 كانت معتمدة كليا على الاستيراد، لكن حاليا الإنتاج المحلى من المستلزمات الطبية المستهلكة يغطى 60 فى المائة من احتياجات المصريين، والسعى فى الفترة القادمة نحو زيادة الاكتفاء فى مجال الأجهزة الطبية، التى تحتاج إلى دول كبرى قوية مثل الصين والتى تهتم فعليا بهذا المجال».
