الموسيقار والملحن الكبير صلاح الشرنوبى، أحد أهم وأكبر العلامات والأسماء اللامعة فى عالم الغناء، عاصر عشرات وعشرات من النجوم عبر أجيال متعددة، عاش معهم ذكرياتهم، تطورهم وتطور الحالة الفنية، لاسيما أجواء الحفلات التى قدموها ومازلوا حتى الآن، فتحنا خزائن أسراره وتحدثنا معه عن رصده ورأيه فى التغيير الذى طرأ على الحفلات بين الأمس واليوم، سواء على مستوى النجوم أو الجمهور أيضاً، وغيرها من الكواليس الشيقة نتعرف عليها فى الحوار التالى...
حدثنا عن الحفلات قديماً والآن.. وما الفرق بينهما؟
الحفلات قديماً كان لها طابعها الخاص.. أولاً من حيث المحتوى، فالأغنية الشرقية كانت موجود وبقوة، والفنانون كانوا مختلفين ولكل منهم لونه وشكله الذى يميزه، أما الآن فالنجوم والأغانى فى معظمها تشبه بعضها، ولا يوجد تنوع مثلما كان قديماً، فكان لحفلات زمان إجلالها واحترامها وتقديرها من الجميع، سواء الفنان أو المتلقى، وكانت تلك الحفلات تذاع عبر قنوات مختلفة، أولاها المسارح التى تغنت على خشبتها السيدة أم كلثوم وعبد الحليم حافظ ونجاة ووردة وغيرهم من عظماء زمن الفن الجميل، وكانت تنقل عبر شاشات التليفزيون، ثم بعد تلك المرحلة تأتى مرحلة «الفيديو كليب» وقد لاقى نجاحاً ورواجاً كبيراً، وصنع رصيداً لعشرات النجوم، أما فى هذه الأيام فقد فقدت بعض الحفلات الكثير من جلالها، فأصبحت تقام فى النوادى والسواحل، من خلال تجميع الناس على الشواطئ، مرتدين الملابس الصيفية، حتى المطربين أنفسهم نجد بعضهم يحاكون الشباب ويلبسون ملابس «كاجوال» فى الحفلات.
وبالنسبة لعدد الحفلات فقد صار قليلاً حالياً، فليس هناك إلا الأوبرا والحفلات التى تنظمها الموسيقى العربية فى الأوبرا أو بعض الحفلات على مدار السنة، لكنها لا ترى بالشكل الأمثل، أما على مستوى الدول العربية فهناك حفلات ومهرجانات تنظمها تلك الدول منها مهرجانات قرطاج وجرش، لكن معظمها ليس بعظمة المهرجانات القديمة.
وماذا عن النقلة التى حدثت فى إقامة الحفلات من داخل المسارح المغلقة إلى المكشوفة.. كيف بدأت وعلى يد من؟
كانت تلك النقلة مع بداية الموجة الثانية للحفلات المتمثلة فى «الفيديو كليب»، منذ نحو 12 عاماً، فبدأت مرحلة الـ«نيو لوك» للحفلات، التى لم تعد فى أماكن مغلقة بل فى أماكن مكشوفة وعلى الشواطئ، وأصبحت منتشرة فى بعض الدول العربية مثل لبنان من حفلات «أوبن إير»، وكل ذلك كان منذ فترة قريبة لا تتعدى 12 عاماً.
هل تذكر لنا مواقف غريبة أو محرجة وقعت لمطربين أثناء حفلاتهم؟
لا أذكر شيئاً محدداً، لكن هناك بعض المواقف التى يخرج فيها المطرب عن النص، وقد تكون سبباً فى توجيه اللوم له فيما بعد، أو تعريضه للهجوم، منها بعض التصريحات على الهواء لبعض الفنانين والتى تعرضهم فيما بعد لهجوم جماهيرى ونقابي، فمن المفترض أن يكون الفنان ملتزماً بقواعد شكل مصر وحريصاً قبل التحدث.
هل من الممكن أن تعود حفلات «ليالى التليفزيون» و«أضواء المدينة»؟
لا أعتقد أن تلك الحفلات يمكن أن تعود حالياً كما كانت، بنفس الشكل، لكنها قد تعود بأشكال أخرى مثل الأوبرا، وأعتقد أن القيادة المصرية واعية تماماً لدور الفن والثقافة فى خدمة الوطن، ولن تغفل هذا الدور الحيوى والمهم وجدانياً ووطنياً، ومن هنا أعتقد أن الدولة حالياً فى مرحلة نهضة كبيرة، وتنتبه لدور الفن بشكل أكبر، وستعود تلك الحفلات، لكن بأشكال اليوم وليس الأمس.
ما رأيك فى ارتفاع أسعار تذاكر الحفلات اليوم؟
أرى أن ارتفاع الأسعار شىء منطقى جداً، فالأسعار ترتفع يومياً فى كل ما حولنا، ومن حق الفنان أن يرفع سعره تباعاً، فالفنان جزء من هذا الواقع