شيماء محمود
مخرجة وكاتبة من طراز فريد لها دائما بريق فى أعمالها يضيف إليها هالة من الإبهار والتشويق ،وكأن لها نصيبا من اسمها فى أعمالها ،تستطيع أن تتعرف على أعمالها حتى قبل أن تعلم أنها صاحبة العمل، لأن لها دائما بصمة فى أعمالها سواء فى التأليف أو الإخراج ، فهى ملكة البطولات النسائية حاليا بلا منازع، رغم معاناتها مع المنتجين الذين يفضلون أن يكون البطل رجلا.
تركت الهندسة واتجهت للفن رغم معارضة أهلها لذلك، لم تهو العمل مساعدة مخرج وبدأت العمل مخرجة فى فيلم قصير، حصلت على جائزة مهرجان ميلانو، عرض لها مؤخرا مسلسل «أحلام سعيدة» ليسرا والذى حقق نجاحا كبيرا، ورغم أنه من تأليفها لكنها لم تخرجه، وإنما أخرجه المخرج الكبير عمرو عرفة، إنها المخرجة والكاتبة المتميزة هالة خليل التى كان لنا معها هذا الحوار..
فى البداية ما سر توجهك للكتابة الدرامية وعمل مسلسل من تأليفك لأول مرة ؟
كانت بالمصادفة حيث إننى كنت فى مساعىّ لعمل تصريح لتصوير فيلم المحول لمسلسل قصير «شرط المحبة» وكنت فى منتهى الإحباط واليأس.. ولكن الأستاذ جمال العدل قرر ألا يتركنى لليأس والاكتئاب.. فعرض علىّ أن أكتب سيناريو فيلما جديدا من إنتاجه.. وظل يتابعنى بشكل شبه يومى ويبث فىّ الحماس حتى انتهيت من كتابة السيناريو.. ولكن وقتها كان التحضير للموسم الرمضانى قد بدأ.. فطلب منى فكرة مسلسل ليسرا.. وكان «أحلام سعيدة» واحدا من سيناريوهات الأفلام التى كتبتها منذ عدة أعوام تقريبا فى عام 2012 .. ولم تر النور نظرا لكونها بطولة نسائية ككل أعمالى مما يصعب البحث لها على إنتاج.. ولكن وافق جمال العدل على تحويله إلى مسلسل.. وبعد اتفاقنا على كتابته وإخراجه شعرت أن الوقت لن يسمح لى بالقيام بالمهمتين، وكان لابد من الاعتذار عن الكتابة أو الإخراج.. ونظرا لارتباطى بالموضوع وبالشخصيات كان من الصعب ترك الكتابة لغيرى فاعتذرت عن الإخراج وتولى المخرج الكبير عمرو عرفة مهمة الإخراج.
بعد النجاح الذى حققه المسلسل هل ترين أن الخطوات نحو الدراما أسرع من السينما ؟
الفكرة أننى أميل أكثر إلى اتجاه القصة التى تحكى فى ساعات قليلة.. السينما قادرة على أن تحكى مئات السنين فى ساعتين .. وأنا أحب هذا التكثيف أكثر من أن تمتد الحكاية لعدة حلقات.. وأميل للصورة أكثر من الحوار.. على عكس المسلسلات.
على هذا كان تحديا كبيرا أن تحولى «أحلام سعيدة» من فيلم إلى مسلسل ممتد ل«30 حلقة» ؟
بالطبع كان تحديا كبيرا .. لكننى كنت على دراية أنه يحتمل أنه يمتد نتيجة لكثرة الشخصيات وكل شخصية منهم لها أبعادها وتاريخها وتحمل صراعا دراميا فى حد ذاته.
نرجع لإشارتك أن العمل كان مكتوبا كفيلم من مدة ولم تستطيعى إيجاد إنتاج له.. ما تفسيرك لهذا؟
بالفعل العمل كان مكتوبا كفيلم من 2012.. كل كتاباتى لأنها بطولات نسائية لا ترى النور بسهولة.. والناس فاكرة أننى قليلة الأعمال عن عمد.. لكننى بالعكس أكتب بشكل دائم وأبحث عن إنتاج لتنفيذ أفكار أعمالى.. لكن المنتجين يميلون لنجم الشباك الرجل.. وأنا أكتب ما أجد نفسى فيه.. فالكاتبات أو الأديبات ترينهم متأثرات بقضايا بنات جنسهن.. أنا أيضا عند الكتابة أميل للبطولات النسائية.. فالبطلة فى فيلم «نوارة» على سبيل المثال جزء من عينى فى الحياة.
بالفعل فقد صرحتِ أن بطلات أعمالك شخصيات حقيقية عايشتِ واقعهن؟
نعم كل الشخصيات هى شخصيات حقيقية تعاملت معها فى الحياة الواقعية، سواء فى مسلسل «أحلام سعيدة» أكثر من 90 % من العلاقات والشخصيات فى المسلسل موجودة فى الحقيقة وأعرفهن بشكل شخصى، واعتبر ذلك دافعا للكتابة بالنسبة لى، أحب ترجمة الحياة فى أعمال طوال الوقت.. فالملهم الأول هو انفعالى بما حولى.. سواء شيئا شخصيا.. وافتقادى لأصدقاء الطفولة جسدته فى فيلم «أحلى الأوقات» أو تصورى للقضايا المجتمعية التى أجدها من حولى مثل مناقشة البطالة والتصدى للعنوسة وغيرها من الأفكار التى ألمسها من خلال ناس حقيقية على أرض الواقع.. والأهم هو التصالح مع الذات والناس فى إدراك تلك القضايا.
تجسدين أفكار ومشاعر وقضايا المرأة .. كيف ترين المرأة العاملة فى السينما ؟
عندنا موهوبات كثر من كاتبات ومخرجات وممثلات .. لكن للأسف لم يحصلن على فرصهن بالشكل الكافى.. فغالبا ما تكون الفنانة حبيبة البطل لكن نادرا ما يقوم على فكرة أساس البطولة نسائية.. ومع ذلك فتحت المنصات الإلكترونية متنفسا إلى حد ما لتلك المساحة.. رغم أن حتى المنصات تبحث عن أبطال الشباك لكن مازالت موجودة مساحة موجودة.. وكنت بالفعل على وشك تنفيذ عمل 4 حلقات والتى تعد قريبة من مدة الفيلم .. إلا أن المشروع توقف بسبب عدم استخراج تجديد التصريح.. ومازلنا نسعى جاهدين لاستكماله.
لم تكن تلك المعوقة الوحيدة التى واجهتك فى حياتك فقد مررتِ برحلة من التحديات منذ تركك لكلية الهندسة وحتى الآن؟
بالفعل كل مرحلة كان لها تحدٍ معين.. فالبداية كانت صعبة بمحاولة إقناع أهلى التحويل من كلية الهندسة للمعهد خاصة وأن أسرتى متشددة.. لكنى كنت على قناعة تامة أن أجرى وراء شغفى.. وبالفعل تابعت الدراسة فى المعهد مع دراستى بكلية الإعلام.. وبعد التخرج كان هناك تحدٍ آخر أننى لا أملك العلاقات التى تجعلنى أبدأ عملا فنيا.. فاتجهت لعمل فيلم قصير «طيرى يا طيارة»، لم أقدم على العمل كمساعد مخرج .. لكنى بدأت بفيلم قصير لفت نظر الوسط لى من خلال مشاركتى فى عدة مهرجانات وحصول الفيلم على جوائز من مهرجان ميلانو.. ومع ترشيحى للعمل كمساعد مخرج ..لم أستطع أن استسيغ الفكرة، ولم استمر كمساعد مخرج بل فضلت أن أكون مخرجا للأعمال التى تعبر عنى ..فبدأت فيلم «أحلى الأوقات» وكان التحدى الأعظم بالنسبة لى.. وتعد من أصعب تجاربى على الإطلاق.. حيث كان أول عمل سينمائى من إخراجى.. ويكاد يكون كل العاملين فى اللوكيشن يملكون خبرة أكثر منى.. لكن استفدت من هذه التجربة بشكل كبير فى كيفية التعامل داخل اللوكيشن مع الفنانين والعاملين .. بعدها عُرضت علىّ عدة أعمال لإخراجها لكن كنت أجدها إما نسخة هيليودية، أو لا تعبر عنى .. فاتجهت للكتابة .
هذا يعنى أن توجهك للكتابة كان بسبب عدم وجود أفكار تناسبك؟
كانت البداية هكذا.. لكننى بعد أن بدأت الكتابة.. أصبحت غاية فى حد ذاتها ..لأننى وجدت نفسى سعيدة جدا بما أكتبه وبالمنتج النهائى
خلال دراستى لمدة 3 سنين بكلية الهندسة اشتركت فى مسرح الجامعة، كنت بأمثل وأخرج وآخذ جوائز.
دائما كانت أعمالك تنفذينها من كونها بذرة إلى أن تخرج للنور.. كون شخصياتك التى بنتيها تخرج بطريقة مخرج آخر؟
أى سيناريست يرى الفكرة بصورة والمخرج يراها بصورة أخرى.. وأنا اخترت أن أستكمل كتابة المسلسل نظرا لدراستى كافة الشخصيات.. وقتها لابد أن أحترم وجهة نظر مخرج العمل فى خروج العمل من وجهة نظره، وحتى الاستاذ جمال العدل أكد علىّ فى هذا.
ماذا عن مشروعك القادم؟
نستعد لفيلم جديد بعنوان « ليلة الحنة».. كان من المزمع أن نشرع فى البدء فيه لكن فضلنا أن نركز كل مجهودنا للمسلسل ثم نكون أكثر تفرغا له.. فأجلناه و بدأنا فى جلسات العمل ويعد بطولة جماعية كبيرة