يتسلح المؤمن بالدعاء إلى الله في أمور حياته كافة، فما من شيء أراد تحقيقه إلا توجه إلى الله بالدعاء إلى جانب جده واجتهاده، فالدعاء وسيلة للتقرب إلى الله وطلب الحاجة وتحقيقها، قال رب العزة "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان، فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون".. وفي هذا الصدد ردد الشيخ الشعراوي الكثير من الأدعية التي تعد كنزًا يلجأ إليه الكثيرون عند الحاجة.. وفي السطور التالية تستعرض بوابة "دار الهلال" أبرز هذه الأدعية..
أفضل أدعية الشيخ الشعراوي في طلب الرزق والتوفيق
ردد الشيخ الشعراوي هذا الدعاء في طلب الرزق "بسم الله والحمد لله وصلّ اللّهمّ على رسول الله..اللّهمّ إنّا لا نخلو عن نظرك طرفة عين.. فارزقنا الحياء من معصيتك.. وعلمنا أنّ لنا رزقاً لا يتجاوزنا وقد ضمنته لنا.. فقنّعنا به واحفظنا من التلصّص له.. وعلمنا أنّ علينا ديناً لا يؤدّيه عنّا غيرنا.. فاجعلنا في شغل به.. وعلمنا أنّ لنا أجلاً يبادرنا بغتة.. فأعنّا ربّنا بطاعتك.. ولا تتخلّى عنّا بمعونتك.. وصلّى الله على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم أجمعين".
أدعية التوفيق والسداد
كان الشيخ الشعراوي رحمه الله يستعين بآيات الله في أغلب أدعيته، وفي التوفيق والسداد استعان بـ "وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا.. اللهمّ إنّي استودعتك ما قرأت وما حفظت وما تعلّمت، فردّه عند حاجتي اليه، إنك على كل شيء قدير، حسبنا الله ونعم الوكيل". و"اللهمّ إنّي توكلت عليك، وسلمت أمري إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك". و"ربّ أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق، واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيرًا".
و"ربّ اشرح لي صدري، ويسّر لي أمري واحلل عقدة من لساني، يفقهوا قولي، بسم الله الفتاح، اللهمّ لا سهل إلا ما جعلته سهلاً، وأنت تجعل الحزن متى شئت سهلاً، يا أرحم الراحمين".
أفضل الأدعية المستحبة للشيخ الشعراوي
وشاركت القناة الرسمية للشيخ محمد متولي الشعراوي على منصة "يوتيوب"، فيديو سرد صيغ الدعاء التي يستحب للمسلم أن يدعو الله عز وجل بها ليزيده من الخير كله ومنها..
-"اللهم إني أسألك منَ الخير كلهِ عاجلهِ وآجله»، ما علمتُ منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجلهِ وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، وأسألكَ الجنةَ وما قرَّبَ إليها من قولٍ أو عملٍ، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عملٍ، وأسألكَ خيرَ ما سألكَ به عبدك ورسولك محمّد صلى الله عليه وسلم، وأعوذُ بك من شر ما استعاذكَ منه عبدك ورسولك محمّد صلى الله عليه وسلم وأسألك ما قضيتَ لي من أمرٍ أن تجعل عاقبته رشَدًا، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار".
-"اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتي وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا، ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا، اللهم إني أصبحت وأمسيت أشهدت وأشهد ملائكتك وحملة عرشك ورسلك أنك أنت الله لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الغمة فآته الوسيلة والفضيلة والدرجة العالية الرفيعة وابعثه اللهم المقام المحمود الذي وعدته".
دعاء للنفس بالرحمة والمغفرة
"اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِكَ تَهْدِي بِهَا قَلْبِي، وَتَجْمَعُ بِهَا أَمْرِي، وَتَلُمُّ بِهَا شَعَثِي، وَتُصْلِحُ بِهَا غَائِبِي، وَتَرْفَعُ بِهَا شَاهِدِي، وَتُزَكِّي بِهَا عَمَلِي، وَتُلْهِمُنِي بِهَا رُشْدِي، وَتَرُدُّ بِهَا أُلْفَتِي، وَتَعْصِمُنِي بِهَا مِنْ كُلِّ سُوء".
"رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمنون"
"اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي، وَارْحَمْنِي، وَاهْدِني، وَعافِني، وَارْزُقْني".
"اللَّهُمَّ يا مُصَرِّفَ القُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنا على طاعَتِك".
"أعوذ باللَّهِ مِنْ جَهْدِ البَلاءِ، وَدَرَكِ الشَّقاءِ، وَسُوءِ القَضَاءِ، وَشَمَاتَةِ الأعداء".
"اللَّهُمَّ إني أعوذ بِكَ مِنَ العَجْزِ، والكسل، وَالجُبْنِ، وَالهَرَمِ، وَالبُخْلِ، وأعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَأعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَحيَا وَالمَماتِ وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرّجالِ".
ولد الشيخ محمد متولي الشعراوي في 15 أبريل عام 1911م، بقرية دقادوس، مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بجمهورية مصر العربية، وأتم حفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره، وحصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية عام 1923م، ودخل المعهد الثانوي الأزهري، وزاد اهتمامه بالشعر والأدب، وحظي بمكانة خاصة بين زملائه، فاختاروه رئيسًا لاتحاد الطلبة، ورئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق.
وبعد حصوله على الثانوية الأزهرية، التحق بكلية اللغة العربية؛ لتكون اللغة العربية بابَه إلى جميع العلوم الشرعية، علاوة على ما تمتع به الشيخ من تمكُّنٍ في فنون اللغة العربية وملكاتها، كالنحو، والصرف، والبديع، ونظم الشعر، والخطابة، وطلاقة اللسان، ووضوح البيان.
ومن أبرز المناصب التي خدم من خلالها الشيخُ الشعراوي الدعوةَ الإسلامية منصب مدير إدارة مكتب فضيلة الإمام الأكبر حسن مأمون شيخ الأزهر الأسبق 1964م، ورئيس بعثة الأزهر الشريف في الجزائر 1966م، ووزير الأوقاف وشئون الأزهر بجمهورية مصر العربية 1976م، كما شغل عضوية مجمع البحوث الإسلامية 1980م، ومجمع اللغة العربية، ومجلس الشورى بجمهورية مصر العربية 1980م.
إضافة إلى العديد من المناصب التي عُرضت عليه واعتذر عنها؛ تفرغًا للعلم والدعوة وخدمة المُحتاجين.
وللشيخ مؤلفات علمية عديدة منها: معجزة القرآن - الأدلة المادية على وجود الله - أنت تسأل والإسلام يجيب - الإسلام والفكر المعاصر - قضايا العصر - أسئلة حرجة وأجوبة صريحة.
وبعد عمر مديد في رحاب الدعوة الإسلامية المستنيرة والسمحة، وفي خدمة الإسلام والمسلمين، توفي الشيخ عن عمر يناهز السابعة والثمانين، في 22 صفر 1419هـ، الموافق 17 يونيو 1998م.