الإثنين 25 نوفمبر 2024

ماذا لو كان عبد الحليم حافظ مازال يحيا عصرنا؟

6-6-2022 | 09:23

مقال رئيس التحرير

سمر الدسوقى

 

أعترف أنها صعوبة حقيقية أن تختصر الحديث في بضعة صفحات أو حتى مجلدات عن نغم مازال يعيش بيننا بل ونحيا به ونتنفسه يوما بعد اليوم..

 نغم متفرد لم ولن يتكرر صنعه العندليب عبدالحليم حافظ على مدى مسيرة فنية أمتدت لـ  ٢٦ عاما قضاها عبد الحليم متربعا على عرش الغناء والألحان في مصر والوطن العربي،  وربما تكون هذه السنوات  هي مسيرة مشاركته الفعلية منذ بدء مشواره الفني وحتى رحيله في ٣٠ مارس ١٩٧٧، لكني ومعي بالتأكيد الكثيرون يرون أن هذه المسيرة ليست فقط هذه السنوات المحدودة ولكنها مشوار فني طويل يمتد حتى يومنا هذا، فبالرغم من التطور التكنولوجي الهائل الذي نعيشه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات والجروبات الإلكترونية وغيرها إلا أن حليم مازال موجودا ومستمراً ليس فقط من خلال عشقنا له وترديدنا لأغانيه ومشاهدتنا لأفلامه، ولكن من خلال تقنيات هذا العصر أيضا فمازال حليم له منتديات وأندية ومجموعات على مواقع التواصل والشبكة العنكبوتية تضم آلاف المحبين وتقدم يوما بعد اليوم الكثير من أغنياته وأعماله الفنية وصوره وتفاصيل حياته التي لا يعرفها الكثيرون، والأمر نفسه نلمسه في الحفلات التي تنظمها دار الأوبرا المصرية  للأحتفاء به وبخاصة في ذكراه، بل وفي الحفلات المنظمة بتقنية الهلوجرام فكليهما يشهدا حضورا من الشباب قبل الكبار، وأعتقد أنه لو كان يحيا معنا عصرنا الحالي لشهدت حفلاته الحيه إقبالاً جماهيريا منقطع النظير يثبت وبما لايدعو للشك أن الجمهور يريد هذا..يريد من يعبر عن أحلامه وآماله.. عن مشاعره وأحزانه.. عن لحظات الحب والفراق.. عن عشق الوطن الذي لا ينتهي، وبنغم وبكلمات رصينة بل وشرقية أصيلة، يريد الفنان الذي كان يقضي في بروفة أغنية واحدة ما يزيد عن ١٠ ساعات متواصلة يوميا مهما كانت حالته الصحية، الفنان الذي قدم الفن على حياته وصحته وروحه مقدما على مدى مسيرة فنية  قد لا تكون طويلة في أرض الواقع مقارنة بغيرها ولكنها تخطت حاجز الزمن لتبقى معنا من خلال أكثر من ٢٣٠ اغنية عاطفية ووطنية تعاون حليم فيها مع عدد كبير من الشعراء في مقدمتهم مرسي جميل عزيز ومحمد حمزة وحسين السيد ومع عدد كبير من الملحنين في مقدمتهم محمد الموجي وبليغ حمدي،  هذا بجانب ١٦ فيلما ومسلسل إذاعي واحد، هذا التاريخ والذي يعد بصمة في عالم الغناء والنغم هو ما يجعل حليم حتى يومنا هذا بوابة العبور لأي موهبة شابة تلتمس طريقها في هذا العالم، وهو ما يجعل الشباب حتى الآن يصنعون من هذه الاغاني تريندا ولكن على أرض الواقع بما يحفظونه ويرددونه من أغنياته عن ظهر قلب.

فحليم هو الغنوة التي لا تنتهي .. وقصيدة الحب التي ما زلنا ننظمها ونستمع إليها سويا.