رغم الصعوبات والتحديات المالية الكبيرة إلا أن المهرجان المسرحى الدولى لشباب الجنوب، استطاع فى دورته التاسعة أن يحقق نجاحا كبيرا سواء على المستوى الفنى أو التنظيمى وخاصة الأفكار التى احتوتها هذه الدورة فى الاحتفال بالمسرح الفلسطينى، وشعارها «المسرح مقاومة»، والفعاليات الفنية الخاصة بهذا، وكذلك الإصدارات المتنوعة لكبار الكتاب من مصر والمغرب والعراق والسودان والتى أقيمت فى القرى والنجوع والمستشفيات وأماكن كثيرة داخل محافظة قنا التى أصبحت مزارا للفنانين من العالم.
بالتأكيد ساعد فى عمل هذا التوجيهات المستمرة للرئيس عبد الفتاح السيسى بضرورة عمل تنمية ثقافية وفنية لأبناء الأقاليم المصرية المختلفة.

لكن المهرجان لم يكتفِ بالعمل الفنى والثقافى فقط بل أرسل عدة رسائل مهمة للعالم كله من خلال هذه الدورة، أهمها رسالة التأكيد على الأمن والأمان الذى تعيشه مصر وخاصة فى الصعيد من خلال الكرنفال الذى تم تنظيمه لأول مرة فى شوارع محافظة قنا.. فكل الضيوف من معظم قارات العالم يسيرون فى الشوارع بأمان وهم يرقصون ويغنون على الطبل والمزمار المصرى يحيط بهم أهالى قنا الكرام الذين انبهروا بالكرنفال، وكانوا يرقصون مع الضيوف الذين أعجبهم أخلاق وعادات وتقاليد الصعايدة وتعاون أهالى محافظة قنا معهم.
ولم يكتفِ المهرجان بهذا فقط بل أوجد نوعا جديدا من السياحة، نتمنى لو استفادت منها وزارة السياحة، وهى السياحة الريفية وتعريف الضيوف الأجانب وكذلك المصريين بمكنون الريف والصعيد المصرى، مع إقامة الفعاليات الفنية لأول مرة فى الأراضى الزراعية.
وقد أثارت الفكرة إعجاب جميع الحاضرين واستمتاعهم وهم جالسون بجوار الفرن الطينى، يستمتعون بعمل الفطير المشلتت وكذلك أبراج الحمام، كما كنا نشاهد فى الأفلام المصرية القديمة وأشادوا بهذه المأكولات الفطير المشلتت مع الجبنة البيضا والقديمة والعسل الأسود وعسل النحل والرغيف الشمسى الذى يمتاز به صعيد مصر، ولم يكتفِ الضيوف بهذا بل حصلوا على العيش الشمسى والفطير المشلتت ليأخذوه معهم إلى بلادهم.
والحق يقال إن د. خالد عبد الحليم محافظ قنا يعمل على هذا المشروع منذ فترة، ويريد أن يوجد للسياحة الريفية مكانا بجوار أنواع السياحة الأخرى؛ خاصة أنها تحقق إنجازا كبيرا إلى جوار السياحة الأثرية. ولأن محافظ قنا خبير فى التنمية، فهو يعمل أيضا على التنمية الشاملة فى المحافظة التى شهدت رواجا كبيرا فى الفترة الأخيرة.