الخميس 25 ابريل 2024

فى ظل تحديات جمة... ماذا نحتاج من الإعلام لدعم الوطن؟

د. سامى الشريف ، نشأت الديهى ، د. محمود علم الدين ، د. طارق سعدة

16-6-2022 | 18:03

عمرو والى

تواجه الدولة المصرية خلال الآونة الأخيرة تحديات خارجية وداخلية غير مسبوقة لم تشهدها على مر التاريخ المعاصر، وذلك من أجل الحفاظ على مكانتها وأمنها القومى وصيانة مقدراتها، وهو الأمر الذى يستوجب وجود إعلام قوى داعم للوطن يستهدف تعزيز قيم الانتماء للجمهور، عبر وسائله المختلفة، وتواكباً مع الاحتفالات بعيد الإعلاميين التى  احتفلنا بها مؤخراً طرحت «الكواكب» مجموعة من التساؤلات بشأن ما الذى نحتاجه من الإعلام والإعلاميين لدعم بلادنا.. وما المطلوب من أجل المساهمة فى نشر الإيجابيات الموجودة على أرض الواقع.. وكيف يمكن مواجهة الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعى.. وأهم السبل لنشر مفهوم الإنتماء لدى المواطن، وغيرها من التساولات ومناقشتها مع المتخصصين عبر السطور التالية...

 

تخطيط مسبق

فى البداية قال د. سامى الشريف، عميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة، إن الإعلامى يجب أن يستند إلى قيم المجتمع المصرى وأولوياته، ومراعاة مصلحة الدولة، والحرص على عدم الانسياق إلى الشائعات التى يتم تداولها، والتى قد تستهدف الترويج لأى خبر مغلوط لهدم أركان الدولة، لاسيما عبر وسائل التواصل الاجتماعى، أو شبكة الإنترنت بشكل عام.

وأضاف الشريف قائلاً: يجب التركيز من جانب كل الإعلاميين على تناول قضايا التنمية باعتبارها مسألة محورية قادرة على إحداث تغيير إيجابى داعم فى بناء الوطن، عبر نشر مفاهيم التنمية والمشاركة الفعالة فى عملية تحديث المجتمع؛ لأنها عملية مشتركة بين المواطنين ومؤسسات الدولة المختلفة، بالإضافة إلى العمل على ضرورة توفير مساحات لطرح اتجاهات متنوعة ومختلفة قائمة على ثوابت الدولة، ولا تستهدف إحداث الضرر لها.

وأشار أستاذ الإعلام إلى أن هذا التنوع من شأنه إثراء الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية من خلال تناول وتداول آراء متباينة تستند إلى منطق وطنى يهدف لصالح الدولة المصرية ودعمها، فى مواجهة وسائل الإعلام المعادى، وتصيد أخطائه، والأكاذيب التى يروجها، ومن ثم إثارة قضايا جدلية نبادرهم فيها بالهجوم بالحجة والبرهان والدليل.

ويطالب د. الشريف بعدم الاكتفاء بالرد، موضحاً أن المواجهة المؤسسية تقدم المنطق السليم لهذا الرد حتى يكون أكثر قدرة على الإقناع لأنه ينبع من تخطيط مسبق ولا يكون مقنعاً وقوياً أمام الطرف الآخر الذى بدأ بالعداء فقط، بل أمام حتى الجهات الدولية المحايدة التى تتابع الموقف، فيصبح لديها قناعة بأن موقفنا يسير على نحو سليم.

سامي الشريف

التفسير والتحليل

ويرى د. محمود علم الدين، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أن الإعلاميين تقع على عاتقهم مسألة بناء الوعى العام للجمهور المستهدف من خلال تزويده بمعلومات متكاملة وصحيحة ودقيقة عن كل الأحداث الجارية التى تقع داخل الدولة وخارجها بما يهدف دعمها ومساندتها على كافة المستويات.

وأضاف علم الدين قائلاً: عملية تزويد الجمهور بالمعلومات لا تستقيم إلا بتقديم تفسيرات وتحليلات، بحيث يستطيع المتلقى أن يكوِّن رؤية صائبة وصحيحة عما يحدث حوله، ومن ثم اتخاذ القرار بأى قضية أو ملف، بالإضافة إلى مقاومة حالات التزييف أو التخريب الذى قد تقوم به أية جهة معادية، وهنا يركزالإعلام البنّاء على الإيجابيات وتقديم حلول للمشكلات، كما يهتم باستشراف المستقبل والتركيز على التغيير للأحسن، لذلك فإن أحد أحدث محاولات تعريف إعلام البناء يرى أنه يشمل ويدمج بين إعلام تقديم الحلول، والإعلام الإيجابى، لأنه يركز على تقديم الحلول، بشكل موثق ودقيق، لا مجرد إثارة المشكلات، كما يتابع الأخبار الإيجابية التى تعطى الأمل للناس، ويحتفى بقصص النجاح وبالأشخاص الذين يمكن أن يمثلوا قدوة للشباب.

واستطرد علم الدين حديثه بالقول: الدولة تقوم حالياً بالعديد من المشروعات على مستوى الطرق والكبارى والصحة والتعليم والغذاء، ومجالات وقطاعات أخرى كثيرة، ويجب أن يهتم الإعلام بتغطيتها بشكل شامل، لأن كل قطاع من هذه القطاعات، بداخله الكثير من المجالات، التى يجب أن تشملها التغطية، لتوثيق لتلك المشروعات بالشكل المناسب لحجم أهميتها، بالإضافة إلى تغطية المناطق المستفيدة من هذه المشروعات.

وختم علم الدين حديثه قائلاً: نحن أمام طفرة غير مسبوقة فى المشروعات القومية والطرق، والمدن الجديدة، والأمن الغذائى، وهنا يأتى دور الإعلام فى الحديث عنها بشكل مستدام ويتسم بالمتابعة، وإبراز الدور الذى تقوم به الدولة، والدور المنوط أن يقوم به المواطن، والتأثيرات الاستراتيجية لهذه المشروعات، ثم الدور المطلوب من المواطن للحفاظ عليها ومدى الاستفادة منها، والعائد الذى سيتحقق فى المستقبل.

طارق سعدة

دور رئيسى

وفى سياق متصل قال د. طارق سعدة نقيب الإعلاميين، إن الإعلام المصرى لاعب رئيسى ومهم فى دعم الدولة المصرية فى الداخل والخارج، ففى الداخل ينشر وينقل الصورة الحقيقة للواقع الذى تشهده الدولة فى الوقت الراهن، ومحاربة الإرهاب فى الجبهة الداخلية والعناصر المتطرفة، والتكفيرية، والعناصر الخارجة عن القانون فى كافة أنواع الجريمة لتحقيق الأمن والاستقرار بأقصى درجاته، بالإضافة إلى التطور الكبير الذى نشهده فى مدى زمنى قصير للغاية على مستوى التنمية والمشروعات العملاقة.

وأضاف سعدة قائلاً: لابد أن يستمر الإعلام فى توضيح الإنجازات والإيجابيات التى تحققت وتحدث فى الدولة المصرية والتى تشبه المعجزات، ومنها مشروعات التنمية المستدامة، والبنية التحتية، وعلى رأسها الطرق والكبارى، ومشروعات التنمية الزراعية والصناعية، وكذلك تسليط الضوء على جيشنا المصرى العظيم، وهذه رسالة مهمة للداخل والخارج، وكلها موضوعات يجب أن يكون الإعلام فيها مثل المرايا التى تعكس الواقع المشرف الذى تشهده الدولة حالياً.

واستطرد نقيب الإعلاميين حديثه قائلاً: يرى الجميع فيما يخص الجبهة الخارجية تحركات الدولة المصرية ودبلوماسيتها المتناغمة فى الكثير من القضايا ومنها أزمة سد النهضة، وتوطيد أواصر العلاقات والتعاون المشترك فى كافة المجالات بين مصر ودول الجوار، والدول الأفريقية، وعودة الكثير منها إلى المحيط المصرى إيماناً بدور الريادة المصرية على القارة السمراء، وكيف أن العالم أجمع يستفيد من الخبرات المصرية فى مختلف القضايا العالمية، وهنا يأتى دور الإعلام فى تناول هذه القضايا بشكل مكثف وموضوعى، ونقلها ليس على المستوى المحلى فقط أو باللغة العربية فقط، وإنما بكل اللغات، والدول المراد مخاطبتها لكى تصل الرسالة قوية وصحيحة من أرض الواقع.

ويرى سعدة أن التعامل الصحيح مع أى شائعات تستهدف الدولة المصرية يجب أن يتم باحترافية وأسلوب علمى سيوفر على الدولة الكثير والكثير، لافتاً إلى ضرورة اتباع العديد من الطرق لمواجهة هذه الآفة، ومنها نقل المعلومات والأخبار من مصادرها الرسمية، وأن تجعل صورة الواقع هى التى تعبر عن نفسها، وهنا نستطيع دحر الشائعة من أساسها، بالإضافة إلى أهمية أن يكون هناك خطط استباقية للمواجهة دون أن يكون الإعلام مجرد رد فعل فقط يقتصر دوره على التكذيب أو النفى.

وختم سعدة حديثه قائلاً: دور الإعلام الأساسى فى نقل ما يدور من إنجازات وموضوعات مهمة وسرعة تغطية الخبر من قلب الحدث، سيكون بهذا الشكل سلاحاً قوياً ومهماً فى دعم الدولة، كذلك رفع درجات الوعى الذى يجب أن يلعبه الإعلام المصرى مهم فى تنوير وتثقيف المواطن، بكل ما يدور فى محيطه حتى يستطيع انتقاء المعلومة الصحيحة ورفض المعلومة الخاطئة.

بناء الوعى

ومن جانبه أكد الإعلامى نشأت الديهى رئيس قناة تن: أن مصر تواجه حرباً حقيقية ، ودورنا كإعلاميين هو تحديد آلية مواجهة لهذا الإعلام المعادى، كأساس لدعم بلدنا، ومن ينكر المؤامرة شريك فيها، مشيراً إلى أن معركة بناء الوعى هى البنيان الأهم والأخطر فى مسيرة بناء دولة مصرية عصرية، والوعى باختصار هو أن يكون المواطن على بينة أولاً بما يجرى حوله على أرض مصر من تغيير حقيقى للواقع.

وأضاف الديهى أنه لابد أن يكون الإنسان المصرى على علم بالمخاطر والتحديات التى تواجه وطنه فى الداخل والخارج، متسائلاً: كيف نصل الى المواطن وكيف نوصل إليه بهذه الحقائق؟ ومن هنا تأتى آلية العمل على بناء الوعى بشكل شامل وعاجل، من خلال الإعلام، لافتاً إلى أن دور المؤسسات والهيئات الإعلامية هو دور تشاركى مع كافة مؤسسات الدولة للوصول إلى نقاط تلاقٍ وتواصل مع المواطن لخلق هذه الحالة من الوعى.

وختم الديهى حديثه قائلاً: نحن جميعاً كإعلاميين فى ظهر الدولة المصرية دائماً، وأحياناً أمامها نرى ونشاهد الصورة فى الخارج وماذا يقال عن بلدنا، والإعلام لم يعد دوره قاصراً فقط على نقل الأخبار أو التعليق عليها أو التحليل، وإنما تخطى دوره وحدوده وأصبح يلعب دوراً سياسياً كإحدى أدوات الدولة المصرية ليست الناعمة وإنما الخشنة الحقيقية، وهناك الكثير من الدول التى باتت تتفاوض عن طريق وسائل إعلامها، وترسل وتستقبل رسائل من خلال إعلامها، وبالتالى يجب النظر إلى أهمية دور الإعلام بشكل مختلف خلال هذه المرحلة، لأنه أصبح أحد أركان المعادلة فى صناعة الأمن القومى للدولة المصرية.

نشأت الديهي

السوشيال ميديا

ويرى الإعلامى أحمد سالم، أن دعم الإعلام للدولة المصرية يتم من خلال توعية المواطن بفكرة التحديات الداخلية والخارجية التى تواجهها بشكل مستمر، حيث لعب الإعلام دوراً مهماً فى الرد على الكثير من الادعاءات الخاصة خلال الفترة الماضية فى الملفات الخارجية،  فكان الإعلام سلاحاً مهماً على أرض الواقع فى تقديم وتوضيح الرؤية الصحيحة خلال هذه الفترة.

وأضاف سالم أن عرض الإعلام للإنجازات على أرض الواقع، وما تحقق منها على الأرض، والجهد المبذول فى الكثير من المجالات المتنوعة والمختلفة، مثل الطرق، الصحة، الغاز، الطاقة، والكهرباء أمر حتمى، لكى يشعر المواطن بالمصداقية، مع التأكيد على وجود السلبيات فى سلوكياتنا، وهذا يستوجب من الدولة تغليظ العقوبات خلال الفترة المقبلة، وهنا يجب أن يستمر هذا النهج بأهمية التنويه فى الإعلام على ضرورة احترام القانون، ومواجهة أى سلوك خاطئ بما يصب فى النهاية لصالح تنمية وبناء الوطن.

وختم سالم حديثه قائلاً: واجب الإعلام بعد انتشار السوشيال ميديا أن يكون أكثر مصداقية؛ لأن مواقع التواصل الاجتماعى ليس عليها رقيب أو حسيب، فإذا نشرت خبراً أن فلاناً مات، وهو فى الحقيقة على قيد الحياة لن يحاسبنى أحد على ما كتبت، أما الإعلام التقليدى فيخضع للحساب، والمطلوب منه هو التحقق من المعلومة بسرعة وبأصدق حتى يدعم جهود الدول».