رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

ارتفاع حاد بالأسعار ونقص فى المعروض أزمة «بيض» تضرب الأسواق الأمريكية


10-5-2025 | 16:32

.

طباعة
تقرير: سلمى أمجد

واجهت سوق البيض فى الولايات المتحدة أزمة غير مسبوقة بسبب تفشى إنفلوانزا الطيور، ما أدى إلى نقص حاد فى الإمدادات المحلية، وارتفاع كبير فى الأسعار. التأثيرات واسعة النطاق على المستهلكين والمنتجين على حد سواء دفعت إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى إعداد خطة لمكافحة إنفلوانزا الطيور، والبحث عن بدائل لتأمين احتياجات المواطن الأمريكى.

 

بدأت أزمة نقص البيض فى عام 2022 عندما اجتاح فيروس إنفلوانزا الطيور «H5N1» شديد العدوى مزارع الدواجن الأمريكية، ومن أجل احتواء العدوى أعدم أكثر من 166 مليون دجاجة على مدار السنوات الثلاث الماضية، كما تم إعدام أكثر من 30 مليون دجاجة منذ بداية العام الجاري، حسب ما أفادت به وزارة الزراعة الأمريكية (USDA).

 ومع زيادة الطلب، أدى النقص الحاد فى العرض إلى ارتفاع كبير فى الأسعار، حيث وصل متوسط سعر البيض إلى 6.23 دولار للدزينة فى شهر مارس متجاوزًا الأرقام القياسية السابقة البالغة 5.90 دولار للدزينة فى فبراير، و4.95 دولار فى يناير، وفقًا لبيانات مكتب إحصاءات العمل الأمريكي، التى تظهر أن التغيير فى السعر بلغ ارتفاعًا بنسبة 25 فى المائة، وفى بعض المناطق، دفع المستهلكون أكثر من 10 دولارات.

كما بدأت بعض المتاجر فى تقنين عدد البيض الذى يمكن لكل مستهلك شراؤه، فى حين لجأ البعض إلى تقليل استهلاكهم للبيض، وآخرون إلى تخزينه، هذا إلى جانب وسيلة أخرى اتجه إليها العديد من الأمريكيين هى خدمة «استئجار الدجاج» التى انطلقت قبل 10 سنوات، وشهدت ارتفاعًا فى الطلب بمعدل 3 إلى 4 مرات مقارنة بالعام الماضي. ولم تقف الأمور عند هذا الحد، بل يبدو أن الأزمة امتدت لتشمل تحديات جديدة فى مكافحة تهريب المواد الغذائية، حيث ارتفعت عمليات تهريب البيض من المكسيك بنسبة 36 فى المائة على مستوى البلاد، وبنسبة 54 فى المائة على طول الحدود فى ولاية تكساس، وفقًا لهيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية، وذلك نظرًا لانخفاض سعر البيض فى المكسيك حيث لا يتجاوز عادة دولارين.

 على صعيد آخر، سلطت الأزمة الحالية الضوء على تلاعب بعض الشركات بالأسعار، وقد تناولت صحيفة «الجارديان» البريطانية استغلال شركات البيض الكبرى مثل «كال-مين» إنفلوانزا الطيور لرفع الأسعار، وقد حققت الشركة التى تنتج 20 فى المائة من البيض الذى يتم تناوله فى الولايات المتحدة دخلًا غير متوقع، قدره مليار دولار فى الأرباع الثلاثة الأولى من السنة المالية، ما دفع إدارة «ترامب» لفتح تحقيق لمكافحة الاحتكار فى تحديد الأسعار من قِبل أكبر شركات البيض فى البلاد.

واستجابة للأزمة، أعلنت وزارة الزراعة الأمريكية عن خطط لاستثمار مليار دولار لمكافحة إنفلوانزا الطيور تركز على تعزيز تدابير الأمن البيولوجى فى المزارع، وتقديم مساعدات للمزارعين المتضررين، والاستثمار فى أبحاث تطوير اللقاحات والعلاجات. كما بدأت واشنطن فى استيراد البيض من دول أخرى مثل البرازيل، وهى من أكبر منتجى البيض فى العالم، وتركيا التى تخطط لتصدير 420 مليون بيضة إلى الولايات المتحدة هذا العام، وهو أكبر عدد على الإطلاق، وفقًا لاتحاد منتجى البيض المركزى فى تركيا. مصر أيضًا انضمت إلى قائمة الدول المصدرة، حيث أعلن اتحاد الدواجن أنه تم التعاقد على تصدير نصف مليون بيضة إلى الولايات المتحدة كمرحلة أولى. 

كذلك تواصلت أمريكا مع العديد من الدول الأوروبية مثل الدنمارك والسويد وفنلندا لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم تصدير فائض إمداداتهم من البيض على الرغم من التوترات التجارية بشأن التعريفات الجمركية، لكن رفضت فنلندا معللة أنها «لن تحل أزمة النقص الأمريكية».

وعلى الرغم من أن جهود وزارة الزراعة الأمريكية قد أثمرت فى انخفاض أسعار بيض الجملة مع نهاية شهر مارس، غير أن الأسعار لا تزال فى المتوسط مرتفعة، وفقًا لما أفاد به مؤشر أسعار المستهلك (CPI) الشهر الماضي، ويرى الخبراء الاقتصاديون أنه لا يزال من غير الواضح متى وإلى أى مدى سينعكس الانخفاض فى أسعار الجملة على معظم رفوف المتاجر، ويترجم إلى ارتياح للمستهلكين.