«مبارك شعبى مصر».. نبوءة تحققت قبل أكثر من ألفى عام، حين باركت مصر رحلة العائلة المقدسة التى سارت على أرضها وبين شعبها، فتركت آثارًا دينية وثقافية تتضمن 25 محطة، تمتد من سيناء حتى أسيوط، وتشمل كنائس وأديرة وآبار مياه وأيقونات قبطية. مسار العائلة المقدسة كان محور حوارنا، وبحكمته ووطنيته أجاب عن الأسئلة بكل وضوح بدافع المحبة والإخلاص للوطن، فالتاريخ يحفظ بصماته، ذلك هو الأنبا مرقس مطران شبرا الخيمة وتوابعها، والذى تحدث لـ«المصوّر» فى الحوار التالي
بداية.. حدثنا بشكل تفصيلى عن مسار العائلة المقدسة؟
«إذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف فى حلم قائلًا: قم وخذ الصبى وأمه واهرب إلى مصر، وكن هناك حتى أقول لك، لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبى ليهلكه، فقام وأخذ الصبى وأمه ليلًا وانصرف إلى مصر».. هكذا يصف «إنجيل متى الإصحاح الثاني» رحلة هروب العائلة المقدسة إلى مصر، ومن المعروف أن الرحلة بدأت من بيت لحم فى فلسطين، ثم مرورًا بمدينة الفرما التى تقع بين العريش وبورسعيد، ودخلوا إلى مصر عبر سيناء، ثم مروا على مدن الدلتا عند سخا بكفر الشيخ، وتل بسطا بالشرقية، وسمنود ثم انتهى إلى وادى النطرون فى الصحراء الغربية، حيث أديرة الأنبا بيشوي، والسيدة العذراء «السريان»، والبراموس، والقديس أبو مقار، وسارت بعد ذلك، إلى منطقة مسطرد والمطرية، حيث توجد شجرة مريم، ثم كنيسة زويلة بالقاهرة الفاطمية، ثم مناطق مصر القديمة عند كنيسة أبو سرجة فى وسط مجمع الأديان.
ولم أقصد هنا وجود كنائس حينها لكن أتحدث عنها فى مواقعها الحالية، ثم أخذوا مركبًا إلى منطقة المعادى التى هى معبر العائلة المقدسة لنهر النيل وصولًا إلى جبل الطير فى المنيا، ثم أسيوط حيث يوجد دير المحرق، وتعتبر الفترة التى قضتها العائلة فى هذا المكان من أطول الفترات ومقدارها 6 أشهر و10 أيام، وتعتبر المغارة التى سكنتها العائلة هى أول كنيسة فى مصر بل فى العالم كله ثم تنتهى إلى مغارة درنكة، ثم العودة إلى أرض الموطن عند بيت لحم بخط سير مختلف عن ذلك الذى اتبعوه عند المجيء.
ومن المحتمل أن تكون العائلة المقدسة أقامت فى محافظة الإسكندرية لأنها كانت تتحدث العبرية، ومن المنطقى أن تبحث عن الأماكن التى تستطيع فيها التعامل والتحدث إلى أشخاص؛ حتى تتمكن من البيع والشراء والبحث عن عمل طوال فترة إقامتها فى مصر التى تجاوزت ثلاث سنوات ونصف السنة تقريبا.

وهناك روايات تؤكد عبورهم من منطقة عبده باشا بالقاهرة؛ لذا أقام اليهود فيها معبدا يهوديا، فقد ذاع فى ذلك الحين أن العائلة مرّت من هنا وأن هذا سبب تشييده، لكن لا توجد وثائق تؤكد ذلك، وأيضا البعض يرجح سبب طول إقامة العائلة المقدسة فى محافظتى المنيا وأسيوط لأن عدد اليهود فى المحافظتين كان أكثر، لذا استطاع أفراد العائلة المقدسة التعايش فى ظل وجود لغة مشتركة للتحدث والعمل؛ كى يستطيعوا الإنفاق على طعامهم وقضاء حوائجهم خلال سنوات إقامتهم وترحالهم.
إذن.. هل مد المصريون يد المساعدة للعائلة طوال فترة تواجدها فى مصر؟
يوسف النجار هو رب الأسرة، وكان رجلا عجوز، لا أحد يقبل أن يشركه فى أى أعمال بالطبع بسبب سنه، وأعتقد أنهم كانوا ينفقون من أموال المجوس التى جعلتهم مكتفين ماديا، حيث أهدى المجوس للمسيح ثلاثة صناديق؛ كان الأول منها هو صندوق الذهب، ويشير الذهب إلى اعتراف المجوس بأن الطفل المولود هو ملك، فقد كان الذهب يُعطى كهدية للملوك، كما أنه يرتبط فى العهد القديم بالمقدسات، وكانت الهدية الثانية هى اللبان الذى يرمز إلى الكهنوت والعبادة، واللبان هو حبات البخور التى توضع فى المجمرة بالكنائس، وتقديمه خاص بالكهنة فقط، ويرمز بخور اللبان للعبادة، فقد قال داود النبى فى سفر المزامير «فلتستقِم صلاتى كالبخور أمامك»، أما الهدية الثالثة فهى المُر، وهو نوع من العطور ويرمز للألم، وتشير إلى آلام المسيح، لذلك فإن الكنيسة تعطى أهمية كبيرة لهدايا المجوس لأنها تجسد حياة المسيح فهو ملك الملوك ورئيس الكهنة، وأخيرا يشير إلى آلامه التى سيعيشها على الأرض.
وحتى الوقت الحالى لا يوجد أى مستند يشير إلى معاملاتهم أثناء وجودهم فى مصر، أى مَن ساعدهم من الأسر المصرية ومَن قدّم لهم يد العون، كل ذلك غير مثبت، ولا يوجد دليل عليه إلا تخمين من مؤرخين وتناقل للأحاديث، وأيضا هناك آراء تشير إلى أنهم تعلموا اللغة المصرية كى يستطيعوا التعامل مع المصريين وإيجاد فرصة عمل ليوسف النجار، وجميعها احتمالات، ولكن المؤكد أن العائلة المقدسة كانت تتحدث العبرية السريانية، أو بمعنى أدق اللغة الآرامية، لأنها لغة أهل فلسطين آنذاك، شبه الجزيرة العربية وحدها مَن كانت تتحدث «العربية» فى ذلك الوقت.
هل حان الوقت لوضع المسار المقدس على خارطة السياحة المصرية؟
نشكر الله أننا بدأنا فى تهيئة المسار وتطويره، وحينما اطلع البابا فرنسيس بابا الفاتيكان السابق، على جهود مصر التى تبذلها فى ذلك الإطار؛ طالب بإدراجه ضمن خارطة رحلة الحج المسيحى كأحد الأماكن المقدسة فى مصر التى يعتمدها العالم.
ما سبب اختيار مصر لتحتمى بها العائلة المقدسة؟
دخلت العائلة مصر واستقرت لمدة تزيد على ثلاث سنوات ونصف السنة، وقد سبقها موسى النبى الذى عاش فى مصر طيلة فترة طفولته وشبابه، حيث وُلد فيها وتربى فى كنف آل فرعون، وقضى بعدها سنوات من حياته فى مدين قبل عودته إلى مصر لتبليغ رسالة الله، وأيضا إبراهيم النبى الذى تنقل فى صحراء النقب حتى وصل بلدة بيت إيل وأقام فى نفس المكان الذى خيّم فيه من قبل، حيث كان قد بنى مكانا لعبادة الله، وأقام فيه هو وأولاده، وهذا يعنى أن مصر لا يوجد بلد فى العالم قصدها شخصيات دينية وتاريخية عبر العصور مثل مصر.
كذلك أقام الأسباط فى مصر مدة وصلت إلى 430 عامًا «وأما إقامة بنى إسرائيل التى أقاموها فى مصر فكانت أربعة مئة وثلاثين سنة» (خر 12: 40)، حيث إن عدد الأسباط الذين هاجروا إلى مصر كان اثنى عشر سبطًا، وهم أولاد يعقوب، هؤلاء الأسباط هم: رأوبين، شمعون، لاوي، يهوذا، يساكر، زبولون، يوسف، بنيامين، دان، نفتالي، جاد، وأشير.
ودخل يعقوب وأولاده وأهله إلى مصر، أى عاش بنو إسرائيل ومنهم يوسف النبى بمصر فى أرض جوشن أو جاسان المعروفة الآن بوادى الطميلات، وهو الوادى الزراعى الذى يمتد من شرق الزقازيق بمحافظة الشرقية إلى غرب الإسماعيلية، وذلك حتى ولادة موسى النبي، وهو من نسل يعقوب، فى مصر أيضا.
وحينما نفكر فى تخزين المصريين للطعام مدة 7 سنوات دون أن يفسد تحسبًا لسنوات المجاعة، نعلم أن المصريين عظماء فى كل المجالات؛ فقد بنوا الأهرامات، وحافظوا على فنون التحنيط التى لم يُكتشف سرها بعد، وأيضا خزنوا الطعام 7 سنوات فى عهد يوسف الصديق دون وجود ماكينات أو ثلاجات أو أى وسائل تكنولوجية وغيرها مما يثبت عبقرية المصرى على مر العصور، لذا أؤكد أن كل الأنبياء اتجهوا إلى مصر فقط، ولم يزوروا أى بلد آخر غيرها، سواء أبونا إبراهيم والأسباط وموسى النبي.
وقد بدأت مصر فى الالتفات لجانب مهم وهو المسار المقدس، لأن ذلك سيزيد من قيمة السياحة المصرية، لأن السائح حين يأتى إلى المزار الدينى ليتتبع المسار المقدس، بالطبع ستجذبه رؤية الأهرامات والمتاحف التى تتضمن عددا هائلا من الأثريات الفرعونية وذلك سيدرّ دخلا قوميا تنتفع به بلادنا، وسيأتى العالم أجمع ليستظل تحت شجرة العذراء مريم فى منطقة المطرية أقصى شمال مدينة القاهرة، وذلك بالقرب من مسلة سنوسرت، وهذا يعنى أن مصر بلد أثرى فى كل بقاعها، وأيضا هناك بئر فى مسطرد شربت منها العائلة المقدسة وتوجد فى كنيسة السيدة العذراء، هذه البئر جزء من مسار العائلة المقدسة فى مصر، وهو مكان يقصده الزائرون للتبرك، وحينما أذهب إليه أشرب من الماء النابع من البئر لأنها ما زالت تنتج مياها حلوة الطعم، ويقصدها المسئولون للشرب، رغم أنها أثرية قديمة، لكنها ما زالت تنتج مياها باردة.

من واقع متابعتك.. هل هناك محطات تلقى رواجًا أكثر من غيرها؟
يرجع ذلك إلى المدة التى أقامتها العائلة المقدسة فى كل مكان، فمدة الإقامة إذا طالت يكون الأثر أكبر فى تلك المحطة، فمثلا دير المحرق أقامت فيه مدة ستة أشهر وخمسة أيام، وهى أطول فترة إقامة متصلة لها فى مصر، أى نحو 185 يوما، وأيضا أول كنيسة للمسيح لإقامته بها قبل العودة إلى فلسطين، ومن ضمن أسباب اختيار المسئولين لإدراج المسار هو اعتراف جميع الأديان بالعائلة المقدسة، لذا فهى تجتذب كل البشر باختلاف ثقافاتهم ومعتقداتهم، فضلا عن أن مصر هى بلد قصده كل الأنبياء كما سبق وذكرت.
برأيك.. كيف يمكن الاستفادة من المسار؟
لجعل المسار مقصدًا يجذب الملايين، من الواجب تطوير الخدمات الملحقة به، فمثلا عند قدوم سائح لمشاهدة شجرة العذراء مريم، وأراد المبيت فى تلك المنطقة الأثرية، توجب توافر أماكن ضيافة وغرف صالحة لإقامته، وأيضا كُتيبات تشرح بالصور تاريخ المنطقة والشجرة، ومتعلقات تذكارية مثل ورقة من الشجرة أو مثلا زجاجة مياه من بئر مسطرد، كل تلك ذكريات لن ينساها السائح لأنه سيتبارك بمكان أقام به السيد المسيح، وأيضا توافر مطاعم متنوعة الثقافات تقدم أطعمة وشرابًا لكل سائح حسب دولته، وأشخاص مؤهلين لشرح تفاصيل المكان له، وتمهيد الطرق المحيطة بالمكان، وغيرها من خدمات لا بد من الانتباه إليها. فعلى سبيل المثال تقوم المملكة الأردنية حاليا ببيع زجاجات معبأة من نهر الأردن، وهو موقع المعمودية التى أجرى فيها يوحنا المعمدان عماد المسيح حيث يقع النهر بين فلسطين والأردن، إذًا ماذا عن نهر النيل الذى شرب منه المسيح حتى شبع على مدار ثلاث سنوات ونصف السنة وأيضا استحم به وحمله من منطقة المعادى.
هناك 25 محطة مرت عليها العائلة المقدسة.. كيف تم تحديدها؟
من خلال البابا ثيؤفيلس البطريرك رقم 23 فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الذى كان لديه رؤيا أو حلم يتعلق بمسار العائلة المقدسة فى مصر، فى هذه الرؤيا، ظهرت له السيدة العذراء، وأخبرته بتفاصيل رحلتها إلى مصر، والتى استغرقت ثلاث سنوات وخمسة أشهر وثلاثة أيام، وحدده بداية من سيناء وصولا إلى محافظة أسيوط، حيث ذكر المناطق الأثرية التى مرت بها العائلة بما يتوافق مع القرن الأول الميلادي، فضلا عن استرشادات من الناس وتتبع المسار والتوثيق عما إذا سارت العائلة بتلك المنطقة أم لا والفترة التى أقامتها فى كل منطقة، لكن هناك أماكن من المؤكد مرورها بها مثل شجرة العذراء مريم التى جلست تحتها، وبئر المياه التى شربت منها، وأيضا دير المحرق الذى أقامت فيه أطول فترة، ومن المؤكدات أيضا أن آخر مكان وصلت إليه هو محافظة أسيوط فى صعيد مصر.
وعند وصول العائلة المقدسة إلى بعض المدن المصرية، سقطت الأوثان من أماكنها فى المعابد، وهذا ما أثار خوف ورعب السكان، الذين ربطوا هذا الحدث بوجود قوة خاصة فى المسيح لذا تعرضت لبعض المضايقات ممن يعبدون الأوثان فى مصر، لذا تنقلت بين أماكن كثيرة حتى عادت إلى بيت لحم بفلسطين بعد وفاة الملك هيرودس الذى كان قد أمر بقتل الأطفال فى بيت لحم من أجل استهداف المسيح.
هل يمكن إنشاء مسار مشترك للأماكن التى مرت عليها العائلة المقدسة عربيًا؟
المسيح لم يدخل أى بلد سوى مصر، أما نهر الأردن فهو مسمى طبيعى منذ نشأته، فالمسيح تعمّد فى نهر الأردن لكن لم يدخل الأردن، لأن هذا النهر واقع بين فلسطين والأردن، وعمادته تمت فى جزء النهر الواقع فى فلسطين التى أتى منها إلى مصر، ورغم أن على حدود فلسطين أيضا الأردن وسوريا، فإنها اختارت مصر لتسير إليها، وكذلك الأمر بالنسبة لأبينا إبراهيم والأسباط أيضا وموسى النبى كذلك.
هل توجب على الكنيسة الاهتمام بالمسار المقدس؟
تطوير مسار العائلة المقدسة واجب وطنى، حتى وإن كان يحمل طابعا دينيا، لأن الدولة هى التى ستضع طرف الاستثمارات وتديره وتمهد طرقه وتضمه للأماكن السياحية المصرية، ولكن لا بد من معاونة الكنيسة الاسترشادية بأن توضح الأماكن التى مرت عليها العائلة المقدسة، وأيضا صناعة أفلام تسجيلية توثق ذلك الحدث، وهو ما قام به المركز الثقافى الأرثوذكسى، لكن ليس لدى الكنيسة القدرة المادية على تهيئة مشروع ضخم ومهم كمسار العائلة المقدسة، فضلا عن دور شركات السياحة فى الترويج لمزارات المسار من خلال برامج سياحية وأيضا تأهيل الأماكن ودعمها بمنتجات كالهدايا التذكارية.
وأريد أن أشير هنا إلى أن العائلة المقدسة وحدها التى استطعنا تحديد محطات ترحالها، وأما مَن أتى من الأنبياء إلى مصر، فليس لدينا دليل على الأماكن التى تنقلوا فيها. فمثلا موسى النبى ذهب إلى سيناء فى سن 40 عامًا، لكن أين أقام فى مصر قبلها؟.. وحين وضعته أمه فى صندوق وألقته فى النيل فأخذه الملك، لم نحدد بعد موقع ومكان كرسى المملكة فى مصر آنذاك.
نقيس على ذلك أن هناك أماكن كثيرة وعظيمة فى مصر، وجب على وزارة السياحة إلقاء الضوء عليها وإبرازها، ومنها أيضا جبل «الأنبا أنطونيوس» يعتبر مؤسس الرهبنة المسيحية وأبو الرهبان والموجود هنا فى محافظة البحر الأحمر، وفى مدينة إسنا التى خرجت منها الكتيبة الطبية التى علمت سويسرا فنون الطب، وهناك نصبوا تمثالا أطلق عليه «القديسة فيرينا» وهو ضخم جدا، لأنها أثناء ذهاب الكتيبة الطبية إليهم وفى القرن الرابع علمتهم الاستحمام وتمشيط الشعر، وهى كانت طبيبة ضمن فريق القديس موريس، وهو قائد الفيلق الطيبي، وله مكانة كبيرة فى سويسرا، حيث توجد مدينة تحمل اسمه «سان موريس»، وهناك دير يضم رفات القديس ويعتبر شفيع سويسرا، وذهبت الكتيبة المصرية بأمر الإمبراطور الرومانى، وهى مجموعة من الجنود والأطباء من مصر الذين استُشهدوا هناك.
دائما مصر حاضنة للشعوب.. كيف أثر ذلك فى المسار؟
دائما مصر الملجأ والأمان لكل شعوب العالم، فحين جاءت المجاعة أطعم يوسف العالم وأرسل الأغذية لكثير من البلدان لسد حاجاتهم من الحبوب والغلال على مدار سبع سنوات، وحتى وقت قريب كانت مصر ترسل الأطعمة والملابس إلى أوروبا، وكنا أيام المدرسة نردد: «بتحب مين يا أحمد.. بحب طلعة المحمل»، فعلى مدى قرون ظل خروج المحمل من القاهرة إلى مكة حدثًا استثنائيًّا، والمحمل المصرى هو الموكب الذى كان يخرج من مصر كل عام حاملًا كسوة الكعبة، وظل هذا المحمل يخرج منها منذ عهد شجر الدر والمماليك، ومصر حاضنة للجميع ولا تفرق فى معاملاتهم، فهنا يعيش السودانيون والليبيون والسوريون واليمنيون والفلسطينيون واللبنانيون وغيرهم من كل شعوب العالم الذين قد يتجاوز عددهم 10 ملايين شخص، وتستقبلهم مصر على الرحب والسعة من مأكل ومشرب وملبس، غير أنهم مختلطون فى نفس أماكن معيشة المصريين بخلاف الدول التى تعزل الضيوف الوافدين عليها، فمصر بلد مضياف على مر الزمان، وباركتها العائلة المقدسة منذ دخولها لأراضيها حتى وإن حدثت حروب وأوبئة تتعافى منها وتعود لقوتها ومكانتها.
-ختامًا.. وجّه كلمة للمصريين بمناسبة الاحتفال بدخول العائلة المقدسة مصر؟
نشكر الله كوننا مصريين ونفتخر بذلك فى كل العالم، وشخصيا أفتخر دوما أنى مسيحى مصرى أصيل، وأيضا أفتخر أنى فى البلد الذى زاره أنبياء كثيرون، وختم هذه الزيارة السيد المسيح والعائلة المقدسة.. لذا بات أحد الأعياد السيدية الصغرى وثابت التاريخ حيث نحتفل به فى 24 بشنس و1 يونيو من كل عام، وفيه أعطى السيد المسيح امتيازا خاصا لمصر أن يأتى إليها ويسكن بها مع العذراء مريم ويوسف النجار، مما جعل هذا العيد له مغزاه وتاريخه وأثره فى حياتنا المصرية.